رد على الكاتب علي علي
تبرئة خالد وحروب الردة
لطالما كانت حروب الردة حقلا خصبا لأكاذيب وافتراءات المستشرقين الذين يهدفون إلى تشويه سمعة الدين والهدف من هذا الأمر بالدرجة الأولى تنفيرنا من ديننا ، ولقد نجح المستشرقون في ذلك أشد النجاح حتى أننا أصبحنا ننفر من ديننا لدرجة اننا أصبحنا نحاول تغييره والعبث به حتى نخرجه للناس متوافقا مع أهواء أصحاب تلك الروايات الكاذبة ، وقد أيقنت بنجاحهم هذا بعدما قرأت مقال الأخ علي علي ، الذي كان الأجدر به ألا يتطاول على سيف مسلول من سيوف الله وأن يتحقق من جميع الروايات التي رويت عن الردة وعن سبب قتل خالد لمالك بن نويرة ، ومنطقي بالتأكيد أن لك الحق في تصديق أية رواية تريد كما يصدق هواك ولن أقول منطقك ، لأن غلبة هواك على المنطق العقلي السليم ولا أقول الكامل واضحة في عدة نقاط أولها إيمانك التام بأن بيعة السقيفة غير شرعية ، وثانيها وهو ما يفلقني هو اعتبارك لابن الوليد سفاحا وزانيا ، اعتمادا فقط على روايات ألفها المستشرقون ، ومن هم ؟؟ ليسوا سوى مجموعة من الكذابين والدجالين الذين يريدون تشويه صورة الإسلام أمام الغرب وهم يفعلون نفس ما كانت تفعله قريش مع الحجاج في مكة في زمان الدعوة المكية ، ومثال على ذلك الطفيل بن عمرو الدوسي الذي خوفوه من محمد ونفروه من دينه لدرجة أنه وضع في أذنيه القطن مخافة أن يسمع شيئا ولو ضئيلا من حديثة ، وها أنت يا أخي تسد أذنيك عن سماع الحق ولو شئت لاتبعت منطقك العقلي في تحري صحة ما قرأته.
أما السبب الحقيقي لقتل مالك بن نويرة وهو السبب الذي يتوافق مع شخصية خالد هو أن مالك بن نويرة قد قال أمامه (إن صاحبكم "أي رسول الله" بقول في الزكاة كذا وكذا ) فثار خالد وقال ( أوليس لك بصاحب؟؟ )
وأمر بدق عنقه ، أما عن أبي قتادة الأنصاري فقفل راجعا إلى المدينة ولم يسمح له أبو بكر بالدخول عليه لخروجه من الجيش دون إذن أميره ، فذهب أبو قتادة إلى عمر وقال له ( يا عمر إنا سمعنا آل يربوع يأذنوا (قوم يربوع هم جزء من تميم وهم قوم مالك) ولكن خالد قتل مالك بغير وجه الحق ) فذهب عمر لأبي بكر محدثا إياه بالقصة وقائلا له (اعزل خالد فإن في سيفه رهقا) فرد أبو بكر ( إنما خالد تأول فأخطأ ، وما كان لي أغمد سيفا سله الله على الكافرين)
أرجو منك يا أخي أن تتحرى الحقائق بصدق فما قاله المستشرقون في المسلمين في تلك الفترة وفي زمن فتنة علي عظيم جدا ولو صدقناه دونما أن نتبع منهج التقصي والتحقيق فإننا نشوه صورة ديننا بأيدينا .
وأريد أن أنبهك إلى شيء مهم قد أغفلته ، وهو هل سألت نفسك قبل أن تتهم خالد هذا الإتهام بالقتل من شهوته (هل وجد من كذب هذا الكذب عن خالد أربعة شهود من الثقات ليكونوا حجة تثبت تورط خالد في عملية القتل تلك)
وأما السبب الحقيقي لحروب الردة وهو سبب يغفل عنه الجميع ولا يريد أحد تصديقه ، وهو إعادة من كفر إلى حظيرة الإسلام مخافة من شق الصف وضياع كلمة المسلمين ، فعندما ظهرت الردة وظهر التنبؤ ، طعنوا في عضد الإسلام وفتوا فيه وتهيأ الناس للانقضاض على المدينة فكان لا بد للمسلمين أن يدافعوا عن أنفسهم ، وأفضل تذكير على أن المسلمين دافعوا ولم يهاجموا هو موقعة ( ذي القصة ) التي قادها أبو بكر رحمه الله بموقع قرب المدينة عندما صدوا هجوما لقبيلة غطفان
وقد يقول قائل أي دفاع هذا الذي يجعل المدافع يهاجم المهاجم حتى قبل أن يتحرك بجيشه ، فأقول أن هذه الخطوة كانت إستراتيجية بحتة ، قد تعلموها من الرسول صلى الله عليه وسلم عندما بدأ بالهجوم في غزوة تبوك على الروم وعرب الغساسنة.
لأبداء الآراء