قواعد النظام القرءاني عند النيلي – الحلقة الثانية (1)

محمود دويكات في الأحد ١٤ - ديسمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

في هذه الحلقة سنعرض لتعريفات و اصطلاحات استخدمها النيلي في دراسته ، و لا أخفي القاريء أن هذه المصطلحات مهمة جدا من أجل توخي الدقة في فهم الخطاب القرءاني ، و ذلك لأننا كمسلمين نعتقد أن الله  سبحانه لا يلقي كلاما كما يلقي أحدنا هنا ، بل نعتقد اعتقادا جازما لا بثّ فيه أن القرءان (لَقَوْلٌ فَصْلٌ * وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ ) طارق:13-14 ، و من أجل هذا كان لا بد من الغوص لاعماق التفاصيل في هذا الكتاب العزيز و توخي الدقة الى أبعد الحدود ، و نحن ندرك أنه كلما زاد مستوى الدقة الذي يتم فيه دراسة المسالة كلما اصطدمنا بالكثير من التعقيدات ، و هذه التعقيدات قد تكون موجودة فعلا و قد تتلاشي مع المضي قدما في البحث خلفها.

و النيلي يعطي الغرض من وراء هذه الاصطلاحات فيقول (نؤ ّكد في البدء على عدم إيماننا بكثرة الاصطلاحات أو ضرورة استخدامها دومًا. لكننا وضعنا خلال البحث مفرداتٍ للدلالة والتمييز لا أكثر ثم تركناها لفهمنا ما وضِعت لأجله مباشرًة، وكذلك لأن التفاصيل أوسع  وأكبر من إمكانية حصرها بقوانين واصطلاحات. غير أّنه لغرض وضع تلك الأبحاث في متناول القراء ولتجّنب إعادة الشروح المتعّلقة بنفس القواعد نعود لاستخدامها لهذا الغرض وحده وبإمكان أي باحثٍ آخر اختيار سواها، فهي ليست مما نزل به سلطا ن. كما نوصي بضرورة الاستغناء عنها عند اكتمال قدرة القارئ على البحث المباشر وانتهاء فترة التدريب، وفيما يأتي بعض الاصطلاحات التي وضعناها مؤثرين استخدامها نفسها لتفاؤلنا بها وهي:

1- اللفظ

يقول (ويقصد به اللفظ الواحد لا المادة اللغوية وحسب. فكل اشتقاقٍ من مادةٍ ما هو في المنهج اللفظي لفظٌ مستقلٌّ بحد ذاته. فالمفرد مثلا يختلف عن الجمع..وهكذا. هذا في المرحلة الأولى، أما في المرحلة المتطورة فكلّ محلٍ إعرابي هو لفظٌ مستقلٌ أيضًا. فالألفاظ الآتية مثلا يعتبرها المنهج اللفظي ألفاظًا مستقّلة في المعنى والوظيفة: كّفار، أولئك، لولا، يومًا، قل، كافرون، أرأيت، أمّاذا، الظالم،آمنت، الظالمين …  وهكذا. ) و قصده بالمادة اللغوية هي ما هو متعارف عليه من جذور المفردات و هي ثلاثية أو رباعية و قد تصل الى سداسية عند بعض اللغويين ، و المقصود بكل اشتقاق هو كل تغيير في المبنى اللغوي للمفردة ، فعند النيلي كلمة "كافر" تختلف عن "كفار"  و هذه تختلف عن "كافرون" و هي تختلف عن "كافرين" .  قد يكون هناك عدة علاقات تجمعها معا غير الاشتراك بالجذر ، وبالتالي فإن النيلي هنا يفترض ان استخدام اللفظة الفلانية في النص القرءاني هو استخدامٌ مقصودٌ و لايمكن أن تعدل عنه مفردة أخرى إلا لغرض ٍ أو هدفٍ مقصودٍ هو الاخر عند صاحب النص (ألا وهو الله جلت قدرته).  

