* وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومــه * X

عبد الرحمان حواش في الإثنين ٠٧ - يونيو - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً

 

                                * وما  أرسلنا  من رسول إلا  بلسان  قومــه * 

X

- قلت في مقالات  سابقة ، أن الله  بعث محمداً ( الصلاة والسلام عليه ) إلــــــى العالمين   (... وأرسلناك للناس رسولا...) النساء 79. وفي سبإ  28  ( وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيراً ونذيراً ...) . وقلت أنه سبحانه وتعالى –أخبرنا – أنه جاء بلسان قومه، الذين أرسل إليهم ، - العالمين – وكافة الناس( وما أرسلنا من رسول إلا  بلسان قومــه ليبـين لهم ... ) إبراهيم 4.

- فبما أن قومه  ليسوا " العرب " – كما نظن - ! وإنما قومه أولئك الذين أرسل إليهم ، ولذلك يجب  أن نجد في كتاب الله – في الرسالة – يجب أن نجد فيه من لسانهم . بينت– ذلك- في تسع مقالات سابقة وستتبعها – بحول الله – مقالات ، إن أطال الله العمر.

- وبينت – كذلك – أننا نجد في لسان الذين أرسل إليهم ( ORBI )(... وممن حولكم من الأعراب ...) والأعراب– كما بينت - : هم الفرس والروم واليونان – والكرد ، والدروز ، والبربر، و... و... . نجد أن تلكم الكلمات - التي نجدها في لسانهم -  تُبـيّن وتفسر كتاب الله  وءاياته، أحسن بكثير مما نُبينها، وتنفي الإشكال والإفتراء في  تفسيرها مثل: مكاء moquerوأمّـة: omettre. وجبلاًّ:jubilé  . وهيت : Heat. والجودي : jetée  . إلى غير ذلك وإن لم تكن كلها  - كما بينت –

- الرجاء الرجوع إلى تلكم الكلمات ونقدها .

- رقّّمت هذه الحصة : بـ : X  لأن الحصة IX  السابقة لها هي : حقيقة المعراج  من كتاب الله ورقمها IX: سدرة المنتهى sidéral.

- بينت أن لسان من حول البيت ( الكعبة ) هو اللسان العالمي الذي أُصهر حولها  ( urbi )  والذي جاء به القرءان  ( وأذّن في الناس بالحج ياتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فجّ  عميق ) الحج 27. كل  ذلك  بناء على أن لسان الناس أصله واحد وأن الله هو الذي علمهم أياه. ( وعلم ءادم الأسماء كلها ... لا علم لنا إلا ما علمتنا ... ) البقرة 31/32. وأن هذه  الألسنة واختلافها ءاية ( ومنءاياته ... واختلاف  ألسنتكم  وألوانكم إن فـــــي ذلكلآيات للعالمين )  الروم 22.

1) فرج : جاء في كتاب الله بنفس الجرس اللفظي سواءً  للذكر أم للأنثى ( قل للمومنين ... ويحفظوا فروجهم ... ) ( وقل للمومنات ... ويحفظن فروجهن ...) النور 30/31.

- نجد هاتين الكلمتين بنفس الجرس اللفظي وذلك – كذلك – سواءً للذكر أم للأنثى في الفرنسية – مثلا :

- للذكر : verge( القضيب )  V= F

- للأنثى :verginityvirginitévierge- عذرة – بكارة ... وباللاتينية وما تصرف منها : virginitas- virgen – vergine

2) النـوى: في قوله تعالى ( إن الله فالق الحب والنوى ... ) الأنعام 95.نجد بيان هذه الكلمة عند الذين أرسل إليهم بنفس المعنى وبنفس الجرس اللفظي . وهو noyau. نواة الفاكهة، ونواة الذرة، ونواة الخلية .noyau de fruit, et noyau de la cellule et de l’atome- stone-  : nuclens – cell-  ونجدها  بالأمازيغية ( بربرية ) إيـنّـوْ –

- كان الأقدمون يفسرون النوى، بنواة التمر- وبَس – وإنما الإعجاز القرءاني يجعل هذا الفلق وهذا النوى يشمل نواة الخلية ، ( السلالة –( cellule- cell– كما سبق أن ذكرت – ونواة الذرة وانفلاقها.

