دبابيس الدكتور احمد صبحي منصور

عمرو اسماعيل في الجمعة ٢١ - مارس - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً



أنا أشك .. إذا انا دبوس .. أعجبني هذا التعبير .. للدكتور احمد صبحي منصور .. وقوله :
المفكر الحقيقى الذى يهب نفسه للاصلاح هو دبوس حقيقى يؤلم كسالى العقول و أسيادهم من المنتفعين بالركود الذهنى ، وقطيع البشر الذين ينهقون مع كل ناهق ويصرخون مع كل صارخ.


وأستسمح الدكتور احمد في استعارة عنوان تعليقه ليصبح موضوعا لهذا المقال .. عن ما هي الثوابت .. وعن دبابيسه المنشورة والتي أعتبرها تؤلم كسالي العقول ..
دار جدلا كثيرا في الآونة الأخيرة عن حرية الرأي ..
وهاهنا دبوس من دبابيس الدكتور احمد في موضوع حرية الرأي :
"الإسلام دين الحريةالمطلقة فى الفكر والعقيدة..
جذور حرية الرأى فى عقيدة الإسلام:
حرية الرأى للإنسان هى الأساس فى وجوده فى هذه الدنيا، بل هى الأساس فى خلق الله تعالى للكون وهى الأساس فى فكرة اليوم الآخر. إلى هذا الحد تمتد جذور حرية الرأى فى عقيدة الإسلام، وذلك بالقطع ينهى كل الحجج التى يخترعها أنصار مصادرة الرأى باسم الدين...
..إلى هذا الحد خلق الله تعالى الإنسان حر الإرادة إلى درجة أنه تعالى سمح له بأن يصل تفكيره الحر إلى إنكار وجود الخالق تعالى ذاته.
والله تعالى لم يعط سلطته فى الدنيا لبعض الناس ليعاقبوا باسمه من اختلف معهم فى الرأى، أو من كفر بالله، والذين يدعون لنفسهم هذا الحق المزعوم إنما يفسدون القضية من جذورها ويتقمصون دور الإله حيث لا إله إلا الله، ويتحكمون فيما رغب عن التحكم فيه رب العزة حين ترك العقل الإنسانى حراً بلا قيد، يفكر بلا حدود ويؤمن إذا شاء، ويكفر إذا أراد، ويعلن ذلك بجوارحه كيف أراد. هذه الفئة من البشر علاوة على أنها تزيف دين الله وتغتصب سلطاته التى ادخرها لذاته يوم الدين فإنها أيضاً تعطى الحجة لمن ينكر حساب الآخرة وعذاب النار .."
ولعل هذه الفقرة هي أفضل فقرة في مقال الدكتور احمد أو دبوسه ..والذي ينطبق تماما علي الجدل الذي دار مؤخرا :
وفى الوقت الذى ترفض فيه المؤسسات الكهنوتية إجراء حوار وتكتفى بإصدار قرارات التكفير والردة والحرمان ضد من يخالفونها فى الرأى نرى رب العزة وهو قيوم السماوات والأرض يجرى حواراً مع عباده أبناء آدم، ليقنعهم بأنه الله الواحد الذى لا شريك له"
دبوس آخر ..
ثقافة العبيد ..
"طبقا لثقافة العبيد فاننا نرتكب ما يسمى ب" الكيل بمكيالين" الذى نشجبه ونستنكره ونتهم به الآخرين بينما نمارسه فى ثقافتنا وتعبر عنه امثالنا الشعبية وحياتنا الدينية المليئة باكاذيب وطقوس تخالف القرآن وما كان عليه خاتم النبيين عليهم جميعا السلام.
المثل الشعبى المصرى يعبر بصدق عن هذه الحالة فيقول :" حبيبك يبلع لك الزلط وعدوك يتمنى لك الغلط " وليس هذا من التسامح فى شىء، لأنك اذا كنت متسامحا فعليك ابتلاع الزلط من الجميع لا فرق بين عربى وأعجمى فى الزلط ، كما لا تفرق بين زلط كبير وحصى صغير، و لا بين عدو أو صديق. الا ان المثل الشعبى يستطعم ظلم – أو زلط - القريب الحبيب، وفى نفس الوقت يتنمر لمن يعتبره عدوا ؛ يتحامل عليه ويفسر كل أفعاله فى ضوء المؤامرة وسوء النية."


