المعقول واللامعقول في عالمنا .. وفي الفكر السني والشيعي والقرآني

عمرو اسماعيل في الثلاثاء ٢١ - أبريل - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً



كتبت مقالا عن المعقول واللامعقول في الفكر السني والشيعي والقرآني .. وأعيده مع بعض الإضافة بسبب ما يحدث من جدل هذه الأيام عن موضوعات شتي ليس أقلها هل كان يعلم الرسول الغيب أم لا .. رغم وضوح القرآن التام أن الله وحده هو من يعلم الغيب وهو وحده من احتفظ بالحق أن يطلع بعضا من عباده وخاصة الرسل بعضا من الغيب وليس الغيب نفسه وبلاشك كان رسول الله من هؤلاء لأسباب كثيرة .. وأيضا بسبب ما يدور من جدل حول الكفر وتقسيمه دون أي سند من القرآن الي عقيدي وسلوكي .. رغم أن الله أوضح مرات و مرات في لغة سهلة وواضحة في القرآن أنه وحده الذي يعلم ويحكم علي الكفر والإيمان .. والضلال والهداية .. وما علينا كبشر إلا أن ندعو الله أن يهدينا الصراط المستقيم حتي نكون من غير المغضوب عليهم ولا من الضالين ..

وتعبير الفكر السني والشيعي القرآني في رأيي هو بديل جيد جدا لتعبير الدين السني والدين الشيعي و الأديان الأرضية .. فهناك دين واحد عند المسلمين وأفكار بشرية له .. منها السني والشيعي والقرآني .. أما عن السنة فهناك جزء لا يختلف فيه الفكر السني عن الشيعي عن القرآني .. وهو قبول السنة العملية المتواترة .. للمناسك والعبادات من صلاة وصوم وزكاة وحج عند الجميع .. إلا في القليل .. المهم أن مبدأ السنة العملية المتواترة مقبول عند الجميع .. وهو ما يمثل أرضية مشتركة من الممكن الانطلاق منها .. نجيء الي السنة القولية .. والمنطق والعقل يقول .. أنه بلا شك هناك سنة قوليه ... لأنه ليس من المعقول منطقيا أن رسول الله صلي الله عليه وسلم لم يكن يتكلم وهو يعلم المسلمين مناسكهم .. وليس معقولا أنه لم يكن يتكلم وهو يشرح لهم ما قد يكون قد خفي عنهم وما لم يفهموه من القرآن أو مما يسألون عنه في أمور دنياهم مما سكت عنه القرآن ..

ومن المنطقي والعقلي في نفس الوقت أن يكون لكلامه وأقواله هذه قيمه عند معاصريه من المسلمين ثم عند باقي المسلمين بعد وفاته .. ولكن في نفس الوقت .. من المنطقي والمعقول أن يطلب الرسول من معاصريه ألا يدونوا كلامه هذا .. حتي لا يتحول الي قرآن .. ومن المنطقي والمعقول أن يكون أكثر من استمع الي رسول الله وأكثر من سأله هم المقربين اليه .. من أهل بيته أولا .. وعلي رأس هؤلاء ابنته وزوجها ثم حفيديه ثم زوجاته ثم صحابته المقربين .. ولكن ليس من المعقول ولا المنطقي أن تكون الأغلبية العظمي مما وصلنا من أحاديث ليست عن طريق هؤلاء .. باستثناء أم المؤمنين عائشة .. وأن تكون معظم هذه الأحاديث .. أحاديث أحاد .. وصلتنا عمن كانوا أطفالا في عصر الرسول أو من عاشروه لفترة بسيطه أو لم يكونوا من الصحابة والمقربين .. من المعقول والمنطقي أن تنتشر الآحاديث عن الرسول بعد وفاته دون تدوين كما أمر .. ولهذا من المعقول والمنطقي أن يضع كل صاحب رأي وبحسن نية أو بسوء نيه رأيه في صورة حديث حتي يضمن لرأية الانتشار ويضفي عليه قدسية .. ولهذا كان من المعقول والمنطقي أن يحاول بعض المسلمين تدوين الحديث وبحسن نيه حتي لا يتسرب اليه الوضع والتحريف .. تماما مثلما فعل عثمان بن عفان قبله مع القرآن .. حتي لايمكن تحريفه والاختلاف حوله .. و لكن غير المعقول هو أن أهل القرآن قبلوا ما فعله عثمان! و اختلفوا مع من دونوا السنة والسيرة ..
ولكن ماكان لا معقول وغير منطقي أن يعتمد مدونوا السنة والحديث عند السنة والشيعة علي السند أكثر من المتن .. فتسربت الي كتبهم أحاديث ما أنزل الله بها من سلطان .. مخالفة للقرآن والمنطق والعقل .. وايضا مما هو لا معقول وغير منطقي ألا يقبل أهل القرآن بالسنة القولية المصاحبة منطقيا وعقليا بالسنة العملية ورفضها تماما ... واعتبارها دينا أرضيا .. ورفض معظم ما في التراث حتي المنطقي والعقلي منه ..

إذا ما هو العقلي والمنطقي للخروج من هذا المطب .. في رأيي .. وهذا الرأي قد لا يكون منطقيا ولاعقلانيا في رأي الآخرين .. العمل برأي الإمام حعفر الصادق الموافق للعقل والمنطق .. اعرضوها (السنة القولية ) على كتاب الله فان تطابقت فخذوا بها والا فاضربوا بها عرض الحائط ..
واستمرارا للمعقول وغير المعقول أقول أنه من المعقول والمنطقي أن نطالب بالديمقراطية .. ولكن اللامعقول ألا يطبقها من ينادي بها .. لا في حزبه ولا موقعه ولا حتي حياته الشخصية .. ويهيم بالديكتاتورية حبا ولكن في السر ..مثل من يتزوج امرأة عرفيا في السر ..

المعقول أن يطلب الشعب المصري من رئيسه عدم توريث الحكم .. ولكن اللا معقول أن الغالبية العظمي من شعبنا تمارس وتحاول توريث المناصب العامة وكأنه إرث شخصي .. من شيخ البلد والعمدة في القرية .. الي الجامعات والقضاء والنيابة والاعلام ..

المعقول هو القول أنه لا أمل فينا .. زيد زي عبيد .. أما اللامعقول فهو أن أعتبر أن هناك أمل ..

فالمسلم سواء كان سني أو شيعي أو قرآني تعود على سماع صوته فقط ويعتقد إنه وحده يملك الحقيقة المطلقة وما عداه فهو كاذب, وتعود المسلم الكلام عن حقوقة فقط أما الكلام عن حقوق الآخرين فهو رجس من عمل الشيطان ومؤامرة ضده ويعتقد المسلم أنه هو السيد والباقي أقل مرتبة حتي لو كان مسلما مثله .. فقط لأنه يختلف في الفكر أو المذهب أو الطائفة أو العرق أو الجنس ..
اللامعقول وغير المنطقي ... أن كل صاحب مذهب أيا كان .. ولا يستثني منهم أهل القرآن .. أنهم يعتقدون أنهم الفرقة الناجية ومن عداهم هم الضالين في تعد واضح علي حق الله وعلمه .. ..

ورغم ذلك ولأن اللامنطقية تجري في دمي مثل الجميع في عالمنا .. أقول أن هناك أمل .. عندما نتبني العلمانية في معناها الحقيقي .. الدين لله والوطن للجميع .. الدين لله و الأرض للإنسان .. بإرادة الله .. لأنه من استخلفه في الأرض .. ..

والله أعلم

اجمالي القراءات 7634