ومن بعض الامثلة التي توحي بان الله إنما يقصد المفردة بعينها استخدام كلمة " بلد" و "بلدة"  ، ففي حين يقول الله (وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الأَرْضَ) فاطر:9 نقرأ في مكان آخر قوله (وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّمَاء مَاء بِقَدَرٍ فَأَنشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتًا) زخرف:11 ومرة أخرى يقول (حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالاً سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَّيِّتٍ) أعراف:57 ، إن السؤال الملحّ على الاذهان هو لماذا كان يستخدم مرة "بلد" و مرة أخرى "بلدة" ؟ و القرءان يزخر بمثل هذه الامثلة من الانتقائية في الالفاظ ، الجواب التقليدي على هذا السؤال يكون بجعل المفردتين لهما نفس المعنى!! و كانهم يقولون ان الله ليس له غرض من وراء هذا سوى التنويع في الكلمات تعالى عن ذلك علوّا كبيرا. لا يمكن معرفة الفرق ما بين المفردتين إلا بمتابعة أماكن تكرارها و ظروف مجيئها عبر السياق القرءاني. و كتفكير سريع في أماكن وملابسات ورود هاتين المفردتين يمكننا القول ان الله يستخدم مفرد "بلد" للدلالة على كل ما فيه من أناس و حجر و شجر و موارد طبيعية ، في حين يختص الله بمفردة "بلدة" الناس الذي يسكنون في المكان أو التجمع السكاني. و بالمثل إذا تابعنا مفردة "قرية" أو "قرى" فإن المقصود بها هو الناس الساكنين فيها كتجمع بشري أيضا و لكن تجمعهم روابط أكثر تأصلا و أصالة مما هو الحال مع "بلدة" و عندما يقول الله "أهل القرى"  فإنه يقصد بها النخبة الحاكمة ممن هم أهل الحل و العقد في تلك القرية . و بالتأكيد لنا عودة الى تفصيل هذه المشاهدات السريعة عبر امتداد القرءان .

2- المركـّب:

يقول (يُقصد به اقتران لفظين أو أكثر سوياً لتكوين عبارةٍ أو مقطعٍ قرآني معينٍ، ولا يشترط في المركب أن يكون آية كاملة أو جملة تامة المعنى مثل: ذلك الفوزالعظيم، والسماء ذات، بئس القوم، وحاق بهم، وقالوا لولا، فضل الله.. الخ.) أي أن المركب هو لفظين فأكثر تلازما معا و اقترنا كثيرا أو قليلا على امتداد القرءان ، و هذا الاقتران و الارتباط لا بد و أن يكون من وراءه هدفٌ ما ، و ذلك لأن الله لا يعجزه ان ياتي بمفردات أخرى لتسد مسد تلك التي ما فتإت ترتبط ببعضها ، لذا دلّ تكرار ارتباط تلك الالفاظ على حتمية وجود علاقة تجمعها أو تؤثر في المفردات التي ترتبط معها.

يتابع النيلي موضحاً  فيقول (ينفع هذا المصطلح في البحث عن الآيات التي تتضّمن نفس المركب مثل (والسماء ذات الحُبُك)، (والسماء ذات البروج) حيث اشتركت العبارتان بمركـّبٍ واحدٍ هو (والسماء ذات). ومرد ذلك عند المنهج هو أن كلّ لفظٍ وضع عن قصدٍ في موضعه مقترنًا بلفظٍ آخر، وعند عودته للظهور في سياقٍ آخر فيرى المنهج وجود علاقة بينهما في الموضعين. وبهذه الطريقة اكتشف المنهج حقائق كثيرًة، وأدرك وجود النظام الصارم في القرآن الذي يمّثل حقيقة الإعجاز القرآني. فمثلاً ، إن الآيات التي تضمنت المركب نفسه (فضل الله) كانت تتحدث عن نفس الشخوص وعن نفس الخصائص لهؤلاء الشخوص، بل وفي نفس الحقبة التاريخية. وهذا المركـّب هو عند المنهج اللفظي مختلفٌ بالطبع عن المركبات الأخرى التي تشبهه مثل (فضلاً من ربكم) و(فضل ربي). )أ.هـ. إن الفرض الخفي الذي يضمره النيلي في تعريفه للمركب هو حتمية وجود علاقةٍ ما تربطُ مواطنَ تكرارِ أيٍّ من المركّبات ، فمثلا ، قوله عن مركب (و السماء ذات) نجد أنه ورد في القرءان 3 مرات ، تحديدا قوله تعالى (وَالسَّمَاء ذَاتِ الْحُبُك ) ذاريات:7 و قوله (وَالسَّمَاء ذَاتِ الْبُرُوجِ) بروج:1 و قوله (وَالسَّمَاء ذَاتِ الرَّجْعِ)طارق:11 إن تكرار هذا المركب قد يوحي للقاريء أن ثمة علاقة قد تجمع تلك الاسماء المرتبطة معه (و هي الحبك و البروج و الرجع) ، السؤال المنطقي هو لماذا يتحتم علينا الايمان بوجود ثمة علاقة ما بين هذه المفردات الثلاث (كمثال)؟ الجواب البديهي هو ان الله لا يلقي الكلام إلقاءً ولا جزافاً ، بل نؤمن أن الله فاصل و قاطع في كلامه و بالتالي اختياره لمركب (و السماء ذات) هو أمر مقصود للفت الانتباه حيال أمر ما قد يجمع ما بين مواطن تكرار هذا المركب. و لكن سؤالٌ آخر يأتي اكثر إلحاحاً من سابقه و هو ماهي هذه العلاقة إذن؟ إن الاجابة على هذا السؤال ليس بديهيا ، و لم يقدم لنا النيلي جوابا عليه ، و لأجل الحصول على جواب يجب النظر في تكرار الكلمات المرتبطة (الحبك و البروج و الرجع) عبر القرءان ، و هو عمل ليس بسيطا أبدا و يحتاج الى تطوير مفاهيم أخرى متعلقة بدراسة اقتران الكلمات مع بعضها كما سيمرّ.

