هل بقى شيئ حلال فى حياة المسلم ؟
تأملات فى الفتاوى النكدية

محمد صادق في الخميس ٢٧ - مايو - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً

تأملات فى الفتاوى النكدية

هل بقى شيئ حلال فى حياة المسلم ؟

تطول قائمة الفتاوي التي لم تبق حلالا يذكر في حياة المسلم فقد صدرت...

فتوى اللجنة الدائمة للإفتاء بتحريم إهداء الزهور، فتوى الشيخ ناصر بن حمد الفهد بتحريم العطور، فتوى شيخ الإسلام ابن تيمية بتحريم علم الكيمياء ويصفه بالسحر، فتوى الشيخ بندر الشويقي بهدر دم تركي ال&;كي الحمد ويطالب بقتله حالا،فتوى الشيخ ابن باز في تحريم القول بدوران الكرة الأرضية ، فتوى الشيخ بن جبرين في تحريم عيد الحب،فتوى الشيخ ناصر بن حمد الفهد في تحريم التصفيق، فتوى الشيخ عبد الله بن جبرين في الجهاد ضد الشيعة ووجوب البصق في وجوههم، ثلاثة فتاوي مباركة في تحريم ربطة العنق وتحريم الملابس الرياضية وتحريم لعبة البلياردو،فتوى الشيخ حمود بن عقلا الشعيبي في إهدار دم المغني الكويتي عبد الله الرويشد، فتوى الشيخ صالح الفوزان في تحريم السياحة أو السفر خارج المملكة السعودية تحريما قطعيا، فتوى الشيخ ناصر الفهد في تحريم أداء التحية العسكرية وارتداء اللباس العسكري، فتوى الشيخين عثمان الخميس و سعد الغامدي في تحريم الإنترنت على المرأة بسبب خبث طويتها ولا يجوز فتحه إلا بحضور محرم مدرك لعهر المرأة ومكرها....وهناك العديد من الفتاوي، أتوقف عند هذا الحد.

ولننظر ماذا يقول الغرب الذى سمحت الفرصة لأحد منهم لزيارة دول عربية: أنهم قوم لا يتحملون المسؤولية ويرفضون الاعتراف بالخطأ ويمسحون ذلك كله في إرادة الله وقدره وأن هذا من مقتضيات دينهم الذي يرى بأن الفعل في الدنيا كله للــه وأنه ليس للإنسان فيه كسب.

مما تقدم:هل يمكن أن نعرف أسباب ضياع هذه الأمة وتخلفها عن ركب التطور العلمي والتكنولوجي، ولماذا تعيش على هامش الحياة وما يخترعه الغربيون، إن الحلال والحرام يدور في فلك التشريع الإسلامي العام وهو تشريع قائم على أساس تحقيق الخير للبشر، ودفع الحرج والعنت عنهم، وإرادة اليسر بهم، ويقوم على مصلحة الإنسان كله أغنياء وفقراء وحكاماً ومحكومين، ورجالاً ونساءً، والإنسان كله بمختلف أجناسه وفي كل العصور. فقد جاء هذا الدين رحمة ألآهية شاملة لعباد الله في آخر طور من أطوار الإنسانية. وكان من آثار هذه الرحمة أن وضع الله عن هذه الأمة الخاتمة آثار التشديد والغلو فى الدين، وأوزار الإباحية والتحلل، التي أدخلها الوثنيون والكتابيون على الحياة فحرموا الطيبات وأحلوا الخبائث. وكان دستور الإسلام في الحلال والحرام يتمثل في آيات كثيرة من آيات القرآن الكريم.

الفقه الموروث هو فقه ذكورى فقه ألغى العقل وأغلق باب الإجتهاد والسبب أنه فقه يعتمد على الترادف لذلك تعطل العقل عن العمل وشُلت حركته. القرءآن الكريم ليس به ترادف إطلاقا ولا إختلاف ولا ناسخ ومنسوخ.هذا الفقه عبارة عن أحاديث وفتاوى وضعت فى فترة زمنية لا تصلح اليوم للتعامل بها ما أنزل اللــه بها من سلطان، فلا بد من تصحيح الفقه ليتعامل مع الواقع المعاصر حيث أن القرءآن الكريم صالح لكل زمان وكل مكان. أقولها مرة ثانية حتى لا يأتى من يريد أن يشكك، المطلوب تجديد الفقه الموروث وتصحيح العلاقة مع رب العباد وكيفية ممارسة الشعائر الدينية طبقا لتعاليم اللـــه سبحانه فى القرءآن الكريم، وليس تصحيح الدين أو إختراع دين جديد، كما يتوهم المشككين والمتأسلمين فى ما ندعوا إليه.

