مع كل احترامي وتقديري اختلف معك استاذي

دينا عبد الحميد في الإثنين ٢٧ - نوفمبر - ٢٠٠٦ ١٢:٠٠ صباحاً

قبل ان ابدأ اود ان اوضح شيئاً هاما جدا وهوان الاستاذ الكبير الدكتوراحمد صبحي منصور ليس استاذي فقط ولكنه ابا لى وله الكثير من المعزة والتقدير والاحترام ولكن كما علمنا استاذنا ان الاختلاف فى الرأي واجب وانه يجب على المرء ان يقول رأيه مهما كان مخالفا وذلك ليس للهجوم ولا الانتقاد ولكن للاقتراب من الحقيقة .
لقد قرأت مقال الاستاذ الكبير الدكتوراحمد صبحي منصور وعنوانه "البكاء غداً على أطلال وطن !! " وارجوا ان يسمح لى استاذي بالاختلاف معه فى نقاط كثيرة والاتفاق معه فى نقاط كثيرة ايضاً . ولنبدأ بنقاط الاختلاف ...........
ورد فى مقال الدكتوراحمد صبحي منصور الآتي:
العراقيون يقتلون أنفسهم بأيديهم وأيدى الايرانيين والسوريين وبقية المسلمين السنيين والشيعة.
تعجبت جدا من هذه الجملة لماذا دائما ننسى الفعل ونتذكر رد الفعل لماذا دائما ننسى الجانى ونعاقب ونلوم المجنى عليه . من السبب فى حالة الفوضى العارمة التى تجتاح العراق؟ أليس الاحتلال الامريكي الغاشم الذي تحدى المجتمع الدولى والقانون الدولى والقانون الانسانى واعلن حربه ضد شبح أسماه الارهاب وهم من صنعوه من البداية وفى النهاية اتخذوه الذريعة التى من خلالها يمكنهم الحفاظ على مصالحهم فى منطقة الشرق الاوسط بحجة القضاء عليه .
ولست الوم امريكا وحدها فنحن مسئولين ايضاً عما يحدث فى العراق فنحن للاسف متشبعين بثقافة التعصب والتخلف واضطهاد الذات وهو ما يستغله عدونا فينا ليهزمنا ويجعلنا طوع أمره ويحركنا كما يشاء ويوجهنا كما يحلو له حتى انه يجعلنا نلقى بأنفسنا من أعلى الجبال ونحن فخورون بما نفعل .