رغم أنه عرض لجزء من "الحقائق الكثيرة" إلا أن ما عرضه يشوبه بعض التناقض بل و الخطأ أحياناً ، فلا أدري ماذا كان يقصد عندما قال (إن الآيات التي تضمنت المركب نفسه (فضل الله) كانت تتحدث عن نفس الشخوص وعن نفس الخصائص لهؤلاء الشخوص، بل وفي نفس الحقبة التاريخية) فيكفي الرد على هذه القول بأن الاية (ثُمَّ تَوَلَّيْتُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَلَوْلاَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنتُم مِّنَ الْخَاسِرِينَ) بقرة:64 تتحدث (أو جاءت في سياق يتحدث) عن بني إسرائيل ، في حين أن الاية (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً) نساء:83 كانت تتحدث عن المنافقين و المؤمنين المنخدعين بالمنافقين حول رسول الله عليه السلام ، و كثير من الامثلة الاخرى التي تنسف قوله هذا بدون ادنى جدل. و لكن بالنظر خلال القرءان ، فيمكننا تعديل مقولته بتغيير المركب من قوله (فضل الله) الى المركب (فضل الله عليكم) فإننا نجد أن هناك 6 تكرارات لهذا المركب في القرءان الكريم 5 منها اختصت بالمؤمنين الذين كادوا أن ينخدعوا بأعمال المنافقين  ، في حين الاية السادسة هي أية البقرة 64  آنفة الذكر و التي تتحدث عن  جماعة من بني اسرائيل. أي باختصار  فإن تلك "الحقائق الكثيرة" التي ذكرها الاستاذ النيلي يصعب تعميمها على الاطلاق و التجريد الذي ذكره ، بل يلزم بعض التعديلات و التحديدات لتصبح صحيحة. إن التسرّع في تطبيق نظرياته هو أهم ما يميز اعمال النيلي نتمنى له من الله الرحمة.

3- التركيب:

يقول (ويقصد به الجملة التامة المعنى ولا يشترط أن يكون آية كاملة، بل قد يكون شطر أية أو أية و شطر أو آيتين ، مثل (أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ)نمل ، (فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ)رحمن و (أَلا إِنَّهُم مِّنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ * وَلَدَ اللَّهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ)صافات:151-152 ، فالتركيب الاول شطر آية و الثاني آية كاملة و الثالث آيتان.) الحقيقة إن تعريف التركيب على هذا الشكل هو تعريف زئبقيٌّ  و حتما سيكون الخلاف عميقا حول متى يمكن اعتبار مجموعة من الكلمات كاملة الدلالة كجملة تامة، فمثلا لو أخذت المثال الثالث ، فقد يعتبر البعض أن الوقوف عند مفردة "الله" يعطى معنى كاملا و جملة ذات إفادة تامة المعنى ، في حين أن قوله "وإنهم لكاذبون" قد يعطى معنى آخر كامل المعنى أيضا. كان من الاجدر بالنيلي إثر توخيّه الدقة أن يعطينا تعريفا أكثر دقة و أكثر عملياتيّة من مجرد قوله "جملة تامة المعنى" و ذلك لأن تمام المعنى أمر نسبي ما بين القارئين و نحن هنا نسعى لإيجاد منهج يخرج خارج حدود النسبية الفردية في تفسير المفردات. كتعديل على هذا التعريف نستطيع القول أن التركيب يقصد به كل جملة لا تحتاج الى رجوع ضمير اليها مما حولها. و بالتالي كطريقة عملية لتمييز التركيب ، نستمر بإرجاع الضمائر الى أقرب المفردات عبر السير خطيا باتجاه القراءة في القرءان الى أن نلحظ تحولاً في الخطاب فلا يصلح إرجاع ضمير الى التركيب الذي نفحصه. و بطبيعة الحالة في حال خلو الجملة من الضمائر (كالمثال الاول) فإن ذلك يعد دليلا على انفصال هذا التركيب عما سواه و استقلاليته في المعنى ، أي قدرة ذلك التركيب على أيصال معنى معتمد لا نقص فيه.

