حكاية التخيلات عن بابك صاحب الإباحات

رضا البطاوى البطاوى في الجمعة ٢٩ - أغسطس - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد هذه حكاية رواية التخيلات صاحب ديانة الإباحات وهى حكاية تعتمد على التخيل وليس على ما ورد فى كتب التاريخ التى هى كذب فى غالبيتها عن بابك الخرمى وإن كان لنا من كلمة عن هذه الحكاية فإننا نقول أننا أخذنا من كتب التاريخ أساس الحكاية وهو كون بابك ابن زنى اخترع دين البابكية وحارب الدولة العباسية حتى قتل فى عهد المعتصم على حد ما زعمت كتب التاريخ ا
1-روى عن خالة بابك أنها قالت :
ذهبت إلى بي&cute;ت أختى أم بابك قبل أن ينفذوا فيها حكم الرجم بثلاثة أيام وأقمت معها أرعاها هى وولديها بابك وإسحاق ،لقد كانت مطمئنة تصلى فروض الصلاة وتزيد عليها وكانت تضم ولديها خاصة بابك لصدرها وفى ليلة اليوم الذى سيتم فيها الرجم قالت لى :أوصيك بولدى بابك وولدى إسحاق خيرا فلن يكون لهم أحد يرعاهم من بعدك وقالت لى أيضا أريد أن يكون الولدان أمامى ساعة تنفيذ الحكم حتى يكونا أخر ما أرى من هذه الدنيا وفى تلك الليلة بت أبكى وأبكى حتى قالت لى أختى لا تبكى فأنا ذاهبة إلى لقاء الله الذى يعلم أنى ما زنيت إلا بعد أن سدوا فى وجهى أبواب الرزق فأبشرى وافرحى فإن الله سيغفر لى ويدخلنى الجنة وفى الصباح جاء الجنود واقتادوا أختى للميدان فحملت بابك على ذراعى الأيمن وسار إسحاق ممسكا بذراعى الأيسر وذهبت خلفهم ولما وصلوا ربطوا أختى لعمود فى وسط الميدان وأحاط الجند بها على شكل دائرة وفى أيديهم حجارة وتحت أرجلهم حجارة أخرى ووقفت تجاه أختى بحيث ترى ولديها كما أوصتنى وبعد لحظات بدأ الجند يقذفونها بالحجارة وبدأ الدم يسيل من أعضاء جسمها حتى أنه شكل على وجهها خطوطا رفيعة وعند ذلك أراد إسحاق أن يجرى حيث أمه فحاول التخلص من ذراعى وهو يقول :أمى أمى لماذا يضربوك يا أمى ؟ولكنه لم يستطع الإفلات وعند ذلك آثرت الإنسحاب بالأطفال حيث ذهبت بهم إلى البيت وجمعت حاجاتهم منه ثم ذهبت بهم لبيت زوجى.
2-قال أحد أصحاب بابك أن بابك حدثهم قال :
إنى لأذكر وجه أمى ساعة تنفيذ الحكم فيها فإنها كانت تنظر لى نظرة عطف وإشفاق ولم تسقط نظرها عنى أنا وأخى إسحاق إلا بعد أن تكونت على وجهها خطوط من الدم مشكلة شبكة دموية عليه ،إننى لا أنسى هذا المنظر أبدا لقد قتلوا أمى شر قتلة فالمرجوم يتألم كثيرا حتى تنفصل نفسه عن جسده وعند هذا سأله أحد أصحابنا هل بكيت لما رأيت وجه أمك ؟فقال بابك كنت طفلا فى بداية العام الثالث ولم أكن أدرى معنى ما يحدث لذا لم أبكى .
3-روى عن إسحاق بن إبراهيم أنه قال :
لما كبر بابك ووصل لسن الخامسة كان يخرج من البيت ليلعب مع أطفال الشارع وكان للأطفال ألعاب محببة هى سباق الجرى ولعب المصارعة ولما كان بابك قد أوتى بسطة فى الجسم فإنه قد احتكر الفوز فى الألعاب برغم أن الأخرين بعضهم يماثله فى السن والبعض الأخر يكبره بسنة أو اثنين ولما لم يجد الأطفال شىء يتفوقون به عليه كانوا يعمدون إلى شتمه فيقولون له :يا ابن الزانية ولما كان بابك صغيرا لا يفهم معنى الشتمة فإنه كان يأتى لخالتى متسائلا ما معنى ابن الزانية ؟فكانت خالتى تتهرب من الإجابة بشتى الطرق وكان أهم طريق لديها هو التخلص من إجابة السؤال هو أن تقدم له الحلوى والأطعمة التى يحبها ولكنه كان يعاود السؤال .
3- حكت خالة بابك فقالت :
لما وصل بابك لسن الخامسة أرسلته لمكتب تحفيظ القرآن فى الحى مع أخيه إسحاق وذلك لأبعده عن الأطفال الذين يسبونه والذين تعلموا هذا السب من أفواه الآباء والأمهات فى البيوت وقد أظهر بابك تفوقا فى حفظ القرآن حتى أنه عندما وصل لسن السابعة كان قد قارب قدر ما حفظه أخوه إسحاق وهو ثلثى القرآن وعندما وصل للثامنة كان قد حفظ القرآن كله كإسحاق الذى بلغ الحادية عشر وقد كان هذا التفوق وبالا على بابك فقد عاد الأطفال لسبه ونعته بابن الزانية .
4-عن شهر أحد خلان بابك أن إسحاق حدثهم فقال :
إن الأطفال فى المكتب دأبوا على سب بابك وأنا عدا طفل واحد يسمى محمود بن أحمد الواحدى وفى أحد الأيام تجمع الأطفال حول بابك فى غياب المعلم وقد اتفقوا عليه فقالوا له اسمع يا بابك لكل واحد منا أب فأين أبوك ؟وكل واحد منا له اسم أب يعرفه وأنت ليس لك أب ثم قال أحدهم ساخرا لعل أبوه حيوان من الحيوانات وعند هذا اغتاظ منهم بابك وأراد أن يضربهم ولكنى أمسكت به وقلت له هيا بنا للدار فقال محمود للأطفال إن ما تقولون هو ذنب عند الله وسأحكى للمعلم عن شتمكم لكل من بابك وإسحاق حتى يؤدبكم وقد نفذ محمود ما قاله وحكى للمعلم عما نلاقيه من الأخرين فعمد المعلم لضربهم على أيديهم وأرجلهم بالعصا ومع ذلك استمرت الشتائم من الأطفال .
6-روى عن إحدى جوارى خالة بابك أنها سمعت خالة بابك تقول :عاد بابك من المكتب ذات يوم غاضبا فألقى بالأوراق والأقلام على الأرض وقال لى بينى لى معنى ابن الزانية وعند ذلك سكت ولم أستطع النطق فقال ومن هو أبى وما اسمه ؟قولى لى فكل واحد من الأطفال له أب يعرفه وأما أنا فلا فضغطت على شفتى وبكيت ولم أستطع النطق وعند ذلك قال بابك وقد احمر وجهه احمرارا شديدا لن أذهب للمكتب مرة أخرى فقلت له لا يا حبيبى إن العلم هو مستقبلك قال وهو يبكى طالما لم تجيبى عن أسئلتى فلن أذهب إلى هناك أبدا وعند هذا برقت فى عقلى فكرة هى أن يذهب بابك وإسحاق لحلقات العلم فى المساجد والمدارس ولذا قلت له لن تذهب للمكتب مرة أخرى وستذهب لما هو أفضل وعند هذا سألنى قائلا وما هو الأفضل يا خالة ؟أجبت فقلت إنه تلقى العلم على أيدى العلماء فى المساجد والمدارس .
7-روى عن محمود الواحدى قال خرجت أنا وبابك من المدرسة الصفائية يوما بعد صلاة الظهر فقال لى وهو ينظر لى نظرة استعطاف أريد أن نخرج للبساتين لتحدث معك فقلت مبتسما لك هذا وسرنا حتى خرجنا من البيوت للبساتين وفى ظل إحدى الأشجار جلسنا فقال لى أنت من أحب الناس لقلبى ولذا أريد أن تجيب على أسئلتى التى لا يريد أحد حتى خالتى الإجابة عليها قلت له هيا اسأل عما بدا لك فقال وهو عابس الوجه ما معنى ابن الزانية ؟فسكت ثم قلت يعنى الإنسان الذى أنجبته أمه دون زواج قال وهو ينفخ زفيرا حارا من صدره هذا يعنى أن لى أبا فقلت قطعا لك أب ولكن ليس لك ذنب فيما حدث وعند هذا قال ووجهه متغير اللون أريد أن أعرف هذا الإنسان فقلت وأنا أربت على ظهره من الخير ألا تعرفه فالإنسان الذى يضحك على امرأة ثم لا يسأل عن ولده لا يستحق أن تعرفه لأنه إنسان شرير فقال بابك وهو يضع يده على عينيه ولكنه أبى فقلت ما دمت مصرا على المعرفة فاعلم أن اسم أبيك قد يكون سر مات مع أمك وربما باحت به لخالتك .
8-روى أن إسحاق بن إبراهيم تحدث إلى جمع من أصحاب بابك فقال :
ظل بابك يلح على خالتنا كى تبوح له باسم أبيه حتى رضخت لإلحاحه المستمر فباحت له باسم أبيه وحكت له عن كل ما قالت لها أختها عن هذا الرجل الشرير ولذا عزم بابك على مقابلته فى بيته الكبير وذهب إليه وقد حكى لى بابك ما دار من حوار بينهما وهو :
-أنا بابك ابن عشيقتك التى زنيت بها - ماذا تريد يا فتى ؟
-أنا نتاج الزنى أنا ابنك -حدد ماذا تريد بالضبط يا بابك؟
-أريد أن تعترف بأبوتك لى -هذا محال ولن يحدث أبدا
- ألست أبى ؟ -إننى أبوك ولكنك لا تدرك ماذا سيحدث لى لو اعترفت بك؟
-وهل سيحدث لك أكثر مما حدث لى ؟
-يا بنى لو اعترفت بك سيطبقون على حكم الرجم وأنا لا أريد أن أموت ولو اعترفت بك ستكون أنت السبب فى عدم زواج أخواتك البنات لأن الناس لن يزوجوا أولادهم لبنات رجل زانى وستجلب العار على اسم العائلة
-أيجب أن أفعل مثلما فعل عنترة بن شداد حتى تعترف بى ؟
-يا بنى ثق أننى لو كنت أحيا فى زمن شداد لإعترفت بك دون تردد ومن أول لحظة ولدت فيها - إذا فأنا المذنب ولست أنت - تحمل يا ولدى غلطتى
-هل أقول هذا ما جناه على أبى وما جنيت على أحد ؟
-يا بابك لا يوجد معك دليل على كونك ولدى
-معى أقوى شاهد الله سبحانه وتعالى
-القضاة لا يحكمون عندما يحكمون إلا بالأدلة والبراهين والشهود
-وحقوقى الأخرى -اعتقد أن خالتك العاقر الحسناء لديها مال كثير من زوجها الراحل الأخير وأنت وإسحاق سترثان كل ذلك – لقد صدق محمود فأنت رجل شرير 9-روى عن زاذان أحد أصدقاء بابك قال :
حدثنا بابك فقال لما عدت من عند أبى اللعين خائبا أهملت الدراسة وأصبح كل همى هو أن أخرج إلى الخلاء أجرى وأجرى حتى يهدنى التعب ثم أصبحت أتسلق الجبل بعد ذلك حتى أنسى اسم وشكل هذا الرجل الخبيث الذى كرهته أشد الكراهية .
10-روى عن فاتك أحد قادة الحرب لدى بابك قال :
كنا ذات يوم مع بابك نتحدث عن التدريب من أجل الحرب فقال لنا :لما خيبنى أبى فيه أهملت الدرس وكنت فى تلك الأيام اخرج إلى الخلاء كثيرا فعلم صديقى محمود بإهمالى للدروس وإننى أصبحت أحب العزلة فلقانى فى الخلاء ذات يوم وقال لى :اسمع يا بابك العزلة ليست الحل لما أنت فيه فسألته قائلا وماذا تريدنى أن أفعل فقال وهو يبتسم أعلم أنك قد مللت الدراسة فى هذه الأيام ولذا يجب أن تنشغل فى تعلم فنون الحرب حتى تصبح مقاتلا قويا فهتفت قائلا يرحمك الله هذا ما يذهب عنى ما أنا فيه من الغضب الشديد والحزن العميق وفى الأيام التالية تدربنا على المبارزة بالسيوف والطعن بالرماح وعلى تسلق الجبال ونزولها وعلى السباحة وركوب الخيل ولم يستمر محمود فى التدريب طويلا واستمررت أنا فى التدرب حتى أصبحت أجيد القتال إجادة تامة وأما هو فقد دخل فى نوع أخر من أنواع العزلة وهو عزلة المكتبة بين الكتب والمحابر والأوراق .