ظاهرة الغلو من اخطر الظواهر الفكرية التي تنشا في المجال الديني, وقد أخذت هذه الظاهرة تنبعث في عصرنا بصورة مقلقة للغاية, ويتزايد ظهورها بين أوساط الشباب خاصة, وبالشكل الذي يلفت النظر إليها, ويحرض على التأمل فيها. لهذا كان من الضروري العودة إلى القران الكريم الذي تحدث عن هذه الظاهرة. وذلك لمعرفة المنطق القرآني في النظر لهذه الظاهرة.

وكلمة الغلو وردت في القران الكريم مرتان, وجاءت في سياق الحديث عن نهي أهل الكتاب, والنصارى منهم بالذات عن الغلو في الدين. والآيتان هما, قوله تعالى:

" يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ ۚإِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَىٰ مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ ۖفَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ۖوَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ ۚانْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ ۚإِنَّمَا اللَّهُ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖسُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ ۘلَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗوَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا "  النساء171,

وقوله تعالى: " قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ "  المائدة 77-

نقف هنا وقفة تدبر فى هاتين الآيتين وما يمكن الإسفادة منهما....

تتحدد كلمة الغلو من حيث الاستعمال الحقيقي لها في مجال العلاقة بالدين, ويراد من هذه الكلمة وصف العلاقة غير السوية بالدين, أي بتجاوز الحد زيادة وإضافة, أو نقصانا ونكرانا على ما حدده وقرره الدين. الزيادة والإضافة هو ما وقع فيه النصارى باعتقادهم أن المسيح هو ابن الله, أو أنه الله, أو القول بعقيدة التثليث. والنقصان والنكران هو ما وقع فيه اليهود بنكرانهم لنبوة نبي الله عيسى.

في هاتين الآيتين خطاب موجه إلى أهل الكتاب الذين وقعوا في مشكلة الغلو, وكانت أعظم مشكلة وقعوا فيها. والقرآن ينبهنا إلى هذه المشكلة الخطيرة ويلفت نظرنا إليها لكي نكون على بصيرة في أمر ديننا.

: إن مشكلة الغلو قد تنشأ بطريقة ذاتية, وقد تنشأ بطريقة متوارثة من قوم سابقين. فآية النساء تشرح مشكلة الغلو حين ينشأ بطريقة ذاتية بسبب إشكاليات وتفسيرات بشرية خاطئة في فهم العقيدة ( ولا تقولوا على الله إلا الحق ). وآية المائدة تشرح مشكلة الغلو حين ينشأ بطريقة متوارثة من قوم سابقين ( ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل)

لذلك، آية النساء تخاطب أهل الكتاب وتذكر بعصرهم القديم حين ظهرت عندهم مشكلة الغلو في الدين, وآية المائدة تخاطب أهل الكتاب بعد ظهور الإسلام وتذكرهم بألا يتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل

فقد حددت آية المائدة مصير الغلو في الدين, وأنه ينتهي بأهله إلى الضلال والابتعاد عن سواء السبيل. واللافت في هذه الآية أنها كررت كلمة الضلال بصيغة الفعل ثلاث مرات. مرة كان المقصود بها الذين أدخلوا الغلو في الدين وهم الذين وصفتهم الآية ( ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا ). ومرة كان المقصود بها الناس الذين اتبعوا أولئك في ضلالهم, وهؤلاء هم الذين قالت عنهم الآية ( وأضلوا كثيراً ). ومرة كان المقصود بها الذين بقوا على ضلالهم بإعراضهم عن الإسلام بعد بلاغه إليهم, وهؤلاء هم الذين قالت عنه الآية ( وضلوا عن سواء السبيل).