وايضا جاء فى مقال الدكتور أحمد صبحي منصور :
" الفلسطينيون يقتلون أنفسهم بايديهم وأيدى الاسرائيليين لأن الفلسطينيين يؤمنون بالحل الصفرى المستحيل فى التعامل مع اسرائيل : ( إما نحن وإما هم ) ، وتلك معادلة ليس موعدها الا يوم القيامة حيث سيكون المجال والمآل إما الى الجنة وإما الى النار، ولا توسط بينهما ، كما قال تعالى ( فريق فى الجنة وفريق فى السعير ) ( الشورى 7 ). "
هل الفلسطينيين ايضاً هما المسئوولون عن المذابح التى تقوم بها اسرائيل وقتل الاطفال الفلسطنيين بدون اى ذنب اقترفوه غير انهم قد ولدو فى هذه الارض المحتلة من أناس ادعو ان الله قد وهب لهم هذه الارض فجاءوا من جميع انحاء العالم ليستولوا خيرات ارض ليست لهم ويتركوا اصحاب الارض الاصليين جياع وبلا سكن بعد هدموا بيوتهم فوق رؤوسهم.
أليست اسرائيل هى اكبر نموذج فى المنطقة للدولة الدينية العنصريةالمستبدة التى تستغل الدين فى تحقيق اهداف ومصالح غير مشروعة.
انا ارفض تماما قلب الموازين والمسميات ويصح المعتدى برئ ونوقع كل اللوم على المعتدى عليه........
والسؤال الهام هنا هل صحيح ان اسرائيل تريد السلام مع الفلسطنيين ؟طبعا لا وجود سلام ليس فى مصلحة اسرائيل اطلاقا والذي يتخذ نظرية " الحل الصفري" هى اسرائيل عندما تقوم بإبادة مدن فلسطينية كاملة فهى بذلك تعلنها صراحة اما نحن ام انتم وهذا شئ مؤكد لان حسب النظرية الديموجرافية اذا كان هناك سلام بين الفلسطنيين والاسرائليين فمع مرور الوقت سيكون الحكم للاغلبية بحكم الطبيعة وليس القوة وإإذا كانت فلسطين الان بها حرية وديموقراطية اكثر من كل الدول العربية مجتمعين فما بالنا لو صحيح هناك سلام بين الطرفين من المؤكد سوف يؤدى هذا لتقدم الدولة الفلسطينية لتأثرها بتقدم الدولة المحتلة لها ومع مرور الزمن سوف يسترد الفلسطنيين ارضهم وبدون اى حرب ولكن اسرائيل لن تسمح بهذا ابدا ولن تسمح ان يكون هناك سلام لانه تهديد لكيانها ولوجودها فى المنطقة .
أما عن الجيل الجيل الذي ولد على ارض فلسطين من الاسرائليين فلهم الحق فى أن يحصلوا على الجنسية الفلسطينية ليس ان يأخذوا الارض ويحكموا فيها كما هو الحال لاولادنا المغتربين خارج اوطانهم والذين يتزوجون وينجبون هناك فهل من حق اولادها ان يعيشوا فى تلك البلاد ويطردوا اولاد البلد الاصليين خارجا طبعا لا ولكن من حقهم الحصول على جنسية تلك البلد كما يكون لهم الحق فى ترشيح انفسهم فى الانتخابات السياسية فيما بعداما ان يذبحوا اولاد البلد الاصليين ويضطهدوهم ويبيدوهم فليس هذا طبعا من حقهم . إذا ان يكون هناك مواليد فى فلسطين من الاسرائليين ليس مبررا لاحتلال ارض فلسطين وبالنظر للتجربة فى جنوب افريقيا نجد ان الارض عادت الى اصحابها الاصليين رغم ايضا ان هناك الكثير من الاوروبيين الذين قد ولدو على تلك الارض .
ان اسرائيل مشروع فاشل بكل المقاييس لن يستمر كثيرا وخاصة بعد الهجوم الذي تعرضت له اسرائيل على يد المناضل البطل حسن نصر الله والذي اكد ان اسرائيل ليست بعيدة عن صواريخنا ولا عن يدنا. ارجوا ان يتسع صدر استاذي لى فقد ورد ايضا فى المقال :
" الشعب اللبنانى يتأهب لنفس المصير.
بعد خمسة عشر عاما من الحرب الأهلية التى دمرت الأخضر واليابس فى لبنان فان اللبنانيين اليوم على شفا حرب أهلية بفعل الايرانيين والسوريين وحزب الله.
حزب الله منذ البداية أعطى نفسه الجزء المقدس من المعادلة الصفرية فجعل نفسه حزب الله وبالتالى فالآخرون هم حزب الشيطان. وقام منذ خمود الحرب الأهلية بالاستعداد والتمدد حربيا واقتصاديا داخل لبنان. واصبح جاهزا ليكون أخطر ذراع لايران فى المنطقة تضغط به على مصر والخليج و أمريكا والغرب"
هل اصبحت ايران هى عدونا الذي نخشاه واسرائيل هى الصديق الذي يجب ان نعقد معه الهدن والسلام ؟ اننا بذلك نعيد نفس الخطا الذي اوقعتنا فيه امريكا من قبل وهو مساعدتها على القضاء على الاتحاد وبالتالى تنفرد امريكا بالعالم لتفعل به ما يحلو لها . والان تريدنا امريكا ان نساعدها فى القضاء على ايران حتى تنفرد اسرائيل بالمنطقة وتفعل بها يا يحلو لها . وجود قوة ثانية فى المنطقة يفعل توازن فلا تستطيع اسرائيل فرض سيطرتها الكاملة فى المنطقة تحسبا لوجود دولة مثل ايران ولكن للاسف نحن نقف فى وجه ايران ونحاول مساعدة العدو للاطاحة بها وحتى الان لا اعرف السبب !
نحن شعوب متخلفة وللاسف ان العدو يستغل هذا التخلف ويتحكم فينا ويرسم لنا الخطوط والطرق التى تؤدي بنا الى التهلكة ونحن صاغرون مستسلمون وبدلا ان نوجه جميع قوانا لمحاربة عدونا المشترك فنحن نحارب انفسنا ونعمل دائما لمصلحة عدونا وليس لمصالحنا نحن.
وانا اتفق تماما مع استاذي الدكتور احمد صبحي منصور فى الآتي:
" تلك الشعوب العربية تسير بثقة وتؤدة نحو انتحار بطىء ومؤلم ولكنها ليست مشغولة مطلقا بهذا الانتحار الذى يلاحقها أو ينتظرها . لأن لديها القضية الشاغلة والمصيرية الأعظم : حجاب المرأة.
تغطية شعر رأس المرأة أكثر خطورة من أنهار الدماء فى العراق التى لا يتحدث عنها أحد ولا يهتم بها أحد. وأهم من ضحايا فلسطين ومعاناة الفلسطينيين الذين لا يأبه بهم أحد ولا ينصحهم أحد. وأهم وأخطر من الهاوية التى تنتظر لبنان و سوريا و ومصر والسودان والجزيرة العربية وشمال افريقيا.
كل ذلك يهون ولكن حجاب المرأة لا تهاون فيه و لا تنازل عنه."
فصحيح اننا اختزلنا شرفنا وكرامتنا فى تلك القماشة التى توضع على الرأس والتى يسمونها حجابا ولكن كرامتنا وشرفنا المهدور فى العراق من اغتصاب للاسرى وقتل المدنيين الابرياء والمذابح التى تقوم بها اسرائيل فى فلسطين لا يساوى شيئاً مقارنة بهذه القماشة .
اخيراارجوا من استاذي العزيز الدكتور احمد صبحي منصور ان يقبل اختلافي معه وان يلتمس لى العذر ان اخطأت .


اجمالي القراءات 17612