الصراع العربي الاسرائيلي
الصراع العربي الاسرائيلي من منظور أخر

زهير قوطرش في الإثنين ١٥ - سبتمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

الصراع العربي الاسرائيلي من منظور أخر.

الشعب اليهودي مثله مثل أي شعب أخر على وجه الكرة الارضية، هذا أذا أعتبرنا أن اليهودية قومية تجاوزاً . فيهم أهل الخير وفيهم الفاسقون وأهل الشر. وعندهم الحسن ،وعندهم القبيح. منهم الفقراء والمساكين ،ومنهم الاغنياء لدرجة الفحش .تقوم الصهيونية على قيادة العمل السياسي لهذا الشعب .والصهيونية حركة فاشية ونازية عنصرية بآن واحد. وهي منذ أيام هرتسل تقوم على تخويف اليهود من الأخرين .أي بمعنى أنهم يحاولون اقناع اليهود( انهم مهددون ف&iacacute; كل مكان) ولا خلاص لهم من هذه الخوف إلا في إقامة الدولة اليهودية. والصهيونية بناء على ذلك تدعو اليهود الى الهجرة الى اسرائيل من كل مكان ما عدا الولايات المتحدة الامريكية. (لغاية في نفس يعقوب). وفي اسرائيل الالة الاعلامية ما تزال تعبر بمناسبة ومن دون مناسبة عن مشاعر الخوف والقلق من احاطة اسرائيل بدول معادية حسب رايهم ،ومن الخطر الديمغرافي ايضاً،حيث يروجون في إعلامهم الداخلي والخارجي ،أن ابناء الشعب الفلسطيني يتوالدون بكثرة،بينما اليهود بنسب ضعيفة .وهي دعوة لليهود لكي يهاجروا بأعداد كبيرة لتحقيق الموازنة الديمغرافية .ومما يساعد الدعاية الصهونية أيضا في تحقيق أهدافها ،مانسمعه من قادة الدول العربية والاسلامية من تصريحات غير مسؤولة ،كتصريح أو تهديد الرئيس الايراني أحمدي نجاد بإزالة اسرائيل ،فتستغل الصهيونية هذه التهديدات ،وتحاول تسويقها لتظهر بمظهر الضعيف الذي ستأكله الوحوش . وبالمقابل مما يزيد الطين بلة فرح المثقفين العرب أو الفلسطينين ،الذي أيضا يروجون لهذه التهديدات ،وكأن ساعة الخلاص في رايهم قد دنت . وكأن الخلاص الفلسطيني في إبادة الشعب اليهودي .وهذه السيناريوهات عشناها من قبل ووقعت الامة في أفخاخ كثيرة من هذا القبيل ،استغلت من قبل حلفاء الاستعمار وتم ترسيخها في الاذهان وذلك لدعم قانون العودة الصهيوني .إذن الدعاية الصهونية تروج الكذب والخداع من أجل خدمة مشروعها الصهوني .
وحتى نضع النقاط على الحروف .لابد أن ندرك حقيقة هامة جداً ألا وهي ،أن الادبيات الصهونية مهما تكن ،فأن وجود اسرائيل كمشروع صهيوني مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالاستعمار. وطالما أن الاستعمار له غايات واهداف بعيدة في منطقتنا ،هذا يعني أن اسرائيل لا خطر عليها . ولا يمكن ازالتها إلا بإزالة الاستعمار وانتهاء مصالحه في المنطقة. ولا يوجد عليها أي خطر ولا على مشاريعها العدوانية لامن الفلسطينين ،ولا من الدول المحيطة بها او الوسط المعادي لها ،ما دامت متحالفة مع الاستعمار ،الذي هو الضمانة الأكيدة لاستراريتها.
لكن الشعب اليهودي مثله مثل شعوب العالم التي استخدمها الاستعمار لتحقيق مآربه. يتعرض من خلال المشروع الصهيوني الى عدوانية مزدوجة ،عدوانية الاستعمار نفسه الذي يجعل من الاسرائيلين اليهود حطباً أو وقوداً في مخططاته الاستعمارية ،سواء قام بتنفيذها هو أو المؤسسة العسكرية الاسرائيلية .مما يعود على الشعب اليهودي بالغاء حياتهم السوية ويكبلهم الكثير من الضحايا ،ضحايا الطمع الاستعماري وعدوانية المؤسسة الصهونية التي تشن حربا طائفية وعنصرية. مع العلم أن الصراع العنصري الطائفي أو العرقي لايمكن أن يزول بفعله الاستعمار الذي هو سبب كل المصائب على الشعب العربي واليهودي معاً .وحتى الصراع العنصري والطائفي والعرقي ،هو صنيعة الاستعمار حيث يستغله لتحقيق المآرب البعيدة.
لنفترض معاً سؤالا افتراضياً !!!! أن نضال الشعوب الشرق اوسطية ،استطاع أن يحقق النجاح في القضاء على الاستعمار،متضامناً مع شعوب العالم . هل يعني هذا النجاح ابادة وإزالة اسرائيل؟ براي أبداً ستزول العسكرية الاسرائلية كقوة عدوانية عنصرية ،وقد يقف الشعب اليهودي الاسرائيلي ضد العنصرية التي تتصف بها قيادته . وحينئذ سيصالح الاسرائيليون أنفسهم مع التاريخ ،ويقفون في نفس الخندق مع الشعوب الأخرى ضد الاستعمار.
اليهود لا عليهم أي خطر لا في اسرائيل ولا في الخارج إلا بمقدار ما توجهم الصهونية في حروب لاتخصهم ،وإنما تخص الامتداد الاستعماري على مدى العالم. مثلهم مثل الشعب الامريكي أو البريطاني ..وغيرهم من الشعوب التي تزجها قياداتها في الحروب الاستعمارية في العراق افغانستان مثلاً....هذه الشعوب لا علاقة لها بهذه الحروب ولا هدف إلا نصرة الادارة الامريكية الاستعمارية.اسرائيل العنصرية لا تزول إلا بزوال الاستعمار.اما اليهود شأنهم شأن شعوب المنطقة . لهذا لابد من توجيه النضال بتحالف شعوب المنطقة العربية ضد الاستعمار ،ضد مرتكزاته الاقتصادية والاجتماعية والسياسية . ومن أخطر مرتكزاته هي العنصرية والطائفية والعرقية،التي تنطوي على الكوارث والمجازر التي أصبعه فيها فاعلة دائماً.

اجمالي القراءات 14891