فلسطين و العروبة

عمرو اسماعيل في الثلاثاء ٣٠ - ديسمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً


نحن كعرب مسئولين تماما عن ضياع فلسطين ولو كنت فلسطينيا لحملت العرب هذه المسئولية مثلما حملتها لاسرائيل تماما ولطالبت بتعويض عن ضياع ارضي ووطني.

فالوكالة اليهودية كانت تعمل قبل 48 في تهجير اليهود الي فلسطين علي عينك يا تاجر تحت نظر جميع الحكومات العربية وكانت لها فروع رسمية في معظم العواصم العربية.

وتدخل الدول العربية عسكريا بعد عدم اعترافهم بقرار التقسيم واداءهم العسكري الفضيحة اضاع من الفلسطينيين اراضي اكثر مما أعطاهم قرار التقسيم.

ثم بعد الهدنة في 48 لم يعلن العرب دولة فلسطين علي ما تحت أيديهم من ارض والعمل من خلال هذه الارض علي استرداد الباقي وكانت هذه الدولة ستحظي باعتراف كل دول العالم ..ولكن بدلا من ذلك ضم الملك عبد الله الضفة الي امارة شرق الاردن ليؤسس مملكته وقبلت مصر الانتداب علي غزة ..مما اتاح لاسرائيل الحجة لتقول انه لم يكن هناك وجود لدولة فلسطين.

والجميع يعرف اننا اضعنا الباقي في 67 واهم مافي هذا الباقي هو القدس وبعدها فقط فك الملك حسين الارتباط بالضفة بحجة الحفاظ علي القضية الفلسطينية لانه يعرف صعوبة استرجاعها فغسل يديه ..

أما الحقيقة الاكثر مرارة مهما حاولنا ان نخفيها فهي ان حرب 73 لم تكن بسبب فلسطين ولكن كان الغرض منها استرجاع سيناء والجولان والتي نجح السادات في استرجاعها في مقابل اتفاقية كامب دافيد التي اخرجت مصر تماما من الصراع العربي الاسرائيلي .

الحقيقة المرة ان العرب كانوا من الاسباب الرئيسية لضياع فلسطين وبالتالي كفر اي فلسطيني بالعروبة لايجب ان يكون سببه سوء المعاملة علي النقط الحدودية او الحالة المتردية لمعبر رفح وعدم اهتمام مصر التي انتمي لها بتجهيزه و انما كفره بالعروبة يجب ان يكون سببه ضياع فلسطين.

الحقيقة ان العرب يخافون من الفلسطينيين و الحقيقة انهم باعوهم منذ مدة طويلة.. وان الدولة الفلسطينية لن يكتب لها الوجود الا علي ايدي أبناءها ومن خلال المؤسسات الدولية.

والحل في رأيي الاعتراف بهذه الحقيقة و ان يطالب اي فلسطيني ولد في اي دولة عربية بحقوق المواطنة الكاملة دون ان يتخلي عن جنسيتة الفلسطينية وان يعامل مثل ابن البلد ..من حق اي فلسطيني ان يدخل ويخرج من اي بلد عربي دون اي قيود علي الاقل كنوع من الاعتراف بالذنب من جميع الدول العربية.

من حق كل فلسطيني ان يطالب بذلك من خلال الجامعة العربية والامم المتحدة ومنظمات حقوق الانسان.

المطالبة بهذه الحقوق لن تضيع اكثر مما ضاع والابقاء علي وضع الفلسطينيين كلاجئين هو ضد كل حقوق الانسان ولن يسترجع الارض.

انا كمصري اطالب ان يكون لكل الفلسطينيين المقيمين في مصر حقوق المواطنة كاملة في العمل والتملك واستخراج جواز السفر .. واطالب ان يمر اي فلسطيني مهما كانت وثيقة السفر التي يحملها من اي مدخل مصري ويكون له حق الاقامة والعمل .. بل وأحرض جميع الفلسطينيين علي التظاهر و الاعتراض امام كل المؤسسات العربية والدولية لضمان هذه الحقوق.

اما الكفر بالعروبة فهو واجب علي كل العرب وليس علي الفلسطينيين فقط , طالما كان تفسيرنا لها انها مجرد شعار نرفعه في الخطب والمقالات ولقاءات جامعة الدول العربية , عندها يصبح الكفر بالعروبة هو الطريق للحصول علي الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني .

أن الشعب الفلسطيني له حق عند كل العرب الذين اضاعوا وطنه الام , وهو ان يحافظوا علي الاقل علي كرامته وحقوقه الانسانية , طالما اننا غير قادرين علي مساعدته علي استرجاع وطنه وارضه بعد ان اضعناها جميعا .

اما عن الدولة الفلسطينية فأنني أؤكد لكل فلسطيني انها لن تقوم الا بسواعدكم و اتفاقكم علي كلمة واحدة ومن خلال المؤسسات الدولية ..لقد راهنتم علي العرب كثيرا وحان الوقت للأعتراف انكم خسرتم الرهان


اجمالي القراءات 8616