البخارى وتدوين الأحاديث
تابع لكل" نبى عدو"

محمد صادق في الأحد ٠٩ - نوفمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً


                                             تابع لكل" نبى عدو"

                                          البخارى وتدوين الأحاديث
                           من تشويه سمعة النبى إلى حديث الإفك المزعوم
الجزء الرابع

النبى يحاول إغتصاب إمرأة فى أكاذيب البخارى

فقد صَور النبى لا يشبع من النكاح ليل نهار ولا يعوقه حيض أو غيره، ثم تتوافد النسوة يعرضن أنفسهم عليه. ثم يدور على بيوت الن&Oa;سوة الأخريات يأكل وينام وتزول الكُلفة بينه وبينهن ولا يكتفى البخارى بذلك بل يجعل النبى يحاول إغتصاب إمرأة يُقال لها الجونية.
يروى البخارى عن بعضهم " خرجنا مع النبى (ص) حتى إنطلقنا إلى حائط (حديقة) يُقال لها الشوط حتى إنتهينا إلى حائطين فجلسنا بينهما فقال النبى "إجلسوا هاهنا ودخل وقد أتى بالجونية فأنزلت فى بيت أميمة بنت النعمان بن شراحيل ومعها دايتها حاضنة لها. فلما دخل عليها النبى (ص) قال: هبى نفسك لى قالت: وهل تهب الملكة نفسها للسوقة، فأهوى النبى بيده عليها لتسكن فقالت أعوذ باللــه منك ." البخارى 7-53

فعناصر الإغتصاب قائمة فى هذه الرواية التى حبكها البخارى. فالنبى فى الرواية يذهب عامدا إلى المكان المتفق عليه وينتظره أصحابه فى الخارج، والمرأة الضحية قد احضروها له. ونفهم من القصة انها لابد أن تكون مخطوفة ويدخل عليهاى النبى وقد جهزتها حاضنتها ( وصيفتها ) لذلك اللقاء. والمرأة لم تكن تحل للنبى فليست له زوجة أو سرية إذ يطلب منها أن تهب نفسها له بدون مقابل وترفض المرأة بإباء " وهل تهب الملكة نفسها للسوقة " ويقترب منها بيده يداعبها فتتعوذ باللــه منه أى جعلته شيطانا تستعيذ باللــه منه.
ذلك ما يريده البخارى أن نفهمه من تلك القصة الدرامية، ولكن القارئ الواعى يلتفت إلى ثغرة فى البناء الدرامى لهذه القصة ينقدها عنصر التصديق. إذا كان الراوى للقصة قد سجل على نفسه أنه إنتظر فى الخارج فكيف يتمكن من معرفة الوصف التفصيلى والحوار الذى حدث بين الجدران؟ 

النبى ينطق بالألفاظ والمعانى الجنسية فى أكاذيب البخارى
ومن المنتظر من الشخص المهوس بالجنس أن ينطق لسانه بالفاحش والمكشوف من الألفاظ وأنم يكون للإيحاءات الجنسية نصيب فى كلامه وتعليماته. وذلك ما فطن إليه البخارى وهو يرسمى بتأن وروية شخصية مزيفة لنبى الإسلام. فالبخارى يفترى أن النبى قص قصة إسرائيلية تقول: " ... وكان فى بنى إسرائيل رجل يُقال له جريج كان يصلى فجائته أمه فدعته فقال : أجيبها أو اصلى فقالت : اللهم لا تمته حتى تريه وجوه المومســات: البخارى 4-201.
هل تُصدق أن رجلا محترما – ولا نقول رسول اللــه - ينطق بتلك الكلمة " المومســات " وأعتقد أن القصة بأكملها إخترعها البخارى ليسند للنبى أنه قال تلك الكلمة البذيئة.
ومثله حديث يرويه البخارى ويُعلن شكه فيه يقول " فيمن يلعب بالصبى إن أدله فيه فلا يتزوجن أمه " وإذا كان البخارى يشك فى ذلك الحديث فلماذا رواه. البخارى 7-14

وتفوح الإيحاءات الجنسية المثيرة من بعض الأقاويل التى نسبها البخارى للنبى مثل " لا يجلد أحدكم إمرأته جلد العبيد ثم يجامعها آخر اليوم " البخارى 7-42، وما الذى نستفيده من هذه النصيحة الغالية؟
وحديث آخر عن متى يجب الغسل؟ إذا جلس بين شعبها الأربع ثم جهدها فقد وجب الغسل "البخارى 1-77
وذلك الحديث ينبغى منع الشباب تحت العشرين من قرائته.

