(7 )أنواع التاريخ: أولا : التأريخ للعصر الجاهلي ومصادره

آحمد صبحي منصور في الأربعاء ٢٠ - أغسطس - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

اصطلح على تسمية العصر السابق على الإسلام في الجزيرة العربية بالعصر الجاهلي لوضع فاصل بين العرب قبل وبعد الاسلام . وتبع إطلاق مصطلح الجاهلية أتهام للعرب قبل الاسلام بأنهم كانوا يهيمون في الجهل وتسيطر عليهم الخرافة والتخلف.
وكان يعزز هذا التوصيف ذلك الاقتتال المستمر بين العرب بسبب أو بدون سبب ، وأن أغلب العرب لم يعرفوا أقامة الدولة حيث عاش أكثرهم بدوا رحلا يحترفون التنقل طلبا للكلأ يمارسون الرعي أو التجارة بين الشمال والجنوب ،والحياة الرعوية لا تعرف الاستقرار ، والاستقرار قرين التحضر وإقامة الدولة وتأسيس المدن والمجتمعات والنظم والدواوين والكتابة والتدوين ، وهذا ما لم يألفه معظم العرب فكان لا يعرف معظمهم القراءة والكتابة ..
وقد استعاض العرب عن الدولة بالنظام القبلي ، فالقبيلة كانت للعربي دولته المتحركة. والأساس الذي يجمع العربي بالقبيلة هو رابطة الدم والنسب والقرابة ، فعرف العربي التعصب لقبيلته والذوبان في محيطها يدافع عنها وتدافع عنه يفخر بها ويبالغ في فخره ، فكان العربى الجاهلي لا يمل من الفخر بأسلافه والإشادة بهم بالحق والباطل.
وشئون القبيلة في يد كبار العائلات والعشائر ، وأولئك لهم حرمة واحترام وكلمة أحدهم مطاعة ، وقد اشتهر الأقرع بن حابس بأنه كان إذا غضب غضب له مائة ألف سيف دون أن يسأله أحد عن سبب غضبه ، فقيل عنه إنه ( الأحمق المطاع ) فكيف يكون أحمقا مطاعا ؟ هذا يكون عندما يرتبط الجهل بالتعصب القبلى ليزيد من نفوذ شيخ القبيلة حتى لو كان أحمقا .
مصادر التاريخ الجاهلى :
ا ـ الرواية الشفهية
والعلاقات بين القبائل العربية تتراوح بين عداء وتحالف . ونظرا لقلة المرعي والتنافس على الكلأ فإن التنازع مستمر بين قبائل العرب ، بل ربما يثور التنازع من أجل هدف تافه أو بلا سبب فيحدث القتل ثم يكون الثأر والحرب ، وتفني أجيال وأجيال بين القبائل بلا داع ، وتنعكس هذه على رواية الصراع الذي يأخذ شكل الرواية الشفهية فيكون التزيد وقلب الحقائق والمبالغات والأكاذيب ..لقد أشتهر العرب بالقدرة على الحفظ والاستظهار وسادت عندهم الرواية الشفهية في سرد تاريخهم إلا أن الرواية الشفهية في التاريخ الجاهلي لحق بها الكثير من التهويل والكذب والخرافة والبعد عن الحقيقة ، فالرواية الشفهية تعتمد أساسا على الذاكرة ، ومن شأن الذاكرة الإنسانية النسيان والخطأ ومهما قيل عن مقدرة العرب في الحفظ فهم بشر ،ولن يكونوا جميعا على أرفع مستوى في الحفظ والاستظهار.
والجهل منتشر في العصر ( الجاهلي) ،وفي عصور الجهل يحلو للناس رواية الغرائب والأساطير ومن السهل أن يتناقلوا الخبر إذا كان فيه أساطير وغرائب أما إذا حوي حقائق مجردة بدون تهويل كان الإعراض عن روايته . وهكذا ففي المجتمع الجاهلي يتحول الخبر البسيط الحقيقي إلى خبر مركب من أساطير وأقاصيص ليتمكن من الوصول إلى قلوب الناس وعقولهم التي لا تطرب إلا للخرافة والغرابة ..ثم تمر الأيام و السنون ويتكرر فيها رواية نفس الحادثة خلال عشرات الرواة وخلال أكثر من جيل ، فتتطور الحادثة وتتغير ملامحها بحيث لا يبقى شىء من أصلها القديم ، سوى بعض الأسماء لأن كل جيل يضيف للخبر خرافات جديدة . وهكذا يتحول القصة الأصلية البسيطة إلى رواية مختلفة تماما ، تأخذ موضعها كتراث متنقل بين الأجيال يحكيه الأب لكل أولاده ثم يأتي كل ابن ليحكيه بطريقته وعقليته لكل أولاده .. وهكذا ..