أهمية هذا المصطلح حسب ما يقوله النيلي هو (لدراسة العبارة القرآنية التامة المعنى لأغراضٍ شتى منها إبطال قواعد النحويين وتأويلات المفسرين، و كذلك استخدمناه لملاحقة المركـّبات والألفاظ في التراكيب المختلفة، وأيضًا في دراسة المثاني العامة في القرآن.) و يعتبر مثال "لا تقربوا الصلاة" من أهم و أبرز الامثلة على اهمية معرفة التراكيب القرءانية ، فالكل يعلم ان قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاةَ) لا يصح أخذه هكذا أبداً و السبب هو أننا بذلك نكسر تركيبا متكاملاً إن فعلنا ذلك ، أو نقطع تدفق المعنى في الخطاب القرءاني ، و بمتابعة القراءة نجد أن الكلمة اللاحقة (و أنتم ) هي ضمير يرجع الى (الذين أمنوا) .إذن جملة (و أنتم) و ما بعدها تلحق بالتركيب (لا تقربوا الصلاة.) . نستمر بتطبيق القاعدة الى أن نتأكد أنه لم يعد هنا أي ضمير لم يتم إرجاعه الى أي مفردة سابقة فيكون المعنى عندها قد تمّ تماماً كاملا لا نقص فيه و نكون حصلنا على تركيب كامل و هو قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ وَلاَ جُنُبًا إِلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىَ تَغْتَسِلُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّن الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ)نساء .. أي إن جملة (إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا)نساء تتمة الآية لا تعتبر جزءاً من ذلك التركيب المتكامل المعنى.

و أما قوله (وأيضًا في دراسة المثاني العامة في القرآن) فهو يشير الى علمٍ لم يكتمل بعد ، و قد ظهرت بوادره في على يد مدرسة الربانيين بفلسطين و يبدو أن النيلي كان يفكّر بنفس الاتجاه ، و الفكرة  تقوم على افتراض أن بعض الضمائر و الاسماء يمكن إرجاعها الى أسمين أو موضعين مختلفين لكن متكاملين. و أبرز مثال على ذلك هو قوله تعالى(وَاللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ) بقرة:213 فالاسم  الموصول "من" يرجع الى موضعين الأول هو الله سبحانه و الثاني هو الشخص المؤمن  ، أي أن الهداية مناطها مشيئة الله و مشيئة الشخص مجتمعتان. و مثال آخر قوله تعالى (قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهِ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آلِهَةً أُخْرَى قُل لاَّ أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ)أنعام:19 فالمعنى "بريء مما تشركون" يعود الى الالهة الاخرى التي زعمها اهل قريش ، و أيضا يعود الى النبي عليه السلام و ذلك لأن الخطاب هنا جاء على لسان النبي محمد فكأنه يؤكد براءته من إشراكه نفسه مع الله سبحانه (و هو ما يفعله معظم المسلمين هذه الايام). إن موضوع المثاني موضوع ليس بسيط و لم يتم إرساء قواعد بخصوص تتبع تلك المثاني في القرءان ، و لهذا ليس من السهل التنبّؤ بمرجعية تلك المثاني أو مدى تكرارها في القرءان.

                                                                   يتبع جزء (2) يأتي لاحقا

اجمالي القراءات 11365