نظرية داروين في النشوء و الارتقاء
لا تناقض بين العلم و الدين

????? ????? في الأحد ٢٦ - نوفمبر - ٢٠٠٦ ١٢:٠٠ صباحاً

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته,
أريد هنا مناقشة موضوع مهم أرى أن الكثير يتهرب منه.
نظرية التطور العضوي التي وضعها داروين أصبح لها العديد من البراهين التي تأكد صحتها و لكن كثيرا ما هوجمت هذه النظرية باسم الدين و كأنها نظرية تفند وجود الله و العياذ بالله و جعلها البعض مرادفا للالحاد.
أريد في هذا الموضوع أن أوضح بأن لا تناقض بين هذه النظرية و الاسلام.

لم يزعم داروين أن هذه النظرية تنفي وجود الله و لم يقل بأن التطور يفسر خلق الحياة بل غاية ما ذهب اليه أن التطور يفسر تعدد الأنواع الحيوانية و النباتية.

لا يلزم أن يكفر بالدين كل من قال بتسلسل الأنواع الحية من أصل واحد أو من عدة أصول بل حتى العوامل الطبيعية التي فعلت فعلها في هذا التسلسل هي من تدبير الله.

نبدأ بالرد على كل من يعتبر أن هذه النظرية مرادفة للالحاد:

أولا: هناك من يقول أن هذه النظرية تنفي أن الله هو من خلق الانسان:

المشكلة تكمن هنا بأن البعض يجهل الكيفية التي يخلق الله بها:


((كَذَلِكِ اللّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ)) آل العمران الآية 47

القرآن لا يزعم بأن الانسان هو أول مخلوق على الأرض. فما المانع بأن الله قال فليكن هناك انسان فحدثت عوامل طبيعية بتدبير منه و ظهر الانسان.

(( وَ بَدَأَ خَلْقَ الإنسَـانِ مِن‌ طِين)) السجدة الآية 7
هذه الآية لا تعني بالضرورة بأن الله حول الطين مباشرة الى انسان فمثلا لننظر الى هذه الآيات الكريمة:

((وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاء بَشَراً)) الفرقان الآية 54
((خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ)) العلق الآية 2

بالنظر للآيتين 54 و 2 نلاحظ مراحل في خلق البشر فالآية 54 مثلا لا تعني بأن الماء تحول الى انسان مباشرة و لا الآية 2 تعني بأن الدم تحول الى انسان مباشرة.

((وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِن مَّاء فَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى بَطْنِه ِوَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى أَرْبَع يَخْلُقُ اللَّهُ ٍمَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)) النور الآية 45

ما أريد أن أوضحه بأن القرآن يوضح مراحل للخلق و لا يزعم بالضرورة بأن كل شيء خلق على حدى بل خلق كل شيء بتنظيم و تدبير من الله تعلى ؛ و غاية ما ذهب اليه القرآن بأن أول مرحلة من خلق الأنسان كانت الطين و هو ما أثبته العلم حديثا حيث توضح أن أصل المادة الحية على الأرض هو من الأرض نفسها و لكن العلم يجهل كيف حدث كل هذا التنظيم و لماذا حدث.

فلننظر الى هذه الآية الكريمة:
((وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ)) الروم الآية 27
واضح معنى الآية بأن مخلوقات جديدة ستظهر فما المانع بأن تظهر كائنات جديدة نظرا للتطور العضوي (و هو ما يحدث الآن في عالم الميكروبات).

مثال آخر هو نشوء الأرض فلم يزعم القرآن بأن الأرض كانت كذلك مبا
اجمالي القراءات 18127