11- روى عن إسحاق بن إبراهيم قال :
كنت أجالس بابك ومحمود فى يوم من الأيام فأتت سيرة والدتنا فقال بابك لعن الله أبى قتل أمى فابتسم محمود وقال لم يقتلها بمفرده وإنما قتلها معه القاضى الجاهل والجنود لأنهم لم يقرءوا القرآن كما أراد الله له أن يقرأ فتساءل بابك ماذا تعنى ؟فأجاب محمود إن الإسلام ليس فيه حكم يسمى الرجم فتغير وجه بابك وقال أثبت بالأدلة والبراهين فرد محمود الآن سأعرض عليك أدلة القرآن وفيما بعد سأحدثك عن أحاديث الزنى المنسوبة للنبى (ص)فقال بابك تكلم يا محمود يرحمك الله وإيانا فقال محمود الدليل الأول قوله تعالى بسورة النساء "فإن آتين بفاحشة فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب"فهنا عقاب الأمة نصف عقاب الحرة وبالطبع لا يوجد شىء اسمه نصف موت لأن نتيجة الرجم هى الموت إذا لا يمكن أن يوجد حكم اسمه نصف رجم لعدم وجود نصف موت ومن ثم لا رجم فقلت لمحمود وما الدليل الثانى فأجاب قوله تعالى بسورة الأحزاب "يا نساء النبى من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين "فهنا عقاب زوجة النبى(ص)إذا ارتكبت الزنى هو ضعفى عقاب الحرة فلو كان عقاب الزنى الرجم لكان عقاب زوجة النبى(ص)هو الموت مرتين لأن نتيجة الرجم هى الموت وهذا محال لأنها إذا ماتت فلن تحيا مرة أخرى لكى تطبق عليها العقوبة المرة الثانية فقال بابك وهو يتنهد ولكن هذه الآية يقال أنها فى ارتكاب غير الزنى فقال محمود بل هى فى الزنى لأن الله وصفه فقال بسورة الإسراء "ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة "وقال بسورة النساء "واللاتى يأتين الفاحشة من نساءكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم "فقلت والدليل الثالث فأجاب محمود قوله تعالى بسورة الطلاق "لا تخرجوهن من بيوتهن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة "فهنا عقاب الزنى الحادث من الزوجة هو طردها من بيت الزوجية بعد جلدها مائة جلدها وبالطبع ليس فى الآية دليل على قتلها بعد طردها دون حقوق وأما الدليل الرابع فهو قوله تعالى بسورة النساء "واللاتى يأتين الفاحشة من نساءكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكن فإن شهدوا فأمسكوهن فى البيوت حتى يتوفاهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلا "فهنا عقاب الزوجة الزانية مع امرأة مثلها هو الحبس فى البيت حتى تموت وقد جعل الله للنساء سبيل أخر من هذه العقوبة وهو الجلد مائة جلدة ثم الطرد من بيت الزوجية دون حقوق فقال بابك هل هناك جديد عندك ؟فقال محمود الدليل الخامس هو قوله تعالى بسورة النساء "واللذان يأتيناها منكم فأذوهما فإن تابا وأصلحا فأعرضوا عنهما "فهنا عقاب الرجال الزناة مع بعضهم هو الأذى أى الجلد مائة جلدة وليس الرجم بدليل أن الله طلب الإعراض عنهما أى تركهما يعيشان فى أمان وبدليل أن صلاح الزانى بعد توبته لن يظهر كما يقول الله إذا لم يعيش فى حالة رجمه والدليل السادس هو قوله تعالى بسورة المائدة "من أجل ذلك كتبنا على بنى إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد فى الأرض فكأنما قتل الناس جميعا "فهنا بين الله لنا أن الإنسان يقتل فى حالتين الأولى أن يقتل نفسا دون وجه حق والثانية أن يفسد فى الأرض والمراد أن يكفر بعد إسلامه أى يرتد عن إسلامه وبناء على هذا ليس الزنى من أسباب القتل
12-حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال :سمعت بابك وهو فى حجرته فى بيت خالتنا بعد أن عدنا من مقابلة محمود يقول وهو يأن :قتلوا أمى قتلهم الله يحكمون بالجهل والباطل وينسبون ذلك إلى الإسلام لو كانوا طبقوا حكم الله فجلدوا أمى مائة جلدة لكانت الآن حية بيننا تحنو علينا ثم أخرج زفيرا سمعته وأنا خارج الحجرة وذلك من شدة غيظه وغضبه ثم قال :لعنهم الله لعنهم الله ثم بصق على الأرض
13-روى عن إسحاق بن إبراهيم :
ذهبت مع بابك إلى المكتبة التى اعتزل فيها محمود للدراسة والبحث وعندما دخلنا أجلسنا على حصير وقدم لنا شرابا طهورا وعند هذا قال بابك لمحمود :وعدتنى يا محمود أن تناقش معى أحاديث الزنى المنسوبة للنبى (ص)فقال محمود وهو يسند ظهره للحائط اعلم أن كل حديث ورد فيه ذكر الرجم كحد للزنى إنما هو حديث وضعه الكفار من أهل الملل الأخرى لإضلال المسلمين وقد بين الله لنا أن اليهود سوف يزيدون فى الوحى المنزل ما ليس منه فقال بسورة المائدة "وليزيدن كثيرا منهم ما أنزل من ربك طغيانا وكفرا "فقال بابك لعنهم الله فقد تسببوا فى شقاء الأخرين هيا حدثنى فقال محمود مبتسما مجموعة أحاديث متشابهة هى أحاديث قصة ماعز بن مالك وقصة المرأة التى من جهينة وهى المرأة الغامدية وقصة اليهوديين وحكايات أخرى نجد فيها أن الوضاعين فاتت عليهم فيها أمور لكى يتضح كذبهم أولها عدم وجود شهود على الجريمة تطبيقا لقوله تعالى بسورة النساء "فاستشهدوا عليهن أربعة منكم "فالذين اعترفوا لم يأتوا بأربعة شهود على جريمتهم مصداق لقوله بسورة النور "والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء "فالاعتراف ليس دليل لوجود طرف أخر فى الجريمة فإذا لم يعترف الطرف الثانى أصبحت الجريمة جريمة قذف وليس جريمة زنى وثانى الأمور التى نسوها هى أن الطرف الثانى فى كل جريمة غير موجود حتى يكون الحكم الصادر سليما وثالث الأمور هى جعل النبى (ص)قاضى جاهل يحكم دون شهود ودون استماع للمتهمين الأخرين وحتى أنه يجهل أحكام القرآن فيؤلف أحكام من عنده وليست من عند الله وبالطبع تخالف هذه الأحكام القرآن مخالفة تامة فقلت لمحمود مثل على مخالفة الأحاديث للقرآن فرد محمود قال تعالى بسورة النور "الزانية والزانى فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة "وتقول الأحاديث الكاذبة أن الرجم للزناة المتزوجين وهذا مخالف للآية فهى لم تحدد نوع الزناة ولذا فهى تنطبق على المتزوجين وغير المتزوجين وعلى الزنى بين الرجل والمرأة والزنى بين الرجل والرجل والمرأة والمرأة وحتى بين الإنسان وغيره من المخلوقات وقال تعالى بسورة النور "والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم فشهادة أحدهم أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين "وتقول الأحاديث الكاذبة أن إعتراف الزانى دليل وشهادة مقبولة وهذا مخالف لأن الآية خاصة بمن يرمى زوجه بالزنى وأما الزناة المتزوجين وغير المتزوجين والذين يرمون غير أزواجهم عن طريق اعترافهم فلا لأن الآية محددة حيث تقول "والذين يرمون أزواجهم "فقال بابك وماذا عن الأحاديث التى تتحدث عن آية الرجم ؟فقال محمود ضاحكا :كلها كذب لأن الله يقول بسورة الأعلى "سنقرئك فلا تنسى إلا ما شاء إنه يعلم الجهر وما يخفى "فإذا كان الله أنسى نبيه(ص)وهو صاحب الوحى فكيف يتذكر غيره رغم عدم مسئوليته عن الوحى؟ثم لماذا لم تكتب هذه الآية مع غيرها من الآيات المزعومة فى صحف القرآن ؟السبب أنها كذب وقد تعهد الله بصيانة القرآن من العبث فقال بسورة الحجر "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون "فقلت متسائلا وماذا عن آية الرجم فى التوراة ؟فقال محمود لا تختلف عما سبق فهى كذب وقد استعمل اليهود أو من وضعوا هذه الأحاديث طريقة المنطق المعكوس فهم يعرفون مخالفة المسلمين لهم ولذا قالوا أنها حد الزنى حتى يخالفهم المسلمون فيقولون أن حد الزنى هو الرجم ولذا أشاعوا أنهم لم يستعملوا حد الرجم رغم فرضه عليهم .
14-روى عن إحدى صديقات بابك قالت :
قال لى بابك ذات يوم وذلك قبل أن نشبع شهوتنا من بعضنا البعض :لقد أحببت امرأة واحدة فى حياتى وكانت هذه المرأة هى السبب الرئيسى فى ما حدث لى بعد ذلك رأيتها أول مرة فى حلقة الدرس وساعتها لم أستطع التحكم فى نفسى ففغر فاهى وبعد ذلك أصبحت أذهب للدرس ليس من أجل الدراسة ولكن من أجل مشاهدة الجمال الطاهر فقلت له ضاحكة هو الحب من أول نظرة فقال وهو عابس الوجه وليتنى لم أحبها ولم أرها أبدا ولم أذهب لحلقة الدرس فى ذلك اليوم الذى رأيتها فيه فضحكت وقلت ولماذا إذا ستقضى الليلة معى؟فأجاب من أجل أن يمتع كل منا الأخر
15- قال هشيم أحد خاصة بابك :حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال:
لما ازداد عشق بابك للفتاة ابنة القاضى قال لى سأذهب للقاضى لخطبة الفتاة فقلت وأنا غاضب لا تفعل أرجوك إنى أحذرك فقال بلا إهتمام لماذا ترفض خطبتى للفتاة ؟فقلت وأنا ممتعض لأنه هو من حكم على أمنا بالرجم فى بلدتنا التى كنا نعيش فيها ولأنه يعتقد اعتقادا خاطئا نتيجة حديث موضوع هو "ولد الزنى شر الثلاثة "ومن ثم لن يزوج ابنته شر الثلاثة كما يعتقد فقال بابك وقد لا يكون لديه هذا الاعتقاد فقلت وأنا أخرج زفيرا حارا من فمى لا أريد لك أن تصدم ومن ثم تحزن فقال وهو يحاول الإبتسام حتى ولو كان يعتقد ذلك فسأحاول إقناعه بالأدلة والبراهين خاصة قوله تعالى "ولا تزر وازرة وزر أخرى "فليس لى ذنب فى خطيئة أبى وأمى وقوله تعالى "فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون "فالنسب ليس مهما عند الله وإنما المهم هو العمل الصالح فقلت لقد نصحتك فهى أمنية مخدوع ورب الكعبة .
16- عن شمس إحدى صديقات بابك قالت :
كنت فى خلوة مع بابك ذات نهار فوضع رأسه على حجرى فجعلت أمرر يدى على شعره فقال لى كنت أتمنى الحنان الذى تعطينيه لى الآن فى لحظة ما من حياتى فسألته وأنا أضع يدى على خديه أى لحظة تقصد ؟فرد عندما ذهبت كى أخطب ابنة القاضى فقلت حدثنى عما حدث بينكم فقال لى وفى عينيه حزن كبير قلت له جئت لخطبة ابنتك فوقف وقال لى ماذا تقول ألا تعرف من أنت ؟فقلت أعرف أننى مسلم ومن حق المسلم أن يخطب أى مسلمة مهما كانت الفروق بينهما فهذا زيد وكان عبدا ثم أعتق قد تزوج الحرة زينب بنت جحش فقال اسمع يا هذا لست كزيد فى إيمانه فقلت وليست ابنتك أفضل من زينب والأفضل والأحسن يعلمه الله وحده وليس الناس فقال مغتاظا ألم تسمع حديث أبو داود فى سننه "شر الثلاثة ولد الزنى "فضحكت وقلت لم يخرج هذا من فم النبى (ص) فالزناة وليس أولادهم يقبل الله توبته حيث قال بسورة الفرقان "ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق آثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا إلا من تاب وأمن وعمل صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات "فهنا جعل الله الزناة التائبين وغيرهم مقبولين عنده فكيف بأولادهم الذين لم يرتكبوا ذنبا ؟فقال وهو يشيح بوجهه عنى من حقى أن أرفضك فقلت ليس من حقك أن ترفض أو توافق إلا بناء على رفض أو موافقة ابنتك لمن يتقدم لها فقال من سلطك على من يريد أن يذلنى قل فقلت لقد قتلت أمى بجهلك فحد الزنى هو الجلد وليس الرجم وأريد أن تعوضنى عن ذلك بتزويجى ابنتك بعد موافقتها فقال مستغربا الله الله هل تعلمنى القضاء ؟عشنا ورأينا الصبية يعلمون العلماء ويردون حكمهم فقلت يا أبت فقاطعنى قائلا لا تقل هذه الكلمة مرة أخرى فقلت إن حد الزنى للأمة المتزوجة فى عرفكم نصف حد الحرة المتزوجة فإذا كان تطبيق حد الحرة هو الموت عن طريق الرجم فهل هناك شىء اسمه نصف موت يؤدى إليه نصف الرجم للأمة ؟فسكت ثم قال ماذا تقول يا فتى فقلت إن حد الزنى لزوجة النبى (ص)التى تزنى هو مضاعفة العذاب كما ورد بسورة الأحزاب فهل هناك شىء اسمه الموت مرتين عن طريق الرجم إن المضاعفة تعنى أن تجلد مائتى جلدة بدلا من مائة جلدة فصمت وطال صمته فقلت له لو أردت أن أتيك بأدلة أخرى كثيرة لفعلت ولكنى لن أطيل عليك وسأقول لك إنى أحب ابنتك وأريدها على كتاب الله ورسوله(ص)فامتعض وقال لن أزوجك إياها مهما قلت وفعلت حتى لا تسبب فى جلب العار لها ولى ثم صمت فوقفت وقلت له يمضى الله أمرا كان مفعولا فقال ووجهه يشتعل غضبا اخرج من بيتى ولا تعد له مرة أخرى وإلا كان لى معك تصرف أخر
17- روى عن إسحاق بن إبراهيم قال :
إن بابك لما عاد من عند القاضى دخل حجرته وهو غاضب أشد الغضب وقد ظل يروح ويأتى داخل الحجرة وهو يضرب الحوائط بقبضتى يديه ويركل الأشياء بقدميه ويقذف ما تمسكه يده فى الحوائط فقالت لى خالتى ادخل عليه وكلمه ليهدأ يا ولدى فقلت لا يا أمى ليس الآن إنه لن يسمع أى كلام من أى إنسان وهو فى هذه الحال وبعد ذلك سمعناه وهو يبكى ويأن أنينا شديدا ويقول لماذا يارب ألقى كل ذلك بسبب جريمة لم أرتكبها ؟لماذا أولاد الزناة هم فقط الذين يعانون من السب والشتم بينما أولاد القتلة وغيرهم لا يعانون من ذلك ؟بعد ذلك سمعنا فرقعة فى الحجرة فخلنا أنه يكسر أثاث الحجرة ولكن اتضح فيما بعد أن ألواح السرير قد انكسر بعضها نتيجة قفزه وانتفاضه عليها وقد أعقب ذلك سماعنا قوله وذلك بأعلى صوت لأنتقم لنفسى منهم لأنتقم منهم لأنتقم لأخى سوف أذلهم وأضع أنوفهم فى التراب .