وفي عصر الجهل يصبح الناس على استعداد تام للتصديق بل والاحتفال بالخرافة ويقل استعمال العقل ويكثر احترام الكبار – كبار السن وكبار القبيلة – وأولئك هم الرواة والاعتراض عليهم مرفوض ممنوع ، حتى لو وجد هناك عقل ليعترض فان المجتمع يرفض اعتراضه ..
ولقد كانت الحروب القبلية هي العملة السائدة في المجتمع الجاهلي ، فأبرز التاريخ الجاهلي هو (أيام العرب) وهي الحروب العظيمة التي اقتتلت فيها القبائل ،وسارت بذكرها الركبان ترويها للأجيال ، ومن الطبيعي أن تتأثر الرواية الشفهية لتلك الحروب بالتعصب القبلي ، فالراوي يحاول أن يهول من انتصارات قبيلته وأن يضخم من بطولات قومه بنفس القدر الذي يتحامل فيه على أعدائه فيهون من انتصاراتهم ويحقر من إنجازاتهم ، ويتجاهل مواضع النقص فى قومه ، ويحاول أن يجد له عذرا و تبريرا . وإذا حدث واشتهر بعضهم بالفروسية في أحدى الحروب فان الأساطير تلاحقه وتظهره عملاقا يفوق البشر قوة وشجاعة كما ظهر في تاريخ الشاعر عنترة بن شداد العبسي الذي تحولت سيرته إلى أسطورة أصبحت تراثا تتناوله الأجيال لمجرد أنه أظهر بطولة في الدفاع عن قبيلة (عبس) ..
وكل ما ذكرناه عن العصر الجاهلى وروايته الشفهية ينطبق على العرب المسلمين فى العصر الأموى.!!
ولو تذكرنا أن الفترة الحقيقية للاسلام كانت فى حياة النبى محمد عليه السلام فى المدينة ، ولو تذكرنا أن التاريخ الجاهلى هو الذى ساد قرونا قبل نزول القرآن الكريم وكان يقود المعارضة للاسلام فى حياة النبى محمد عليه السلام ، وأن أعدى أعداء النبى محمد ـ وهم الأمويون ـ ما لبث أن تحكموا فى المسلمين بعد موت النبى محمد بقليل وأقاموا دولتهم الأموية وأعادوا العصبية القبلية والفخر بالقبيلة والشعر العربى وكل مستلزمات الحياة القبلية العربية المخالفة للاسلام ومنها الرواية الشفهية، ولو تذكرنا أن أيام العرب وحروبهم القبلية ليست شيئا بالمقارنة بما وقع فيه المسلمون العرب من تقاتل بدأ فى الفتنة الكبرى ولا يزال مستمرا ـ لو تذكرنا ذلك كله لوجدنا أنه من الظلم وصف العرب بالجاهلية قبل الاسلام ـ فقط ـ ، فقد عادت الجاهلية (ثقافيا ) بالدولة الأموية ، ثم ما لبث أن عادت الجاهلية ( دينيا) بتقديس الأولياء وشتى معالم التدين الجاهلى فى العصر العباسى ، وتطور وساد فى العصر المملوكى.
نقول هذا رفقا بالعصر الجاهلى الذى لا يزال يتلقى الصفعات بينما عصور المسلمين التالية والأشد انحرافا ـ مع وجود القرآن ـ لا تزال تتمتع بالتقديس.
لقد بلغ من شدة تاثر العرب فى الدولة الأموية بالثقافة الجاهلية أن إستمرت الرواية الشفهية ، مع أنه لم يكن هناك أى مبرر لاستمرارها فى العصر الأموى ، فقد اختفت التشرذم العربى القبلى ، وأصبح للعرب ـ جميعا ـ ليس مجرد دولة بل امبراطورية متسعة الأرجاء تمتد من أواسط آسيا الى جنوب فرنسا وتسيطر على البحرين المتوسط والأحمر ، وتسيطر على شعوب تألقت فيها الكتابة والحضارة ، بل وجاء الاسلام بكتاب مدون مكتوب هو القرآن ، واحتاج الأمويون الى الكتابة فى تسيير شئون دولتهم الواسعة.. كل ذلك مبرر للقضاء التام على الرواية الشفهية واستبدال الكتابة مكانها . ولكن تأثير الجاهلية الثقافى ظل سائدا فى العصر الأموى مما أسهم فى تأخير التدوين المنظم .
