عشاق الله

شريف هادي في الجمعة ٢٥ - أبريل - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

الإخوة الكرام
الحقيقة أن موقعنا لم يكن الموقع الوحيد الذي قال بالرجوع للقرآن كمصدر وحيد للإسلام ، ولكن هناك العديد من المواقع التي إنشئت لذات الغرض ، ومنها على سبيل المثال موقع الدكتور شحرور ، ولكن تبقى هذه المواقع بعيدة عن نبض جماهير المسلمين لأن أصحابها قرروا أن يكتبوا من بروج عاجية دون أن يسمحوا للآخرين بعرض أفكارهم والتفاعل مع أبحاث أصحاب هذه المواقع هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإن معظم هذه المواقع وضع أصحابها فرضية أن القرآن هو المصدر الوحيد للإسلام د&ml;ون محاولة تأصيل هذه الفكرة وكأنها مسلمة في عقول المسلمين والتي أفسدها إنحراف بلغ عمره ألف سنة مزيج من الأحاديث وحكايات القصاصين والتي غلفوها بقدسية نسبتها لله سبحانه وتعالى أو لرسوله عليه السلام ، وبدأت هذه المواقع في مناقشة بعض الجزئيات الصادمة لمخالفتها للمألوف أو لبعدها عن الحق ، فإستمرت هذه المواقع متقوقعة على نفسها لا يقرأها إلا أصحابها والنذر القليل من القراء المهتمين بهذه القضية دون أن تشغل القاعدة العريضة من جمهور المسلمين.
إلي أن جاء موقع الدكتور والمعلم أحمد صبحي منصور ، والذي لو إتخذ لنفسه نفس الخط الذي إتخذه غيره ما لامه أحد على ذلك فهو باحث قرآني مثلهم ولعله كان أسبق من الكثير منهم ويميزه أنه دارس وعالم في العلوم الشرعية والتاريخ الإسلامي ، إلا أنه ولثقته في الله أولا ثم ثقته في صحة الطريق الذي أختاره وأنه على الحق وأخيرا ثقته في نفسه ، جعل الموقع متاحا للجميع معنيا بفكرتين أساسيتين:
أولا: أصلاح حال المسلمين بالقرآن ، والرجوع له كمصدر وحيد للإسلام ، وثانيا: الاهتمام بالحرية لاسيما الحرية السياسية إعمالا لواحد من أهم مبادئ القرآن (الشورى) ، وتشهد صفحات الموقع أننا لا نعرف وظيفة (المراجع) الذي يراجع المواد قبل نشرها كما يحدث في المواقع الأخرى ، ولكن لجنة مراقبة تراقب المواد بعد نشرها.
ومنذ لحظة إنطلاق الموقع تفاعل معه الجماهير العربية من المحيط إلي الخليج وبلا مبالغة فقد طبقت شهرته الآفاق وزاع صيته ، حتى أصبح شوكة تؤرق الحكام ، فهيفقت العتاريس في غسق الدجى ونعقت البوم في منتصف وقوب الغاسق ، فكانت محنة القرآنيين الثالثة بالقبض على بعضهم وتلفيق القضايا لهم ، كما أنبرى مشايخ السلطة بتلفيق كل الاتهامات الظالمة للقرآنيين ، إلا أن كل ذلك لم يمنع صحوة حقيقية أحدثها الموقع في أوساط العامة من المسلمين في مصر والبلاد العربية ، وأصبح الموقع في كثير من الأحيان حديث الناس عند إجتماعهم محركا المياه الراكدة الآسنة في مجتمعاتنا المنغلقة على أفكار مخالفة لروح الشريعة ونصوصها السمحاء.
وكان من فكر الدكتور والمعلم أحمد صبحي منصور صاحب الموقع ورائد الفكر القرآني الحديث ، أن يفتح الموقع لكل من يحب أن يكتب حتى يحدث التفاعل المطلوب من ناحية وحتى نربي أجيال على الفكر القرآني من ناحية أخرى
إلا أنه ومنذ اللحظة الأولى أيضا لبدأ مسيرة الموقع وإنطلاقة ، وبدأ بعض الكتاب يسفرون عن وجوههم الحقيقية في الانتصار لعقائد منحرفة أو القول بأفكار غاية في الشطط ، ومنذ اللحظة الأولى أيضا أنبرى الدكتور أحمد وبعض من تلامذته يردون ويذبون عن العقيدة الصحيحة والفكر السليم ، حتى قام البعض من أصحاب هذه العقائد المخالفة لعقيدة الموقع وأصحابه بالانسحاب مشكورين تاركين خلفهم احترام مخالفيهم لأدبهم في نشر عقائدهم وأفكارهم ولأدبهم عند الاختلاف ثم لتركهم الموقع ينشر رسالته ، والحقيقة أن البون جد شاسع بين عرض الفكر وفرض الفكر ، فكما قلنا لكل الحق في عرض فكره ولكن ليس له الحق في فرض فكره ، وقد ابتلينا على الموقع بمن جاء ليفرض علينا فكره ونظرته الأحادية للدين.
