هل نستكثر تكريم الله لرسله ؟
الله تعالى هو الذى اتخذ إبراهيم خليلاً

Inactive User في الخميس ٠٦ - مارس - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

 رد على المقال الأخير للأستاذ على عبد الجواد

كثر اللغط حول هذا الموضوع ويجب حسمه والبت فيه , فالقرآن هو هو بنصه وفصه وتشكيلاته كما نزل على الرسول الخاتم (ص) وسوف أناقش ما عرضه الأستاذ على عبد الجواد فى صفحته الأخيرة على الموقع والله المستعان .


أولاً
المترفون فى القرآن الكريم هم أبشع أنواع الكفار لأنهم لا يكتفون بكفرهم بل يعملون على تحريض الناس على الكفر وقد يتآمرون لقتل الصالحين والمصلحين واقرأ معى قوله تعالى :
(أ) آيات لبيان من هم المترفون :


(( وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُونَ )) سبأ 34
واقرأ قوله تعالى :
(( وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ )) الزخرف 23

 واقرأ قوله تعالى :
(( وَقَالَ الْمَلَأُ مِن قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقَاءِ الْآخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ )) المؤمنون 33

 مما سبق نفهم أن الله تعالى قد أراد لهم الضلال لأنهم استحبوا العمى على الهدى , وأى إنسان يفضل الضلال على الهدى فإن الله تعالى يضله واقرأ معى الآيات الآتية التى تؤكد أن الله تعالى يضل من أحب الضلال ويهدى من أحب الهدى :


(ب) آيات تؤكد أن الله تعالى يضل من أراد الضلال ويهدى من أراد الهدى :
(( فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللّهُ أَرْكَسَهُم بِمَا كَسَبُواْ أَتُرِيدُونَ أَن تَهْدُواْ مَنْ أَضَلَّ اللّهُ وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً )) النساء 88

 الفاعل هنا هو الله سبحانه لأن الإنسان الضال فضل الكفر على الإيمان بل وناضل لنشر الكفر وتآمر على قتل المصلحين والفتك بهم .
واقرأ قوله تعالى :


(( مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لاَ إِلَى هَؤُلاءِ وَلاَ إِلَى هَؤُلاءِ وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً )) النساء 143
(( وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ مَن يَشَإِ اللّهُ يُضْلِلْهُ وَمَن يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ )) الأنعام 39


(( وَمَن يَهْدِ اللّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِهِ وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا مَّأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا )) الإسراء 97

 ماذا ستفعل يا أستاذ على فى الآيات السابقة التى تأكدنا فها أن الله تعالى هو الفاعل ؟؟
هل ستغير تشكيل الآية ؟ وكيف ذلك ؟ وماذا سيصبح ؟


ثانياً


ليس هذا فحسب , بل إن من يفضل الكفر على الإيمان حتى يصير الكفر مرضاً مزمناً فى قلبه ولا يحاول العودة لخالقه تعالى فإن الله تعالى لا يشفيه من مرضه بل يزيده مرضاً واقرأ قوله تعالى :


(( فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ))
( سورة البقرة 10


فهنا تجد أن الله تعالى يبغض الكفرة المجرمين الكارهين للحق ولا يتدخل لهدايتهم لأن قلوبهم قد أعماها الشيطان الرجيم وملأها الحقد على الحق والبغض لكل دعاة الإصلاح .


نعم أستاذ على إن الله تعالى هو الذى يأمر المترفين الفسقة ليزدادوا فسقاً وكفراً لأن الله علام الغيوب قد علم من كفرهم وطغيانهم أنهم أهل كفر وإلحاد وفسق وضلال وإجرام فلا خير فيهم , وتأكد أن الله تعالى الذى هو العدل لن يأمر بتدمير قرية معينة وأهلها مصلحون , ولكن الله يدمر قرية قد فسق كل أهلها وأصبحوا كافرين ولو علم الله فيهم مؤمناً واحداً لأخرجه من وسطهم كما فعل مع نوح وهود وصالح ولوط حيث هيأ لهم سبحانه سبل الخروج من بين أقوامهم الكفرة الفجرة ثم أهلك الكافرين , واقرأ قصصهم فى القرآن الكريم .


فقولك عن كلمة ( أمرنا) أنها يجب أن تكون أمّرنا أى بتشديد الميم حتى تقول أن الله لم يأمرهم بالفسق هو قول غير صحيح ولا يتناسب مع آيات الذكر الحكيم لأن الله تعالى لم يجعلهم فاسقين بعد أن كانوا صالحين , حاشا لله تعالى , بل هم كانوا أهل فسق وكفر وضلال وفجور فاستحقوا سخط الله عليهم فزادهم فسقاً وضلالاً .


فلا معنى إذاً لقولك أننا يجب أن نغير تشكيل الكلمة حتى تصبح على هواك وهذا أمر لا أرتضيه لك أخى الفاضل , فلا يصح القول بإعادة تشكيل حروف القرآن تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً .

ثالثاً


وفى المقابل فإن الله تعالى يهدى من أحب الهدى :
(( وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ )) سورة محمد 17 واقرأ قوله تعالى :


(( وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَّرَدًّا )) مريم 76

 
(( نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى )) الكهف 13

وهكذا تتجلى عدالة الله تعالى فمن أحب الهدى وسعى فى عمران الأرض ونشر المحبة والسلام فيها وعبد الله تعالى وحده بلا شريك وآمن برسله وكتبه وملائكته واليوم الآخر , زاده الله هدى وثبته على الحق , وهذا تماماً عكس ما يفعله الله تعالى مع الكفرة الفسقة .


رابعاً


أما عن اتخاذ الله تعالى لعبده ورسوله ونبيه إبراهيم خليلاً فهى حقيقة قرآنية لا يتسرب إليها الشك والفاعل فى الآية هو الله تعالى لأنه هو الذى اتخذ إبراهيم خليلاً محبة له وتثبيتاً ونصرة له على عبادته لله الواحد ودعوته لنصرة دين الله الأحد .


ولو طبقنا نظريتكم ( العجيبة ) فى تبديل الفاعل والمفعول فماذا تقول عن قوله تعالى ( وكلم الله موسى تكليماً ) ؟ من الفاعل هنا ؟ طبعاً هو الله تعالى ولكن بناءاً على نظريتك أنت والأستاذ نيازى يصبح موسى هو الفاعل بحجة أن الله لا يحتاج لموسى ولا يحتاج أن يكلمه ولكن موسى ( عبد الله ) هو الذى يحتاج لتكليم ربه ؟


يا سبحان الله العظيم ..

أفيقوا أيها الناس أثابكم الله وعودوا إلى صوابكم ورشدكم , إلا القرآن
إلا القرآن ..


حذارى فهذا ضياع حقيقى واحذروا أن تصيبكم فتنة أو يصيبكم عذاب أليم .

اجمالي القراءات 16721