18- عن حسناء إحدى صديقات بابك وقد كانت مثله نتاج جريمة زنا قالت:
كنت فى أحد البساتين مع بابك بعد أن قضينا الليلة معا فى فراش واحد يمتع كل منا الأخر فحدث خطأ من أحد أتباعنا فرأيت بابك غاضبا غضب ما رأيته قد غضب مثله من قبل فقلت له إنها أشد غضباتك فهون عليك فقال لى لولا أنه أخى فى هذا الأمر لقتلته وأما أشد غضباتى فقد كانت عندما رفض القاضى أن يزوجنى ابنته فعندما رجعت إلى البيت خطر ببالى الإنتقام فخرجت للجبل ومكثت أياما وأنا أهيم على وجهى فيه وكل ما يدور فى نفسى هو الإنتقام وهناك اكتشفت طريق الإنتقام المناسب وهو أن أجعل الأطفال الذين سيأتون إلى هذا العالم كلهم متساوين فى أنهم أولاد زنى فضحكت وقلت ولكن ذلك لم يتحقق كليا فابتسم وقال لقد تحقق جزئيا فى هذه المنطقة وهذا ما يجعلنا لا نشعر هاهنا بأى مشاكل نتيجة كون مجتمعنا قائم على هذا الأمر فقلت ولكن كيف بزغت فى نفسك هذه القولة ؟فرد قائلا إن الله خلق العالم على أساس المساواة وهو أن يكون الناس متساوين على أساس كونهم مثلنا أولاد زنا .
19- روى عن إسحاق بن إبراهيم قال :
وأنا سهران فى أحد الليالى فى بيت خالتى أحسست أن إنسان ما يفتح الباب بهدوء وذلك فى حرص شديد فحملت سيفى وحملت السراج بيدى الأخرى وخرجت كى أرى ماذا يجرى فكانت المفأجاة أنى وجدت بابك يحمل كيسا كبيرا فقلت له ماذا تفعل يا ابن أم فى هذا الوقت المتأخر من الليل ؟فرد تعال للداخل لترى ودخلنا فى إحدى الحجرات وقادنى بابك لنفق فى باطن الأرض حتى انتهينا لقاعة مملوءة بالأكياس فلم أتمالك نفسى وقلت له ماذا يوجد هنا يا بابك ؟فضحك وقال هذه حصيلة سرقاتى من الأغنياء منذ أن بدأت السرقة منذ عام فقلت له لكننا لا نحتاج للمال فمال خالتنا من زوجها الراحل يكفينا ويفيض فقال وهو يضع يديه على كتفى إن هذا المال أجمعه كى نبنى لنا دولة مثل من يبنون الدول فاستغربت فقلت إنك لم تحدثنى عن هذا الأمر من قبل هل أنت شارب خمر ؟فضحك بأعلى صوته فقال لا يا فتى الدولة دائما تبدأ بفرد واحد وبعد ذلك يكثر ناسها وهذا الفرد هو من يفكر فى إنشاء الدولة فقلت له وأنا أرتعد ألا تخاف من أن تقع فى أيدى الشرطة فيقيموا عليك الحد أو يقتلوك ؟فهز رأسه وقال لم أعد أخاف من شىء ومن هذه الليلة أنت شريكى ووزيرى فى هذه الدولة ومنذ تلك الليلة أصبحت الشريك الأول له فى كل شىء ابتداء من السرقات وحتى الحكم .
20- قال هشيم تابع بابك المخلص وأحد نواتج جرائم الزنى :
قبل قيام دولتنا استدعانى بابك لمقابلته فى أحد البيوت فاستغربت من ذلك ومع هذا ذهبت له فقال لى حين جلست معه أنت منذ الآن أخى مالى هو مالك فقلت ماذا تريد منى ؟فرد أنت ابن زنى مثلى وتعانى مثلما أعانى من جراء جريمة لم نرتكبها وقد قررت أن أجمع أولاد الزنى من البلاد المختلفة لكى نعيش معا فى مكان واحد لا نعانى فيه من شىء ونكون إخوة فيه فى المال والأرض فما رأيك ؟فسألته ما هو المطلوب وسوف أقوم به على الفور ؟أجاب المطلوب أن تذهب إلى بعض البلاد وتقنع أولاد الزنى الذين ستعرفهم من سجلات القضاء بما قلته لك فسألته هل سيذهب معى أحدا ؟فرد لقد أرسلت رسلا إلى أولاد الزنى قبلك وسوف أرسل معك بعض الرجال ليعاونوك فقلت ضاحكا الإقناع ليس سهلا فنظر لى وقال أعرف هذا ولذا سوف أرسل معكم الأموال الكثيرة حتى يقتنع أولاد الزنى بجدية الأمر فقلت ضاحكا وما رأيك فى الزناة أنفسهم ؟فقال ماذا تقصد بقولك هذا ؟فأجبت أقصد البغايا فأنا أعتقد أن زواج أبناء الزنى من غير أولاد الزنى صعب فى هذا الزمان فضحك وقال هل تقصد أن يكن أزواج لنا ؟فقلت هذا ما قصدته فالدولة لن تعيش إذا لم ينجب ناسها نسلها الذى يحافظ عليها فقال وهو يهز رأسه أفعل ما اقترحت على وأحضرهن على قدر ما تستطيع فالمال وفير والحمد لله فقلت هذا أمر حسن
21- قال عمير زميل بابك فى الأمر :
لما أقمنا نحن أولاد الزنى فى مدينة الجبل التى أقمناها مع بابك جعل بابك حكم المدينة قائما على الشورى أى إشتراك كل الأفراد فى اتخاذ القرارات الصغيرة والكبيرة وقد وزع بابك الأموال الموجودة علينا بالتساوى وحدد لكل واحد منا مهمته فى المدينة وفى أحد الأيام دعانا بابك إلى الإجتماع فى الميدان الكبير فى المدينة فخرج الكل إليه فخطبنا قائلا :إن مدينتنا فى خطر ما دام عددنا قليل ولذا أقترح أن نزيد عددنا
فتعالت الأصوات متسائلة كيف ؟فرد لكى نزيد عددنا لابد لنا من الحصول على الأموال اللازمة لشراء أكبر عدد من العبيد الذين سنعتقهم ونجعلهم إخوان لنا فى الأمر ولذا منذ الليلة سنبدأ فى مهاجمة قوافل التجار الكبار كما سنبدأ فى السطو على دكاكين التجار الأغنياء فى المدن المجاورة فإذا قوينا فسنبدأ فى السطو على أمراء السوء الذين يكنزون أموال الناس وبعد هذه الخطبة قسمنا بابك إلى مجموعات وكلف كل مجموعة أن تقوم بعملية فى منطقة ما وفى الليل عدنا سالمين غانمين
22- قال الفضل أحد العبيد الذين أعتقهم بابك بعد الشراء:
لما اشترانا رسل بابك من أسواق النخاسة فى المدن المختلفة ظن كل واحد منا أنه سيصبح عبدا كباقى العبيد يلبى طلبات السادة ولكننا عندما وصلنا جميعا جمعنا بابك فى الميدان الكبير وخطبنا قائلا إنكم أحرار منذ الآن فكل واحد أو واحدة أخ للأخر أو أخت له وقد خصصنا لكل واحد منكم مسكنا ووفرنا له عملا يقوم به ولن يطالبكم أحد سوى أن تكونوا معنا يدا واحدة وقد وجدنا كلام بابك صادقا فأصبح لكل واحد منا منزلا وعملا وزاد على ذلك أن زوج منا من أراد الزواج من النساء الموجودات معنا فى المدينة مما جعلنا نعمل على الإخلاص له أشد الإخلاص ونتفانى فى القيام بما يكلفنا به من مهام
23- عن محمود الواحدى قال:
لما أكثر بابك من شراء العبيد والإماء إزداد عدد النساء فى البلدة خاصة أن العبيد والإماء فى البلاد الأخرى لما علموا أن بابك يحررهم ويحميهم فر كثير منهم إليه ونتيجة لهذا تفتحت شهية بابك للتمتع بالنساء الموجودات واللاتى يزيد عددهن عن الحاجة ولذا بدأ يخصص لكل يوم فى الشهر امرأة تكون فى فراشه ذلك اليوم ثم تطور الأمر بعد ذلك إلى أن جعل للنهار امرأة ولليل امرأة ولما رأى الأخرون بابك يفعل هذا طلبوا منه أن يخصص لكل منهم مجموعة من النساء حتى يكونوا معه سواء فاستجاب لمطالبهم ولذا أرسلت له رسالة لما وجدته يتهرب من مقابلتى فقلت له فيها :
من محمود الواحدى إلى بابك الخرمى :علمت أنك خالفت الإسلام فى أمر النساء فجعلت لنفسك ولرجالك عدد يزيد على العدد المقرر فيه للزوجات وهو أربع من أجل هذا ذلك أقول لك تب من ذلك فالله لم يبح لنا أكثر من أربع سواء كن حرات أو عبدات اعلم يا بابك أن الله لم يبح الإماء والجوارى دون زواج كما تفعل ويفعل أغنياء العصر وحكامه لقد قال تعالى بسورة النساء "ومن لم يستطع منكم طولا أن ينكح المحصنات المؤمنات فمن ما ملكت أيمانكم من فتياتكم المؤمنات والله أعلم بإيمانكم بعضكم من بعض فانكحوهن بإذن أهلهن وآتوهن أجورهن بالمعروف "فانظر لقوله "فانكحوهن بإذن أهلهن "تجد الزواج وانظر لقوله "وآتوهن أجورهن بالمعروف "تجد شرط الزواج وهو دفع الأجر وهو المهر وأقول لك لو كنت تعلم أنك على الحق ما تهربت من مقابلتى ولذا فإنك تفر رغم أنى أريد مصلحتك فى الدنيا والأخرى وأقول لك تب وعد للحق واستغفر الله لذنبك والسلام عليك إن عدت للحق .
24- عن رقيقة إحدى خليلات بابك قالت :
كنت ضمن مجموعة النساء لدى فريد الشيرازى نعيش فى بيته يضاجع كل واحدة منا يوما فى الأسبوع وذات يوم لم يكن فريد موجودا ومصادفة أتى بابك يسأل عنه ففتحت له الباب وعندما رآنى انبهر بما رأى من جمالى فقد كنت متزينة تمام الزينة لفريد ولذا لم يتمالك نفسه فاحتضننى بقوة وقبلنى فقلت له لست من نسائك حتى تفعل بى ذلك فقال لى منذ الآن تصيرين ضمن نسوتى ثم ضمنى لصدره بقوة ومضى يقبلنى ويفعل ما يريد ثم حملنى ودخل بى الحجرة وقضى حاجته منى ولا أنكر أنى تمتعت معه وبعد ذلك قلت له ماذا ستفعل مع فريد فرد سأرضيه الرضا التام وبعد هذا ذهبت معه لبيته وأما فريد فقد طلبه بابك وقال له وأنا جالسة معهما ما رأيك فى تبادل النساء خذ من نسائى واحدة بدلا منها وعند هذا دخل فريد للنساء فاختار إحداهن فذهبت معه بدلا منى إلى بيته
25-عن رستم الأهوازى أحد رقباء المدينة البابكية قال :
كان محمود الواحدى بعد أن بلغه خبر ما نفعله فى المدينة يأتى لمقابلة بابك فأمرنا بابك كلما أتى محمود أن نرسل له فى البيت بسرعة كى لا يقابله وتكرر مجيئه للمدينة حوالى 60 مرة وفى كل مرة يهرب بابك من مقابلته وفى مرة سألته لماذا تتهرب من مقابلة محمود ؟فرد قائلا لأنى أستحى منه فهو الإنسان الوحيد من أهل بلدتى الذى لم يسبنى أو يفعل فى أى فعل سيىء ولذا فأنا أحترمه وأراه من أصدق الناس .