- ولقد اشار المولى العليم القدير ، على ذلك ، في قوله تعالى : ( ... وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ولاأصغر من ذلك ...) يونس 10 وكذلك سبأ 34.وما أصغر من الذرة !?  إلاّ  انقسامها ، انفلاق النوى ( الذرة )  وانشطاره . division- scission –sécession – nuclear fission

- وصدق الله العظيم  ( سنريهم ءاياتنا  في  الآفاق  وفي أنفسهم  حتى  يتبين لهم أنــه الحق ...) فصلت 53.

3) قـدّ: جاء في سورة يوسف ( عليه السلام ) : ( ... وقَّّدّت قميصه ... ) ( ... إن كان قميصه  قُــدّ ...) يوسف  الآيات 26- 27-28.  هذه اللفظة لها نظيرها، جرسا ومعنى، في الإنجليزية cutبنفس المخرج الصوتي: T=Dونجدها  في اللسان الأمازيغي نكّـض. وكذلك لفظة نقض ( نقض العهد – والأيمان والميثاق ) ونكث وكذلك قضى  وقطع . كلها قريبة من لفظة قـدّ – في المعنى وفي الجرس اللفظي .

4) أكنـة: في قوله تعالى ( ... وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه ...)الأنعام 25.  ومثلها في الإسراء 46  والكهف 57 . وفصلت 5. وكلها نسبة إلى القلب، وجاءت بصيغة: ربط  نسبة إلى القلب – كذلك – في سورة القصص 28( ... لولا أن ربطنا  على   قلبها  لتكون  من المومنين ...) والكهف 18  والأنفال 8 .

لفتــة: يبدو أن أكنة جاءت صفة بالنسبة للقلب الذي لا  يقبل الحق فهو يُربط من الداخل . أما الربط  فجاء على القلب المومن - من خارجه -  حتى لا يدخله الشك ولا يرتاب  بعد إيمانه.والله أعلم .

- نجد هذه اللفظة  أكنـة  في – لسان الذين أرسل  إليهم – وهي knot   والتي بمعنى عقدة ،  رباط،بالإنجليزية – وتبيّنها أحسن تبيين جرساً ومعنى ، وكذلك بالألمانية  knotenوباللسان الأمازيغي ( البربرية) قّـن بمعنى شـدّ، وربط . وكذلك قانون ( لاتينية ) canon- canôn.( تشريع–قواعد ) وكذلك gaine( غمـد ) وكذلك- chain -   ch = k - chaîne ( سلسلة).

 5) صـوف: في  قوله تعالى: ( ومن أصوافها ...) النحل 80.ونجد  في  نفس  المعنى والجرس اللفظي  SOFT( بالإنجليزية) – بلسان الذين  أرسل إليهم – والتي بمعنى : رخو، ناعم ، دافئ ...  كما نجد : sofa( صُـفّــة ) الأريكة، بالفرنسية والإنجليزية .

6) بلـى : في  قوله تعالى : ( ... قال يا  ءادم هل أدلك ... وملك لا يبلى...) طـه 120.نجد في لسان الذين أرسل إليهم : paléo  بمعنى : قديم . وهذه اللفظة  يونانية  palaïosبمعنى  بال  وقديم، فصارت عنصراً مضافا لما له علاقة بالقديم : paleolitique- paleolithic-paleontolgie  etc ... B=P

الحجر القديم و علم  الإحاته ( الحفريات ، الآثار )

- ونجد لفظة oblitererالتي  هي  قريبة  لمعنى  بلى : ( طمس – إبــــــــطال – إزالة ... ) و oblitérate

7) بـلاء: في  قوله تعالى : ( ... وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم ) البقرة 49.وكذلك الأعراف 141 وإبراهيم 6.

- نجد هذه اللفظة في لسان الذين أرسل إليهم : باللاتينية  bellum( حرب )  بالإنجليزيــــة blow( صدمة )  blood.( دم ) وما تصرف منه. belligerant( حـــربي )    belliqueux.