إن مشكلة الغلو التي ظهرت عند أهل الكتاب لا يمكن أن تحدث في الإسلام, لكن يمكن أن تحدث عند المسلمين أو عند بعضهم, ومن المفترض أن لا تحدث أساساً لأن الإسلام نزل بلسان عربي مبين, ويهدى من يتبعه سبل الرشاد, ولأنه نزل كاملاً (.....الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ....) المائدة 3. ولأنه يمثل سواء السبيل أي انه دين الوسطية والاعتدال. والغلو يضل صاحبه عن سواء السبيل أي ينتهي بصاحبه إلى التطرف والتحجر والجمود.

لهذا فإن ظاهرة الغلو هي ظاهرة غريبة عن الإسلام, وهي من الظواهر الخطيرة التي تضل الإنسان عن سواء السبيل.

لقد حددت هاتين الآيتين مفهوم الغلو في إطار علاقته بمفهوم الحق ( لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق ), وفي آية المائدة ( لا تغلوا في دينكم غير الحق ), وهذا يعني أن الغلو هو خروج أو تجاوز على الحق. والمقصود بالحق تارة ما قرره الوحي والكتاب وهذا من جهة النص, وتارة ما وافق السنن والقوانين الإلهية وهذا من جهة الواقع. والواقعاليوم نرى تلكم الآيات المباركة ـ على كثرتها ـ متجسدة على الأرض، وكأنها نزلت في عصرنا، تتحدث عن واقعنا، وتسلط الأضواء على ساحة صراعنا.

لقد أمرنا الله سبحانه وتعالى بالتدبّر في كتابه وأمرنا من خلال كتابه بالتدبّر في كونه وخلقه وشؤونه ، أمراً يأتي في مساق الاستفهام والنفي الإنكاري (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا") محمد24 . والآية تورّي بطريقة غير مباشرة بأن حاصل من لا يتدبر هو الختم على قلبه.

قوله تعالى: " الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ" آل عمران 191.  وليس المقصود مجرد التدبر الإيماني المحض ، فهذا من ضرورات تصحيح العقيدة ومن مستلزمات قيامها أصلاً ، وإنما يُراد بذلك أيضا التفكر العقلي الخالص والتأمل الذهني الذي يفضي إلى الكسب المعرفي الصحيح.

نقول هذا انطلاقاً من الحالة التّعسة التي تعيشها جماهير الأمة الإسلامية ، التي ألغت العقل إلغاءً شبه كامل ، وحقّرت دورهُ وعطّلت استثماره ، بل وإنها فعلت ذلك أحياناً باسم الإيمان توهماً منها أن من مستلزمات الإيمان الصحيح أن يقوم الإنسان بكبح جماح العقل ولجم أسئلته المزعجة ، وظناً بأن هذه الأسئلة تؤدي إلى أن يتزعزع إيمانه ويتذبذب يقينه.

وهكذا كان الحصاد المر لخمسة قرون والممتدة من القرن التاسع إلى القرن الرابع عشر، كان الحصاد المر فيها الخرافة والشعوذة وتعاطي السحر وتصديق التنجيم والاعتماد على الكهانة على مستوى الاعتقاد ، وكان الحصاد المر على مستوى السلوك التواكل، والتواكل يختلف عن التوكل ، فالتوكل جزء من مستلزمات الإيمان والعمل أما التواكل فنقيض الإيمان.

كان التواكل وكان الجهل وكان الكسل الذهني وكان العزوف عن العلم، وتُوّجَ ذلك بإغلاق باب الاجتهاد وشيوع التقليد فالتعصب المذهبي فتقديس السابقين فالرضا بالعلم الجاهز ، وهو العلم الذي تعب فيه الأوائل ولكنه ليس علماً قابلاً للتطبيق أو صحيحاً لكل زمان ومكان لأنه ليس وحياً ولا شرعاً ، وإنما هو اجتهاد عقلى في زمان ومكان لتنزيل الوحي على واقعٍ محدد. وعندما يزول هذا الواقع المحدد نحتاج إلى إعمالِ الذهن من جديد في كل مقتضيات الفقه . ولهذا يوجد الفرق بين الفقه وبين الشريعة وهذا الفرق لا يجد مسوّغه إلا في هذه الحقيقة . ولهذا كانت الشريعة خالدةً أما الفقه فمتحرك ، وتنزيل الشرع إلى الواقع بجهد العقل يتغير من زمان إلى زمان ومن مكان إلى مكان.

