الصدقات
رمضان والصدقات

زهير قوطرش في الإثنين ٠٨ - سبتمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً



رمضان والصدقات.

حل شهر رمضان الكريم ،شهر العبادة ،وشهر التطوع لعمل الصالحات ،شهر الصدقات .مع أني أميل الى أن هذه العبادات يجب أن لا تكون في رمضان وحسب ،بل كل اشهر السنة هي عند المسلم رمضان من حيث التصدق على المساكين المحتاجين ،والفقراء الذين يعانون قسوة العيش في سبيل سد حاجياتهم الأقل من الأساسية .

فوجئت بكرم الدولة في مصر الحبيبة في هذا السياق ،عندما قرأت خبراً مفاده أن الرئيس مبارك يوافق على خطة الوطني لتوزيع هدايا رمضان. وهي عبارة عن مليون حقيبة ،تت&Oumuml;من أغذية للأسر الفقيرة من الحزب والجمعيات الأهلية. شيء جميل جداً هذه اللفتة الإنسانية في شهر رمضان الكريم ،وأرجو من الله تعالى أن تحسب في ميزان حسناتهم ،لعلها تنقص من ميزان سيئاتهم ولو قيد شعرة .والاجمل من هذا الدعاية الإعلامية التي ترافق كل حملة من هذا النوع في عالمنا العربي ،وكأن هذه الهدايا قد حلت المشكلة ،وانتهت معها معاناة المواطن الذي ينتظر بفارغ الصبر كرم مثل هذه الحكومات على الأقل في شهر رمضان.

احصائيات بسيطة جداً:

يحل شهر رمضان الكريم والقاهرة تعاني من نقص المياه...والأزمة مستمرة في الكوم الأخضر بالجيزة حتى اليوم.
يحل علينا شهر رمضان ،ومصر فيها 84 داراً فقط لرعاية 3.5 مليون مسن منهم 150الف مصابون بالزهايمر.
يحل علينا شهر رمضان ،والنمو الاقتصادي الذي زاد معدله في العام الأخير ليبلغ 7% .إلا أن التضخم حسب الاحصائيات الرسمية قد بلغ 23%.
يحل علينا شهر رمضان ،بينما يقف 40 مليون مصري أسفل خط الفقر وفوقه مباشرة.
يحل علينا شهر رمضان، حيث اشاعت فيه الطبقة الحاكمة وعمقت الميل الى التطفل،الذي لاينتج عملاً اجتماعياً يتصف بالنزاهة،على سبيل المثال تحولت الغالبية الساحقة من الجمعيات الخيرية الى مجال للاثراء الفاحش ،وتأكيدا على ذلك ،بعض الجمعيات تروج للتبرع مثل جمعية رعاية اليتيم على صفحات كاملة ،من صفحات الصحف الرئيسية في مصر لتحث الناس على التبرع ،بحيث تصل كلفة الاعلان الواحد ما يساوي 50الف دولار.

هذا غيض من فيض!!!!!!!!!!!!!!

إن محاولة ستر الدمار والخراب الذي سببته سياسات هذه السلطة بما يسمى "العمل الخيري والاحسان" و"حقائب الطعام الرمضانية" المتبقي من فتات موائد اللصوص وطواغيت المال لن يؤجل انفجاراً شعبياً بات وشيكاً .لأن الصدقات هذه ،لا تبرر الفساد ولا تحل المشكلة.إن افقار الناس الى هذه الدرجة وتحويل حقوقهم الاجتماعية الى مجرد صدقات وعمل خيري غير منزه عن الغرض ،هو إهانة تدمي كرامة المواطن في واقع الامر.هو تضليل يهدف الى تزيف الوعي والحد من اثار الاحتقان.

ملاحظة هامة جدا: هذه الاوضاع في مصر هي نسخة طبق الاصل للأوضاع في معظم الدول العربية والاسلامية مع فارق اختلاف المخرجين.

اجمالي القراءات 13159