ويخترع البخارى أحاديث عن عائشة تفوح بهذه الإيحاءات الجنسية مثل " فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام.." البخارى 4-200. وترُد عائشة – فى أكاذيب البخارى – التحية بأحسن منها فهى تقول للنبى " أرأيت لو نزلت واديا وفيه شجر قد أُكِل منها ووجدت شجرا لم يُؤكل منها، فى أيها كُنت تُرتع بعيرك؟ قال: فى الذى لم يُرتع منها ". تعنى أن رسول اللــه لم يتزوج بِكْرا غيرها. البخارى 7-6
وحرص البخارى أن يضع الألفاظ على لسان النبى جعله يقع فى أغاليط علمية مثل ذلك الحديث القائل بأن أم سليم – التى كان النبى يزورها لينام فى بيتها – سألت النبى :
" ... فهل على المرأة بغسل إذا إإحتلمت؟ قال النبى : إذا رأت الماء، فغطت أم سلمة وجهها وقالت: يا رسول اللـه أو تحتلم المرأة؟ قال : نعم تربت يمينك..." البخارى 1-43
تِلْكُم بعض ملامح السُنة الجنسية التى تبين – خلاف للقرءآن – كيف كان النبى يقضى يومه فى عالم من النساء والجنس. والسُنة تعنى الطريقة والمنهاج كما تعنى أيضا الشرع ، فكيف كانت سُنة النبى (بمعنى الشرع) فى أحاديث البخارى؟

النبى يُحل الزنا ويُحرِّم الزواج الحلال فى أكاذيب البخارى
وكأى شخص ذواقة للنساء فإنه يُفضل الأبكار وصغيرات السن. وذلك ما إفتراه البخارى على النبى فى حديث جابر الذى تكرر فى كتاب البخارى.
يقول جابر بن عبداللــه " كنت حديث عهد بعرس فقال النبى: بكرا أم ثيب، قلت ثيب، قال: فهلا جارية تلاعبها وتلاعبك " البخارى 7-6،56،50،51. وما وضعن البخارى على لسان النبى يخالف كتاب اللــه الذى يحض على نكاح الأيم وهى التى تأيَّمَتْ 0الذى مات عنها زوجها) فيقول تعالى " وانكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإماءكم " النور 32.

وذلك يهون بالنسبة لتشريع فظيع ينسب فيه البخارى للنبى أنه أحل الزنا، يقول الحديث " أيما رجل وإمرأة توافقا فعشرة ما بينهما ثلاث ليال فإن أحب أن يتزايدا أويتتاركا " البخارى 7-16
ومعناه الواضح الذى لا خفاء فيه أن ألا رجل أُعْجِب بأى إمرأة وأُعجِبت به أن يعاشرها ثلاث ليال ثم لهما الحرية فى أن يطيلا العشرة أو يتركها بعد تلك التجربة الحمراء.
وإختيار الألفاظ واضح فى الدعوة للزنا وتشريعه خصوصا تلك الألفاظ " رجل وإمرأة "، " توافقا "، " "عشرة ما بينهما ثلاث ليال"، " أحبا "، "يتزايدا"، "يتتاركا". ونأسف لأننا أوردنا كل ألفاظ الحديث... ومعذرة إذا نسينا أول وأهم كلمة فيه وهى " أيما" التى تجعل من الحديث تشريعا عاما لكل رجل وإمرأة. وبالتأكيد فإن عقيدة البخارى المزدكية كانت تتحكم فى جوارحه حبن كتب ذلك الحديث الذى يدعو للمعصية وصدق اللــه العظيم " إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة فى الذين آمنوا لهم عذاب أليم فى الدنيا والآخرة واللــه يعلم وأنتم لا تعلمون "النور 19