25- قال فارس القتادى أحد قادة جيوش بابك :
لما أكملنا إعداد الرجال للحرب اجتمع بنا بابك فقال لنا إن الحرب خدعة ونحن لا نريد أن نحارب جيوش الدول الأخرى وإنما نريد أن نستولى على البلاد دون حرب بين الجيوش فتساءل منصور السجستانى قائلا كيف يكون ذلك؟فقال بابك أن نستولى على مقار الحكم فنقتل من فيها من الأمراء والقادة فعند ذلك نضمن الإستيلاء على البلاد ،إن الدول فى هذا الزمان تشبه كل منها الحية إذا قطعت رأسها ماتت كلها ومن ثم يجب علينا أن نقطع رءوس الحيات قلت هل تعنى أن واجبنا فى هذا الوقت هو بث جواسيسنا فى القصور وفى أماكن القيادة فقال لى هذا ما يجب فعله زد على هذا تنفير الناس من الأمراء أكثر وأكثر عن طريق الإشاعات التى تشير لفسادهم والعمل على ضم الثائرين من الأهالى على الظالمين لنا فقلت وبعد أن نعرف كل شىء عن الأمراء والقادة نرسم الخطط اللازمة كى نتخلص منهم خلاصا تاما وقد نفذنا كلام بابك وبعد عدة شهور تجمعت عندنا كميات كبيرة من المعلومات التى استفدنا منها فيما بعد حيث رسمنا خطط التخلص من الأمراء والقادة على أساسها وفى عدة أسابيع كنا قد استولينا على معظم قرى ومدن جبل البدين فى أرض النار –آذربيجان- وحكمناها على الأساس الذى وضعه بابك وهو حرية كل أهل دين فى تنفيذ أحكام دينهم عدا أحكام القتال وقد أمرنا أن نوفر للناس الطعام والشراب والمسكن والعمل حتى يرضوا عن حكمنا وحذرنا من شرب الخمر أو مراقصة أو مضاجعة النساء فى العلن وتوعد من يفعل هذا بالعقاب الشديد وقد نفذ الجند الأوامر كما هى فبعدوا عن ظلم الأهالى وابتعدوا عن شرب الخمر وملاعبة النساء فى العلن
26- قال زبان أحد القادة العسكريين عند بابك :
كلفنى بابك ومن معى من الجنود أن نحتل مسقط رأسه والقرى المجاورة له وقد نفذنا الخطة كما رسمناها معه فاستولينا على البلاد بأقل قدر ممكن من الخسائر وبعد أن استتب الأمر لنا فى القرى أرسل بابك إلى رسول برسالة قال فيها :
من بابك لصديقه زبان علمت بانتصارك فهنيئا لك ولجندك كما علمت أن فى أيديكم أموالا استوليتم عليها من الأمراء والأغنياء فاعمل بأمرى فيها وهو وزع الخمس على نفسك ورجالك بالتساوى والباقى وزعه على أهالى القرى الفقراء والمحتاجين بالتساوى حتى يكون الأهالى خير عون لنا على الأعداء صديقى زبان اطلب منك أن تقبض على قاضى بلدتى وترسله لى مقيدا مع ابنته التى يجب عليك إحضارها متزوجة أو غير متزوجة واحذر يا زبان أن يؤذيها أحد أطلب منك هذا الطلب والسبب هو أنى لى ثأرا مع هذا القاضى وابنته التى لم ترتكب ذنبا فى حقى كما أنى لم أرتكب ذنبا عندما رفضنى أبوها بحجة واهية هى أنى ابن زنى وقد أرسلت رجالى للقرية فأحضروا القاضى وابنته وأرسلته مقيدا إلى بابك كما طلب وأما ابنته فقد أكرمتها وأمرت رجالى أن يحملوها على محفة وحملتهم رسالة لبابك قلت فيها :
من زبان إلى بابك أرسلت لك هدية وبلية فإقبل الهدية وتخلص من البلية بإرسالها حيث لا عودة وقد رأيت الفتاة وعاينت ما أعجبك فيها وقد علمت أنها تستأهل أن يحبها مثلك من الرجال وهو قليل ،وقد وصلت الهدية والبلية لبابك حيث تصرف فيهما كما أوحى له حب الإنتقام .
27- عن إسحاق بن إبراهيم قال :
لما أحضر الجنود القاضى وابنته لبيت بابك طلب بابك من نسوة البيت أخذ الفتاة للداخل وأما القاضى فقد أبقاه معنا فى القاعة وقال له جئتك يوما طالبا زواج ابنتك فرفضت طلبى وتحججت بأنى ابن زنى وأن ابن الزنى هو شر الثلاثة مع أنى أثبت لك بالأدلة التى لا تقبل الشك أنك على خطأ فى أقوالك فقال وهو واقف ينظر للأرض القوة هى التى تحكم وليس الشرع فقلت ضاحكا السيئة بمثلها وهذا هو حكمى عليك حكمت برجمك فى الميدان كما حكمت برجم أمى جهلا وليس حكمى عليك بذلك لأنك حكمت بالباطل على أمى وأنت لا تعلم ولكن لأنك رفضت أن تعترف بالخطأ حتى بعد أن بينت لك بالأدلة اليقينية أن حكمك باطل وأما حكمى عليك الثانى فهو أن أجلب لك العار ولإبنتك الذى قلت أنى سأجلبه عليكما لو تزوجتها فقال القاضى وهو يرفع يده لا ليس لإبنتى ذنب فى رفضى فضحك بابك وقال ولم يكن لى ذنب فى ارتكاب أمى وأبى لجريمة الزنى ومع ذلك أخذتنى بجريرة لم أرتكبها فقلت لبابك ليس عندنا وقت للكلام فقد حكمت وقررت ما قلته فنفذ ذلك ولا تتوانى فلا نريد أن يشغلنا شىء عن تدبير أمور دولتنا الوليدة فقال بابك للجنود فك أيها الجندى فادك قيود القاضى واذهب به فليغتسل ولتحضروا له الطعام الذى يريده وإذا أراد رؤية ابنته فاجعلوه يراها ثم بعد ذلك ارجموه وكونوا فى رجمه رحماء فأخذه الجنود وفعلوا به ما أمرهم بابك حتى قتلوه رجما
28- عن زهرة إحدى نسوة بابك قالت :
بعد أن تم رجم القاضى بأيام طلب منى بابك أن أزين له ابنة القاضى حتى يباشرها فدخلت لحجرتها وحاولت إقناعها بأن أزينها لبابك حتى يدخل بها فرفضت فخرجت لبابك وقلت له إن الفتاة فى حالة لا تسمح لها بما تريد فإصبر عليها فإنك قتلت والدها ولم تمض سوى أيام قليلة على ذلك فهز بابك رأسه وقال صدقت يا زهرة سوف أنسى وجودها فى البيت مع أن هذا الجمال لا ينسى وقد نفذ وعده وتناسى وجود الفتاة شهورا حتى جاء يوم فطلب منى تجهيزها له فقال زيدى الوردة جمالا فقد حان آوان قطافها فدخلت على الفتاة وأردت أن أزينها فرفضت بشدة فحذرتها من غضب بابك قائلة إنه سيقتلك وفى أحسن الأحوال سيعذبك فارضخى لما يطلبه منك فقالت فى إباء لن أرضخ له أبدا فقلت لها إذا جنيت على نفسك وعند ذلك خرجت لبابك وأخبرته فقال لى إنها لا تحتاج إلى زينة فهى من أجمل النساء فقلت له حاول معها باللين أولا ولا تقسو عليها فقال سأعمل بمشورتك ثم دخل الحجرة وظللت أنا خارجها انتظر ما يحدث وطال انتظارى فقد ظل يحدثها لأكثر من ساعة وهى تجادله رافضة طلبه ولما نفذ صبره احتضنها بقوة وقبلها فسمعتها وهى تقول له ابتعد عنى ولكن بابك بقوة عضلاته أخذ ما أراد بالغصب والقوة ثم خرج من الحجرة تاركا الفتاة فدخلت عليها فوجدت ملابسها ممزقة وآثار فض غشاء البكارة ظاهرة ووجدت الفتاة تبكى بكاء مرا فقلت لها البكاء لا يفيدك فهذا قدرك ولكن الفتاة ظلت بلا طعام ولا شراب لعدة أيام ودمعها لا يجف .
29- عن دانية إحدى خليلات بابك قالت :
كان بابك رجلا قويا يهوى مضاجعة النساء فى أى وقت وفى أى مكان وقد أراد التمتع بكل نساء المدينة فى البداية ولكنه خاف أن يتفرق الأتباع عنه بسبب ذلك خاصة أن الأتباع الذين كانوا يدينون بالإسلام قبل اتباعه ولذا بدأ حيله فى ذلك بأن تكلم مع الأتباع الذين يدينون بالمجوسية وعبادة الأوثان فردا فردا فى أمر التمتع وقد سمعته يقول لأحدهم إن النساء كأنواع الحلوى مذاقها يختلف من نوع إلى أخر والكل فى النهاية يعجبنا فلماذا لا تتذوق نسائى وأتذوق نسائك حتى نحصل على المتعة ؟سكت الشخص فقال بابك إن فى كل منا نورا فإذا اختلطت الأنوار بالمباشرة كان الأولاد الناتجين من خلط الأنوار أشد نورا وطهرا ثم أكمل بابك كلامه قائلا إننا شركاء فى الأموال وكل شىء فلماذا لا نكون شركاء فى النساء إذا كانت هذه الشركة ستجعلنا متساوين هل من الأفضل أن يخون بعضنا بعضا فى النساء أم يكون ذلك برضانا إن الخيانة ستكون سببا فى العداء وأما الرضا بذلك منا جميعا فسيكون سبب فى زيادة الحب فقال الشخص ما دامت المساواة هى الأساس فأنا أوافقك فى الرأى وأريد تنفيذ ذلك الليلة فرد بابك ضاحكا لك ذلك ولكن احذر أن تضاجع امرأة منهم إلا بعد إقناعها بأن هذا الأمر أحسن وأفضل وقد نفعت حيلة بابك وبدأ تبادل النساء فى الفراش فى دائرة ضيقة اتسعت بمرور الأيام حتى شملت كل الأتباع الذين كانوا يريدون المتعة بأى طريقة وقد ذاق بابك المتعة من كل نساء المدينة أكثر من مرة حتى أنه مل من كثير منهن فاقتصر على من اختارهن ثم بدأ له باب جديد للمتعة وهو نساء أهل الأديان الأخرى وقد بدأ مع النساء والأهالى بالترغيب فإذا امتنعوا عن الإتيان إليه بمن أرادها استعمل الترهيب ثم بعد ذلك عاقبهم على رفضهم أشد العقاب
31-عن صادق الفقيه قال :
لما علم محمود الواحدى بما أحدثه بابك من استحلال الفروج وإباحة تبادل النساء فى الفراش غضب غضبا شديدا جعله يكتب رسالة لبابك أرسلها مع البريد الذاهب له قال محمود فى الرسالة :
من محمود الواحدى لبابك الخرمى ما زلت آمل فى انصلاح حالك ونفسى لا تطاوعنى أن أقول لعن الله بابك لعن الله بابك لعن الله بابك ،بابك إننى أحذرك من أن يصيبك ومن معك عذاب مثل عذاب قوم لوط(ص)بابك لقد كنت فى البداية تبحث معى عن الحق حتى تنفذه ولكن رغبة الإنتقام فى داخلك تحولت عن الحق كان يمكن لك أن تنتقم بتنفيذ الحق ولكنك انتقمت من نفسك ومن الأخرين بأن مكنت الباطل من السيطرة على نفسك بابك اعلم أننى سأكون عدوا لك إن لم تعد عما تعمل وسأعمل على حربك بكل الوسائل بابك أننى أحبك والله أشفق عليك من هذا المصير السيىء فى الدنيا والأخرة فاسمع كلامى وتب إلى الله واستغفره ولما لم يرد بابك على الرسالة قام محمود الواحدى خطيبا فى المساجد والمدارس ومجالس المسلمين محذرا إياهم من السكوت على بابك وأتباعه ولكنه لم يجد آذانا ضاغية سوى قلة من الرجال لا تغنى ولا تسمن وقد بلغ بابك ما فعله محمود عن طريق جواسيسه الذين بثهم فى البلاد فأرسل له برسالة قال فيها من بابك إلى محمود القوة هى التى تدافع عن الحق أو الباطل وليس معك تجعلك تنفذ ما تعرف من الحق ولذا قلت القوة هى الفرق بينى وبينك ولن أستعملها معك أبدا
32- قال قونشار أحد قادة الحرب لدى بابك :
لما أخبرت بابك بما يفعله محمود الواحدى فى البلاد من تحريض الناس عليه ولعنه على منابر المساجد التى يخطب فيها ما زاد على الضحك إلا قوله لى يا قونشار إن أصوات الحيوانات الأليفة لا تؤذى أحدا فدع محمود يتكلم ويتكلم كما يريد فإن كلامه ضائع فى الهواء فهززت رأسى يمينا ويسارا وقلت له غاب عن القائد أن البذرة الصغيرة تتحول إلى شجرة كبيرة وأخشى أن تنمو بذرة محمود حتى تتحول إلى شجرة تقضى على دولتنا فضحك بابك وقال وغاب عنك أن أكثر الناس لا يهمهم من دنياهم سوى وجود الطعام والشراب والمسكن والمال فإذا وجدوا ذلك تركوا القادة كما هم ولم يفكروا فى الخروج عليهم حتى أنهم يثبطون همم من يثور ويتمرد وقد وفرنا للناس كل ذلك فقلت ما زلت عند رأيى فى أن محمود خطر على دولتنا ويجب التخلص منه بأقصى سرعة فانتفض بابك من مقامه فقال لو قتلتموه لقتلتكم جميعا فقلت وماذا يكون محمود إلا واحدا من الأعداء فابتسم بابك وقال لقد كان لى نعم الصديق فهو الوحيد بعد خالتى وأخى الذى حنا على وجعلنى أبقى على حياتى وقادنى إلى ما كنت أجهله من المعارف والعلوم ثم نظر لى نظرة كلها غيظ وقال والله لو أتى محمود كى يقتلنى ما مددت يدى إلى سلاحى لأقاتله ومنذ ذلك الحوار بينى وبين بابك أيقنت أنه لن يؤذى محمود ومع ذلك طلبت من القادة الأخرين أن يطلبوا منه قتل محمود فما زاد على توعده لهم بالقتل إن هم فعلوا هذا ومن أجل هذا اتفقت مع القادة على قتل محمود فى السر وأجمعنا فى ذلك على أن نذهب نحن القادة بأنفسنا لقتله حتى لا يتسرب خبر قتله من الجنود لبابك وقد قتلناه وأخفينا جثته وكان بابك كلما سأل عن أخباره قلنا ما زال يحرض الناس عليك
