أسئلة تحتاج لمن يجيب عليها

احمد شعبان في الخميس ١٧ - يونيو - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً

من الغريب والمثير للدهشة ونحن نعيش في القرن الواحد والعشرين بعد أن تطورت الحضارة الإنسانية علميا وتكنولوجيا حتى تجاوزنا عالمنا الأرضي المحدود إلى آفاق السماء أن نجد شعبا محاصرا ومستذلا بالصورة التي نجد عليها الشعب الفلسطيني ، وبسبب الاستمرار الذي تجاوز النصف قرن أصبح هذا مألوفا ومستساغا من المجتمع الدولي .

وحين خرج بعض ممن ارتقوا بإنسانيتهم لكسر حصار الجوع والمرض والتشريد عن الفلسطينيين هبط عليهم في المياه الدولية جبابرة إسرائيليين ليحولوا بينهم وlig;بين أهدافهم النبيلة بقتل بعضهم واقتياد الباقين إلى غياهب السجون والمعتقلات بعربدة غير مسبوقة. 

 وبعد أن انقضي زمن الاحتلال العسكري عن خريطة العالم  أعيد مرة أخرى  في منطقتنا بالعراق وأفغانستان .

حقيقة أن القانون العام على الكرة الأرضية يقوم على التهام الكائنات الأقوى للكائنات الأضعف لإيجاد التوازن البيئي بين الأحياء.

ولكن من الملاحظ أن هذه الكائنات يعيش كل نوع منها متعاونا مع بعضه كجماعة " أمم “.

ومن الملاحظ أيضا وجود صراعات داخل بعض تلك الجماعات على مناطق النفوذ فالجماعة القوية داخل كل أمة تستحوذ على مناطق الكلأ والماء وتحرم غيرها منها . 

ونجد الإنسان بحكم تطوره يسيطر على كافة الكائنات والأحياء الأخرى يقتل منها ما يراه  ضارا به ، ويقتات على ما يغذيه ويستغل ما يزيد من رفاهيته ليس ذلك فحسب بل انسحبت تلك السيطرة من الإنسان إلى أخيه الإنسان فنجد الجماعات القوية تلتهم الجماعات الضعيفة أو تستحوذ على خيراتها وتفرض سيطرتها عليها .

ولا نجد التعاون إلا في إطار التوازن بين القوى .

ولكن بعد أن بلغ الإنسان سن الرشد وتطور أخلاقيا ومعرفيا ووضع معايير لحياته اتفق عليها المجتمع الدولي وأصبحت الإطار المرجعي حين خروج أي طرف عليها .

وما لا نعرف له سببا حتى الآن تكرار خروج إسرائيل على هذا الإطار المرجعي دون أدنى رادع من المجتمع الدولي وبحماية القطب الأوحد في العالم المعاش أمريكا .

هل ما زالت القوة فوق المعايير ، والأطر المرجعية والقوانين وضعت لتكبيل الأضعف ، هل ما زلنا نعيش في غابة كباقي الحيوانات ولا قيمة لتقدمنا وتطورنا ، وما يقال عن الأخلاق والقوانين ستار للسيطرة ، أم أن المسألة صراع بين القيم التي يتبناها كل فريق ، وما السبيل لإدارة صراع القيم بصورة عادلة  أو الوصول إلى قيم مثلى يتبناها الجميع .

أم أن المسألة هي تلبية الاحتياجات والرفاهية بكل الطرق غير المشروعة بمعنى الجشع والطمع فيما يملكه الآخرين .

أم هي خليط من كلا السببين " صراع القيم ، الجشع والطمع " .

وما دور الأديان والمعتقدات  بهذا الصدد ؟ .

أسئلة تحتاج لمن يجيب عليها .

ولكن قبل وبعد الإجابة ألا يجب أن نتعظ ، ونحاول امتلاك القوة التي تحمينا من قانون الغابة بغض النظر عن المجتمع الدولي الذي تيقظ أخيرا ويحاول أن يصلح بعض مما فسد .

ألم يكن تجمعنا في إطار تنوعنا كفيل بأن يجعلنا نمتلك مثل هذه القوة .

ومن هنا يجب ألا يجب البحث عن آليات هذا التجمع ، وخاصة أن نمتلك كل مقومات هذا التجمع من وحدة اللسان والدين والتاريخ والجغرافيا وقبل وبعد كل شيء " المصالح " .

وهذا لن يتأتي إلا بإصلاح الفكر الدين حتى نرى قبل غيرنا نور الدين الذي يصلح أخوالنا في الدنيا والآخرة .

اجمالي القراءات 11200