وفى الوقت الذى إفترى فيه البخارى على النبى أنه أحل الزنا فإنه إفترى حديثا آخر جعل فيه النبى يحرم الزواج الشرعى. فيروى أن النبى خطب على المنبر فقال: " أن بنى هاشم بن المُغيرة إستأذنوا فى أن ينكحوا إبنتهم على بن أبى طالب فلا آذن ثم لا آذن ثم لا أذن، إلا أن يريد ابن أبى طالب ان يطلق إبنتى وينكح ابنتى فإنما هى بضعة منى يريبنى ما أرا بها ويؤذينى ما آذاها..." البخارى 7-47،61.
وقد يقول قائل ان من حق النبى أن يغضب إذا أراد علِّى ان يتزوج علىَ إبنته فاطمة...
ةلكن الحديث الذى صاغه البخارى بمهارة يجعل النبى يُحرم ذلك الزواج بصفته رسولا وبأن أعلن ذلك على المنبر أمام المسلمين. وهذه هى السُــنة الشرعية التى إفتراها البخارى على النبى، جعله يُحرم الحلال وهو الزواج ويحل الحرام وهو الزنا، ويا معشر المسلمين، هل من أحد ينصف نبى الإسلام من ذلك الإفك؟

البخارى يهتك حُرمة بيت النبى
وبطبيعة الحال فإن البخارى لابد أن يهتم ببيت النبى فيروى البخارى أن النبى كان عند أم سلمة وفى البيت عندها مُخنَّث فقال المُخنَّث لأخى أم سلمة " إن فتح اللــه لكم الطائف غدا أدلك على إبنة غيلان فإنها تقبل بأربع وتُدبر بثمان " فذلك المُخنَّث جاء رسول خير إلى بيت النبى على علم بأن بضاعته ستروج فيه، وذلك مقصد البخارى. البخارى 7-48.
ويروى البخارى أن عائشة قالت " لقد رأيت رسول اللــه يوما على باب حجرتى والحبشة يلعبون فى المسجد ورسول اللــ يسترنى بردائه أنظر إلى لعبهم " البخارى 2-116. أى حول البخارى من مسجد الرسول إلى ملعب فيه الحبشة برماحهم وعائشة تتفرج لتتسلى عليهم.

ويهتك البخارى حرمة بيت النبى وعلاقاته الخاصة بزوجاته أمهات المؤمنين. فيفترى أن عائشة كانت تقول " كنت أعتسل أنا والنبى من إناء واحد من قدح يُقال له المفرق" وينسب لإبن عباس قوله أن النبى وميمونة كانا يغتسلان من إناء واحد " وفى حديث آخر أكثر تفصيلا يقول ابن عباس " قالت ميمونة وَضعْتُ للنبى ماء للغُسل فغسل يديه مرتين أو ثلاثا ثم أفرغ على شماله فغسل مذاكيره قم مسح يده بالأرض...الخ" وفى رواية أخرى " أن النبى إغتسل من الجنابة فغسل فرجه بيده ثم ...إلى آخر الحديث " البخارى 1-69،70،71
ولم يكن الغسل بالشئ الجديد بل كل إنسان بعلم ىكيف يغتسل ولكن الحرص من البخارى على أن يهتك حُرمة بيت النبى وأن يجعله عاري بلا مبرر.

ثم هل هناك أعجب من هذا الحديث يفترى البخارى أن أحدهم قال " دخلت أنا وأخو عائشة على عائشة فسألها أخوها عن غسل النبى فدعت بإناء نحوا من صاع فإغتسلت وأفاضت على رأسها وبيننا وبينها حجاب " البخارى 1-70. أصبح الغسل مشكلة المشاكل ومن أجلها تقدم عائشة البيان العملى فتغتسل أمام الناس، وماذا يعنى الحجاب المزعوم فى تلك القصة المبكية المضحكة.

الإفتراء غلى عائــشة وحديث الإفك
إذا ذكر أحد قصة حديث الإفك لابد أن ينصرف الذهن إلى عائشة وكيف إتهموها بالزنا، وبالطبع إذا حاول باحث أن يناقش ذلك الإتهام المزعوم فى تلك القصة، كما ان أسطورة تخلُف عائشة عن ركب النبى فى الجيش واتهامها تُعد معلوما من الدين بالضرورة.
وملخص الأسطورة التى ذكرها البخارى " البخارى 5-148، 6-127 " وتناقلها الآخرون عنه وآمنوا بها- ان النبى كان إذا اراد سفر أقرع بين أزواجه ليختار من سيصحبه فى سفرته. وفى غزوة المصطلق كانت القرعة من نصيب عائشة وأثناء رجوع الجيش إفتقدت عائشة قرطها فنزلت تبحث عنه. وإنطلق الجيش وهم يظنون أنها فى داخل الهودج، ورجعت عائشة فوجدت الجيش قد إنطلق فنامت مكانها إلى أن جاء صفوان بن المعطل السلمى فحملها على جَمَله وسافر بها للمدينة. فإتهمها الناس به وأنزل اللــه فيها آيات تُبرِّئُها فى سورة النور.