وأخيراً ، انتهينا في القرن العشرين إلى التخلف التكنولوجي الذي أثمر تحكم الغرب فينا حتى أذلّنا هذا التحكم أيما إذلال ، فنحن نستجدى لقمة الخبز كمانستجدى منهم الصاروخ والطائرة . بل إننا نأخذ منهم أبسطَ ما استطاع الإنسان أن ينتجه منذ عهد الفينيقيين والفراعنة وهو القمح ، ونأخذ منهم آخر تجهيزات التكنولوجيا في مجل الاتصال أو الحرب.

وهذا عجزٌ ولكنه عجز لا يتعلق بمقتضيات القوة والتدافع ، وإنما يتعلق بهذه الجذور التصورية والمعرفية التي بدأتها متسلسلة من سوء الظن بالعقل والخشية منه على الإيمان ، إلى وجود خللٍ في العقيدة وخلل في السلوك وضياع على مستوى الرؤية والمنهج . ولإنقاذ حالنا التعسة مما نحن فيه فإن علينا أن نعيد الاعتبار إلى العقل بصفته نعمةً من الله ، وبصفة العقل وسيلة من وسائل التكريم والبقاء والتدافع فإننا سوف نُسأل عن هذه الوسيلة. وبصفة العقل قرين الإيمان فليس العقل متضارباً مع الإيمان ولا مُقللاً من قوته وعمقه ، ولا هازاً لأركانه ، بل على العكس العقل هو الذي يصون الإيمان تماما كما أن الإيمان هو الذي يصون العقل . ذلك أن الإيمان بدون عقلٍ يصبح خرافة كما أن العلم بدون إيمان يصبح إلحاداً ، فمن أجل دينٍ بلا خرافة وعلمٍ بلا إلحاد الرجوع إلى القرءآن الكريم مصدرا فى كل امورنا وحركاتنا وتأملاتنا الدنيوية حتى نحصل على رضا رب العالمين الذى أنزل كتابه المبين من أجل سعادتنا وليس شقوتنا فى الدنيا والآخرة.

ان الذي دفعني الى كتابة السطورالتالية هوترديد بعض المعلومات دون تدقيقها من قبل البعض على انها ممارسات اسلامية ، مما يسيء الى الاسلام:

يقول الطبري:ان" سيحون وجيحون والفرات ودجلة من انهار الجنة ".... ولننظر إلى مصدر هذه المعلومة:

سفر التكوين في التوراة يذكر الانهار الاربعة

جاء في التوراة( سفرالتكوين) : " وَكَانَ نَهْرٌ يَجْرِي فِي عَدْنٍ لِيَسْقِيَ الْجَنَّةَ، وَمَا يَلْبَثُ أَنْ يَنْقَسِمَ مِنْ هُنَاكَ إِلَى أَرْبَعَةِ أَنْهُرٍ: *الأَوَّلُ مِنْهَا يُدْعَى فِيشُونَ، الَّذِي يَلْتَفُّ حَوْلَ كُلِّ الْحَوِيلَةِ حَيْثُ يُوْجَدُ الذَّهَبُ. *وَذَهَبُ تِلْكَ الأَرْضِ جَيِّدٌ، وَفِيهَا أَيْضاً الْمُقْلُ وَحَجَرُ الْجَزْعِ. * وَالنَّهْرُ الثَّانِي يُدْعَى جِيحُونَ الَّذِي يُحِيطُ بِجَمِيعِ أَرْضِ كُوشٍ. *وَالنَّهْرُ الثَّالِثُ يُدْعَى حِدَّاقِلَ وَهُوَ الْجَارِي فِي شَرْقِيِّ أَشُّورَ. وَالنَّهْرُ الرَّابِعُ هُوَ الْفُرَاتُ" 10-14

