تشكيل القرآن وأبوالأسود الدوءلى .
تشكيل القرآن وأبوالأسود الدوءلى .

عثمان محمد علي في الخميس ٠٦ - مارس - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

تشكيل القرآن وأبوالأسود  الدوءلى . ::
استاذنا الكبير .مهند س- على عبد الجواد .استاذنا الدكتور- حسن عمر .اشكركما على المقالتين الجميلتين .وهما تمثلان الصواب والخطأ من حيث انهما لا تلتقيان ابدا .وعلى كل الأحوال لكما جزيل الشكر لمناقشة هذا الموضوع وارجو ان ننتهى منه سريعا لمنع البلبلة الفكريه لدى اصحاب الهدايه الإيمانيه كما عبر عنهم استاذنا الدكتور منصور..
أولا اسجل موافقتى لمقالة د- حسن عمر .واشاركه الرأى فى كل ما ق&Ccedi قاله .وخصوصا ( إلا القرآن إلا القرآن ).. .ثم بعد ذلك .نأتى لملاحظاتى على مقالة .سيادة المهندس – على عبد الجواد ..وانتهز الفرصه ان اجيب على سؤاله السابق( لى )حول تشكيل القرآن؟؟ .وأقول وأكرر ان إيمانى بان القرآن الكريم تمت كتابته وجمعه وتشكيله فى عصر النبوة كما هو وكما جمعه نبينا وحبيبنا محمد بن عبد الله كما أمره ربنا جل جلاله.وهذا الإيمان لن يتزعزع قيد أنملة لأنه مبنى على فهم أيات الله الصادقات البينات وليس على اقوال تاريخية متأرجحة بين الصحة والخطأ ولا ندرى مدى صحتها وكم نسبتة صحتها أى ان بها ريب. اما كتاب ربنا فلا ريب فيه هدى للمتقين ونرجو الله ان نكون منهم .. وكذلك نحيلكم إلى تعقيب استاذنا الدكتور منصور – على مقالة الأستاذ – وسام إسحاق (نقد بعض الصور لمصاحف متفرقة)..لتتعرف على رأيه فى موضوعات المخطوطات التراثيه وما صاحبها من تزييف لأثار النبى عليه الصلاة والسلام .