33- عن قرة العين إحدى صواحب بابك قالت :
كان بابك يمر على القرى ليتعرف الأحوال بنفسه مع بعض خواصه وفى يوم من الأيام شاهد الدير الذى كنت فيه كبيرة الراهبات من بعيد فطلب من رجاله أن يرى الدير فأتوا جميعا ودخلوا الدير فاستقبلتهم استقبالا حسنا وقد لاحظت أن بابك لم ينزل عينيه من على جسدى طوال فترة جلوسى معهم فقلت له إن الدير قديم ومتهالك كما رأيت ونحن بحاجة للمال من أجل أن نصلحه حتى نستطيع العبادة فيه كما يجب فرد بابك فقال تستطيعين الحصول على المساعدة اللازمة للإصلاح إذا جئتى لحاضرة دولتنا فقلت وأنا أقدم لهم العصير الذى جاءت به إحدى الراهبات ذلك كرم كبير من حاكم كبير مثلك فقال وهو يتفحص ملامح وجهى بعينيه هذا واجب الحاكم نحو الرعية التى تحت حكمه ثم غمز بعينيه لأصحابه كى يتركونا وحدنا فخرج الرجال وبقيت أنا وهو معا فقام من مقامه ودنا منى ثم وضع يديه على صدرى ثم أنزلها على بطنى وقال من الخسارة أن تترهب امرأة جميلة مثلك وعندما مر بيديه على جسمى شعرت بأن كل أعضاء جسمى تستجيب لنداء الشهوة فقلت بعد أن حركت شفتى تأدب أيها الحاكم فإنك فى بيت العبادة وعند هذا إزداد فى غيه فاحتضننى من الخلف وقال وهو يقبلنى من قبلك على خدك الأيمن فإعطه قبلة من خدك الأيسر وعند ذلك شعرت بنار الشهوة تسرى فى كل كيانى بكل قوة وكأنه أحس بذلك فأحب أن يزيدنى اشتعالا فاستدار ووقف أمامى ثم وضع شفتيه على شفتى وعند ذلك قلت له هيا بنا إلى حيث يمتع كل منا الأخر ومنذ ذلك اليوم أصبحت راهبة الدير هى راغبة الفراش التى لا تنطفىء نار شهوتها إلا من أجل أن تشتعل من جديد بعد قليل من الوقت وكثير من الطعام
34- قالت عين الحياة إحدى خليلات بابك :
فى أحد الأيام أتت لبيت بابك امرأة فائقة الجمال يشع جمال جسمها من تحت الغلالة التى ترتديها وأما شعرها فقد انسدلت منه ضفيرتان –ما رأيت مثلهما فى حجم الإستدارة – على قبلها حتى أنهما وصلا إلى ركبتيها وأما من الخلف فقد تركت شعرها الباقى يغطى ظهرها وعجزها فقالت لى المرأة أريد بابك فسألتها لماذا تريدين بابك ؟ردت وهى تتدلل أعرض نفسى عليه فضحكت وقلت لو رأى هذا الجمال فقبل أن تعرضى نفسك عليه سيكون قد قبلك وقبلك فقالت وهذا ما أريده وأتمناه وقد أدخلت إحدى الحجرات فى البيت ولما جاء بابك قلت له أدخل الحجرة وراء حجرتى ستجد امرأة تقضى معها الليلة عندما تراها لأول وهلة وعند ذلك سألنى بابك ولماذا جاءت هذه المرأة ؟أجبت قالت لى أنها جاءت تعرض نفسها عليك فضحك وقال هل هى أجمل منك ؟قلت الحكم فى هذا الأمر يعود إلى الرجل وفى لحظات كان بابك قد دخل الحجرة وأقفل الباب خلفه وقد ظللت ساهرة فى حجرتى كعادتى فى الليالى التى لا يدخل فيها بابك معى حجرتى وبعد مضى وقت قصير سمعت إنسان يكح ويتهوع ويقول هوع 00ه و0ع هو00ع فخرجت مسرعة فوجدت بابك يمسك بابك رقبته ووجهه قد اصفر فأسرعت بإحضار كوب ماء له فجعل يشرب بصعوبة وبعد مدة طويلة كان بابك قد استعاد قواه وعند هذا سألته عما حدث فقال لى بعد أن مكنتنى من نفسها جعلت تلف ضفائرها حول رقبتى حتى تمكنت من خنقى فعند هذا خنقتها حتى لفظت أنفاسها فجثتها فى الداخل فإطلبى من الرجال من يدفنها
35- قال حرب الأهوازى أحد أصحاب بابك :
اصطحبنى بابك معه فى رحلة لإحدى قرى الدولة فكان يمر على البيوت بيتا بيتا ليسأل الناس عن أحوالهم وما يحتاجون إليه بالإضافة لغرضه الأخر وهو اكتشاف امرأة تمتعه فى فراشه تلك الليلة وقد لاحظت أن الناس قد أخفوا نسائهم بعيدا عن أعين بابك فلم يكن فى استقبالنا سوى الرجال والأطفال حتى أن بابك ضحك وقال لى لقد أخذ الناس حذرهم منى فصححت له القول قائلا لقد أخذ المسلمون حذرهم مما تريد فصاح قائلا هل تقصد أن كل الدور التى مررنا بها كانت دور ناس من المسلمين فرددت فقلت هذه هى الحقيقة وبعد هذا مررنا على بيوت أخرى وجدناها خاوية من النساء حتى وصلنا إلى الحى الأخير فى القرية وفى البيت الأول منه استقبلنا رجل مجوسى وأجلسنا فى البيت ثم نادى على ابنته وقال قدمى الطعام والشراب للضيوف وما هى إلا لحظات حتى أتت فتاة يافعة بالمطلوب ووضعته أمامنا فقام بابك بفحصها من أعلى إلى أسفل ثم انصرفت فقال المجوسى تفضلوا الطعام فأكلنا جميعا من الطعام اللذيذ وبعد إنتهاء الأكل قال بابك للرجل أرسل ابنتك لبيت حاكم القرية فتغير وجه الرجل قليلا ثم تصنع الإبتسام وقال إنه لشرف كبير لنا فضحكت فى أعماق نفسى وأما بابك فقد امتلأ سرورا من نفاق الرجل وبعد لحظات نادت الفتاة على أبيها فاستأذن منا ثم دخل عليها وقد سمعنا أثناء ذلك أصوات غير مفهومة لنا وبعد هذا خرج الرجل وقد رسم على وجهه ابتسامة كبرى من نوع الإبتسامة التى ابتسمها من قبل ثم قال إن البنت تقول لك إن بيتنا يتسع لك منذ الآن وما إن سمع بابك قول الرجل حتى قام فدخل على الفتاة فى حجرتها ولذا فقد اصطحبت الرجل معى لبيت الحاكم حتى انتهى بابك من قضاء شهوته مع الفتاة .
36- قال فاتك وهو أحد قواد الحرب عند بابك :
فى إحدى القرى التى توليت الإشراف فيها على الحكم بلغنى من أحد كبار عيونى أن أحد المسلمين لديه أختا فاتنة وقد قال لى جاسوسا أخر :إنها تليق بفراش بابك حقا وصدقا وعند هذا أرسلت الجنود لبيت الرجل وسلمتهم رسالة إليه قلت فيه من فاتك إلى على بن محمد المكى سلام أما بعد بلغنا وبلغ بابك أن لديك أختا فائقة الجمال وقد رغب بابك فى رؤيتها فأرسلها على جناح السرعة ولك ما تريد من المال فما كان من الرجل إلا أن قال للجنود أبلغوا هذا الكافر أن هذا لن يحدث إلا بعد أن أختفى من الدنيا وعند ذلك ذهبت مع بعض الجنود للبيت فقاتلنا قتال اليائس حتى أن أكثر الجنود فروا من أمامه ولكن فى النهاية قبضنا عليه وحملنا الفتاة معنا بعد أخذها تحت حراسة مشددة إلى بابك ولما وصلنا لبابك قال بابك لنسائه أكرموا المرأة فأدخلوها لحجراتهم وأما الرجل فقال له ستموت ميتة سيئة ثم وجه حديثه للجنود فقال اذهبوا فابنوا جدارين قصيرين ثم وضعوا الرجل مقيدا بينهما ثم سدوا عليه كل المنافذ فما زاد الرجل على أن بصق فى وجهه فأراد الجنود الفتك به فضحك بابك وقال لا اتركوه يذوق الموتة التى أمرت له بها وفى الصباح التالى جئت لمجلس بابك كى أعرف أوامره فلم يقل لى أى أوامر فسألته هل قضيت الليلة مع الفتاة ؟فابتسم وكشف لى عن رقبته وصدره فوجدت خدوشا كثيرة وقال لقد قاومتنى ولم أستطع أن أنال منها شيئا له ماذا ستفعل بها نتيجة ذلك؟رد بابك بعد أن هز رأسه سأطلب من الجنود أن يقيدوها للسرير فيربطون كل يد فى قائمة من قوائم السرير وبذلك أكون قد ضمنت أننى سأمضى الليل معها فى هدوء فضحكت وقلت نسيت أن فمها إحدى وسائل المقاومة فكممها فقال بابك ابق للغد فهناك موضوع سنتكلم فيه وفى الصباح التالى حضرت لمجلس بابك فوجدت بوجهه ما يدل على أن الفتاة قد عضته وهو يباشرها فقلت له صح ما توقعته ولم تأخذ حذرك فقال إنها أشرس فتاة قابلتها فى حياتى فقلت وماذا ستفعل بها ؟فضحك وقال لقد أرسلتها إلى الأخرة بنفس طريقة أخيها فى بداية هذا الصباح
37- قال إسحاق بن إبراهيم :
زرت أنا وبابك أحد بيوت المسلمين وكان بابك فى ذلك اليوم يشتهى مباشرة امرأة اشتهاء عظيما جعله يدخل حجرات البيت مفتشا عن أى امرأة فيه لقد ذهل المسلم من ذلك وحاول منع بابك من دخول حجرات الحريم ولكن بابك غلبه بقوة عضلاته فدخل واختار إحدى النساء وجرها إلى حيث يقف المسلم وقال أريد هذه المرأة الآن فصرخت المرأة واخيبتاه واحسرتاه وعند ذلك حدث الذى لم يتوقعه أحد فقد جرى المسلم إلى خارج البيت فظننا أنه لا يريد رؤية شرفه وهو يضيع كما ظننا أنه لن يقاومنا لذا فإن بابك دخل بابك بالمرأة حجرتها وهى تمانعه أشد الممانعة وحاول أن يأخذ منها ما يريد فلم يفلح إلا بعد وقت طويل كان المسلم قد عاد فيه فسكب النفط وأشعل النار فى البيت الذى امتلأ بالدخان فدخلت لبابك وقلت له هيا بنا قبل أن نحترق فقال أفى اللحظة التى كنت تمكنت فيها من جعل المرأة تستسلم لى يضيع كل ذلك وخرجنا من البيت الذى احترق من فيه من النساء والدواب والأطفال فطلب بابك من الجند القبض على ذاك المسلم وبعد أيام أتى الجند به فقال بابك قطعوا يديه ثم عالجوا القطع بالكى وبعد ذلك اجمعوا حطبا وخشبا وأشعلوا النار فيهما ثم ألقوه فى النار وقد نفذ الجند الأمر فقلت لبابك ولماذا هذه القسوة قبل القتل كان يمكن قتله على الفور فابتسم وقال القسوة لازمة حتى يخاف الناس فلا يقاومنا أحد منهم فيما بعد يا إسحاق
38- قالت جلنار إحدى صاحبات بابك
كان بابك فتى وسيما أبيض البشرة شديد سواد الشعر وكان شعره ناعما منسدلا بين كتفيه وكان بنى العينين لطيف الأنف ضيق الفم له أسنان حادة له أكتاف وأثداء كبيرة من كثرة حمل الأثقال التى لم يتوقف عن حملها فى أى يوم رأيته فيه خصره ليس بالكبير وقد ظهرت على بطنه تقاسيم عضلاتها وأما فخذيه فتبرز منهما العضلات وبينهما يبرز ذكره وأنثييه وأما أقدامه فكبيرة بسبب كثرة جريه حافيا
39- قال شمعون أحد حراس بابك الدائمين :
كان بابك يقسم يومه لأربعة أقسام الأول يستقبل فيه الرسل ويقرأ فيه الرسائل ويتعرف على أخر ما ورد من الأخبار عن طريق الجواسيس والعيون والثانى يدخل فيضاجع امرأة ممن عنده من النساء وكان ذلك وقت الظهيرة والثالث من العصر للمغرب وكان يمارس فيه رفع الأثقال والركض وركوب الخيل والمبارزة والرابع الليل وكان يخصصه لأمرين أولهما مضاجعة المرأة التى معه مرة فى أول الليل ومرة فى أخره وثانيهما النوم وكان هذا النظام لا يتغير طالما كان مقيما فى العاصمة وأما إذا سافر لأى جهة فكان يغير كل شىء حسب الغرض من سفره عدا أمر واحد هو مباشرة النساء .
