انا ح اروح الجنه وانت ح تروح النار

رفيق رسمي في الجمعة ١٠ - يوليو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً


الكل يعتقد ويؤمن كل الأيمان إن ما يؤمن به من دين هو الأصل والأصح و الأصلح على الإطلاق لكل زمان ومكان ، وهو الحق كل الحق ،وهو الحقيقة المطلقة بلا أدنى ذره من الشك ، وهو الذي سيجعله يذهب إلى الجنة و نعيمها والى الخلود والملكوت الابدى مباشرا لمجرد انه ينتمي إلى ذلك الدين ، لا بل إلى تلك الطائفة بعينيها دون غيرها من هذا الدين ، لا بل إلى ذلك المذهب بالذات من تلك الطائفة التي تنتمي إلى هذا الدين ، فهذا المذهب بالذات هو الوحيدة فقط لاغير الذي يرضى عنه الله ويرعاه ويحفظه كل &e; الحفظ ، و لم يناله أدنى تحريف ، ولم تشوبه إيه شائبة على الإطلاق ، لأنه تسلم تعاليمه السامية مباشرا من الله ، وكل المذاهب و والطوائف والديانات الأخرى بلا استثناء واحد قد شابها التحريف المؤكد بادله وبراهين علميه ومنطقيه لا شك فيها على الإطلاق ، هذا هو معتقد وايمان كل فرد فى كل طائفه وكل مذهب وكل دين بلا استثناء واحد

فالواقع الفعلى يقول ان الدين الواحد ينقسم إلى عده مذاهب متنوعة ومتعددة، بل والمذهب الواحد ينقسم إلى فرق وعشائر متناحرة ، الكل يعتقد ويؤمن كل الأيمان انه على صواب تام وكامل ، والأخر على خطا كامل ومصيره إلى جهنم وبئس المصير ، والسبب في ذلك الاعتقاد هو العقل الباطن في الإنسان نفسه الذي به مجموعه من الصفات تتوافق وتتضافر مع مجموعه أخرى من الخصائص في النفس، بسببها يتوهم الفرد أن كل ما ينتمي إليه هو غاية في الكمال ولا يشوبه أدنى نقصان ، وكل ما في ذهنه من أفكار هي الصواب بعينه وحدها فقط لا غير ، وما عداها خطا ، وإذا اعتقد في خطاها يشعر بالتعب الشديد حتى يتم تغييرها وتعديلها في مخزونه الثقافي وإطاره الدلالي المعرفي ، والأمر يكون أصعب جدا في المعتقدات الايمانيه الغيبية التي هي أكثر ثباتا ورسوخا من مجرد الأفكار العادية للحياة اليومية لان تغييرها شاق للغاية ، فالفرد العادي يحاول جاهدا أن يتجنب تعب انه على خطا بكل ما يملك من قوه وقدره بإعلانه انه على الصواب المطلق ، ويبرر ذلك بكل علوم المنطق والفلسفة بسبب الكبرياء وعزه النفس التىتمنعه من ذلك

، لذا ( فالاعتراف بالخطأ فضيلة كبيرة جدا )

وعلاج هذا يكون بملء العقل الواعي بكافه الأفكار التي تقبل ان اتراجع بسهوله ويسر عندما اكون مخطا ولا اشعر بادنى اهانه ، وتدعيم كافه الافكار والسلوكيات التى تجعلنى احترم كل الاحترام للا خر المختلف عنى كل الاختلاف ، وملئ العقل الواعى بكافه المعلومات التي تستطيع بسهوله تحجيم وتلجيم الأفكار المنبعثة بقوه من إلا وعى والمترسخه بعمق في العقل الباطن والتي ترفض الاخر المختلف عنى لانه يمثل المجهول ويثير داخلى غريزة ( الخوف من المجهول ) التى تسبب تعب نفسي شديد

ولكن ما يحدث عمليا على ارض الواقع من أولو الأمر منا من رجال الساسة والدين الموقرين الذين يملكون سلطات واليات التأثير على الرعية هو تدعيم ما في العقل الباطن من غرائز تبعث أفكار تدعم بشده كره الأخر المختلف عنى ، بل وقتله احيانا إذا تطلب الأمر ، والسبب في غرز وانتشار وتدعيم هذا الفكر المريض هو استثمار بعض رجال الدين الماجورين من بعض رجال السياسه لما هو موجود في العقل الباطن ( الأوعى) للقطيع وتوجيههم واستثمارهم ( لمصالحهم الشخصية البحتة ولضمان بقائهم ساده على الغنم و لتدعيم عزتهم و وقوتهم ولزيادة مواردهم المالية على حساب العامة من الشعب