ولو عدنا لقواعد اللغة العربيه وتطبيقها على القرآن الكريم وعلى مدى ملائمة فهمنا لبعض ايات القرآن الكريم... فقد قلنا قبل ذلك وفى مرات كثيره ان للقرآن الكريم منظومته البلاغيه والنحويه الخاصة به و التى لم يجد لها النحاة تفسيرا ولم يضعوا لها تقعيدا ولن نجد لها مثيلا فى قواعد اللسان العربى وهذه هى إحدى معجزات القرآن الكريم النحويه والبلاغيه .وصدق ربنا سبحانه حين قال (قل لئن اجتمعت الانس والجن على ان ياتوا بمثل هذا القران لا ياتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ).ومن هذه المعجزات النحويه فى الفاظه (على سبيل المثال لا الحصر )
إستخدام ضمير المخاطب للمخاطب ثم إستخدامه للغائب .وذلك فى قوله تعالى (قالوا يا موسى انا لن ندخلها ابدا ما داموا فيها فاذهب انت وربك فقاتلا انا هاهنا قاعدون )
(تلك من انباء الغيب نوحيها اليك ما كنت تعلمها انت ولا قومك من قبل هذا فاصبر ان العاقبة للمتقين )
ثم للغائب الضمنى (ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب)...
إستخدامه للفعل الماضى بديلا عن المستقبل فى قوله تعالى (فمن كان منكم مريضا او على سفر فعدة من ايام اخر وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فمن تطوع خيرا فهو خير له وان تصوموا خير لكم ان كنتم تعلمون) وكان هنا تعنى اصبح اى الذى سيصبح مريضا فى اى وقت من أيام شهر رمضان فعليه بالإفطار ثم قضاء ما افطره فى أيام أخر او كفارته .وليس مقصود كان هنا بالماضى ب وإلا فلن يصوم احد لأننا جميعا مررنا بالمرض طوال ماضينا .
إستخدامه لضمير الغائب(هو) تعبيراعن الحاضر وذلك فى قوله تعالى (الم تر ان الله يعلم ما في السماوات وما في الارض ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم ولا خمسة الا هو سادسهم ولا ادنى من ذلك ولا اكثر الا هو معهم اين ما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة ان الله بكل شيء عليم)
فلفظ هو دائما ما يعرف بضمير الغائب ولكنه هنا يدل على الحاضر الذى لا يغيب ابدا سبحانه وتعالى .
....... وكذلك فى ايات كثيرة يحدثك القرآن باسلوب الماضى عن صور للمستقبل وعن المستقبل بصور الماضى واحيانا يخرج بك من الحاضر إلى الماضى ثم إلى المستقبل فى نفس الأية الواحده ولا تشعر ابدا انك خرجت من زمن إلى زمن آخر .... وكثيرا ما يبدأ الحديث بمخاطبة المفرد ثم ينهيه بمخاطبة الجمع او امثنى او العكس ....
ومن كل الإشارات السريعه السابقه نستطيع ان نقول ان للقرآن الكريم إسلوب خاص متفردا فى نظمه وحديثه. يعلوا على قواعد اللسان العربى. ومن الواجب علينا ان نحكمه هو (اى هذا الأسلوب القرآنى على قواعد اللسان العربى وليس العكس ). وأن ابو الأسود الدؤلى وسيبويه وإبن عقيل وووو هم اساتدذه مشكورين على مجهودهم ولكن لم يصلوا ولم يستطيعوا ان يفكوا رموز ولا شفرات القرآن الكريم النحويه او البلاغيه وسيظل عطاءه فى علوم النحو والبلاغة متجددا كما ان عطاءه فى مختلف العلوم الآخرى متجددا ....
......أما بخصوص موضوع تغيير تشكيل بعض الكلمات لموائمتها مع المعنى الذى رضيناه وآمنا به تراثيا
 من وجهة نظرنا لا يليق بأن نقرنه بذات ربنا العليه..
..فنقول .بعد دراستها وعرضها على القرآن الكريم وفهمنا له وتدبره (من وجهة نظرنا ) انها نظرية خاطئة خاظئة خاطئة ...وذلك للأسباب التاليه ....
يقول ربنا سبحانه وتعالى (ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين )
(افامنوا مكر الله فلا يامن مكر الله الا القوم الخاسرون )
(واذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك او يقتلوك او يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين)
(واذا اذقنا الناس رحمة من بعد ضراء مستهم اذا لهم مكر في اياتنا قل الله اسرع مكرا ان رسلنا يكتبون ما تمكرون)
(وقد مكر الذين من قبلهم فلله المكر جميعا يعلم ما تكسب كل نفس وسيعلم الكفار لمن عقبى الدار
(ومكروا مكرا ومكرنا مكرا وهم لا يشعرون )
فهنا ينسب القرآن الكريم صفة المكر( وهى صفة من وجهة نظر الإنسان انها صفة غير مقبولة) تارة إلى الإنسان وتارة أخرى إلى الرحمن ...فماذا تفعل يا سيدى الأستاذ ؟؟.نرجو تفسير سيادتكم لها ؟ وماذا ستفعل معها نحويا وتقعيديا ؟؟.
وايضا للاسباب التى ذكرها – د- حسن عمر – فى مقالته عن الضلاله والضلال .ولا داعى لتكرارها ...,لكنى اريد ان أؤكد على انه كما قال القرآن الكريم فى قوله تعالى عن القرآن الكريم ودوره فى الهداية ودوره فى الإضلال (ولو جعلناه قرانا اعجميا لقالوا لولا فصلت اياته ااعجمي وعربي قل هو للذين امنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في اذانهم وقر وهو عليهم عمى اولئك ينادون من مكان بعيد) وقوله تعالى ..(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ .وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ .إِنَّ شَرَّ الدَّوَابَّ عِندَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ .وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَّأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَّهُم مُّعْرِضُونَ ).....انه لو علم ربنا سبحانه فى الضالين المضلين خيرا لأسمعهم ولهداهم ولكن بعلمه انهم لا امل فيهم مثلما اخبرنا عن ابى لهب انه لا امل فيه ولا خير منه فقص علينا انه سيموت كافرا وسيكون مصيره ومثواه نار جهنم خالدا فيها ..
.ومن كل هذا ان صفة الفاعل فى قواعد اللغة العربيه عندما تضاف إلى المولى عز وجل فى الصفات التى لا نرضى عنها (من وجهة نظرنا القاصره ) ونتخيل انها لا تجوز نسبتها إلى الله ربنا سبحانه مثل المكر والإضلال والغوايه ليس عيبا فى القرآن ولا تشويها لتشكيله وإعرابه يستلزم تغييره ليوائم مع مفاهيمنا نحن بل علينا ان نقول ( أمنا به كل من عند ربنا ).وللخروج من هذا المأزق علينا ان نتدبر القرآن الكريم كوحدة متكاملة وليس كموضوعات منفصلة متباعدة وسنصل إلى النتيجه الحتميه التى قال الله عنها (ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه إختلافا كثيرا).. اما بخصوص قول الله تعالى (وأتخذ الله إبراهيم خليلا) ارجو ان نفهمها فى سياق قوله تعالى (الا تنصروه فقد نصره الله اذ اخرجه الذين كفروا ثاني اثنين اذ هما في الغار اذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا فانزل الله سكينته عليه وايده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم ) وسنرى انها تعنى معية الله له كما قلت قبل ذلك وليس الصداقه او الزماله او الصحبه كما يتصورها البعض .فقول الله تعالى لا تحزن إن الله معنا هو مساو لقوله تعالى (وأتخذ الله إبراهيم خليلا). وفى النهايه ارجو لكما التوفيق ولنا جميعا الهداية إلى صراطه المستقبم ...
وفى النهايه ارجو لكما التوفيق ولنا جميعا الهداية إلى صراطه المستقبم ...

اجمالي القراءات 28431