اللعنة فى القرآن

رضا البطاوى البطاوى في الجمعة ١٨ - سبتمبر - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً

                              بسم الله الرحمن الرحيم

                                   اللعنة فى القرآن

الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد

هذا مقال عن اللعنة فى القرآن         

من يلعن ؟

إن الذى يلعن هو

-الله ومعنى أنه يلعن أى يعذب –الملائكة ولعنتهم هو دعائهم على الكفار – الناس وهم المسلمون وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون "وفسر الله اللاعنون فقال بسورة البقرة "أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين"

من الملعونين ؟

إن الملعونين هم الذين كفروا بدين الله وماتوا وهم على تكذيبهم دين الله وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين "وقال بسورة الأحزاب "إن الله لعن الكافرين "

كيف تتوقف اللعنة ؟

إن لعنة أى غضب الله ولعنة أى دعاء اللاعنين وهم طلاب الغضب تتوقف فى حالة توبة الملعونين أى إصلاحهم  وهو إسلامهم وفى هذا قال تعالى فى سورة البقرة "أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم "

لماذا لعن اليهود ؟

لعن أى عاقب الله اليهود بسبب كفرهم وفى هذا قال بسورة النساء "من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه ويقولون سمعنا وعصينا واسمع غير مسمع وراعنا ليا بألسنتهم وطعنا فى الدين ولو أنهم قالوا سمعنا وأطعنا واسمع وانظرنا لكان خيرا لهم وأقوم ولكن لعنهم الله بكفرهم "فاليهود فى عهد النبى (ص)لما أتاهم الذى عرفوا من الحق كفروا به فكانت النتيجة أن لعنة وهى عقاب الله لهم وفى هذا قال بسورة البقرة "فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين "وبين الله لنا أن بسبب نقض يهود بنى إسرائيل ميثاقهم مع الله لعنهم أى عاقبهم وفى هذا قال تعالى بسورة المائدة "فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم "ولما قالت اليهود يد الله مقيدة لعنوا أى عوقبوا بما قالوا كذبا وفى هذا قال تعالى بسورة المائدة "وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا "وكفار بنى إسرائيل هم أشر الناس جزاء عند الله وهم من لعنه أى غضب الله عليه فجعلهم قردة وخنازير وعبد الطاغوت وأدخلهم النار وفى هذا قال تعالى بسورة المائدة "قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت وعبد الطاغوت أولئك شر مكانا وأضل عن سواء السبيل "وقد لعن أى دعى على الكفار من بنى إسرائيل بلسان أى بكلام وهو دعاء داود(ص)وعيسى(ص)  طالبين لهم العقاب بسبب عصيانهم وهو اعتدائهم وفى هذا قال تعالى بسورة المائدة"لعن الذين كفروا من بنى إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم بما عصوا وكانوا يعتدون "حذر الله أهل الكتاب أن يلعنهم أى يعاقبهم كما لعن أى عاقب أصحاب السبت حيث حول أجسادهم لأجساد قردة وفى هذا قال تعالى بسورة النساء "أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت "

لعنة الله على الشيطان :

بين الله لنا أن الكفار يدعون شيطانا مريدا والمراد شهوة فاعلة لعنها الله أى غضب الله عليها فى الدنيا والأخرة وفى هذا قال تعالى بسورة النساء "وإن يدعون إلا شيطانا مريدا لعنة الله " 

لعنة الله للمنافقين :

وصف الله المنافقين بأنهم ملعونين أين ما ثقفوا والمراد معاقبين فى أى مكان يجدهم المسلمون فيه بالقتل وفى هذا قال تعالى فى سورة الأحزاب "ملعونين أين ما ثفقوا أخذوا وقتلوا تقتيلا"

لعنة الكفار على الكفار:

إن ضعفاء الكفار يقولون وهم فى النار ربنا لقد أطعنا سادتنا وهم كبراءنا فما كان منهم إلا أن أبعدونا عن الحق ربنا آتهم ضعفين من العذاب أى العنهم لعنا كبيرا والمراد وعاقبهم عقابا مضاعفا وفى هذا قال تعالى فى سورة الأحزاب "وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيرا"

 اللعنة الأبدية :

قال الله لإبليس إن عليك اللعنة وهى الغضب والمراد لك العذاب إلى يوم القيامة وفى هذا قال تعالى فى سورة الحجر "وإن عليك اللعنة إلى يوم الدين "

الشجرة الملعونة:

إن الشجرة الملعونة هى الشجرة المحرمة فى القرآن وفى هذا قال تعالى فى سورة الإسراء "والشجرة الملعونة فى القرآن "

لعنة الإبتهال :

بين الله للنبى (ص)أن من جادله بعد الحق الذى أتاه فى أى قضية عليه أن يقول له تعال ندع أولادنا وأولادكم ونساءنا ونساءكم ونحن وأنتم ثم نبتهل إلى الله فنطلب لعنة الله وهى عقاب الله للكاذبين منا وفى هذا قال تعالى فى سورة آل عمران "فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين "

اللعنة على كاتمى الوحى :

إن الذين يخفون ما أوحى  الله من الآيات من بعد ما أظهره الله للناس فى الكتاب هم من يلعنهم أى يعاقبهم الله ويلعنهم اللاعنون والمراد ويطلب الطالبون العقاب لهم من الله وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس فى الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون "

لعنة الله على عاد :

إن عاد كذبوا بأحكام الله أى عصوا رسل الله أى اطاعوا حكم كل جبار كافر فكانت النتيجة أنهم اتبعوا فى الدنيا لعنة أى أصابهم فى الدنيا عذاب ويوم القيامة عذاب أخر وفى هذا قال تعالى فى سورة هود "وتلك عاد جحدوا بآيات ربهم وعصوا رسله واتبعوا امر كل جبار عنيد واتبعوا فى هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة "

اللعنة على المؤذين :

إن الذين يؤذون أى يكفرون بالله ونبيه(ص)لعنهم أى عذبهم الله فى الدنيا والأخرة وفى هذا قال تعالى فى سورة الأحزاب "إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله فى الدنيا والأخرة"     

لعنة الأشهاد:

إن الشهود يقولون يوم القيامة هؤلاء الذين افتروا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين والمراد عذاب الله للكافرين وفى هذا قال تعالى بسورة هود "ويقول الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين "ويقول المؤذن بين أهل النار وأهل الجنة إن لعنة الله على الظالمين أى عذاب الله للكافرين وفى هذا قال تعالى بسورة الأعراف "فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين "

 

اجمالي القراءات 39899