الرسول هو المعلم الأول

رمضان عبد الرحمن في الجمعة ٠٥ - سبتمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

الرسول هو المعلم الأول

 

من المستحيل أن يكون المعلم لا يقرأ ولا يكتب ، حتى لا يتهم المسلمون الرسول أنه كان أمياً أي يجهل القراءة والكتابة بجهلهم هم ودون علم وإن كلمة أمي في القرآن لا تعني الجهل بالكتابة والقراءة ، والدليل في قول الله عز وجل في أكثر من آية قرآنية مستخدما كلمة أمي وأميون في معنى ليس له أي علاقة بجهل القراءة والكتابة بل بالعكس استخدمت كلمة الأميون لتدل على قوم قاموا بالكتابة فعلا يقول تعالى (وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ (78) فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ (79) البقرة  ، ونلاحظ ان هذه الأية العظيمة تتحدث عن مجموعة من أهل الكتاب يجيدون القراءة والكتابة لدرجة أنهم يحرفون الكلم عن مواضعه كما وصفهم رب العزة جل وعلا ، فلو كان معنى أمي أو أميون في القرآن تعنى جهل الكتابة او القراءة ، لما ذكرت لتعبر عن هذه الفئة التي تكتب الكتاب بأيديهم ثم يدعون ان ما كتبوه من عند الله ، وبحكم أنني مسلم وأحمد الله على ذلك ، ويكون لي الشرف أن أدافع عن دين الله وعن رسوله الكريم الذي بلغنا هذا الدين كما امره المولى عز وجل ليعلم الناس ويخرجهم من الظلمات إلى النور يقول تعالى (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (2 ) الجمعة ، لو اتفقنا من خلال آية سورة البقرة التي توضح معنى اميون أنهم يستطيعون القراءة والكتابة كما هو واضح من سياق الآية ، وهنا في آية سورة الجمعة توضيح أكثر أن الرسول من الأميين أي الذي يقرأونن ويكتبون لأن من للتبعيض في قوله (منهم ) أي كان الرسول يقرأ ويكتب حتى يعلم غيره أحكام الكتاب وطريقة القراءة والكتابة الصحيحة لكي لا يخطيء أحد في قراءة أو كتابة كلام الله ، وللأسف إن كثير من المسلمين ومن يسمون أنفسهم بعلماء المسلمين ذهبت اعمارهم في شيء واحد من أجل أن يحاربوا ويثبتوا أن الرسول كان لا يقرأ ولا يكتب أو أمي حسب زعمهم ، وهذا خطأ فادح ، ومن السهل الرد على هؤلاء بقول الله عز وجل أن اول آية نزلت فى القرآن تتحدث عن القراءة في قوله تعالى (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5(العلق ،   حتى يكون المعلم ملما بكل شيء لابد ان يجيد القراءة والكتابة ، وهل كان هناك معلم غير الرسول في عصر الرسول ، وأن الرسول لو كان يجهل القراءة والكتابة كما يزعم المسلمون ما قال له الله جل وعلا إقرأ لأن الله يعلم أنه يقرأ او لا يقرأ ، وأيضا حين يتقول الناس على الرسول بكلام هو بريء منه بجهلهم المستمر ويجاهلون وصف الله جل وعلا للرسول في قوله تعالى (وإنك لعلى خلق عظيم ) ثم يتجاهل الناس هذا الكلام من الله ويقولون إن الرسول قد وصف بعض الناس بالحفاة العراة ، فمن الذي يدافع عن الرسول ومن يبرئه من هذا الكذب وهذا التلفيق ، هل هذا هو التوقير من المسلمين للرسول عليه السلام يا مسلمين ، وكما تعلمون جميعا في قصة الرسول حين جاءه الأعمى ، وكيف عاتبه الله جل وعلا يقول تعالى (عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَن جَاءهُ الْأَعْمَى (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَى (4) أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (5) فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّى (6) وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى (7) وَأَمَّا مَن جَاءكَ يَسْعَى (8) وَهُوَ يَخْشَى (9) فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّى (10) كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ (11)عبس ، فهل بعد هذا التذكير أن يصف الرسول بعض الناس بأنهم حفاة وعراة في احاديث علامات الساعة المزعومة ، وإذا كان المسلمون يتهمون الرسول بذلك فماذا بغير المسلمين ، وماذا هم قائلون عن الرسول عليه السلام .

 رمضان عبد الرحمن علي

اجمالي القراءات 28450