عائشة لا علاقة لها بحديث الإفك المذكور فى سورة النور
والأساس فى إفتراء هذه الأسطورة فيما تبدأ به وهو أن النبى كان إذا خرج لغزوة أقرع بين نسائه واصطحب إحداهن معه، وذلك ما حرص البخارى على أن يجعله من سمات الجنون الدجنسى فى رسمه لشخصية النبى.
والقرءآن ينفى ان النبى كان يصطحب معه نساءه فى غزواته. فاللــه تعالى يقول للنبى عن خروجه لغزوة بدر " كما أخرجك ربك من بيتك بالحق... " الأنفال 5. والبيت يعنى الزوجة وفى توضيح أكثر يقول تعالى عن نفس غزوة بدر " وإذا غدوت من أهلك تُبوئ المؤمنين مقاعد للقتال... " آل عمران 121.
أى خرج النبى من أهله-والأهل يعنى الوجة والزوجات- لكى يصُف الجنود للقتال. إذن لم يكن معه واحدة من نسائه منذ أول غزوة غزاها.

وفى غزوة الأحزاب فى العام الخامس من الهجرة نزلت سزرو الأحزاب وفيها الأمر بغض من البصر وعدم إظهار الزينة لنساء النبى، ثم وهذا هو الأهم – الأمر الحاسم لهن بأن يمكثن فى البيت ولا يخرجن منه " وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ ۖ وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا " الأحزاب 33
فكيف يأمرهن اللــه بالقاء فى البيوت ثم تأتى بنى المصطلق ويصحبهن النبى معه؟

لقد كان ترك النساء فى المدينة بعيدا عن الغزوات عادة إسلامية حرص عليها النبى والمسلمون، بحيث لم يكن يتخلف عن الغزو إلا النساء والأطفال والشيوخ غيرالقدرين على القتال. وحين كان بعض المنافقين يتخلف عن الخروج مع النبى كان القرءآن يُعيِّرُه بأنه رضى أن يبقى مع الخوالف أى النساء والصبيان
" رضوا بأن يكونوا مع الخوالف وطبع اللــه على قلوبهم فهم لا يفقهون.." ، " رضوا أن يكونوا مع الخوالف وطبع اللــه على قلوبهم فهم لا يعلمون... " التوبة 87، 93.
فهل من المعقول أن يصطحب النبى زوجاته معه عرضة لخطر الحرب بينما تبقى النساء آمنات فى المدينة؟
ولكن عن ماذا تتحدث آيات سورة النور " إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ ۚ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ ۖ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ۚ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ ۚ وَالَّذِي تَوَلَّىٰ كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ " 11
إن سورة النور من أوئل ما نزل فى المدينة وجاءت بتشريعات لازمة لصيانة المجتمع المسلم أخلاقيا. ولنا أن نتصور المدينة فى أول العهد بها حين جاءها المهجرون والمهاجرات ليعيشوا بين الأنصار وأهلها وفيهم المؤمن وفيهم المنافق الكاره لأولئك المهاجرين، وفيهم اليهود الذين ينتظرون الفرصة للإيقاع بين الخليط البشرى الذى إجتمعلأول مرة فى مكان واحد.

ولا ريب أن المهاجرون كانوا فى حاجة للعون ولا ريب أن بعض المحتاجين منهم كلنوا من النسوة اللائى تركن أزواحهن المشركين فرارا بدينهم، ولا ريب أيضا أنهن كن يتلقين مساعدات من بعض مؤمنى الأنصار. ولا ريب أيضا أن المنافقين واليهود وجدوا فرصتهم فى تشويه ذلك العمل النبيل بإشاعة قصص عن علاقات آثمة بين أولئك المؤمنين والمؤمنات من المهاجرين والأنصار.
ويكفى أن سورة النور بما فيها من آيات إجتماعية نزلت قبل غزوة المصطلق بعدة سنوات فليس لها أدنى علاقة بتلك الأسطورة التى حاكاها البخارى عن عائشة ومسيرتها المزعومة مع الجيش بعد نزول سورة النور بعدة سنين. ولكن المهم أن آيات سورة النور تتحدث عن إتهام جماعة من أهل المدينة لجماعة من المؤمنين الأبرياء ، تتحدث عن جماعة ظلمهم آخرون. وليس عن شخصية واحدة. وليس عن زوجة للنبى وقد تحدث القرءآن عن أمهات المؤمنين فى سورة الأحزاب وفى سورة التحريم وخاطبهن مباشرة فى أمور اقل خطرا من ذلك الإتهام المزعوم لعائشة.

