الازهر .... قصر النظر أم إنعدام الرؤيا؟

عماد الدين الدباغ في الإثنين ١٠ - مارس - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

كثيرا ما كتبت على هذه المدونة وفي مقالات أخرى عن إشكالية تدخل الأزهر والازاهرة في مجالات هي ابعد ما تكون عن (إدراكهم) ومنها تدخلهم كأوصياء على الابداع والمبدعين ، وكثيرا ما إستشهدت على ذلك بمنعهم لفيلم (الرسالة) على سبيل المثال. مصطفى العقاد بالأمس كنت في إنتظار مقابلة أحد الاصدقاء بمقهى فندق مريديان الخرطوم ، وكان يعرض على الشاشة فيلم وثائقي عن مصطفى العقاد فيما أظن وتم إيراد إحصائية عن فيلم الرسالة جاء فيها أنه الفيلم الاكثر مشاهدة في العالم الاسلامي ... وهنا بدأت الابتسامة تعلو وجهي حيث تدل هذه الاحصائية على ان لا أحد من المسلمين يهتم لدجل الازاهرة وهذا مؤشر طيب ... ثم جاء في الاحصائية أنه قد اسلم بسبب فيلم الرسالة ثلاثون الف شخص ،، وهنا تحولت الابتسامة لموجة هيستيرية من الضحك لدرجة الرفس بالاقدام ،، لأن (شر البلية ما يضحك) ، ولم يخرجني من نوبة الضحك والرفس بالاقدام هذه الا إنتباهي لأنني في مكان عام و أن جميع العيون كانت (مسلطة) على بأستغراب ، و عاملة الكاونتر الفلبينية ونظرات الريبة في وجهها (عديم الملامح) تنبئ بأنها كانت على وشك طلب رجال الأمن لأخراجي.
غلاف فيلم الرسالة - النسخة الانجليزية - أنطوني كوين
 
 دخل الاسلام ثلاثون الفا شخص بسبب الفيلم الذي منعه الازهر ،،، وهذه نصف المصيبة ، ونصفها الاخر هو الدجالين الارهابيين والسلفيين و الوهابيين ومن هم على شاكلتهم من أصحاب العقول البخارية الذين إغتالوا مصطفى العقاد ومن كانوا معه متهمينهم بالكفر والزندقة والفجور ،، هؤلاء الشواذ ماذا قدموا للأسلام؟ وكم يبلغ عدد الذين (نفروهم) من الاسلام؟

 