وهو – كذلك - نهر هام عندهم – ومن ثم عند اسرائيل والحركة الصهيونية– اذ يشكل عندهم احد حدود دولتهم التي رسمها الاههم الى أَبْرَامَ (ابراهيم) ، اذ جاء في التوراة (سفرالتكوين) : "الوعد بأرض: فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ عَقَدَ اللهُ مِيثَاقاً مَعْ أَبْرَامَ قَائِلاً: سَأُعْطِي نَسْلَكَ هَذِهِ الأَرْضَ مِنْ وَادِي الْعَرِيشِ إِلَى النَّهْرِ الْكَبِيرِ، نَهْرِ الْفُرَاتِ. *أَرْضَ الْقَيْنِيِّينَ وَالْقَنِزِّيِّينَ، وَالْقَدْمُونِيِّينَ * وَالْحِثِّيِّينَ وَالْفَرِزِّيِّينَ وَالرَّفَائِيِّينَ *وَالأَمُورِيِّينَ وَالْكَنْعَانِيِّينَ وَالْجِرْجَاشِيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ " 18-21

وجاء في وعد الله بحماية شعبه ، كما في التوراة (سفرالتكوين):" وَأَجْعَلُ تُخُومَكَ تَمْتَدُّ مِنَ الْبَحْرِ الأَحْمَرِ إِلَى سَاحِلِ فِلِسْطِينَ، وَمِنَ الْبَرِّيَّةِ حَتَّى نَهْرِ الْفُرَاتِ، وَأُخْضِعُ لَكَ سُكَّانَ الأَرْضِ فَتَطْرُدُهُمْ مِنْ أَمَامِكَ.*لاَ تُبْرِمْ مَعَهُمْ وَلاَ مَعْ آلِهَتِهِمْ مِيثَاقاً، *وَلاَ تُسْكِنْهُمْ فِي أَرْضِكَ لِئَلاَّ يَجْعَلُوكَ تُخْطِيءُ إِلَيَّ، لأَنَّكَ إنْ عَبَدْتَ آلِهَتَهُمْ، فَإِنَّ ذَلِكَ يَكُونُ لَكَ فَخّاً "31-33

هذه فتاوي جماعات في السعودية وانبثقت الى اليمن احتكرت على نفسها اسم السلف وكان ليس لااحد التسمي بهذا الاسم الاهمواحتكروا على انفسهم اسم السنة والجماعة وكاننا اهل الكفر والتفرقة.

1- فتوى اللجنة الدائمة للإفتاء بتحريم إهداء الزهور،تحرم هذه الوردة الخبيثة التي تجلب الروائح المغرية للجنس والغرائزوهي تقليد للغرب اللعين ومسخ للهوية الإسلامية الصافية.

2-فتوى الشيخ ناصر الفهد في تحريم التصفيق

3- فتوى الشيخ عبد الله النجدي في تحريم لعب كرة القدم

4- فتوى الشيخ سليمان الخراشي في جواز نهب أموال العلمانيين وانتهاك حرماتهم

5- فتوى الشيخ ناصر الفهد في تحريم أداء التحية العسكرية

6- فتوى الشيخ عائض الدوسري في جواز الدسيسة ضد الشيعة وأصحاب الأفكار المنحرفة

7- فتوى الشيخ عبد الله بن جبرين في الجهاد ضد الشيعة والبصق في وجوههم

8-فتوى الشيخ عبد العزيز آل الشيخ في جواز اختراق المواقع وتخريبها والتجسس على الايملات وذلك لنصرة منهج السلف الصالح

9-  وفتوى بتحريم اللباس الأبيض للمرأة، وفي افغانستان قانون الجنس مقابل الغذاء، وتحريم صبغ الشعر واستخدام السيشوار. وأفتى ابن باز بحرمة الملابس الداخلية. وبحرمة حزام الأمان لأنه يمنع القضاء والقدر

10-  والكثير من فتاوى علمائنا اليوم والتي تكتظ بها ارفف مكتباتنا وعقول شبابنا،

وإليكم بعض رؤوس الفتاوى التى شرعت الكفر والتحريم:

فتوى بكفر من حلف بغير الله

فتوى بكفر الذين يأتون العرافين والمنجمين والسحرة وما شابههم

فتوى بكفر الذين يتعاملون مع أبراج الحظ والطالع

فتوى بوجوب إزالة الكنائس من دول الخليج العربي وغيرها من بلاد المسلمين

فتوى بتحريم دراسة القوانين الوضعية أو تدريسها

فتوى بحرمة حلق اللحية

فتوى بحرمة الإحتفالات الدينية كالموالد والمناسبات الأخرى

حرمة الأسورة النحاسية التي يعالج بها مرض الروماتيزم

حرمة الاختلاط بأهل الكتاب أو التشبه بهم

كفر من دعا أو طالب بتحكيم المبادئ الاشتراكية والشيوعية

حرمة عمل المرأة

حرمة قيادة المرأة السيارة

حرمة الأغاني والموسيقى

حرمة الصور والمجلات المصورة

حرمة ارتداء المرأة للساعة في فترة العدة للمتوفى عنها زوجها

عدم جواز الصلاة وراء المدخن أو مرتدي الملابس العصرية

فتوى بحرمة ذهاب المرأة إلى الكوافير...

أقول بكل صراحة وبأعلى صوت من أفتى بحرمة أو تكفير ولم يأتى بدليل من القرءآن وكفى... هو كذاب أشِر ومفترى على اللــه ورسوله، يقول اللــه تعالى فى محكم كتابه:

وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَٰذَا حَلَالٌ وَهَٰذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ " النخل 116

هؤلاء كبار سلاطين وعلماء الدين في زماننا هذا ومن تنادون ان يحكمونا وهذا كلامهم وتفكيرهمفلا والله لن نرضى ان نخضع لهم ولا لسلطتهم الدينية البعيدة كل البعد من الدين الاسلام السمح، أن زمن رجال الدين قد انتهى.

اتمنى ان تصحوا ضمائرنا ونعطي كل ذي حق حقهفليس كل عالم دين كما نعتقد عالم بكل شيئ، فقد ذهب زمان ان نستفتي عالم الدين في كل شيئ فالحياة قد افرزت علوم وتخصصات دقيقة، فكيف ان يتفرغ رجل الدين لدراسة الشريعة الاسلامية ثم يأتي ويطالب تسليمه امور دولة وما هو سلاحه على حد زعمه....!

الشريعة الاسلامية... ويا للعجب

  

فتاوي التكفير والخروج من الملة

وهذه الفتاوي في حد ذاتها كارثة علمية وإنسانية، فبعض الدعاة والشيوخ تخصصوا في هذه الفتاوي، ويكفي أن نذكر أن للشيخ سليمان بن صالح الخراشي (شيخ الصحوة المباركة كما يقدم نفسه) زاوية خاصة اسمها (تكفير المثقفين في الوطن العربي)،ورد في قائمته تلك تكفير وتحليل قتل 70 (سبعين) كاتبا ومثقفا منهم: أحمد لطفي السيد،جبران خليل جبران،أبو القاسم الشابي،محمد سعيد العشماوي،عبد الرحمن منيف،عبد الله العروي،إيليا أبو ماضي،يوسف إدريس،نجيب محفوظ،طه حسين،جمال الغيطاني،نوال السعداوي،فرج فودة،فؤاد زكريا،جابر عصفور،أمينة السعيد،نصر حامد أبو زيد،نزار قباني،محمود درويش،سميح القاسم،محمد خلف الله،محمد عابد الجابري،أحمد البغدادي،فرح إنطون،سلامة موسى،إحسان عبد القدوس،عبد السلام المسدي،جورجي زيدان،محمد الرميحي،غادة السمان،كاظم الساهر،أحلام مستنغامي،المطربة أم كلثوم،غازي القصيبي،محمد الأحمد الرشيد،عبد الله الغذامي،تركي الحمد،حسن المالكي،حمزة المزيني،تركي السديري،أحمد أبو دهمان، سليمان الهتلان، منصور النقيدان،المدعو محمد عبده وزمرته من المارقين، عبد الله السحان، ناصر القصبي،محمد أركون،غسان كنفاني،عثمان العمير،فهد العبد الجبار،بدر شاكر السياب،عبد الله البردوني،عبد الله البردوني،عبد الوهاب البياتي،صلاح عبد الصبور، حمزة شحاتة، أدونيس،إبراهيم الكوني،عبد العزيز المقالح،الطيب صالح،حمد الجاسر،خالص جلبي،مؤنس الرزاز، منصور الحازمي،عبد الله أبو السمح

