حقائق منسية بين الشرق والغرب

رمضان عبد الرحمن في السبت ٠٢ - يناير - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً

 

حقائق منسية بين الشرق والغرب
 
من هذه الحقائق خطأ الغرب تجاه الشرق أو ما يعرف بالدول الإسلامية أو منطقة الشرق الأوسط عموماً، دائماً وأبداً نستمع من الناس هنا في هذه المنطقة أنهم يتهمون الغرب أنهم منحطين أخلاقياً وثقافياً ويفعلون كل الرذائل، وبحكم أنني أعمل في مجال المقاولات، وهذا يعرضني لأن أتعامل مع شريحة كبيرة من الناس، والأغلبية منهم يتهمون الغرب بكل ما هو سيئ رغم أن البعض من المسلمين الجاحدين من هاجر إلى الغرب وحقق ثروات طائلة منها، لو عاش في أي دولة من الدول الإسلامية أو هاجر إليها لبقي شحات كما بقيت ملايين الناس إلى الآن وهذه حقيقة لا ينكرها إلا جاحد أو جاهل، الغرب يعيش به ويؤوي ملايين المسلمين يأخذون جميع حقوقهم ويعبرون عن آرائهم بكل حرية، الغرب المتهم بعدم الأخلاق والتسامح يساعد ابن السبيل والمسلمين ينتقمون من ابن السبيل، الغرب لم يخترع أن يجامع الذكر ذكراً، لم يخترع استحياء النساء الغرب ، الغرب لا يعلم شيء عن السجون والتعذيب إلا من هذه المنطقة، الغرب الذي اكتشف ثروات هذه الدول من بترول وخلافه في العصر الحديث وأنقذ هذه الدول من الجهل والتخلف والجوع، أصبحوا مخطئين ونحن الذين لا نخطئ ونرى أنفسا ملائكة أطهار، فعلاً أن الغرب أخطأ تجاه الشرق في شيء واحد وهو أن قدم التكنولوجيا والتقدم الصناعي إلى هذه الدول وخسارة أصلاً أن تمتلك هذه الدول غير الحمير والإبل والخيمة لكي يعيشون كما عاش أجدادهم آلاف السنين في ذلك وقبل أن يتسرع احد ويقول أن الغرب تقدم بمعادلات ونظريات وعلماء الشرق في الرد يفهمه الجاهل قبل العالم، وهو لماذا لم نتقدم نحن في الشرق بهذه النظريات والمعادلات والعلماء، إذاً نحن بدون الغرب لا شي هذا من ناحية التقدم أما من ناحية الثقافة حين نتهم الغرب بالرذائل وأن ثقافتهم هي من طغت علينا بالسوء، إذن لا ثقافة لنا ولو كان يوجد ثقافة مترسخة في الشرق ما تهاوينا أمام الثقافات الأخرى وتركنا الثقافة الأفضل كما يدعي البعض ثم لمذا لم تطغى ثقافتنا في الشرق المتسامحة وذات الأخلاق العليا على ثقافات الآخرين، أم أننا لا نملك غير نقد الآخرين فقط ولذلك نعيش في وهم كبير بأننا نحن الأفضل والآخرين منحطين ولو كنا الأفضل كما يتوهم البعض لصلاحنا أنفسنا قبل غيرنا الذين حين يرون الفقر والجوع وانتهاك حقوق الإنسان في بلاد المسلمين يتخوفون من الإسلام حتى لا يتعرضوا إلى الجوع والفقر والظلم وانتهاك حقوقهم، فمن مخطئ في حق من وبدلاً من أن يحافظ المسلمين علي جوهر الإسلام ليكون  (رحمة إلى العالمين) المسلمين فعلو العكس وجعلوا الإسلام رعب إلى العالمين بسلوكهم، دليل ذلك إذا ذهب أي مواطن من الدول الإسلامية كي يحتمي بأي دولة ربما أجبرته الظروف علي فعل ذلك يقفلون بوجهه الأبواب أو يقومون بتسليمه إلى بلدة رغم أن الإسلام نص على أن تجير من يطلب الاستجارة، الغرب المتهم بفعل الرذائل لم يقفل الأبواب بوجه أحد طلب الاستجارة بهم ولن تستطيع أي دولة من الدول الإسلامية أن يطلب رئيسها باسترجاع مواطن ذهب لكي يحتمي في أي دولة من الدول الغربية، هذا أمر مرفوض، وقد جاء للمسلمين أيضا في القران إذا كانوا مؤمنين أصلاً بالقرآن أن يتعلموا مع   أهل الكتاب في الكلام بالتي هي أحسن، مع الأسف أن أغلبية المسلمين فعلت وتفعل العكس تجاه أهل الكتاب وغير أهل الكتاب باتهامهم بالسوء وتزكية أنفسهم على الجميع وتناسوا أهل هذه المنطقة أن الله أرسل جميع الأنبياء هنا من شدة ظلم وطغيان أهل هذه البلاد، ثم إذا كان يعتقد البعض أو الأغلبية أن التقدم في العلم أو التكنولوجيا هي من أفسدت شعوب هذه المنطقة، أذكر الجميع أنهم فسدوا وظلموا قبل التقدم بآلاف السنين ولذلك أرسل الله الأنبياء لكي يوقفوهم عن ظلمهم فمن وجهة نظري أن الفساد والهداية خرجت إلى العالم  من هنا أي من هذه المنطقة فإذا ازداد الفساد في أي امة لا تلقي باللوم علي غيرها من الأمم وإنما يلقون باللوم علي أنفسهم.
 
رمضان عبد الرحمن علي
اجمالي القراءات 10404