فكل كتابات الدكتور احمد وتفسيره للقرآن تتعارض مع الكثير من الثوابت التي يدافع عنها البعض هنا باستماته .. وأعتقد والعلم عند الله أن مؤسس هذا الموقع هو الدكتور احمد صبحي منصور .. وليس من يدافعون عن الثوابت ويعتبرون أنفسهم حراسا للحقيقة وأصبحت لغتهم تتسم بحدة لم أعهدها فيهم من قبل ..
سأسأل الدكتور احمد والدكتور احمد فقط وأتمني ألا يرد غيره ..
ماهي الثوابت من وجهة نظرك .. وهل تتفق هذه الثوابت مع ما جاء في مقالك عن حرية الرأي في الاسلام .. والذي أوردت منه بعض المقاطع ..
فأنا مثلا أومن أن كل كلمة من كلمات القرآن هي من الله تعالي .. ولكن ترتيب السور و الآيات لم يكن كذلك .. لماذا ؟ لأنك طريقة تفسيرك للقرآن تؤكد علي ذلك .. فأنت تتبع الآيات من سورة لأخري التي تتحدث عن موضوع معين اوترد علي سؤال معين لتستطيع تفسير هذه الآيات ..ويأخذ منك ذلك مجهودا كبيرا ..
هل مثلا وهو سؤال موجه مرة أخري فقط للدكتور احمد وليس غيره ؟ لو قمت بعد مجهود المضني هذا لتكسب ثوابا في الآخرين .. ورتبت إيات القرآن التي تتحدث عن موضوع معين ليسهل علي باقي المسلمين فهم المقصود منها .. يصبح هذا هدما للثوابت ..
نحن نقول نحن نفسر القرآن من القرآن ... كيف يمكن ذلك إن لم نجمع الآيات التي تتكلم عن موضوع معين بفهرس ودرس ترتيب نزولها الزمني .. فمثلا سورة الأحزاب تحتوي آيات خاصة بالنساء مثلا ... وسورة البقرة تحتوي آيات خاصة بالعقيدة ..وعلاقة لمسلمين بغيرهم وخاصة اليهود .. وآيات تشريعية ..
هل لو أخذنا الآيات الخاصة بكل موضوع من هذه المواضيع من سورة البقرة ثم ضممنا لها الآيات التي تتكلم عن نفس الموضوع من السور الأخري .. يصبح هذا المجهود نقضا للثوابت .زأم دراسة موضوعية للقرآن تشرح الكثير مما خفي عنا وأرهق المفسرين علي مر العصور وجعل البعض يتهم القرآن معاذ الله أنه حمال أوجه أو سوبر ماركت ..
وسؤال أخير للدكتور احمد أيضا .. إذا أخذنا بوجهة نظر الدكتور حسن احمد عمر عن التواتر .. ألا يجب عندها أن نقبل بالكثير مما في كتب التراث والحديث والتي انتقلت لنا أيضا بالتواتر الذي يشبه الي حد كبير تواتر انتقال آيات القرآن إلينا وتواتر انتقال العبادات العملية ..
أتمني أن نقارن بين تعليق الدكتور احمد علي مقال الاستاذة آية التي تستحق التحية والتقدير عليه .. وتعليقات من أصبحوا حراسا لموقع الدكتور احمد صبحي منصور .. هذا هو الفرق وهو فرق واضح تماما لكل ذو عين تستطيع الملاحظة ..
سأقول قولا أتمني أن يسامحني عليه الله .. مع عدم وجوب مثل هذا التشبيه .. لقد سيطر من يشبه عمر بن الخطاب علي موقع أهل القرآن ..
عمرو اسماعيل

اجمالي القراءات 18900