الكفر بالباطل من صفات المؤمن

رمضان عبد الرحمن في السبت ٠٤ - يوليو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً

الكفر بالباطل من صفات المؤمن

هل فعلاً أن العدل هو أساس الملك بين البشر، أم أن ذلك خرافات لا أساس لها من الصحة وأن العكس هو الصحيح بدليل أن الصراع على السلطة والمال وقتل الناس إما بسبب الحروب أو الجوع والفقر...الخ، ودائماً لم يصعد أي فرد على عرش أمة إلا وكان له ضحايا من أبناء هذه الأمة، وعلى سبيل المثال هل من يحكمون في الدول الإسلامية كان سبب وصولهم إلى الحكم هو العدل أم الظلم الفادح الذي أصبح دون غطاء، ولم يبق شيء إلا ويعلم عنه الجميع، وخاصة في عصرنا الراهن عصر المعلومات حيث ترى في بلاد الإسلام والمسلمين من يمتلك المليارات وترى النقيض من الناس من يعيش بين الأنقاض ويأكلون القمامة على مرأى ومسمع من الذين وصلوا إلى الحكم والملك عن طريق الظلم بمساندة البعض من رجال الدين، ومشاركتهم في ظلم الشعوب فإذا كان هذا هو العدل من وجهة نظر رجال الدين والحكام فإننا أول من يكفر بهذا العدل المزيف، وتوجد في القرآن آيات كثيرة تحث المؤمنين على أن يكفروا بكل ما هو باطل.

ولهذا أقول أن الظلم هو أساس الملك والحكم وليس العدل في بلاد الإسلام التي لم ينقطع فيها الحديث عن العدل والرحمة بين الناس، ويبدو هذا كأنه وهم كبير وشعارات ليس إلا، ولا علاقة بما يحدث في الواقع، وباعتقادي أن عدم توزيع ثروات البلاد على الشعوب كما يجب أن يكون، وبذلك يكون المسلمون أنفسهم هم الذين يسيئون إلى الإسلام ويعد ذلك ظلم، وأكبر دليل على أن الأمة الإسلامية تظلم أبناءها بالفعل خروج علماءها ومثقفيها وتهجيرهم خارج البلاد عن طريق الاضطهاد وخروج المليارات واستثمارها في دول أخرى، ولدينا ما يكفي لسد حاجتنا من الفقر لسنوات عدة.

ومن الظلم الفاضح في تاريخ المسلمين أنهم لم يتفقوا في يوم من الأيام على شيء غير الصراع على السلطة وخلافه، وهذا ما يضعف هذه الأمة، ولن تقوم لها قائمة إلا إذا اعترفوا بأخطائهم وقاموا بإصلاحها، وقبل أن يتسرع أحد ويقول أن المسلمين السابقون كانوا يطبقون الإسلام في كل شيء فلماذا لا نقتدي بهم بما أننا نتحدث عنهم، ومن وجهة نظري أن المسلمين حين يتحدثون عن الإسلام وعن رحمة الإسلام والعدل في الإسلام ولا يلتزمون ولا يطبقون ما يتكلمون عنه وهذا يعني أنهم بذلك غير ملتزمون بما أمر به الإسلام ويجب على كل مسلم أن يعيد النظر قبل أن يتحدث عن الرحمة والعدل والتسامح في الإسلام، إلا إذا كان متمسكاً بهم، وخلاف ذلك يكون من المضرين بالدين والصمت منه أفضل وما أتمناه كمسلم مهتم بقضايا الفقراء والمحرومين من أبسط حقوقهم المعيشية أتمنى من الله أن تزول ثروات هذه البلاد حتى يشعر الأغنياء بالفقراء ليبدأ الجميع من الصفر لنرى المترفين كيف سيعيشون بعد أن يصبحوا فقراء بإذن الله.

الشيء الأغرب من كل ذلك الكلام، إن المحتكرين لخيرات البلاد ومن يساندهم على ذلك دائماً يتحدثون عن أنفسهم أنهم النخبة في المجتمع والباقي من المجتمع هم المهمشين، ومن جعل هؤلاء مهمشين غير النخبة في الطمع، النخبة في عدم الضمير، النخبة في سرقة أموال الشعوب، بل أن يوجد من المسلمين من يأكل حقوق أخوته في الميراث الشرعي وخاصة حقوق النساء فهل يصعب عليهم أن يأكلوا أموال الشعوب؟!..

رمضان عبد الرحمن علي

اجمالي القراءات 11019