40- قال بطرس تابع بابك :
دخلت يوما أنا وصديقى متى ومعنا جمع من الأتباع لبابك فوجدناه جالسا فى القاعة فسلمنا عليه ثم بدأ متى الحديث قائلا أريد أن أسألك يا بابك لماذا يتعلم أولادنا القرآن ونحن لسنا مسلمين ؟فصمت بابك فترة حسبناه فيها قد غضب من سؤال متى ثم قال بعدها إن لذلك أغراضا عدة أهمها أن يتعلم الأولاد الفصاحة من القرآن وأن يتعلموا القراءة والكتابة من خلال تعلم ألفاظ القرآن وذلك حتى نسد العجز عندنا فى الوظائف الكتابية وغيرها وعاد متى للسؤال مرة أخرى فقال ألا تخاف أن يتشربه الأطفال فى قلوبهم وبعد ذلك يعملون بما يأمر وعند ذلك سيقومون بحربنا بإعتبار أننا نخالف القرآن فضحك بابك بصوت عالى وقال اطمئن فلن يحدث ذلك فعاد متى للسؤال قائلا كيف تضمن هذا ؟فرد الذى يجعلنى متأكد من هذا هو الإختلاف فى تفسير القرآن وما دام هناك خلاف من المسلمين أنفسهم فاعلم أن دولتهم العادلة لن تعود فسألت بابك فقلت هل فسرت لنا الأمر ؟فأجاب إن كل آية فى القرآن لها تفسير واحد صحيح ولا تحتمل أى آية أكثر من تفسير وهذا التفسير الصحيح ليس موجودا فى عصرنا إلا بنسبة قليلة ويكفى أن المسلمين فى بعض الموضوعات كالزنى يحكمون بأحكام خاطئة لم ينزل الله بها سلطانا ولم تذكر فى القرآن أبدا من أجل عدم التفسير الصحيح لن يقوم أولادنا بحربنا لأننا سنبين لهم التناقضات الكثيرة فيما يزعم المسلمون أنه إسلام وعند هذا تشجع الوثنى كومار وقال إنك يا بابك تدلل أهل الملل الأخرى؟فتساءل بابك وكيف أدللهم يا كومار؟فرد كومار تبنى لهم المساجد والمعابد والكنائس وغيرها وعند هذا قال بابك أنا لا أدللهم وإنما أحنن قلوبهم علينا وأحاول أن أكسبهم فى صفنا أو على الأقل يكونون على الحياد فى حال وقوع حرب بيننا وبين الأعداء .
41- قال ماو أحد أتباع بابك :
كنت فى مجلس بابك يوما فدخل عليه وفد من نساء البلاد فقالت التى جعلوها لسانهم :السلام على قائدنا أما بعد إننا معشر النساء فى دولتكم لا نعرف ما هى حقوقنا فالرجال يأتوننا فيباشروننا برضانا ومن غير رضانا ونخاف إذا بلغنا من السن عتيا وفقدنا جمالنا أن يرمينا الرجال خارج البيوت بلا مأوى ولا طعام ولا كساء ولا دواء فقال بابك وما المطلوب منى فقال المرأة أن تكتب لنا كتابا يعرفنا حقوقنا ويضمن لنا حياة كريمة إذا كبرنا فى السن على أن يحكم القضاة بهذا إذا حدث خلاف بين الرجل والمرأة وعند هذا قال بابك فليحضر أحدكم صحيفة وقلما وليكتب ما أقول وقد كتب عدد كبير من الأتباع الجالسين ومنهم بعض النساء ما قاله بابك من الأحكام وهو:
- لا يباشرن رجل امرأة دون رضاها
- الحالة الوحيدة التى يحق للرجل فيها مباشرة أى امرأة دون رضاها هى أن ترفض كل النساء أن يباشر واحدة منهن
- على الرجل أن يطعم المرأة ويكسوها ما دامت فى بيته
- فى العيد يجتمع الرجال والنساء فى مكان واحد فيشربون الخمر ويسمعون الألحان ويرقصون ثم تطفىء الأنوار وبعد ذلك يباشر الرجل أول من يلمسها من النساء
-إذا رغب عن المرأة كل الرجال لكبر سنها أو لفقدها جمالها فالإنفاق عليها ورعاييتها على من تختاره من الرجال الذين عاشروها فى الزمن السابق كى تعيش معه
-من يغتصب امرأة أى من يباشرها دون رضاها تكون عقوبته هى إعطاء المرأة قنطار من الذهب
-على النساء عدم تغطية الشعر وللمرأة أن تبرز ما تشاء من مفاتنها فى الأماكن العامة
-من يضرب أى امرأة يضرب بنفس العدد والكيفية
-على المرأة إرضاع من تلد من الأطفال
-لا يحق لرجل أو لامرأة أن يرفض المضاجعة إذا أرادها صاحبه إلا فى حالة المرض ما دام قد ارتضى الحياة معه
- يحق للمرأة سواء كانت حامل أو غير حامل أن تترك الرجل الذى تراضت معه فى أى وقت
- يحق للمرأة أن تراضى أى رجل فى نفس ليلة تركها للرجل السابق
- إذا مات الرجل ترثه النساء اللاتى عاشرهن فى المضاجع ويكون نصيب الواحدة مثل نصيب الأخرى
- إذا ماتت المرأة ولها مال يرثها أطفالها
- ينسب الأطفال إلى أمهاتهم
- ينفق الرجل على أطفال المرأة التى تراضى معها على المباشرة
42- قال إسحاق بن إبراهيم :
لما علم الخليفة العباسى بما صنعه بابك أرسل لبابك رسولا برسالة قال فيها :من أمير المؤمنين إلى بابك الخرمى السلام على من اتبع الهدى أما بعد لقد بلغنى ما أحدثت من البدع والضلالات التى لم ينزل الله بها سلطانا وأنا أخيرك بين أمرين الأول أن أرسل لك جيوشا لا قبل لك بها تفنيك ومن معك فيكون مآلك النار وبئس القرار والثانى أن تعود للإسلام مرة أخرى فيغفر الله لك ذنبك وأصطنعك لنفسى فتكون واليا على المنطقة تحت سيطرتك فتأتمر بأمرى وتفعل ما يأتيك من قبلى ولما سمع بابك الرسالة قال للجنود أكرموا هذا الرسول ولا تدعوه ينصرف قبل أن يحمل رسالتى للحاكم العباسى وعندما انصرف الرسول مع الجنود قلت لبابك لا تحملنا ما لا طاقة لنا به فلنعد للإسلام حتى ننقذ أنفسنا من الموت المحقق فلدى العباسيين جيوشا كثيرة إن غلبنا بعضها فلن نغلب البعض الأخر عند ذلك قال بابك بماذا يتميز العباسى على حتى أكون تابعه ؟إنه مثلى مرتد قد خالف الإسلام بقبوله وراثة الخلافة زد على هذا أنه يفعل بالجوارى ما نفعله نحن بالنساء جميعا إنه يباشرهن دون زواج كما أمر الله كما أن المعازف والخمور والراقصات تملأ قصوره وقصور حاشيته وأتباعه فقلت له ماذا تنوى عمله فرد سأكون له ندا هات القرطاس والقلم واكتب ما أمليه عليك فأسرعت بإحضار القرطاس والقلم فقال بابك من بابك الخرمى للحاكم العباسى :
لقد وصلتنى رسالتك ووعيت ما فيها وأما ردى عليها فهو إذا كنت قد ارتددت عن الإسلام فقد ارتددت قبلى أنت والكثير من آبائك عندما أخذتم الخلافة بحد السيف وتوارثتموها مخالفين قوله تعالى "وأمرهم شورى بينهم "أى وقرارهم مشترك بينهم فالقرار جعلتموه لكم وهو لكل المسلمين فى كل موضوع كما خالفتم الإسلام بمباشرة الجوارى دون زواج رغم قوله تعالى "فانكحوهن بإذن أهلهن وآتوهن أجورهن بالمعروف "وخالفتم الإسلام فى أمور أخرى كثيرة لن أذكرها حتى لا أثقل عليك ولكن فلتعلم أن كل منا نصاب ومحتال والفرق بيننا هو أنك تنصب وتحتال باسم الإسلام وهو منك برىء وأما أنا فأنصب باسم الشيطان ولا أخفى ذلك عن الناس كما تخفى أنت ذلك إننى أقبل التحدى وعليك أن ترسل ما استطعت من الجيوش إلى بلادى وساعة الحرب ستعلم أينا هو المنتصر فى حرب النصابين وعندما سكت بابك قلت له ها أنت تجلب الدمار والخراب علينا فضحك وهو يقفز فى الهواء ويقول اعلم يا إسحاق إننى كنت أتوقع كتاب النصاب العباسى منذ فترة وقد أعددت لحربه ما لم يتوقعه أحد من قادة جيوشه فقلت عابسا قالوا قبلنا الكثرة تغلب الشجاعة فرد قائلا لا تكن يائسا هكذا ففى الحرب ليس هناك قاعدة ثابتة تدل على المنتصر وإنما لكل حرب ظروفها والقائد الخبير هو من يستغل هذه الظروف لصالحه وبعد ذلك استدعى بابك رسول الخليفة العباسى وسلمه الرسالة بعد أن ختمها بخاتمه ثم قال للجنود رافقوه حتى الحدود ولا تدعوا أحد يؤذيه .
43- قال سيف أحد جنود الجيش العباسى الأول :
دخلت على قائد جيشنا بعد هزيمتنا من جنود بابك فسألنى ماذا حدث أيها الجندى لجيشنا ؟فرددت لقد هزمنا فقد قتل منا الكثير وفر الكثير الذين وقع بعضهم فى الأسر فأمسكنى القائد من كتفى وهزنى قائلا كيف ؟فأجبت لقد نصبوا لنا كمائن كثيرة على طول الطريق وكانت نتيجة كل كمين العديد من القتلى وجرح الكثير قال وما شكل الكمائن بالضبط؟فقلت كانوا ينتظرون مرورنا فى أسفل الجبل ويسقطون علينا صخورا كبيرة تنزل فتحطم عظام من تسقط فوقه وكانوا يقذفوننا بحجارة المقاليع من فوق الجبل وكانوا يشعلون النار فى كل ممرات الجبل من أمامنا ومن خلفنا حتى أننا كنا نتنفس دخانا وعند ذلك قال قائدنا الهمام هذا يكفى ثم قال لى انصرف لطاقم الحراسة وابق معهم حتى آمرك بأمر أخر أيها الجندى ولما خرجت من الخيمة سمعته يستدعى بعض القادة ولما دخلوا عليه قال لهم ماذا أقول للخليفة هل أقول أن الشراذم قد هزمونا ؟فقال أحدهم سنعاود الهجوم وسنهزم هؤلاء الكلاب شر هزيمة فابتسم القائد ابتسامة ساخرة وقال اجمع فلول الجيش المنهك وعاود الهجوم بهم حتى يفنوا ونفنى معهم ما هذا برأى صائب فقال القائد الأخر ماذا نفعل إذا ؟فرد قائلا سننتظر قليلا حتى نعاود الهجوم ونطلب المدد قبل هجومنا وقد فعل قائد الجيش ما قال ولكن النتيجة كانت هى الهزيمة مرة أخرى .
