حقيقة الجماعات الدينية
أفيقوا يا عرب قبل فوات الأوان : مرة أخرى -هل حماس وفتح جماعات إسلامية-

رضا عبد الرحمن على في الإثنين ٠٤ - أغسطس - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

مرة أخرى "هل حماس وفتح جماعات إسلامية ..؟"
ولماذا يغضب المسلمون من توجيه النقد وفضح الجماعات الإسلامية..؟؟نشرت مقالا بعنوان "هل حماس وفتح جماعات إسلامية" في يوم 6/2/2007م ، وكالعادة انهالت عليَّ التعليقات والشتائم وكأنني من أقتل وأزهق أرواح الأبرياء في فلسطين ، اليوم أعيد نشر نفس المقال مع بعض الأخبار المحزنة المليئة بدماء الأبرياء من النساء والأطفال ، وكل هذا بسبب صراع شخصي واضح على السلطة ، وعلى من سيكون القائد ، ومن س&ن سيكون التابع ، وكل هذا يتم تحت غطاء ديني لخداع البسطاء من الناس .إليكم المقال بعد مرور 18 شهر تقريبا ، مع بعض التعليقات الإضافية تناسب الأحداث الإجرامية الدامية الجارية بين حماس وفتح .
 
 
هل حماس وفتح جماعات إسلامية..؟
(( ليس المقصود بسؤالي هذا أنى أشكك في انتماء حركتي فتح وحماس إلى الدين الإسلامي لأنه ليس من حقي أن أسال أي إنسان عن دينه أو معتقده , لأن هذه حرية شخصية من الدرجة الأولى , و يقرها الإسلام , لكن بحكم انتماء هاتين الجماعتين إلى الدين الإسلامي فلابد من مناقشة ما يحدث بينهما اليوم , لأن ما يحدث في فلسطين هذه الأيام من قتل عمد بين رجال حركتي حماس وفتح , وسقوط قتلى يوميا من هؤلاء وهؤلاء يجعلني أتساءل ثانية هل حماس وفتح جماعات إسلامية .. ؟؟ , وبالطبع الكثير من القراء سيجيب ويقول نعم أنهما جماعات إسلامية جهادية ولهما دور لا يمكن إنكاره في الدفاع عن الأرض الفلسطينية , كما لهما دور كبير في تكبيد العدو الإسرائيلي مخاسر كبيرة , وهذا كله شيء جميل , لكن هل يمكن أن يتحول الوضع بهذه البساطة إلى حرب وقتل فلسطيني فلسطيني ، وبدلا من السعي في طريق السلام للوصول إلى عملية السلام الحقيقية , السلام الدائم الذي يحقق الأمن والسعادة والرفاهية للمواطنين الفلسطينيين , لكن للأسف تم توجيه أسلحتهم بقوة إلى الإخوة في الدين والإخوة في الوطن والإخوة في نفس القضية الوطنية , ما سبب ذلك وكيف تحولت القضية إلى قضية ثأر أو قضية شخصية بهذه الطريقة التي ضحك وتعجب منها العالم , هل يصدق أن يقتل الفلسطيني أخاه مهما كانت الأسباب ..؟؟ فلسطين في أمَس الحاجة إلى وحدة وطنية لكن بمن بفتح وحماس لا أظن لأن الموضوع ببساطة يا اخوانى فيه خلط للأوراق بين الدين والسياسة , وفيه أطماع سياسية واضحة وليس له علاقة بالدين الإسلامي على الإطلاق .

هذه هي صورة حية وواقعية للجما عات الدينية التي تدخل عالم السياسة , تتخلى عن كل المبادئ والقيم الإنسانية والإسلامية وتبدأ في البحث عن السياسة والسلطة بكل غال ورخيص وتحاول عبور الطريق والوصول إلى أهدافها حتى لو داست في طريقها على القيم والمبادئ والدين نفسه , لا يمكن أن يُغفر لفتح أو حماس قتل كل منهما للآخر لأن هذه الجماعات سيطرت بطريقة أو بأخرى على الشارع الفلسطيني والمواطن الفلسطيني واقتنع بها بكل جوارحه وظن فيها خيرا في المستقبل وأعطاها ثقة لا تستحقها , وتذكروا معي أيام الانتخابات عندما كان يأمل كل فلسطيني في حماس خيرا , والنتيجة أمامنا اليوم قتل وتخريب ليس له علاقة بأي دين .. هل هناك دين يأمر بقتل الإنسان من اجل الوصول إلى السلطة و السياسة ..؟؟.
