على أي ديانة يتحاربون

رمضان عبد الرحمن في الأربعاء ٢٧ - مايو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً

على أي ديانة يتحاربون

عن تردي الأخلاق كتبت هذا المقال من أجل إنقاذ العالم، لنكشف حقائق لا يعلم عنها الكثير في هذا العالم، وبين سباق التسلح وإهمال العالم عن التسلح بالأخلاق والتسامح، هذا الجانب ما أهمله الناس في كل مكان وزمان هو التسابق على الأخلاق والتسامح مع الغير بغض النظر عن الدين أو الشكل أو العرق، ومن هنا أقول إلى العقلاء وأصحاب القرار في العالم أن يدركوا أنه لن يكون هناك أمن في العالم إلا عن طريق الأخلاق والتسامح وليس بالهيمنة واستعراض القوة والتسلط على الآخرين، من ناحية دينية أو فكرية أو جغرافية، وقد أثبتت التجارب الماضية من تاريخ العالم من حروب ونزاعات جميعها باءت بالفشل ولم يكن لها أي ثمرة تذكر غير أنها تعد سجل أسود في تاريخ العالم.

ثم هل قامت أي دولة أو جماعة في العالم بمسار مختلف عن القتال وتخويف الآخرين كنوع من التجربة على سبيل المثال بحسن الخلق والمحبة والتسابق في فعل الخير، ليكون بديل عن العنف والقتل؟!.. هل قامت أي دولة أو جماعة في العالم بهذه التجربة؟!.. مع الأسف لم يحدث، وكلما زاد التقدم دون أخلاق يزداد تهديد الآخرين والتسابق على الشر وهذا بحد ذاته عار على البشرية جميعاً وخاصة في ظل هذا التقدم العلمي والتكنولوجي، أن يظل بين دول العالم حروب وصراعات على جبال أو بحار وصحراء قاحلة، وكما تعلمون أن عدد سكان العالم ما يقارب سبع مليارات نسمة ومع ذلك لم تستغل جميع دول العالم من مساحة الكرة الأرضية إلا ما يقارب ما نسبته من (3 – 4%) من المساحة الكلية للكرة الأرضية.


وبتاريخ العالم الحافل بالقتل والدمار والحروب والخراب على الجميع يتبين لنا أن العالم لم ينضج بعد في احتواء الصراعات والحروب وما شابه ذلك، وغالباً ما يتسرع الناس أو المتحدثين باسم الدول بإلقاء التصريحات أن هذه الحرب على سبيل المثال ضد المسيحية أو ضد الإسلام حتى لا يعول عليهم أحد من هذه التصريحات هي في الحقيقة لا علاقة لها بالأديان، وخاصة في العصور الحديثة من تاريخ العالم، وإن جميع الحروب والنزاعات افتعلت من أجل مصالح شخصية ومادية بحته، والدليل، هل استغلت كل دولة مساحتها من الأرض بالكامل؟!.. هل يوجد دولة في العالم أصبحت لا تكفيها مساحتها من الأرض لكي تلجأ إلى مهاجمة واحتلال دولة أخرى، هل ما يحدث في العالم من هذا القبيل له علاقة بالأديان؟!.. أم أنه وبسبب أشخاص مرضى نفسيين  حولوا العالم إلى ساحات حروب وقتال وسباق للتسلح والعدوان، وبالرغم من أن الكرة الأرضية تتسع لعدد مماثل لما عليها من البشر مكرر مئات المرات لو تعايش الناس بلغة الإنسانية، وكفى الجماعات والأنظمة الكذب على الشعوب، إن هذه حرب على الأديان، ثم أين علماء النفس  في كل دولة من دول العالم ليرشدوا هؤلاء المرضى المتحكمين في العالم وأين دورهم تجاه القرارات التي تؤخذ عبثاً؟!.. وتؤثر سلباً على كوكب الأرض من التجارب النووية وخلافه، وأن العالم لا يملك كوكب آخر لكي يسعى إلى أن يدمر كوكب الأرض الذي هو ملك للبشرية جميعاً.

ألا يعد ذلك تخلف ويجب على الجميع أن يتصدوا لهذا التخلف حتى نوقفه، فباعتقادي أن استعراض القوة لدي أي دولة أو جماعة لا يخرج إلا من الجبن، وأن القوة الحقيقية لا تكمن إلا في الأخلاق وفعل الخير، وماذا لو استغل العالم العلم في تحقيق الأفضل لجميع دول العالم، بمعنى أن تقلل من المليارات التي تنفق على التسلح والتجارب النووية وخلافه، وتستخدم هذه الأموال في خدمة الإنسانية  أليست أفضل من أن يستخدم العلم في فناء الإنسانية تحت حجج ما يسمى أمن الدول أو أمن العالم، وفي الحقيقة هو أمن أفراد ولا علاقة له بأمن العالم فمن غير المعقول والمقبول ونحن في هذا العصر حتى يتم احتواء صراع ما أو نزاع على أي شيء وفي أي مكان من العالم تحدث حروب وسباق على الشر مخلفاً وراء ذلك ضحايا بالملايين، والشيء الغريب في جميع الدول المتقدمة والمتأخرة بعد الانتهاء من الحروب والخراب والدمار والذي يتكبده أي طرفين يتحاربان يجلسون على طاولة المفاوضات بعد ذلك، ولا يوجد في الحروب خسران وربحان فكلاهما يخسر ويتألم، ثم بعد ذلك يلجئوا إلى المفاوضات والحوار بعد الدمار، فماذا لو اتبعت الدول أسلوب الحوار قبل اتخاذ أي قرار حتى لا نصل إلى الدمار مثلما يحدث الآن في باكستان وأفغانستان والصومال و.... الخ، فعن أي ديانة يتحاربون؟ ولماذا يدخلون الدين فى حروبهم!.. وكما قلت أن الجماعات والأنظمة يكذبون ويدفع الثمن الأبرياء والفقراء الذين لا حيلة لهم.
رمضان عبد الرحمن علي

اجمالي القراءات 10893