44- قال بشار أحد قادة جيوش بابك :
علمنا من العيون والجواسيس فى أرض العباسيين أن خليفتهم قد أرسل إلينا جيشا أخر وقد اتخذ طريق للجبل من ناحية مخالفة للنواحى التى سلكها الجيش الأول فدعانا بابك لبيته كى نناقش كيف سنحارب فقال إن الجيش يسلك الممر الخلفى للجبل فماذا ترون ؟فقال فاتك أرى أن نمكنه من صعود الجبل حتى إذا نال منهم الجهد وحل بهم التعب نتيجة الصعود بادرناهم بالهجوم وهم فى غفلة من أمرهم فقال سندان هذا رأى حسن أما إسحاق بن إبراهيم فقال لابد من استخدام الوسائل التى أعددناها فى المراقب والمراصد الحجرية الجبلية فى الحرب مثل إسقاط التراب المعبأ فى الأجولة عليهم مرة واحدة حتى يصابوا فى أعينهم وتتضايق صدورهم وعند ذلك يمكننا القضاء عليهم فقال بابك لماذا أراك ساكتا يا بشار ؟فرددت قائلا أسمع وأتفحص الآراء وبعد هذا أقول رأيى فقال بابك وما رأيك؟فقلت تعلمون أن النهر قريب من الممر الخلفى بحوالى 70 ذراعا فقاطعنى سندان فقال وما علاقة النهر بما نحن فيه ؟فأجبت قائلا اسمع وستعرف إن صخور الجبل كما تعلمون لينة وليست صلبة فلو أننا نحتنا الصخر فى المنطقة المواجهة للممر وضربنا هذا الجدار الرقيق بالمقاليع لإنهدم وتدفق الماء بقوة تجاه الممر ثم انحدر عليه آخذا فى طريقه العدو لأسفل وأنتم تعلمون أن النهر الآن فى أيام فيضانه فصاح بابك هذه فكرة صائبة كم نحتاج من الجنود لتنفيذ ذلك بسرعة ؟فقلت أمام العدو أسبوع حتى يصل المنطقة المطلوبة ولذا علينا أن نسرع فى الحفر بأكبر عدد ممكن من الجنود وليكن عشرة آلاف فقال بابك إذا أبلغوا جنود المراصد القريبة بالتوجه للمنطقة المحددة وسأرسل لك من الجيش هنا سبعة آلاف معهم المعاول والفؤوس والمقاطف لتبدئوا العمل فقال فارس ولكنكم نسيتم شىء هام فسأله إسحاق ماذا نسينا ؟فرد فارس نسيتم أن الممر الخلفى سينتهى وستتعطل مصالحنا ومصالح من يمرون منه لأن النهر سيظل يتدفق من خلاله فقلت سنصلح كل شىء بعد انتهاء الحرب مع العدو فتساءل قائلا كيف سنصلح ذلك ؟إن من سيتصدى للنهر سيقذفه لأسفل كما سيقذف جنود العباسيين بعد أسبوع فابتسمت وقلت سننتظر حتى حلول الشتاء وتجمد مياه النهر أعلى الجبل ومن ثم حلول الجفاف بالممر فقال بابك وماذا بعد ذلك ؟فقلت وسنقوم نحن أولا بحفر المنطقة تحت الجدار الذى كان يقف حائلا بين النهر والممر وهذا يعنى أننا سنحفر بعمق عشرة أذرع وثانيا سنقيم سد من الصخور الكبيرة والصغيرة فى مكان الجدار على أن نسد الفتحات بين الصخور بالطين الناتج من خلط ماء النهر المتبقى بتراب الحفر فقال إسحاق لدى فكرة قد تكون أفضل من ذلك فتساءل سندان وما هى ؟فرد قائلا فى منتصف المسافة بين الجدار والممر توجد منطقة جدارية منحدرة فلو أننا حفرناها بنفس الطريقة فيتخذ النهر طريقه خلالها وبعد ذلك يبتعد عن الممر نهائيا فقال بابك إن الإختيار بين الأفكار سيكون أفضل بعد أن ننتهى من القضاء على جيش الأعداء ثم قال المهم الآن البدء فى الحفر بأقصى سرعة وبأكبر قوة وسنشارك جميعا فى الحفر ولما انتهينا من عملية الحفر لاحظنا اقتراب العدو من العلو المحاذى لعلو النهر فى المنطقة المحفورة أسرعنا لضرب الجدار الرقيق بحجارة المقاليع التى هدمته خلال ساعة واحدة وبدأ شلال الماء فى التوجه نحو الممر وبدأ يأخذ فى طريقه مقدمة الجيش وقد شاهدنا من المراصد أعلى الجبل الجنود وهم يتساقطون على بعضهم ويأخذهم التيار لأسفل فيصدمهم بالصخور وقد زاد الطين بله هياج الدواب التى كانت معهم عندما رأت الماء يأخذها لأسفل
45- قال إسحاق بن إبراهيم :
جمع بابك مجلس الحرب فى بيته ثم خطب فيهم قائلا :
لقد فكرت وفكرت فهدانى تفكيرى لرسم سياسة ثابتة ننفذها حتى نظل نكسب الحرب من العدو وهذه السياسة تقوم على الأتى
-إقامة المراصد والمراقب فى أنحاء الجبل وعلى طول الحدود بيننا وبين العدو العباسى مع تموين الجند بالطعام والماء اللازم لهم فى كل مرقب لمدة عام وأيضا إمدادهم بكل ما يطرأ على عقولنا من وسائل الحرب الأخرى
-بث الجواسيس فى كل الطرق المؤدية لبلادنا مع إمداد هؤلاء العيون بالأموال اللازمة بعد تدريبهم على إفساد خطط الأعداء بالطرق المختلفة مثل الدخول فى جيش العدو والعمل على تسميم الطعام المعد للأكل وكذلك الماء أو العمل على حرق معسكرهم ليلا
- نشر الجنود على كل شبر من البلاد لمعرفة كل صغيرة وكبيرة تجرى حتى نعرف الخونة فنقتلهم
-أن نستخدم وسائل لا يتوقعها العدو فى الحرب مثل شباك الصيد إذا كانت الحرب فى منطقة غابات أو بساتين ومثل إرسال حيوانات ودواب مريضة لمعسكرات العدو حتى تصاب دوابهم وحيواناتهم بالأمراض فيقل ما عندهم من الطعام وتصبح قدرتهم محدودة فى الحركة إذا حملوا السلاح والتموين ومثل دحرجة الصخور عليهم من فوق الجبل
46- قالت نائلة إحدى صواحب بابك :
رغم أن بابك كان مشغولا بالحرب إنشغالا عظيما إلا أنه كان لا ينسى أبدا النساء فكان يخصص نهاره كله لأمور الحرب وأما الليل فكان يخصصه لمباشرة النساء وفى إحدى الليالى التى بات فيها فى فراشى قلت له إن الجنود يعانون من الحرب ومتاعبها ويجب عليك إراحتهم فقال أشيرى على يا نائلة فقلت اجعل الجندى يعمل عشرة أيام عمل وعشرة أيام راحة يأتى فيهم ليتمتع ويرفه عن نفسه بمباشرة نسائه وأكل ما لذ وطاب من الطعام إنك إن فعلت ذلك عاد الجندى للحرب أكثر قوة فابتسم قائلا نعم الرأى رأيك
47- قال سندان أحد قادة جيش بابك :
لما تعرضت جيوش بنى العباس للهزيمة المتكررة من جيشنا المغوار عمدوا لسياسة تسمى قطع رأس الأفعى حتى يموت كل جسدها ولذا عملوا على أن يزيلوا رأس دولتنا بكل ما استطاعوا من وسائل حتى تتفرق بموت بابك رأس الدولة وعقلها المدبر ،قام بنو العباس بإرسال جواسيسهم لحاضرة دولتنا حيث بيت بابك وقد ادعوا أنهم أتباع له كى يعيشوا معه حتى يكونوا تحت إمرته فى أى شىء وقد قام هؤلاء بمؤامرات عدة منها
-دس السم لبابك فى الطعام وقد نجا بابك لأنه كان خارج البيت أثناء تناول الطعام المسموم وقد مات نتيجة ذلك العديد من نساء بيته ومن أجل هذا كان بابك إذا أراد الطعام ذهب إلى أى بيت فى المدينة وطلب الطعام وظل على ذلك مدة
-الضرب بالخناجر وهو فى تلك المؤامرة قد نجا بسبب الهياج الشهوانى الذى إنتابه فى تلك الليلة فقد كانت تلك الليلة نصيب صاحبته رحاب وقد عرف المتأمرون هذا ولكن رحاب فى تلك الليلة كانت متعبة بعد المرة الأولى ومن ثم فقد طلبت منه أن يذهب لصاحبة أخرى حتى ينال بغيته فكان أن خرج لحجرة زهرة ولما دخل المتأمرون ضربوا من كان فى الفراش فقتلوه فكانت الضحية هى رحاب
-دحرجة الأحجار من فوق الجبل على بابك فقد عين أحد القواد بعض الجواسيس جنود فى أحد المراصد ولما زار بابك المرصد تصادف أن كانوا فى الدور العلوى للمرصد وهو فى أسفل أمام الدور الأرضى للمرصد ولكنه نجا لأنهم أخطئوا فى الرمى
لذا أمر بابك بإخراج كل من أتى للمدينة حاضرة الدولة بعد ابتداء الحروب مع العباسيين حتى يتم التأكد من إخلاصه أو خيانته كما أن بابك أمر بتعيين حراس له يحمونه بعد أن كان يتحرك بلا حراسة كما أمر بوضع حراسة على بيته فى المدينة حتى لا يدخله الأوغاد
48- قال العندانى أحد جواسيس بابك :
بلغنا أنا والجواسيس فى أرض بنى العباس أن العباسيين قد أرسلوا جيشا لمحاربتنا ولما علمنا بالطريق الذى سيسلكه قمت أنا ومن معى بالذهاب إلى إحدى المدن التى سيمر بها الجيش وانضممنا للفرقة التى يعدها والى المدينة للإنضمام للجيش وقد حرصت على أن يكون بعضنا ضمن من يعملون فى مطابخ الجيش ولما مر الجيش بالمدينة زوده الوالى بالمؤن وأمده بالفرقة التى كونها من أهل المدينة ولما اقترب الجيش من حدود دولتنا عسكر فى أحد الأودية فضربت الخيام ونصبت الأدوات فى مكانها ولذا اتفقنا على أن نضرب ضربتنا والجيش واقف على الحدود ،لقد قمنا بإحضار أكبر كمية من السموم قدرنا على جمعها وهربناها إلى داخل المطابخ وخلطناها بالطعام ثم هربنا البعض الأخر لمكان المؤن وخلطنا الأغذية المكونة من الحبوب والبقول بالسموم وبعد ذلك قمنا فى الليل بسكب صفائح النفط والزيوت على الخيام ومخازن السلاح ثم أشعلنا النار فيها وقمنا بالهرب لدولتنا وقد رأينا بأنفسنا الجنود وهم يهربون ومن أجل هذا صدرت الأوامر لجيشنا المرابط فى المنطقة المواجهة للمعسكر أن يهاجم العدو وهو فى تلك الحالة من الفوضى وقد قام جيشنا بالمهمة المكلف بها خير قيام حيث شبعوا فى الجيش العباسى تقتيلا وأسرا ولما بلغ بابك ما فعلناه بالجيش العباسى من الهزيمة الشنيعة أصدر قرارا بأن تكون غنائم المعركة حكرا على الجيش الذى حارب وعلى وحدتنا الجاسوسية وقد اختصنا بابك بعشر الغنائم قبل التوزيع لكوننا السبب الرئيسى فى هزيمة العدو وقد اقترحت على بابك فيما بعد أن يوسع من رقعة الدولة خاصة أن منطقة الحدود داخل أرض العباسيين قد خلت ممن يدافع عنها ولكنه رفض وقال لى إن إتساع الرقعة يحتم علينا زيادة الجيش وأنت ترى أن عددنا لا يتزايد بما فيه الكفاية ثم إن الرقعة كلما كانت كانت صغيرة كلما تمكنا من المحافظة عليها
49- قال حاجب الخليفة العباسى :
لما حضر قائد الجيش المهزوم لبلاط الخليفة استشاط الخليفة غضبا وقال له بما تبرر الهزيمة فقد أعطيتك كل ما طلبت ثم جئت تجر أذيال الخيبة ووضع القائد وجهه فى الأرض وقال أعطنى فرصة أخرى فقال الخليفة وهو يبتسم ابتسامة ساخرة فى الحرب الفشل سقوط لا عودة منه للقائد المهزوم إلا وهو جندى تحت إمرة من هو أقدر منه على الإنتصار ثم وقف وقال فسر لى هزيمة جيش أكبر عددا وعدة ثم يهزم من جيش أقل عددا وعدة وعند هذا قال أحد الجالسين الفرق بين جيش بابك وجيشنا هو أن جيش بابك يحارب عن حياته وأما جيشنا فهو يحارب من أجل الحصول على المال وفرق كبير بين من يحارب عن حياته وبين من يحارب من أجل المال وعند هذا قال الخليفة وهو يضحك صدقت أيها الرجل فهذا هو الرأى الصحيح
50- قالت نور إحدى صواحب بابك :
بعد الإنتصارات المتتالية لجيشنا المظفر على بنى العباس انتعشت نفس بابك وعاد لمرحه وسعادته ولذا فقد استدعى إسحاق وطلب منه بعض النخاسين فقال إسحاق وماذا ستفعل بالنخاسين ونحن فى وقت الحرب فضحك بابك وقال سوف نرفه عن أنفسنا ونزيد أعداد الرجال فى جيشنا فنحن نحتاج لذلك فقال إسحاق متعجبا ما أعجب أمرك يا بابك وبعد أسبوع أحضر النخاسون ودخل بهم على بابك فقال لهم أريد منك إحضار ما أطلب فى أسرع وقت ممكن فقال أحدهم المهم هو المال فهو الذى ينجز ما تريد بسرعة فقال بابك وهو يضحك المال ستحصلون عليه كما تحبون والآن أعطهم يا إسحاق ألف ألف درهم مقدم وسوف تحصلون على الباقى عندما تأتون إلينا بالمطلوب منكم فسأل أحدهم بابك فقال وما المطلوب ؟فقال بابك ثلاثة آلاف رجل بشرط أن يكونوا فى سن الشباب فقاطعه أحد النخاسين قائلا هذا عدد فوق إحتمالنا وقدرتنا على جلب العبيد والإماء ولكى نحضره لهنا نحتاج لستة أشهر على أقل تقدير أليس كذلك يا قوم ؟فرد النخاسون قلت حقا فقال بابك سأعطيكم ألف ألف درهم أخرى حتى تجتهدوا فى جمعهم فقال أحدهم المشكلة ليست فى المال فرد بابك فى حسم نفذوا ما أقول وإلا قتلتكم حتى ولو هربتم لأقاصى الأرض فردوا فى استكانة أمرك يا مولانا فقال بابك وأريد ألف جارية متنوعة الأجناس والألوان فقال أحدهم وهو عابس الوجه كل ما تقوله سينفذ فى أسرع وقت فقال بابك اذهبوا مع إسحاق لبيت المال وخذوا ما أمرت لكم به من المال ولكن احذروا غضبى وانتقامى وبعد مضى خمسة أشهر عاد النخاسون من أرجاء المعمورة ومعهم العبيد والجوارى فحررهم بابك واختص نفسه بعشرين جارية ما بين رومية وحبشية وهندية وصينية وفارسية وأما الرجال فقد قام بإلحاقهم بمراكز التدريب العسكرى ثم أعطى كل واحد منهم امرأة ومسكن فى القرى والمدن المختلفة فى البلاد
51- قال مانى أحد أصحاب بابك :
بعد حروبنا المتعددة مع بنى العباس ذهبت لبابك وقلت له إن المسلمين فى بلادنا يجب أن نعاقبهم فهم مثل العباسيين فهز بابك رأسه وقال إن المسلمين ليسوا مثل العباسيين أبدا بهذا الإقتراح تفتح علينا بابا من أبواب الهزيمة فقلت له اشرح لى ذلك فقال لى لو أننا طردناهم أو صادرنا أموالهم أو قتلناهم فإننا سنكسب عداوتهم ولها معنى واحد فسألته وما هو؟فأجاب هو أن يعملوا على حربنا ومقاومتنا سواء فى العلن أو فى السر ولا تنس أن وجودهم فى البلاد يعنى زيادة حصيلتنا من المال المفروض عليهم ولا تنس أيضا أننا نعتمد عليهم فى كثير من أمورنا مثل الزراعة حيث أن أكثرنا يعمل فى الجندية أو فى الجاسوسية أو فى التجارة .