هل الدين الإسلامي الذي ينتمون إليه يأمرهم بقتل بعضهم البعض من أجل الوصول إلى السلطة ..؟؟ إن المولى جل وعلا ينهى عن قتل النفس في كتابه العزيز يقول تعالى ( مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ) المائدة :32 ( وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا ) الفرقان :68(وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالحَقِّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا ) الاسراء :33إن صدمة المواطن العربي في هذه الجماعات كبيرة جدا لما أحدثوه من تخريب وإزهاق للأرواح لأهداف شخصية بحته ليس للمواطن الفلسطيني المسكين أي ذنب فيها .باختصار شديد أي إنسان يريد أن يكون سياسيا فلابد أن يخلع عباءة الدين حتى لا ينخدع به الآخرون وحتى لا يظلم الدين الإلهي الذي لا يأمر بالقتل والتدمير وإنما يأمر بالعدل والإحسان والعفو والصفح والمغفرة والتسامح مع الآخرين . هذا هو الدين الإلهي أما أديان البشر فليس لها علاقة بمثل هذه الصفات النبيلة ، وبالتالي من يتبع دينا من صنع البشر سيكون من السهل التخلي عنه أو التلاعب به , وبما فيه من تشريعات مطاطة تسول القتل وسفك الدماء من أجل الوصول إلى السلطة , حتى لو كان على حساب الشعوب.
شيء ملفت للنظر .!! أن رجال فتح وحماس عند ظهورهم في القنوات الفضائية يحملون أسلحتهم , أراهم ملثمين الوجه ويلبسون ملابس سوداء , أنا أربط هذا بما حدث من طلاب جماعة الإخوان المسلمين في مصر داخل جامعة الأزهر في الحادثة الفريدة من نوعها لاستعراض القوة والعضلات أمام الجميع, أن الطلاب ظهروا بنفس الصورة التي يظهر بها رجال حماس وفتح في تقليد واضح يظهر التطابق الكبير بين الجماعات الدينية في العالم العربي , وهنا وجه الشبه واضح جدا في استخدام نفس الأسلوب للجماعات الإسلامية عند إظهار قوتها , وطبعا الإخوان جماعة إسلامية ظهرت بقوة في الشارع المصري وأصبح لها كيان سياسي كبير في البرلمان المصري جعلها تفكر في تكوين حزب سياسي في الشهور الأخيرة كنوع من المراوغة وإيهام الشعب المصري المسكين الذي سيعرف انه انخدع في هذه الجماعة عندما أعطاها صوته في الانتخابات بحجة أنها جماعة دينية تعمل بالكتاب والسنة , هذه الجماعة كغيرها من الجماعات الإسلامية عندما تفكر في الوصول إلى السلطة يمكنها التخلي عن كل شيء في سبيل الوصول إلى طموحاتها السياسية التي أسسها زعيمها الشيخ حسن البنا , ومن ضمنها تكوين دولة دينية وطبعا لابد أن يكون رئيس هذه الدولة كبير هذه الجماعة .
الخلاصة : أن أي إنسان لا يمكن أن يحظى بالاثنين معا الدين والسياسة ـ إما أن تضحى بكل حطام الدنيا وما فيها وتوهب حياتك للبحث في الدين والاجتهاد وتوضيح حقائق الدين في كتاب الله عز وجل بهدف الإصلاح السلمي ، وهذه أسمى الوظائف , وإما أن تترك ذلك وتركب موجة السياسة والبحث عن الطموحات السياسية التي من خلالها يتم التنازل عن كل القيم والمبادئ وحقائق الدين واتباع الأهواء والأمزجة الشخصية وبذلك يتم استخدام الدين كستار يتخفى حوله من يريد الوصول إلى السياسة أو السلطة ..والمثال في تاريخ المسلمين موجود , هو قريب الشبه بما يحدث في فلسطين ألآن , هو عندما اختلف على ومعاوية على الخلافة وكان لعلى أتباع يحبونه ويؤيدونه ولا يقتنعون بسواه , كما كان لمعاوية أتباع أيضا وفيهم نفس الصفات , لكن للأسف الشديد عندما يبتعد الإنسان قليلا عن التفكير الخالص في الدين وفى مصلحة الأمة ومصلحة الوطن والمواطن , يتحول التفكير في طموحات شخصية خاصة , ويبدأ في استغلال من يتبعه من جند وعتاد , وبالتالي يتحول الموضوع إلى فتنة كبرى كما تحولت قضية الخلافة بين على ومعاوية إلى موقعة الجمل التي مات فيها آلاف من المسلمين الأبرياء , وهذا أكبر مثال تاريخي نقارنه بما يحدث الآن في فلسطين مع اختلاف الحدث والظروف , ولكن السبب واضح هو البعد عن الدين الحقيقي القرآن الكريم كتاب الله تعالى الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه , والاهتمام بالسياسة وبالأمور الدنيوية الزائلة .