غلاف النسخة العربية من فيلم الرسالة بطولة عبد الله غيث

إشكالية العقول المتأسلمة هي عدم الوقوف أمام الحقائق ، لأنها بالأساس ليست عقول ،، وإنما إجهزة تسجيل وإعادة ليس إلا ،، تسمع من مشايخها اصحاب العقول (البخارية) وترجع لتقوم بالترديد بدون تفكير و بدون تمحيص وبدون قياس ،،، مع إحصائية كهذه هل يجب الابقاء على الازهر كمرجعية ؟ ، وإذا كان الناس لا يقيمون وزنا لما يمنعه الازهر فما هو مبرر بقاء مؤسسة تنفق عليها الدولة من قوت المواطن المغلوب على أمره ومن أموال دافعي الضرائب؟ هل يوجد مبرر واحد لذلك؟ ،،، أنا شخصيا لا ارى اي مبرر لبقاء الازهر ، ويمكن لشيوخه ان يتحولوا للعمل المسرحي ، ويطلقوا فتاويهم (المضحكة) على المسارح لتسلية الجماهير ، وفي تقديري سينجحوا في ذلك ويمكنهم منافسة عادل إمام وهنيدي و أبو لمعة ،، كل ما يلزمهم هو الاكثار من الفتاوى من نوعية إرضاع الكبير وبول البعير وعدم جواز خلع الملابس للممارسة الجنسية !!!!! شيخ الازهر محتار وقال إيه ..... بيفكر ..... ياخي طااااخ إن دخولنا - كمجتمعات متخلفة - في الحداثة العالمية (طوعاً أو كرهاً) يتطلب قطيعة مع كثير من سلوكيات ومؤسسات وقيم الماضي التي لم تعد متكيفة مع متطلبات العصر وحاجاتنا الحقيقية. فمعايير عصرنا وحاجاتنا تقتضي الانتقال من الاحتكام إلى محكمة النقل إلى الاحتكام إلى محكمة العقل ومن عصر حقوق الازهر إلى عصر حقوق الإنسان ، من التعصب الديني إلى التسامح الديني ، ومن ثقافة اليقين الأعمى إلى ثقافة التساؤل والشك ، ومن ثقافة الحقيقة المطلقة إلى ثقافة الحقيقة النسبية .. .. أن ما نحتاجه لندخل الحداثة هو قرار عقلاني وشجاع يضع حداً لقوانين القرون الوسطى الجاري العمل بها وأيضا التعليم الديني الازهري والوهابي و السلفي الظلامي اللاعقلاني السائد والذي يعادي العقل ويعادي بالتالي الحداثة. ثلاثون الفا أشهروا اسلامهم بسبب (فيلم) واحد ، فكم ينفق الازهر على بعثاته الدعوية في الفلبين وجنوب شرق اسيا وحدها؟ ، وكم عدد الذين تم إستقطابهم لإسلآم بواسطة هذه البعثات؟. أخبرني بعض الاصدقاء ان السعودية كانت تقدم خمسة الاف ريال (بحدود الف وخمسمائة دولار) لكل من يشهر إسلامه من المقيمين على أراضيها.!!! ،، فكم (جملة) المبالغ التي صرفت على ذلك و كم عدد الذين تم إستقطابهم للأسلآم؟. وكم تنفق إدارة الدعوة على بعثاتها الخارجية؟. منظمة سودانية تتلقى دعما (بترودولاري) تقيم محاضرات دعوية إسبوعية في مسجد بالمعمورة وتقدم مبلغ (خمسين جنيها) لكل (شخص) يقنع واحدا من غير المسلمين لحضور محاضراتهم المملة.

شيخ الازهر موش عاجبو الكلام - وعايز الناس تسكت خالص و تسمع الهراء منه فقط ،، مش عايزين هراء من برا هرائنا كفاية !!!!كم عدد الذين أشهروا إسلامهم بسبب الانشطة الدعوية المذكورة أعلاه؟ وكم هي المبالغ التي صرفت عليها؟ وهل عدد (الستة ملايين مرتد عن الاسلام سنويا) الذي نسمع عنه هو بسبب مسلمي المنح المالية؟ فبحسب علمي فان الذي يسلم لأجل المال يمكن ان يرتد بسبب المال أيضا ، ونحن نسمع و نقرأ في الصحف ان (بعض) الكنائس تقدم مبالغ تصل للسبعة الاف دولار للمتنصرين الجدد !!!!!

فيلم الرسالة كلف إنتاجه سبعة عشر مليون دولار وحقق أرباحا فاقت المائة والسبعين مليون دولار وترجم الى عشر لغات وتم عرضه في جميع انحاء العالم تقريبا ، فالمحصلة للفلم هي إشهار ثلاثون الفا لأسلامهم ، وربح مائة وسبعين مليونا من الدولارات ذلك بالاضافة طبعا لفهم العديدين لروح و معنى رسالة الاسلام وخلق نوع من التعاطف مع الاسلام ..... هذه المحصلة موجهة لشيوخ الازهر ليفكروا فيها و ليعلموا مدى فشلهم وتخلفهم . فهل سيتغير فهمهم للإسلام والنصوص والتراث الإسلامي عند قراءتها وفق منتجات الحداثة والتقدم والمناهج العلمية؟

مشهد معركة بدر من فيلم الرسالة

اجمالي القراءات 13557