أُناس من المصلين.

رمضان عبد الرحمن في الخميس ١١ - يونيو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً

 الصلاة  تكون اتصالا مباشرا بين العبد وربه، حين يلتزم بها المسلم و يدرك أن الله معه ويراقبه في كل لحظة، فيظل  المؤمن الحقيقي محافظاً على هذه الصلاة واتصاله بربه حتى لا تفقد الصلاة مغزاها،وفائدتها من الفلاح يوم الدين  لقول الله عنها ((قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ{1} الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ{2})) سورة المؤمنون.

ولكى تحافظ على أداة وسيلة الفلاح  فلا تجامل على حساب  الصلاة ولا تنافق ولا تأكل حقوق الآخرين، أو ترى الحق أمام عينك وتحيد عنه فالصلاة تساعدك ايضا فى مقاومة الشيطان : ((إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ)) سورة الأعراف الآية 201.
أي تذكروا الله فأبصر وأقلع عن الفعل الذي كان يريد أن يفعله وسارع إلى تأدية فريضة الصلاة ليذكر الله وحده فيها ،ويستعيذ به من الشيطان الرجيم .((اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)) سورة العنكبوت آية 45.

أي أن هذه الصلاة لها قدسيتها، التي لا تكمل إلا في الصدق مع الله ومع الناس فيما تقول، وهذا لا يتحقق إلا إذا أصبح الإنسان لا يخشى في قول الحق لومة لائم، حينئذ يتحقق له حفاظه  على صلاته وعلى اتصاله بربه وتيقنه من أن أن الله يراقبه أينما كان، وبذلك  يكون قد إمتثل لقول  الله تعالى: ((حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ)) سورة البقرة آية 238.

إذا كنت من المصلين الذين يؤمنون بيوم الدين فلا تكن ممن يتمثلون الشكل فى الصلاة فقط  كما نرى من البعض لا يتركون فرضا من فروض الصلاة ومع ذلك  يأكلون أموال الناس بالباطل ، ولا يدافع عن  المظلومين مع قرته على الدفاع عنهم  ومع ذلك يتقاعس عن تأدية هذا الواجب الإسلامى المتتم للصلاة .  بل والأكثر أنه قد يكون ممن يأكلون أموال الناس ،ويدلى بها إلى الحُكام ،((وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُواْ بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُواْ فَرِيقاً مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ)) سورة البقرة آية 188.
فلذلك توعد الله الذين لم يحافظوا على صلواتهم  وتخفوا وراءها،بضياعها وعذاب أليم فى الآخرة . 

وقد يكون واقع المسلمين في هذا العصر أكبر دليل على ذلك الضياع لصلاتهم ،بسبب ما نراه من واقعهم الملىء  بالكذب والنفاق وأكل اموال  الشعوب  بالباطل ، رغم تحذير المولى عزّوجل لهم فى قوله تعالى ((فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ{4} الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ{5} الَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُونَ{6} وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ{7})) سورة الماعون. 

وعلى هامش هذا الموضوع سوف أذكر لكم حدثا مهما جداً حدث يوم الجمعة الموافق 6/6/2009، حيث قامت مجموعة من الوزراء في الحكومة البريطانية بالاستقالة حين وجهت لهم تهمة فساد مالي بمبالغ لا يتجاوز المبلغ المائة يورو فاستقال هؤلاء على أثر ذلك، أما نحن  فبالرغم من صلاتنا فيوجد لدينا من الناس  ينهبون الملايين  ،ويعتقدون أنهم بمجرد زيارتهم للمسجد الحرام فقد سقطت عنهم سيئاتهم فى نهب أموال الفقراء والمساكين .

فالدوام على الصلاة لا يعني أنك تصلي وتفعل ما تريد من كبائر الذنوب، ويعتقد من يفعل هذا أن الصلاة تمحوا كل شيء، وهذا خطأ جسيم، لو كان ذلك صحيحا ما توعد الله المصلين الذين لم يقدروا معنى الصلاة.

 ولو تخيلنا أن الرسول عاد إلينا  في هذا العصر ماذا سيقول عن   حكام المسلمين وحاشيتهم الآكلين لأموال الناس بالباطل رغم صلاتهم التى يراءون بها الناس ؟

اللهم أهدى المسلمين للحفاظ على الصلاة مرة أخرى قبل فوات الآوان.
رمضان عبد الرحمن علي

اجمالي القراءات 9749