سؤال :ـ
لماذا لم يؤسس النبي عليه الصلاة والسلام أول هذه الجماعات الدينية .؟؟ ) انتهى المقال.

وإليكم أخر أخبار حماس وفتح
1ـ (( تصاعدت الأزمة الفلسطينية من حملة الاعتقالات المتبادلة التي شنتها حركتا المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة والتحرير الفلسطيني (فتح) في الضفة الغربية، لتصل إلي حد تجدد الاشتباكات المسلحة بين أنصار الفصيلين، قتل خلالها ٣ضباط وأصيب ما لا يقل عن ٣٠ فلسطينيا أثناء محاولة قوات الأمن التابعة لحماس اعتقال عدد من عناصر فتح في حي الشجاعية، شرق مدينة غزة.وصرح إسلام شهوان، المتحدث باسم حماس، بأن ٣ من ضباطها قتلوا، وجرح ٣٠ آخرين، بينهم مدنيون، أصيبوا بأعيرة نارية وقذائف هاون أطلقتها عناصر من عائلة «حلس» الموالية لحركة فتح، أثناء عملية اعتقال بعض أفرادها، وذكرت الشرطة التابعة لحماس أن الاعتقالات جرت علي خلفية انفجار شاطئ غزة الذي وقع الأسبوع قبل الماضي، وأسفر عن مقتل ٦ أشخاص، بينهم طفلة، وأكدت وزارة الداخلية في الحكومة المقالة أن «الأجهزة الأمنية تقوم بحملة أمنية في حي الشجاعية لاعتقال بعض المطلوبين والخارجين عن القانون المتورطين في حادثة تفجير بحر غزة».من جانبها، أوضحت مصادر طبية أن «٣٠ شخصاً بينهم عدد من من عناصر الشرطة أصيبوا بجروح ونقلوا إلي المستشفي»، مشيرة إلي أن حالة أحد المصابين «صعبة»، بينما قال شهود العيان إن الاشتباكات وقعت منذ ساعة مبكرة أمس بين عناصر الشرطة وعائلة حلس، التي ينتمي عدد كبير من أفرادها إلي حركة فتح، وأضافوا أنهم سمعوا دوي انفجارات عدة خلال الاشتباكات.
وتعهد أحمد حلس، القيادي في حركة فتح، في تعليق هاتفي، «بالدفاع عن كرامتنا»، وقال «لن تستطيع حماس أن تكسر إرادة شعبنا»، معتبرا أن «سلاح حماس لم يعد طاهراً لأنهم يوجهون الهاون والرصاص علي رؤوس الأطفال والنساء»، ذلك في حين نفي عادل حلس، قيادي ثان في فتح، أن يكون أفراد عائلته قد أطلقوا أي صواريخ، علي قوات حماس، داعيا باقي الفصائل الفلسطينية إلي التدخل)).
2ـ تصعيد دموي جديد بين حماس وفتح
((كتب ـ فتحية الدخاخني والأراضي المحتلة ـ وكالات الأنباء 3/8/2008تصاعدت حدة الأزمة علي الساحة الفلسطينية أمس، حيث تجددت الاشتباكات المسلحة في قطاع غزة بين الشرطة التابعة لحركة المقاومة الإسلامية «حماس»، وموالين لحركة التحرير الفلسطيني «فتح»، أدت إلي مقتل ٣ ضباط وإصابة ما لا يقل عن ٣٠ فلسطينيا، أثناء محاولة قوات أمن حماس اعتقال عدد من عائلة حلس، الموالية لـ«فتح» في حي الشجاعية، الأمر الذي وصفه الرئيس الفلسطيني محمود عباس «أبومازن» بأنه معارك «غير مقبولة»، واعتبر أن الحملة التي تشنها ميليشيا حماس تستهدف دعوته للحوار الوطني الشامل.)).