ومن العجب أن عدم احتفال الأمويين بالكتابة واستمرار تعويلهم على الرواية الشفهية واتخاذها مادة للسمر والقصص والدعاية قد واكبه احتفالهم بالشعر فازدهر فى عصرهم لنفس الغرض وهو التسلية والفخر ومدح الخليفة والتسرية عنه.
ب- الشعر الجاهلي
الشعر الجاهلي هو ديوان حياة الجاهليين الذي عكس سائر أنشطتهم وأحلامهم وثقافتهم وعاداتهم ومعتقداتهم ، ففيه الفخر والهجاء والمدح والغزل والوصف ، منه تتعرف على ما وقع بين القبائل من حروب ومعارك وتحالف وشقاق ،وما ساد بينهم من حب للقبيلة ودفاع عنها وهجوم على أعدائها ، وما تعارفوا عليه من علاقات أسرية ولقاءات وعادات كريمة كالكرم والنجدة والشجاعة والوفاء وما اتهموا به من فجور ووأد للبنات وكراهية للإناث وظلم للقوى على الضعيف ..
لقد كان الجاهليون يعبرون بالشعر عن الأحداث والمواقف الهامة حين الدعوة للحرب أو الدعوة للصلح وحقن الدماء أو الأخذ بالثأر أو هجاء الأعداء ، وهذا ما تعكسه المعلقات السبع أشهر قصائد العرب . وليس هذا غريبا على مجتمع الجاهلية فالشاعر فيها كان لسان قومه أو وزير الإعلام فيها ، والقبيلة تحتفل بشاعرها وتتناشد شعره وتحفظه تراثا لها وتفاخر به القبائل كما يفاخر بها ـ هو ـ القبائل .
ولقد كان الشعر يحفظ في الصدور جيلا عن جيل أي كان يروي بالرواية الشفهية ،إلا أنه كان أقرب للضبط والدقة من الرواية الشفهية ، فالرواية الشفهية حوادث قابلة للزيادة والنقص والتهويل والاختلاق ، أما الشعر فأبيات ذات وزن وقافية وروي ، إذا زادت بيتا عرف أنه دخيل على بناء القصيدة ، والعرب أعرف بالشعر ونقده فالتزيد هنا مفضوح مكشوف،أما الرواية الشفهية فيتناقلها البعض عن البعض دون راو محدد بالاسم ، وإنما تتنقل كتراث بدون إسناد فلا يقال ( حدثنا فلان عن فلان عن فلان ..كذا ) أى كانت الروايات عن العصر الجاهلى بدون مصدر معروف ، أما الشعر فقصائد معينة لقائل معروف مشهور .
ومع هذا فلم ينج الشعر من آفة الكذب والتهويل ..
فالشعر خيال ، وأعذب الشعر أكذبه كما قيل ، والرؤية الشعرية تجنح للمبالغة وتخاطب العاطفة والواجدان أما الرؤية التاريخية فتلتزم الصدق والأسلوب العلمي العقلي ..
وإذا تذكرنا أن الشاعر الجاهلي كان المعبر عن قبيلته في الفخر والهجاء أدركنا أنه أستخدم كل مبالغات الشعر في الدعاية لقبيلته بالحق أو بالباطل ..
وبعض الباحثين تشكك في نسبة كل الشعر الجاهلي للعصر الجاهلي ، وبعض الرواة في العصر العباسي كان يختلق قصائد ينسبها للشعراء الجاهليين كحماد الرواية .. ومع هذا فلا مفر من الاعتراف بالشعر الجاهلي كمصدر وثيق الشأن بالعصر الجاهلي معبر عنه في تاريخه وثقافته وحضارته ..
ج- التدوين
وإلى جانب الرواية الشفهية التي حكت تاريخ الجاهليين فى أساطير وأشعار فقد وجد هناك بعض التدوين حيث أستقر العرب في اليمن وأقاموا حضارات ودولا كالدولة الحميرية والدولة السبأية . لقد أشتهر عرب الجنوب (بنو قحطان) بالزراعة وإقامة السدود وعرفوا الخط المسماري فسجلوا به تاريخهم على منشئاتهم ، ثم إنهار سد مأرب وتفرق عرب الجنوب فهاجروا إلى يثرب وأطراف الشام والعراق الجنوبية وأسسوا لهم دولا كدولة الغساسنة ودولة المناذرة .. وقد جمع أولئك بين الحضارة العربية الجنوبية مع الاتصال بالمؤثرات الفارسية والرومانية وانعكس ذلك على تاريخهم الذي كتبوه باللغة النبطية وغيرها مما كان أساسا للكتابة العربية التي نعرفها الآن ..