ولكن القرءآن فى سورة النور لا يتحدث مطلقا عن عائشة أو غيرهامن أمهات المؤمونين، وأنما تتحدث عن عموم المؤمنين فى حادث إفك إهتزت له المدينة فى أول العهد بها بالمهجرين والأنصار معا.
ولنراجع الآيات: تبدأ السورة بتقرير عقوبة الزنا ثم رمى المحصنات ثم قضية التلاعن بين الزوج وزوجته ثم تَدخُل على حديث الإفك بتقرير أنه أمر يهم المؤمنين جميعا " إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ ۚ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ ۖ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ۚ ... " 11 وهو خير للمسلمين لأن القرءآن أنزل فى السورة التشريعات التى تُنظم الحياة الإجتماعية للمسلمين حتى لا يتكرر المجال للتقولات والإشاعات. ثم تقول الآية التالية تتحدث عن عموم المسلمين ايضا " لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَٰذَا إِفْكٌ مُبِينٌز" 12

إذن هى تهمة تمس مجتمع المسلمين جميعا وكان ينبغى عليهم أن يظنوا بأنفسهم خيرا وأن يبادروا برفضه، وتمضى الآيات لتتحدث على نفس الوتيرة فى خطاب المجموع لأن المظلومين مجموعة والذين ظلمهم مجموعة وتداول المسلمين أقوالهم بدون تَروٍ " لَوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ ۚ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَٰئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ * وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ * إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ * وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَٰذَا سُبْحَانَكَ هَٰذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ * يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ ۚ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ " 13-18
ولأن المظلومين مجموعة والظلمة مجموعة أيضا تقول الآية " إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ " 19
ولأن تلك الإشاعات الظالمة جعلت بعض المحسنين يتوقف عن الصدقة مخافة أن تلوكه الألسنة تقول الآية " وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ " 22
ولأن المظلومين جماعة من المسلمات العفيفات فإن اللــه تعالى يقول " إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ " 23
ثم يقزل تعالى " الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ ۖ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ ۚ أُولَٰئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ ۖ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ " 26
إذن جائت البراءة للطيبات والطيبين كما جاءت اللعنة لمن إتهمهم.
والسؤال: ما علاقة عائشة بذلك كله؟ وتأتى الآيات التالية تتحدث عن تشريع الإستئذان حتى لا يتكرر دخول بعض الناس بلا إذن ويعطى المجال للشُبهات والأقاويل، ثم توالت الآيات فى تشريع الزى والنكاح... الخ.

ذلك هو الخير الذى قالت عنه الآية ألأولى عن موضوع الإفك " ...ۚ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ ۖ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ۚ..." 11 لقد جرت عائشة على نفسها نقمة الكثيرين بسبب دورها فى الفتنة الكبرى وموقعة الجمل لذا كانت أهم شخصية نسائية فى كتب الأحاديث، وتخصصت طوائف من الشيعة فى الهجوم عليها وإتهامها فى شرفها. وبينما يدافع عنها أهل السنة بتأليف قصة مزعومة عن مسيرة عائشة مع النبى فى إحدى الغزوات، وحبك الرواية لتتماشى مع آيات سورة النور عن حادث الإفك الذى جرى فى أول عهد الإسلام بالمدينة. ولم يحاول أحد أن يتحرى الحق وأن ينصف أم المؤمنين عائشة من ذلك الإتهام الخفى الذى تحويه أسطورة البخارى.
بل على العكس أصبح رفض ذلك الحديث يُعتَبر إنكارا للسُـــنة. وتلك إحدى جنايات البخارى على بيت النبوة.
من ينقذ النبى وبيته من ابن برذوية ؟

نكتفى بهذا القدر من الجزء الرابع ولنا لقاء قادم إن شــاء اللــه مع الجزء الخامس:
وهل كان للنبى متسع ليكون كما وصفه البخاري ؟

اجمالي القراءات 14794