3ـ مرشد الإخوان يطالب حماس وفتح بوقف الاتهامات والاعتقالات المتبادلة
((القاهرة - محرر مصراوي - طالب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين محمد مهدي عاكف الأحد حركتي فتح وحماس الفلسطينيتين بالتوقف عن تبادل الاتهامات والاعتقالات.كما حث عاكف الحركتين على تهدئة الأوضاع في قطاع غزة والضفة الغربية.وأكد أن الجماعةَ ترقب بكل الأسى والحزن ما يجري هذه الأيام على أرض فلسطين من تفجيرات واعتقالات واتهامات متبادلة بين فتح وحماس، والتي وصلت حدا من التردي أدى إلى المزيد من الاحتقان وتوتر الأجواء، وبالتالي ازدياد الفجوة والهوة وصعوبة التوصل إلى أي تقارب ممكن بينهما؛ الأمر الذي لا يستفيد منه سوى العدو الصهيوني.وطالب الطرفان (فتح وحماس) بالكف عن تبادل الاتهامات، وأن تتوقف حركة الاعتقالات، وأن يعمل الجميع على تهدئة الأوضاع.كما طالب حماس بألا تتوسع في الاعتقالات، وأن يتوقف الأمر على المتورطين في أعمال التفجيرات فقط، مع توفير ضمانات تحقيقات ومحاكمات عادلة لكل المشتبه فيهم.وشدد عاكف في بيان نشره موقع الجماعة على الانترنت على ضرورةِ أن تتحرك الأطراف العربية، وبخاصة مصر لإزالة الأسباب المؤدية إلي التوتر بين فتح وحماس، وأولها التفجيرات التي شهدها قطاع غزة مؤخرا.)).

تعليق أخيرتدخل مرشد الأخوان في مصر بهذه الطريقة وقوله هذا الكلام يؤكد صحة القتال الدائر بين حماس وفتح لأسباب شخصية ، حتى لا يتهمنا أحد اننا نتجنى علىى هذه الجماعات السياسية ، التي لا يليق بالإسلام أن يطلق عليها جماعات إسلامية لأن هذه التسمية ظلم بين للدين الإسلامي.و يجب أن أوضح أنه ليس بيني وبين أي شخص في هذه الجماعات أي علاقة أو مشكلة ، حتى لا يظن أحدا أني أتحامل عليهم لأي سبب.لكن ما يجب توضيحه للمواطن العربي أولا ، وللعالم الخارجي ثانيا أن هذه الجماعات وما تفعله ليس له أية علاقة بالدين الإسلامي الحقيقي ، وهذه الجرائم تنسب لأصحابها فقط ، ولا يجوز نسبتها إلى الإسلام دين السلام والتسامح والعدل والرحمة والعفو والصفح وحقوق الإنسان.
وأقول ما قاله الإمام محمد عبده عن السياسة (إن السياسة إذا دخلت في أي شيء أفسدته) ، وأقول أيضا أن هذه الجماعات يقتلون بعضهم البعض بسبب خلافات بسيطة تافهه سياسية ، وهم لا يملكون سلطة حقيقية واضحة في الدولة ، وهم بذلك يفعلون ما فعله الأخوان في مصر عندما قتلوا بعض قادة وأعضاء الجماعة لمجرد خلافات بين المرشد وبعض القيادات ، فإذا كان هذا هو حال هذه الجماعات ، وهذه هي طريقتهم في حل مشاكلهم وتصفية حساباتهم مع من يختلف معهم ، مع الأخذ في الاعتبار أنهم يفعلون ذلك دون وصولهم لأي سلطة فعلية في الدولة ، فهل هذه الجماعات يمكن أن نأتمنها على أرواحنا وحياتنا ، ونرشحها لتكون حَـكـَما وحاكما علينا في بلادنا.؟ أفيقوا يا عرب قبل فوات الأوان.
اجمالي القراءات 12800