وقد تضمنت نفس الفتوى: (تحريم جريدة الشرق الأوسط، تكفير من يودع أمواله في البنوك، و تكفير من لا يكفر الكفرة)، وهذه البنود الثلاثة من شأنها تكفير الغالبية العظمى من المسلمين، فمن بقي مسلما حقيقيا لم يتم تكفيره؟؟. و ليتنا نعرف الحيثيات التي اعتمد عليها الشيخ سليمان بن صالح الخراشي في هذا التكفير لسبعين كاتبا ومفكرا، تحتاج مؤلفاتهم لما لا يقل عن مئة وسبعين باحثا ودارسا وربما لعشرات السنين للبحث فيها وتقديم الأدلة على حقيقة تكفيرهم، فكيف تسنى ذلك للشيخ الخراشي بهذه السرعة. والخطورة في الواقع العربي والإسلامي أن هناك بعض الجهلة المغرر بهم من يسعى لنيل الأجر والجنة الموعودة بتنفيذ القتل في هؤلاء الذي تم تكفيرهم، وعلى هذه الخلفية تم اغتيال فرج فودة، ومحاولة اغتيال نجيب محفوظ قبل موته الطبيعي، وفرار نصر حامد أبو زيد إلى هولندا.

واليكم نص التكفير

فتاوي شيخ الصحوة المباركة العلامة سليمان بن صالح الخراشي في تكفير المثقفين في الوطن العربي نقلا عن موقع الداعية العلامة السلفية ام انس

وإليكم عدد بسيط من أسماء الذين صدرت فيهم فتاوى التكفير من مجمل 70 إسم تقريبا وما خفى كان أعظم.

تكفير أحمد لطفي السيد، الشاعر إليا أبو ماضي، الأديب نجيب محفوظ، الأديب طه حسين، الأديبة نوال السعداوي، المفكر فرج فودة، الباحثة أمينة السعيد، الروائي إجسان عبدالقدوس، الروائية غادة السمان، المغني كاظم الساهر، الروائية أحلام مستنغامي، المغنية أم كلثوم، الشاعرة فدوى طوقان، الشاعرة سعاد الصباح، الروائي مؤنس الرزاز، المدعو عبدالله أبو السمح، تكفير من يودع حسابه في البنوك، تحريم جريدة الشرق الأوسط، الشاعر صلاح عبدالصبور، المؤرخ جورجي زيدان.....والقائمة ليس لها نهاية....!  

أن الإسلام حدد السلطة التي تملك التحليل والتحريم فانتزعها من أيدي الخلق، أيا كانت درجتهم في دين الله أو دنيا الناس، وجعلها من حق الرب تعالى وحده. فلا أحبار او رهبان، ولا ملوك أو سلاطين، يملكون أن يحرموا شيئا تحريما مؤبدا على عباد الله. ومن فعل ذلك منهم فقد تجاوز حده واعتدى على حق الربوية في التشريع للخلق، ومن رضي بعملهم هذا واتبعه فقد جعلهم شركاء لله واعتبر اتباعه هذا شركا يقول اللــه سبحانه: "  أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ ۚ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ ۗ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ " الشورى(21).

وقد نعى القرآن على أهل الكتاب (اليهود والنصارى) الذين وضعوا سلطة التحليل والتحريم في أيدي أحبارهم ورهبانهم، فقال تعالى في سورة التوبة:

" اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَٰهًا وَاحِدًا ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۚ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ " 31

ان يكفر مثقفينا فهذا امر مرفوض من اناس اتخذوا من الدين باب ارتزاق فهذه الفتاوى واهية لا اصل لها ولا اساس فهي اما ارضاء لحقد في نفس المفتي او ارضاء لحاكم او فتوى مدفوعة الثمن.

 في ظل هكذا عقليات وفتاوي ظلامية جاهلة ... أقول ..حسبى اللـــه ونعم الوكيل....

اجمالي القراءات 15672