52- قال كابور أحد أتباع بابك :
سألت بشار صديقى القائد العسكرى فقلت ما أصل ديننا أقصد من هو صاحب هذا الأمر الذى نقتدى به فيما نقوم به من أفعال وأقوال ؟فصمت لحظة ثم قال لقد سألت بابك نفس السؤال فزعم أن قدوتنا فيما نعمل رجل يسمى شروين وأن هذا الرجل كان نتاج علاقة بين رجل من جنس الزنج وامرأة من جنس الفرس كانت تنتمى للأسرة الحاكمة فقلت وماذا قال أيضا ؟فرد قائلا إنه أعظم الرجال فى كل العصور فهو أعظم من قادة ورسل الأديان الأخرى محمد وعيسى موسى وإبراهيم ونوح وبراهما وبوذا ثم ضحك وقلت ألمح وراء هذا الضحك سخرية مما قاله بابك فيما زعم عن شروين فابتسم وقال لا يهمنى قول بابك فسيان عندى إنه صادق أو كاذب فتساءلت ولماذا لا تهتم ألست تتبع معنا هذا الأمر ؟فقال ليس كل أتباع بابك يصدقون ما قاله وإنما البعض مكذب والبعض مصدق والسبب فى إلتفاف الكل حول بابك هو أن وجودنا معه أتاح لنا الحرية والبعد عن الذل الذى كنا نعيش فيه من قبل وكل واحد منا يتمنى أن يحيا بلا ذل حتى ولو كان يقضى كل وقته فى حروب ضد من يريدون إذلاله قلت هل تقصد أن الفرق بين بابك وغيره من الحكام هو أن بابك يكرم كل أتباعه ويساوى بينه وبينهم وأما غيره فيعتبرون أنفسهم أعظم قدرا من أتباعهم فيفرقون بينهم فيجعلون البعض سادة والبعض عبيد وخدم حتى ولو لم يكونوا أرقاء فقال صدقت فها أنا بعد تحررى من الرق على يد بابك لا أرغب فى العودة لقريتى فى الهند رغم وجود أهلى فيها والسبب أن هناك الظلم والجور والذل وأما هنا فقد حصلت على ما كنت أحلم به وزيادة مسكن وعمل مريح ونساء أتمتع معهن
53- قال صقلب أحد جنود بابك :
أرسل إلينا الحاكم العباسى المعتصم جيوشا كثيرة متتابعة وذلك من أجل القضاء علينا ولكن الذى حدث هو أننا قضينا على تلك الجيوش التى هزمت ولقد انتصرنا بفضل حسن تصرف بابك فى الأمور فقد رأيته يشترك معنا فى القتال فكان كالأسد الهائج يضرب جنود العدو فى كل إتجاه حوله وهو يلبس من الدروع ما يغطى جسمه عدا عينيه وكفيه وقد قتل أكثر من مائة نفس من الأعداء وبعد المعركة ذهبت لمجلسه فى معسكرنا وجلست فقلت له ما رأيت أشجع منك فى الحرب فضحك فقال لست كذلك فقاطعته ولكن ما رأيته اليوم يثبت ذلك فقال ما اسمك فقلت تابعك صقلب فقال إنها حسن تصرف وليست شجاعة فسألته فسر لى الأمر فرد قائلا إننى قبل نزول الميدان أتابع جند العدو فأعرف الضعيف فيهم من القوى فأنزل للميدان فأتعمد ضرب الضعفاء ضربات صاعقة يهتز لها قلب القوى ويخاف والمقاتل إذا دخل قلبه الخوف من الأخرين سهل على الأخرين قتله لأنه سيتراجع عن مواجهة الأخرين خوفا من أن يفقد حياته فقلت له صدقت يا قائدنا فيما قلت .
54-قال البربرى احد أتباع بابك:
بلغ بابك أن جيشا قد أرسله المعتصم العباسى لقتالنا يعسكر فى وادى ضيق تحيط به مجموعة من التلال لبضعة أيام لذا طلب منا بابك أن نتسلل للتلال فى صورة رعاة وتجار وأخفينا سلاحنا الممثل فى السهام والأقواس وقدور النفط وبعض الأنسجة المهلهلة فى القوافل المزعومة وبعد تسلل الكل وعددهم ألفى رجل أتانا الأمر من بابك بإرسال الدواب المريضة لمعسكر العدو حتى تصيب دوابهم بالعدوى وطلب منا ضرب العدو ليلة الثلاثاء وقد قامت هذه الضربة على أساس وقوفنا على التلال التى لم يجعل جيش العباسيين عليها حراسة ثم قيامنا بالتالى غمس الأنسجة فى قدور النفط حتى تتشبع به ثم وضعها على أطراف السهام ثم إشعال النار فى النسيج عند ضرب السهم هذا وقد تساقطت السهام على كثير من الخيام والجنود والمؤن فأحرقت منهم الكثير حتى أنها فى بعض الأماكن قد ارتفعت لعلو كبير مما جعل أهالى القرى المجاورة للتلال يرونها ،لقد فعلناها وهزمنا هذا الجيش دون أن نتكبد أى خسائر فى الأنفس وقد ساعدنا على ذلك الليل الذى يجعل حركة أى جيش صعبة بل مستحيلة وفى الصباح أرسل لنا بابك المدد مما جعلنا نطارد من بقى من جيش العباسيين بعد الحريق الكبير وقد حزن بعضنا لأنهم لم يجدوا غنائم ذات قيمة والسبب بالقطع هو الحرائق التى أتت على معظم ما مع الجيش العباسى وقد صدق قائدنا بابك حين قال حارب عدوك بوسائل لا يتوقعها أبدا حتى تهزمه
55- عن فارس القتادى قال :
قال بابك إن أعظم متع الدنيا هى وجود المرأة مع الرجل فى فراش واحد يتمتعان معا
56- عن رستم الأهوازى قال :
قال بابك تنكح المرأة لأربع سواد شعرها ونعومة جلدها ولمعان بشرتها وحلاوة مباسمها
57- عن نور قالت قال بابك :
لكل رجل مفتاح ولكل امرأة قفل وكل مفتاح يصلح لكل قفل كما أن كل قفل يصلح لكل مفتاح فلا يمتنعن رجل عن امرأة بحجة وجود عيوب فيها ولا تمتنعن امرأة عن رجل بحجة وجود عيوب فيه
58-عن فاتك قال قال بابك :
خير المتع نكاح بعد كل طعام
59- عن سندان قال قال بابك :
الناس شركاء فى المال والأرض
60- عن بشار قال قال بابك:
الرجل لكل امرأة نصيب فيه والمرأة لكل رجل نصيب فيها فالرجال والنساء شركاء فى إشباع الشهوة
61- عن حسناء قالت قال بابك :
إن الله يطلب منكم ألا يؤذى إنسان أخر إلا إذا أذاه الأخر وقالت سمعته يقول الحب هو أساس ديننا فليحب كل منا الأخر بأن يعطيه كل ما يريد منه مهما كان هذا المطلوب
62- عن رقية قالت
قام بابك ذات يوم من النوم فزعا مهموما مغموما فأعددت له الحمام كى يغتسل ثم أحضرت له الطعام فوجدته ما زال جالسا فى الفراش فقلت له ماذا حدث حتى تحزن هكذا ؟فرد رأيت رؤيا غريبة الليلة فقلت خيرا إن شاء الله قل واحكى لى عما رأيت فقال رأيت إنسان يقف فى مكان عالى ومعه أهله ثم رأيت طيورا كثيرة تحيط بهم من كل جانب وقد ظلت هذه الطيور تهاجم الإنسان وأهله فكان يردها معهم ولكن الطيور تكاثرت حتى قل الطعام عند الإنسان وأهله فكان يردها معهم ولكن الطيور تكاثرت حتى قل الطعام عند الإنسان وأهله فاضطر لمهاجمتهم حتى يفتح لهم طريقا لجلب الطعام ولكنه وقع فى أيدى الطيور ولكنهم لم يقتلوه وقالوا نرسله لسيدنا ليرى فيه رأيه فأرسلوا هذا الإنسان إلى سيدهم فأمر بتعذيبه وبعد أن عذب أمر الطيور أن تقتله وتأكله فقلت له وأنا أريد التسرية عنه هذه أضغاث أحلام ليس لها أساس من الحقيقة لكنه مع ذلك لم يزل مغموما فعريت له جسدى واقتربت من وجهه وقلت له أنا أريد وأنت تريد فهيا قبلنى ثم وضعت شفتى على شفتيه وقبلته قبلة طويلة رأيت فيها عينيه بهما حزن دفين ولكنه أدرك بسرعة أن الغم والحزن لن يفيده ولذا بادلنى القبلات والحضان وقد تحققت الرؤيا فيما بعد وكان تفسيرها هو الإنسان المحاصر كان بابك وأما أهله فهم أتباعه وأما الطيور فهم جنود الجيش العباسى وأما تكاثر الطيور فهو الإمدادات التى أتت للجيش العباسى واما إحاطة الطيور فقد رمزت لإحاطة جيوش العباسيين بالجبل من كل ناحية وأما وقوع الإنسان فى يد الطيور فهو رمز لأسر بابك وأما سيد الطيور فهو الحاكم العباسى وأما أكل الطيور للإنسان فهو رمز لإحراق العباسيين لبابك بعد تعذيبه
63-قال سيف أحد القادة فى جيش أفشين :
لما كلف الخليفة العباسى المعتصم القائد أفشين بقيادة الجيش الذاهب للقضاء على بابك وأتباعه طلب أفشين منه أن يعطيه نصف الجيش العباسى فى الجبهتين الشرقية والجنوبية كى يقضى على البابكية فوافق المعتصم ولكنه قال له ستطير رقبتك لو هزمت ومعك هذا الجيش فقال أفشين بإذن الله سآتيك ببابك هنا مقيدا ذليلا فقال المعتصم على بركة الله اذهب ولما اجتمع الجيش لأفشين فى فارس بدل الخطة التى كان يسير عليها القادة السابقين فبدلا من أن يسير بالجيش كتلة واحدة قسمه لعدة جيوش وطلب من قائد كل جيش أن يقف فى ناحية قريبة من جبل البابكية وكلفه بمنع أى إنسان مهما كانت صفته من طلوع الجبل بمفرده أو مع غيره وسواء كان معهم طعام أو سلاح أو غير ذلك كما طلب منهم قتل كل من ينزل من الجبل وقد تم ضرب الحصار على الجبل عدة شهور ولم يستطع أحد أن يخترقه مما جعل الطعام يقل وينقص عند البابكية مما اضطرهم للقيام بهجمات يائسة لفتح طريق لإدخال الطعام لمن فى مدينة الجبل ولكنها فشلت وقام أفشين بإتخاذ الإجراءات التى أعجزت جواسيس بابك عن العمل فكلف الطباخين بالبقاء ليلا ونهارا متيقظين عن طريق التناوب وأقام حراس على المطابخ والمخازن وهددهم بقطع رءوسهم لو حدثت حالة تسمم واحدة ومنها عدم إشعال النيران ليلا أبدا ومنها البعد عن الجبل مسافة لا تستطيع معها السهام ولا غيرها الوصول للخيام وفى إحدى الهجمات اليائسة قاد بابك وإسحاق الهجوم مع ما يزيد على ثلاثة آلاف رجل وطلب أفشين من تابعه فى تلك الناحية الإنسحاب للخلف لإستدراج بابك وجنده لمنطقة بعيدة عن الجبل حتى يزداد جوعهم ويقل جهدهم وينقص ما لديهم من قوة الخيل ونجحت الخطة وأحاطت الجنود ببابك وجنده فذبحوهم ذبحا ولكنهم أبقوا على بابك وإسحاق على قيد الحياة طبقا لوصية أفشين وبعد ذلك أخذهم أفشين للخليفة بنفسه
64- قال أفشين :
قبل أن أدخل على الخليفة المعتصم فى قصره بمدينة سر من رأى سمعت إسحاق يقول لبابك فعلت ما لم يفعله أحد فإصبر صبرا لم يصبره أحد فقال بابك سترى صبرى ولما أمر الخليفة بدخولنا عليه قال لا أهلا ولا سهلا بمن استحلوا الحرمات فقلت له يا خليفة المسلمين ما حكمك فى هؤلاء الملاعين فقال أحضروا السياف فلما حضر السياف قال المعتصم اربطوهم فى الأعمدة ثم قطعوا أيديهم وأرجلهم فلما ضربهم السياف لم يتوجعوا ولم يتأوه منهم أحد وأما بابك فقد مد يده لوجهه فمسحه بالدم فقال له الخليفة بعد أن أمر بكيهم بالنار لماذا فعلت ذلك وأنت كما قيل من أشجع الفرسان ؟فقال خفت أن يقال اصفر وجهه خوفا من السيف وعند ذلك أمر المعتصم بإخراجهم فلما خرجوا قال افقئوا أعينهم واجدعوا أنوفهم فقلت نعم الرأى رأيك يا مولانا فقال وبعد ذلك أحرقوهم بالنار وقد رأيت إحراقهما بالنار فلم يسمع لأحدهم صوت ولا آهة .

اجمالي القراءات 11026