التخاذل العربي تجاه فلسطين

رمضان عبد الرحمن في الثلاثاء ٢٣ - ديسمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

التخاذل العربي تجاه فلسطين

وهذه نصيحة إلى الشعب الفلسطيني الأعزل، والذي يطلق صواريخ تجلب له الحصار والدمار دون تحقيق أية أهداف، غير الذي نراه على أرض الواقع من تضييق الخناق من الدولة العبرية والإفراط في استخدام القوة ضد المدنيين الذين لا ذنب لهم غير أنهم ولدوا في فلسطين، فكان هذا قدرهم الأليم بين قادتهم وأشقاءهم العرب الذين أصبحوا لا يبالوا، وبين فشل الأسرة الدولية في إنهاء الصراع الفلسطيني مع الدولة العبرية على مدى أكثر من نصف قرن من الزمن، فإذا بقي الحال كما هو وغياب المجتمع الدولي وتخاذل العرب المخزي سوف تمر قرون على ذلك كما مرت الحقبة الماضية على أبناء فلسطين بين قتيل وجريح أو معتقل أو محاصر، ولم يتعلم أبناء فلسطين مما حدث أو يحدث إلى الآن، ومن وجهة نظري أن السبيل الوحيد للشعب الفلسطيني أن لا يعتمدوا على الدول العربية، ولا على الأسرة الدولية، وأن ينخرطوا في الدولة العبرية كنوع من التجربة كما كان يحدث منذ فترة قريبة حين كان يذهب أكثر من مائة ألف إلى العمل داخل الدولة العبرية كل يوم، ويتخلصوا من الشعارات الكذابة التي لا تغني ولا تسمن من جوع، ولا ينصتوا إلى من يقولوا لكم  كيفية نتعامل مع اليهود، ثم بعد ذلك يقولون أن الرسول كان يتعامل ويتاجر مع اليهود، وهذا ما يقر به علماء المسلمين في كل مكان.


يا أهل فلسطين، أم أنكم تريدون أن تضحوا بأنفسكم من أجل أمتكم المشغولة عنكم في بناء ناطحات السحاب في البحار والأنهار وسباق السيارات والهجن والخيل دون اهتمام من الدول العربية أن هناك دولة تتآكل يوم بعد يوم من أقوى دولة في المنطقة والتي تستخدم شتى أنواع الدمار تجاه الشعب الفلسطيني مخلفة وراءها للأجيال القادمة صراعات بين الطرفين، ولم تتعلم الدولة العبرية أن ما تقوم به من أعمال سوف يكون سبب في سحقها إذا توحدت الفصائل الفلسطينية أو إذا أقيمت دولة للأخوان في أي مكان، حينئذ سوف تندم الدولة العبرية على كل فرص السلام التي باءت بالفشل، وتتمنى ولو لقاء واحد يكون مبني على التفاوض، هذا إذا قبلت دولة الأخوان التفاوض مع اليهود، فهل سوف تغير الدولة العبرية من سياستها وصورتها في المنطقة أم أنهم سيتركون ويحكمون على الأجيال القادمة بالدمار من وراء ما يرتكبونه في حق الشعب الفلسطيني؟!.. وهذه نصيحة أيضاً إلى الدولة العبرية أن تغتنم الفرصة وتجلس على طاولة المفاوضات مع الذين يقبلون ذلك ولا أحد يعلم ما الذي سوف يحدث في المستقبل، ومن الممكن أن الدول التي تدعم الدولة العبرية في هذا العصر أن تتخلى عنها في المستقبل وتصبح بمفردها في المنطقة، ومع أشخاص قد يكونوا لا يقبلون بلغة التفاوض، فمن هنا يجب على الدولة العبرية أن تعيد النظر في كل شيء وتحسن لعا لقتها    مع الجميع قبل فوات الأوان، ومن يعترض على هذا الكلام فليتفضل مشكوراً أن يقدم الحل إلى الشعب الفلسطيني المهمل من الدول العربية جميعاً، وأن هذه النصيحة إذا لم تترجم على أرض الواقع لربما يندم عليها الطرفان وهم كما ترون يقودون شعوبهم إلى مستقبل مجهول.

رمضان عبد الرحمن علي

اجمالي القراءات 20722