ويحدث هذا احيانا في كل دين بلا استثناء ، ولكن بنسب متفاوتة ومتباينة وحسب الحالات الفردية ام هو فكر جمعي لهذا الدين ،

ولكنه أكثر ظهورا ووضوحا من المتأ سلمين ( الاسلامجيه ) المتاجرين بالدين لمصالحهم الشخصية البحتة ، المستفيدون منه كل الاستفادة على حساب الرعيه التى يتم استهلاكها ، لذا يرفضون كافه الأفكار الكثيرة الموجودة في الدين الاسلامى التي تحض على قبول الأخر والتعايش السلمي معه في سلام ومحبه وكره الظلم وإيثار العدل


ففي الإسلام مثلا إليكم بأسماء بعض الطوائف الإسلامية المنتشرة في العالم الإسلامي على سبيل الذكر وليس الحصر

( السنة و الشيعة )

الشيعة
تنقسم الى طائفة (الإمامة ) و التى تنقسم بدورها الى الإثنا عشرية ، الأصولية ،الشيخية )، وطائفة الركنية ، وطائفة الكشفية ، وطائفة السبعية وتنقسم إلى ( الإسماعيلية ، النزارية ،إسماعيلية فارس ( الحشاشين) ، الأغاخانية ،البهرة ،القرامطة ، الدرزية (الموحدون) - وطائفة العلوية - وطائفة (الزيدية ) - وطائفة (الإباضية) وطائفة ( الخوارج ) وتنقسم إلى ( الأزارقة ، النجدات، البهيسية ، العجاردة ، الثعالبة ، الصفرية ) - وطائفة المعتزلة - وطائفة الصوفية وتنقسم إلى ( التجانية ، القادرية، الشاذلية، السمانية ، الإدريسية ، البرهانية
السنة
وهى تنقسم إلى (السلفية / أهل الحديث ، الأشاعرة ، الماتريدية )
ثم يتم التقسيم مره اخرى فى مذهب واحد فقط من كل هؤلاء من مذاهب الاسلام وهو المذهب السنى السلفى الى مذاهب فقهية تختلف معا اختلافا بينا في الأحكام المستنبطة من القران والسنة وهم حسب ترتيبهم التاريخي:-

الإمام أبو حنيفة النعمان ومذهبه الحنفي
الإمام مالك بن أنس ومذهبه المالكي
الإمام محمد بن إدريس الشافعي ومذهبه الشافعي
الإمام أحمد بن حنبل ومذهبه الحنبلي
ثم القرانيون الذين يعترفون بالقران فقط لاغبر ولا يعترفون بالأحاديث النبوية

قال النبي ( ص ) : (والذي نفس محمد بيده لتفترقن أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، فواحدة في الجنة، واثنتان وسبعون في النار) . فايهم في الجنة ؟ وايهم في النار؟ ،الكل بلا استثناء واحد فقط يعتقد ويؤمن كل الإيمان بلا أدنى ذره واحده فقط من الشك انه هو الذي في الجنة بكل تأكيد والأخر بالقطع في النار، فما هو البديل غير الاقتتال ؟ والتناحر ؟ وتبادل الاتهامات بالكفر؟ وتحويل دنيانا إلى ساحات من الجحيم

فلكل فعل رد فعل مساوي له في المقدار ومضاد له في الاتجاه

إذا اتهمتني بالكفر فمن المؤكد والحتمي اننى سأرميك بنفس التهمه ، بل وأفظع منها ،وإذا كان لك أسانيدك المنطقية التى تبرر فعلتك تلك ، فسأخترع أنا أيضا الآلاف منها بعلم المنطق ، لان بداخلي خاصية التبرير التي تحب أن أكون على صواب دائما حسب رؤيتي الشخصية البحتة وحسب ما في ذهني من معلومات في اطارى المرجعي والدلالي ، فهل أنت إنسان لك كل الحقوق وأنا لا ؟

وإذا تعايشت معي وقبلتني واحترمت معتقداتي المختلفة معك فمن المؤكد والحتمي أنني سأقبلك أنا أيضا رغم كل الاختلافات معك وسأتجاوزها إلى المشترك بيننا ، فيكفى اننى أنا وأنت بشر، ونشترك في الادميه ونتقاسم الحياة سويا على كوكب الأرض وهذا لا خلاف عليه ، فتعال نحول حياتنا إلى جنه على هذه الأرض

بدلا من أن أقتلك وتقتلني ونحول حياتنا إلى جحيم ونخسر حياتنا الحاليه سويا ، ونتوهم جنه في الاخره غير مضمونه

اجمالي القراءات 12004