أفريقيا المنسية
روندا

شريف هادي في الثلاثاء ١٠ - أكتوبر - ٢٠٠٦ ١٢:٠٠ صباحاً

ذهبت إلي رونداولمن لا يعرف فهي دولة صغيرة جدا حبيسه مساحتها 24950 كم2 تقع في وسط أفريقيا بين أوغندا وكينيا والكنغوا وبورندي وتانزانيا ليس لها ميناء أو منفذ على البحر لذلك فهي تستخدم دار السلام في تانزانيا كميناء بحري وهي عضو في مجموعة دول شرق وجنوب القارة المعروفة بإسم الكوميسا ، العاصمة كيجالي تعداد السكان حوالي 8.6مليون نسمة 800ألف يسكنون العاصمة بنسبة 10% تقريبا
وقبل أن أحكي عن الرحلة وإنطباعي عن البلد يجب أن نلقي نظرة تاريخية سريعة على هذا البلد فقد كانت دولة محتلة من بلجيكا وتم تحريرها سنة 1962 وأصبحت دولة مستقلة الدولة يقطنها قبليتين هما التوتسي والهوتو الأخيرة تشكل 85% من أهل البلد والحقيقة التي لم أكن أعرفها من قبل أن القبلتين في الأصل قبيلة واحدة وأنه وفقا للغة أهل البلد من يصبح غني وعنده مال يقولون عنه توتسي إذا فالتوتسي هم نسبة الأغنياء من القبيلة وليسوا قبيلة بمفردها هذا ما سمعته من أحد الوزراء في الحكومة الرواندية ولكن جاء الاستعمار البلجيكي وحتى يتمكن من حكم البلد فقد قرب التوتسي وأبعد الهوتو ثم أن أغلبية التوتسي في الأصل مسلمون ولكن لعبت بلجيكا والكنيسة دور كبير في تنصير أهل البلد والأن لا يستطيع غير الكاثوليك أن يتبوأ أي مركز داخل الحكومة وحتى الآن على الأقل 25% من أهل روندا مسلمين ولكن لو تصفحت أي موقع غربي جغرافي فستجده يسقط الديانة الاسلامية من حساباته ويقول لك الدين كاثوليك ومعتقدات محلية أما موقع السي أي أه فسيقول لك 4.6% مسلمين طبعا كل هذا يدخل في باب العنصرية ولو أراد مثلا أي منصف الرد على بابا الفاتيكان فيما قاله عن الاسلام بما فعلته الكنيسة الكاثوليكية قبل عشر سنوات فقط أثناء الحرب الأهلية الرواندية ودورها القذر المشبوه في قتل مائات الألاف من المسلمين وكان رجال الكنيسة الكاثوليكية يحرضون أتباعهم على قتل إخوانهم المسلمين ولفظ إخوانهم هنا ليس على سبيل المجاز ففي الأسرة الواحدة تجد أتباع الديانتين المهم حتى الكاثوليك في روندا الأن يتعجبون من دور الكنيسة المشئوم في قتل الأبرياء بالمخالفة لكافة التعاليم المسيحية بل وكل تعاليم الديانات قد يقول قائل إن هذا تاريخ وإن كان قريب عهد ولكن يبقى تاريخ أقول له لا ليس تاريخ بل أيضا حاضر فجميع مناصب الدولة للكاثوليك فقط ومحرم وممنوع على المسلمين تبوأ أي منها أو حتى العمل في الحكومة إلا فيما قل وندر وإذا أراد الترقي فباب الكنيسة أمامه لتغيير دينة هذه هي المعادلة حتى الأن ، المفروض أن الكنيسة تطبق قواعد العدل والمساواة التي يطالبون المسلمين بتطبيقها ليل نهار أما أن تطبق من جانب واح فهذا عين الظلم.
ولكن ماذا عن الشعب الحقيقة أن الناس في روندا ترغب في نسيان الحرب الأهلية لذلك إذا سألت أي واحد عن قبيلته سيقول لك أنا رواندي لا توتسي ولا هوتو بعد اليوم ، الناس ودودة ولكن في غاية الفقر والدولة حقيقةً ليس لديها مقومات دولة فالموارد محدودة والمشاريع التحديثية كثيرة ولكن الدولة لا تمتلك مال لذلك فمثلا المطار صغير جدا مثل الفيلا المتواضعة والدولة ترغب في إنشاء مطار ولكن أين المال؟ يوجد بحيرة في روندا مخزون الغاز الطبيعي تحتها 55 بليون متر مكعب ويزيد كل عام بمقدار 300 مليون متر معب ولكن أين المال؟ أزمة طاقة رهيبة ويريدون إنشاء محطات توليد الكهرباء ولكن أين المال؟
نزلت بفندق الإنتركونتننتال في الفندق قابلت إسماعيل عامل الفندق المسلم الذي أرشدني لإتجاه القبلة دون أن أسأله فقد قال لي أظن إنك مسلم والقبله في هذا الاتجاه كما أصلي أنا وكان في غاية الود معي طوال مدة الإقامة
ومن المواقف الطريفة كنا نستقل حافلة في الطريق من كيجالي إلي كاجيرا وهي غابة قريبة من كيجالي طوال الطريق والأطفال والصبية يلوحون لنا بأيديهم وفي الطريق أضطررنا للوقوف وإذا بجموع غفيرة من الأطفال يأتون إلي الحافلة ويمدون أيديهم بطلب طعام يأكلونه وقمت بأخذ كل الطعام الموجود بالحافلة لأفرقه عليهم ولا أستطيع أن أصف لكم إحساسي والأطفال يتصارعون على الطعام منظر مأساوي جعلني أحمد الله أولا ثم أشعر أن في رقبتنا دين لهؤلاء البشر كان أحد أعضاء الوفد معه مجانق خنزير أخذتها منه وقمت بتوزيعها أيضا عليهم فالله يقول فمن أضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه وأي أضطرار أكثر من ذلك أطفال تبرز عظامها من أجسامها لقلة الأكل يلوحون طول الطريق لك وأنت تظن أنهم يلقون لك التحية والسلام والحقيقة أنهم يستعطفونك لتعطي لهم أي فتات أو طعام معك ويتهافتون على الطعام بهذه الطريقة المرعبة فإذا أفتى لي أي شيخ بأنها ليست حالة ضرورة أقول زي المصريين (ح انط في كرشه)
وأخيرا فأن فرص الاستثمار كثيرة فالبلد تحت التنمية وأثرياء العرب والمسلمين عليهم إستثمار أموالهم في مثل هذه البلاد وأظن أن العائد مجزي كما أنه يستطيع أن يربح في الدنيا والأخرة بأن يكسب ربح التجارة وربح التجارة مع الله إذا أنصرفت نيته وأعماله على خدمة هؤلاء البشر وتأمين مستقبل أفضل لهم
اجمالي القراءات 20663