أوباما
القرآن الكريم ,وأوباما

زهير قوطرش في الأحد ٠٧ - يونيو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً

قال الله تعالى في القرآن العظيم :

إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ .

والذكر ,وَهُوَ الْقُرْآن وَالله عز وجل الْحَافِظ لَهُ مِنْ التَّغْيِير وَالتَّبْدِيل .
هذه الآية العظيمة ,تتفاعل مع حركة الحياة ,مع كل العصور والأزمان ,منذ نزول القرآن الكريم ككتاب هداية ومرجعية لما سبقه من كتب منّزلة.التاريخ والواقع المعاش المتفاعل مع حركة الإنسان وحركة الحياة ,أثبتا صحة هذه الآية الكريمة في أن حفظ هذا الكتاب من التغير والتبد&il;يل لم يترك للفعل البشري. الله الذي أنزله على رسوله رسول الرحمة (ص) هو تعهد بحفظه .
رغم تشكيك المتقولين ,من بعض الإسلاميين والعلمانيين والمستشرقين ,فكتاب الله الذي بين أيدينا هو الكتاب الذي أرادت مشيئته أن يبقى محفوظاً في السطور والصدور كما شاء.ولو تُرك حفظه للبشر لكان بين أيدنا ,قرآناً للسنة ,وقرآناً للشيعة ,وقرآنا كما أراده الرئيس الأمريكي جورج بوش ,وكما أراده ابن لادن وغيره من المتطرفين.لكن فضل الله وحكمته جعلت منه الكتاب الخاتم للرسالات .فكان لابد من حفظه من عبث العابثين .
لماذا أتطرق الى هذا الموضوع في هذا الوقت بالذات.وخاصة بعدما تابعت خطاب الرئيس الأمريكي أوباما باهتمام بالغ .الخطاب الموجه للعالم الإسلامي وللمسلمين بشكل عام.رغم ردود الفعل السياسية المتباينة ,والتي عكست في الحقيقة تصورات أصحابها السياسية والمصلحية الأنانية في أغلب الأحيان لا أكثر ولا أقل ,دون الدخول الى عمق المقاصد والتوجهات الجديدة للسياسة الأمريكية. الخطاب صيغت مفرداته وعناوينه من قبل مستشارين يمثلون الاستراتيجية  الجديدة للسياسة الأمريكية ,لهذا جاء خطاباً متوازناً في لهجته وأسلوبه ,ودعوته للتصالح والتسامح. لكن ما علاقة ذلك بالآية الكريمة."إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون".
بعد أحداث سبتمبر وما جرى من تداعيات لها في جميع أنحاء العالم ,وخاصة تلك الهجمة الشرسة على الإسلام والمسلمين ,تمثلت في الهجوم المبرمج من قبل قوى محلية وعالمية نددت بكتاب الإسلام والمسلمين ,كونه كتاباً يدعوا الى العنف .ويدعوا الى الحرب والقتل .وقد بلغت حدة الانتقادات للقرآن الكريم من قبل تلك القوى العربية منها والعالمية الى المطالبة  وخاصة من قبل الرئيس الأمريكي جورج بوش وآليته الإعلامية ,بتعديل القرآن الكريم وذلك بحذف بعض الآيات القرآنيةوالتي قالوا عنها أنها تدعوا الى الى العداء للأخر.
ومع كل أسف تناغمت بعض الأصوات العربية وغيرها مع هذه المطالب.
تابعت باهتمام تطورهذه الهجمة المعادية  لكتاب الله مستندين بذلك الى آيات قرآنية لم يفهموها  ولم يدركوا مقاصدها القرآنية, ونحن نعلم أن المتطرفين ومع كل أسف أخرجوها عن السياق القرآني . آولوها وفسروها  استناداً الى الأحاديث المشبوهة التي نسبت زوراً وبهتاناً الى رسول الرحمة . فكانت تفسيراتهم حجة علينا وعلى كتاب الله. 
وكنت على يقين مثلي مثل ملاين المسلمين من هذه الأمة ,أنه مهما بلغت درجة العداوة من شراسة وتخطيط عدواني ضد هذه الأمة ,فأنهم عاجزون عن تغير وتبديل ما جاء في القرآن العظيم. لأن الله عز وجل تكفل في حفظه.
دارت الأيام .وقاسى المسلمون ما قاسوه ,وكانوا على ثقة بأن الله معهم طالما كانوا مع الله.
انتهت الانتخابات الأمريكية بفوز أوباما ....ليقف هذا الرئيس المنتخب على أرض الكنانة ,ليقول للعالم كلمته التي استهلها بتحية الإسلام .مستشهداً بآيات الذكر الحكيم .داعياً الى السلام والسلم العالمي .داعياً الى المحبة .وبدَّل مطالب الشيطان الذي سقط في مزبلة التاريخ التي طالب فيها بتغير وتبديل في  بعض الآيات من كتاب الله  عز وجل ,الى المطالبة بالتمسك بكتاب الله وآياته .
وفي الختام .
أريد أن أتوجه الى كل مسلم في هذا العالم ,لأقول له وأعيد قول الله تعالى عز وجل.
إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ.
الله عز وجل وعد بحفظ كتابه ,ولم يعد بحفظ غيره من كتب التراث أو غيره من الكتب السماوية ,وعد بحفظ سنته الوحيدة ,ولم يعد بحفظ أية سنة أخرى. فلنتمسك بكتابنا قولاً وعملاً ,فيه عزتنا ,وفيه عزة بني أدم أجمعين ,لأنه أُنزل ليخاطب العالمين.

اجمالي القراءات 12433