وقد وقعنا بين أمرين أحلاهما مر علقم ، أما أن نترك كل من يحب يكتب أو يفرض فكره ونكتفي بمناقشته ودحض عقيدته ، وهنا تضيع الفكرة الأساسية للموقع ورسالته السامية في إصلاح المسلمين بالقرآن بحضهم على الأخذ بالقرآن مصدرا وحيدا للتشريع ، وإما أن نفرض بعض القيود ونضع بعض الخطوط الحمراء التي يجب ألا يتعادها أي كاتب أو معلق حتى نتفرغ في نشر رسالتنا والتي سيعتبرها البعض من الأصدقاء الذين نعتز بهم ردة عن الحرية.
وقد إخترنا الحل الثاني ، خاصة وأن الأهم في موقعنا هو رسالته التي يجب أن يتفرغ الموقع وكتابه لتأصيلها والتنظير عنها ، كما أننا مازلنا لا نعرف وظيفة المراجع قبل النشر محتفظين بمساحة معقولة من الحرية الملتزمه ، فمن بحث عن الحرية فقط (حرية الصراخ ، والسب) فإن هناك مواقع كثيرة أكثر تميزا منا في ذلك ، ولكن من أراد الفكر والبحث القرآني مع الدفاع عن الحرية السياسية فإن موقعنا الأكثر تميزا في ذلك.
وكما هيفقت عتاريس الحكومة وأذنابها فإن عتاريس الإلحاد لم تكن أقل صوتا صراخا ، فقد بدأت بالتوافد على الموقع تحت مسميات عديدة إلي أن جاء أصحاب وكتاب موقع عشاق الله أحدهم يزكي نفسه بالإيمان والصلاح على خلاف أمر الله بعدم تزكية أنفسنا ، والآخر يفرض علينا فكرته عن الإيمان والتي لا تعدوا كونها نسخة من عقيدة الحلول والاتحاد ووحدة الوجود وكل هذا الكلام الفارغ الذي قتل بحثا وعرف فيه الحق من الباطل ، وعشاق الله لمن لا يعرف هو مزيج من عقائد أصحاب الكتاب على عقائد غلاة المتصوفة الذين قالوا أن الأنسان جزء من الله والذي أحب إلي درجة العشق ذاب وتلاشى في ذات الله (تعالى الله سبحانه وتعالى عن هذا الكفر علوا كبيرا).
وكلمة العشق في حد ذاتها لا يجوز أن تنسب لطبيعة العلاقة مع الله ، ذلك لأن العشق دائما ما يكون بين أثنين من نوع واحد ولكن من جنس مختلف ، كالعلاقة بين الرجل والمرأة ، لأن العشق فيه تلاحم يصعب معه التفريق ، ولكن الحب أزكى وأطهر وهوما أختاره الله سبحانه وتعالى لعلاقته مع عباده أن قال (يحبهم ويحبونه) ، أما كلمة العشق فلم تأتي في المصحف ولو مرة واحدة ، ويبقى معناها عند النحويين وصفا للعلاقة بين الرجل والمرأة فتعالى الله الملك الحق.
وجاء الأستاذ الحفار ، متصورا أننا تلاميذ في مدرسته الابتدائية ، وكلما ناقشناه فكرا بفكر وقارعناه حجة بمثلها لاذ بأسلوب الرمز وكأنه وحده العالم ونحن أطفال رضع في حضانة فكره وعلمه ، ومنذ لحظة أن سأل الدكتور عثمان عن معنى أسم الله سبحانه وتعالى (المحيط) أنكشف أمره أنه حلولي الاعتقاد يقول بوحدة العالم ، فكان لزاما أن نضع حدا لهذا على موقعنا ليس تقيدا لحرية أحد أو فرض قيود على الفكر لا سمح الله ولكن تنقية للموقع لكي يقوم برسالته مع الغالبية العظمى من المسلمين ليوضح هذه الرسالة ويضع تأصيلا لها وقواعد نتركها لمن بعدنا ، أما الأستاذ الحفار وأمثاله فإن موقع أهل القرآن ليس المكان المناسب له وليذهب إلي موقعه (عشاق الله) استغفر الله ، وليبقى موقع أهل القرآن خالصا للفكر القرآني أولا ولحرية التعبير ثانيا لاسيما الحرية السياسية محاولا بالكلمة الطيبة وبالتي هي أحسن إصلاح حال العرب والمسلمين.
وكل من يحب أن يناقش هذه القضية فأهلا به وسهلا للنقاش من أجل الوصول للحق دون تعدي أو سب أو تسفيه.
وقد قررت لجنة إدارة الموقع إلغاء صفة كاتب عن الأستاذ / محمد فادي الحفار ، وشطب مقالته (الإيمان من وجهة نظري) لما فيها من إنحراف عقائدي ومخالفة للفكر القرآني.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رئيس لجنة الموقع
شريف هادي

اجمالي القراءات 27526