د- القرآن الكريم
أشار القرآن الكريم لكثير من أخبار العرب السابقين في حديثه عن الأنبياء وأقوامهم كما في قصة هود عليه السلام وقومه عاد وصالح عليه السلام وقومه ثمود ومجيء إبراهيم بابنه إسماعيل إلى مكة والعلاقات بين سليمان عليه السلام وبلقيس ملكة سبأ وما أصاب مملكة سبأ حين أنهار عليهم سد مأرب وأصحاب الأخدود وأصحاب الفيل ..
إلى جانب تفصيلات كثيرة عن حياة العرب الدينية والاجتماعية ومعتقداتهم وآلهتهم وعباداتهم وطقوسهم .. إلا أن القرآن الكريم توخي في عرضه جانب العظة والعبرة باعتبار أنه أساسا كتاب في التوحيد ومن خلال الدعوة للتوحيد كان يأتي بقصص السابقين وما حدث لهم ليتعظ السامع بما حدث لهم فيؤمن ويستجيب ..
ولهذا فالقرآن الكريم لم يهتم كثيرا بالتفصيلات التي تهم المؤرخ كالموقع والتوقيت الزمني والتفصيلات الهامة للأحداث وأسماء الأشخاص ... الخ .. برغم أن بعض القصص تكرر في أكثر من موضع .. فقصة عاد وثمود تكررت على نسق واحد تقريبا هو بيان تكذيبهم للرسل وما حاق بهم من تعذيب (فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ إِذْ جَاءَتْهُمُ الرُّسُلُ مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ اللَّهَ قَالُوا لَوْ شَاء رَبُّنَا لَأَنزَلَ مَلائِكَةً فَإِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ لِّنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لا يُنصَرُونَ وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ) ( فصلت 13 : 18 )

فالقرآن الكريم لم يحدد بالضبط الموقع الذي عاش فيه قوم عاد وقوم ثمود أو المدة الزمنية التي عاشوا فيها أو متى هلكوا بالعذاب أو أسماء الزعماء في القبيلتين أو أسماء المؤمنين ممن اتبع المرسلين ... الخ ..
إلا أنه وردت بالقرآن الكريم أشارات تنبئ عن الموقع كقوله تعالى عن عاد ( وإذ كر أخا عاد إذ أنذر قومه بالأحقاف) فالأحقاف هي الرمال أي أنهم كانوا في منطقة صحراوية رملية .
ويقول تعالى عن ثمود ( وثمود الذين جابوا الصخر بالواد ) أي الذين كانوا يقطعون الصخور في واديهم أي يعيشون في منطقة جبلية .. كما أورد القرآن الكريم أشارات عن مدنهم وحضاراتهم التي تفوقوا فيها فكانوا يعيشون في بيوت منحوتة في الصخر وأن قوم عاد أقاموا لهم مدينة ذات عماد لم يخلق مثلها في البلاد ..
وهكذا الشأن في قصة بلقيس وسبأ ، ففي سورة النمل تفصيلات شتى تدور في أطار واحد هو الدعوة للتوحيد دون تركيز على ما يهتم به المؤرخ من تحديد للموقع أو للزمن أو للأسماء والشخصيات ..
ومع ذلك فالقرآن الكريم أصدق مصدر فى التاريخ ، فالحقيقة فيه مطلقة لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها . ثم إن القرآن الكريم أنفرد ببعض هذا القصص فلولا القرآن ما عرف الناس ما حدث للعرب البائدة (عاد وثمود) الذين أفنتهم الصاعقة والريح ولم يبق من نسلهم شيء ، يقول تعالى (كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَةِ فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ فَهَلْ تَرَى لَهُم مِّن بَاقِيَةٍ )(الحاقة 4-) ويقول جل وعلا (وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَى )(النجم 51 ). ولولا القرآن الكريم لما عرفنا دقائق الحوار وتفصيلاته بين الرسل وأتباعهم حيث لم يكن شاهد ليذكر ذلك كله بتفصيلاته البالغة أتم الصدق ..
ثم إن القرآن الكريم هو المصدر الأساس – وربما الوحيد- للحياة الدينية الجاهلية فقد فصل القرآن الكريم في عقائد العرب في الأولياء والأصنام والأنصاب والأوثان ومدى معرفتهم بالله ونذرهم لله والأولياء وحجهم للأنصاب وذبحهم عليها وما اعتادوه من عادات ذميمة كقتل البنات والأولاد خشية العار أو الفقر ... الخ ..

اجمالي القراءات 7526