8) ضيـاء: في قوله تعالى : ( هو الذي جعل الشمس ضياء ...) يونس 5.

- نجد في بعض ألسنة الذين أرسل إليهم كلمةdayبالإنجليزية  التي معناها النهار وجـــــاءت – خاصة –DIفي كل أيام الأسبوع بالفرنسيةlundiالتي بمعنى الضياء  أو النهار كما جاءت  DIES  بنفس المعنى ( باللاتينية واليونانية ) وجاءت صفة للنهار DIURNEوجاءت في  THEO  نسبة إلى   Théologue – Théology( لاهوتي )

- نلاحظ أنها كلها بحرف " الضـاد " والنهار ضياء.ولنا كذلك بنفس الجرس اللفظي DIEUالذي يأتي بالنهار، وهو نور السماوات والأرض كما وصف نفسه ( الله نور السماوات والأرض ...) النور 35  ( قل أرأيتم إن جعل الله عليكم الليل سرمدا إلى يوم القيامة من إلاه غير الله يأتيكمبضياء أفلا تسمعون ) القصص 71.

- وجاءت هذه اللفظة بنفس الجرس وبنفس الدلالة  باللاتينية: DEI- DEUS- DIOS

و DIES باليونانية.

لفتــة: نلاحظ  أن الله استعمل  في ءايتي القصص 71 و72 – على الأقل - : ( ... أفلا تسمعون...) في ءاية الليل والظلام  واستعمل ( ...أفلا تبصرون ...) في ءاية النهار والنور. ذلك أن حاسة النور إنما هي البص. كما جاء ذلك – كذلك – بالنسبة لحاسة السمع : ( هو الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه (– والنهار مبصرا-) إن في ذلك لآيات لقـــــــــــوم يسمعون )يونس 67. ( ومن ءاياته منامكم بالليل والنهار... إن في ذلك لآيات لـــقوم يسمعون ) الروم 23.وكذلك بالنسبة لفتية الكهف (فضربنا على ءاذانهم  في الكهف سنين عدداً ثمبعثناهم ...) الكهف  11/12. كما جاء بالنسبة لحاسة البصر في ءاية الإسـراء 12. ( ...وجعلنا ءاية النهار مبصرة ...) وجاء في ءاية النمل 86( ... والنهار مبصراً...) ( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ) ( أفلا يتدبرون القرءان ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا).

9) جـوّ: في قوله تعالى : ( ألم يروا إلى الطير مسخرات في جـوّ  السماء...)النحل 79.نجد هذه الكلمة  في لسان الذين أرسل إليهم : Géoوأصلها  يونانية  ومعناها  : علم مواصفات سطح الأرض ومساحتها،  فصارت في اللسان الفرنسي –gée-بالتعميم – نسبة  للأرض .

كما صارت عنصراً مضافا géographieوغيرها. ولذلك أضاف الله  الجوّ  إلى السماء ، ولم يقل ( ... " في الجو " ...)  فلفظة جو –إذاً- غير خاصة بالسماء فقط.

10) صلـد: في قوله تعالى ( ... كمثل صفوان عليه تراب فأصابه وابل فتركه صلداً ...) البقرة 264.نجد هذه اللفظة في لسان الذين أرسل إليهم، كلمة- solid-  solideبمعنى صلب وقاس. ونجد في اللاتينية solidus – solido-بنفس المعنى والجرس اللفظي.

إنتهى - بحول الله وقوته - القسم العاشر مما وجدت في كتاب الله من الألفاظ التي لها علاقة بألسنة للذين أرسل إليهم. وستلي - إن شاء الله – العشرات من الحصص لأني وجدت في كتاب الله  حوالي ألف كلمة – من نوع ما تقدم –أيّدني الله بروح منه – حتى أبلغها . ءامين .

  • أما أن نقول ونكتب أن تلكم الألسنة أخذت من " العربية " فلنتدبر ! ولنتفكر !كيف ?ومتى ?وألا يضحك علينا غيرنا  بملإ شدقيه !

 

  • والله  أعلـــــم

 


 

اجمالي القراءات 17923