قل لئن إجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله
الكون المرئى والكون المقروء

Inactive User في الجمعة ٢٩ - فبراير - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

لقد خلق الله الكون المرئى الذى نعيش على جزء منه ( الأرض ) ونرى جزءاً آخر مثل السماء والكواكب والنجوم وهناك غيبيات فى الكون لا نراها إلا بوسائل علمي ة مثل قاع البحر وقاع المحيط فهى تحتاج لغواصات وبدلات غطس من أنواع خاصة , ومثل البكتريا والفيروسات والريكتسيات والفطريات فهى أشياء تحتاج لأنواع خاصة تتراوح ما بين المجهر العادى والمجهر الإلكترونى .

لله كون مكتوب هو القرآن الكريم فهو بكل آياته وكلماته وحروفه الكريمات التامات مكتوب ومنزل من الله تعالى على قلب الرسe;ول الخاتم ( ص) دون مثقال ذرة من تدخل البشر غير النقل من فم النبى الطاهر المطهر إلى أذن الكاتب الذى يملى عليه الرسول فيسجله فى كتاب كريم .

فمن يستطع نقل كوكب مكان كوكب فى السماء يستطع نقل آية مكان آية , ومن يستطع محو كوكب أو نجم من الفضاء يستطيع محو آية من القرآن , ومن يستطع تغيير إتجاه نجم أو كوكب يستطيع تغيير تشكيل آية قرآنية كريمة , ومن يستطع الغوص فى بطن كوب أو نجم وفحص تركيبه يستطيع الحكم على القرآن من خلال إسقاط وقائع تاريخية عليه أو تطبيق أفكار جاهزة على محكمه ومتشابهه
أو إخضاعه لحدث تاريخى قد يكون مزيفاً أو لم يحدث مطلقاً أو لعبت فيه أهواء المؤرخين والباحثين ( طبيعة البشر بدون تعميم ) ولأن كل ذلك مستحيل مع الكواكب والنجوم ( الكون المرئى) فهو مستحيل مع كواكب القرآن ( آياته ) لأنه أى القرآن هو كون الله المقروء .

وقد وصلنا القرآن الكريم محفوظاً من رب العزة محكمة آياته ومفصلة ولا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل العزيز الحكيم , وقد تحدى الله تعالى الإنس والجن أن يأتوا بمثله حتى لو اجتمعوا معاً , بل تحداهم أن يأتوا بعشر سور من مثله , ثم زاد التحدى فتحداهم رب العرش العظيم أن يأتوا بسورة واحدة من مثله .

بالطبع عجز البشر وعجزت الجن أن يأتوا بسورة من مثله , ولو كانوا يستطيعون لفعلوا , ولقد تكاثر الكفرة والمردة والملاحدة على كتاب الله العظيم رغبة منهم فى النيل منه أو التقليل من شأنه أو الإعتداء عليه ولكنهم فى كل مرة كانوا يعودون خائبين .

ولو أفلحوا لفعلوا لأنهم يكرهون الحق والحقيقة وهما ولله الحمد يكمنان فى آيات القرآن العظيم المحفوظ من قبل الله تعالى مالك الملك والذى خلده إلى قيام الساعة ليكون نبراساً لكل باحث عن النور ولكل راغب فى الهدى ولكل ساع نحو الخير والحب والسلام والتسامح فسيجد ضالته فى هذا الكتاب العزيز .

ولو ظللت أكتب عشرات السنين مادحاً فى هذا الكتاب العظيم مدافعاً عن نوره الذى تورات أمامه الظلمات فلن أوفيه مثقال حبة من خردل من حقه , ولكنها كلمة حق نقولها دفاعاً عن الكتاب الذى جعله الله تعالى حجة على الناس جميعاً فى الدنيا والآخرة سواء آمنوا به أو كفروا , عملوا به أو عملوا بغيره , هجروه أو جعلوه نور قلوبهم وربيع حياتهم فهو عليهم حجة ولا محيص لهم .

ولقد أذهلنى بعض الذين كتبوا مطالبين بإعادة تشكيل آيات الذكر الحكيم وهى دعوة لو يعلمون شديدة الخطورة على معتقداتهم , شديدة الخطورة على فكر شخص حديث عهد بالقراءة على الموقع , فقد يظن ظان أو يعتقد آخر أن هذا الفكر الشاذ الغير قرآنى والغير منطقى هو ما يفكر به أهل القرآن علماً بمحايدة ذلك عن الحق ونأيه عنه بمليارت السنين الضوئية .

فمن يدعى أنه يتبع القرآن ويقتفى آياته الكريمة لا يمكن أن يأتى بمثل هذا الإقتراح القاتل والذى يمثل نقطة مشينة فى هذا الصدد ومنعطفاً خطيراً قد يتخذه البعض مادة للكلام والتهكم هلى من يعتنق هذا الفكر متوهماًُ أنه فكرهم الذى دأبوا عليه ورأيهم الذى أدمنوه وهذا بعيد عن الحقيقة بعد الأرض عن السماء .

لا يتأتى لمخلوق مهما كان أن يقول بإعادة تشكيل القرآن العظيم أو تغيير علامة مكان علامة فهو بذلك يحرف فى كتاب الله تعالى ولن يستطيع وأنى له التناوش من مكان بعيد ؟؟ ... فهو القرآن الذى يعيش فى قلوب الصالحين قلباً وقالباً يتلونه حق تلاوته ويسبحون ربهم من خلا ل آياته الكريمات ويتعبدون به ويجعلونه دستور حياتهم ونمط سلوكهم فمن هذا الذى يستطيع أن يحيل الضمة فتحة والفتحة كسرة والكسرة تشديداً ؟ إنه بذلك والله يأتى منكراً من القول والفعل ولن يقف أحباب الله ورسوله وجنود القرآن الكريم مكتوفى الأيدى تجاه محاولات التشكيك والعبث بكتاب الله ونوره الذى اضاء به القلوب وأزاح بنوره الظلمات .

أشكر أخى د. عثمان محمد على على مقالتيه الأخيرتين وأعتقد أنهما قد ردا رداً كافياً على تلك المحاولات وكذلك محاولات إخضاع القرآن العظيم لتواريخ باطلة زيفها البشر على مر العصور والدهور فمن ذا الذى يستطيع أن يخضع الثابت المحكم ( القرآن) للمتغير الذى تلهو به أيادى الناس وتعبث به كيفما تشاء وتكتب فيه ما اراده الحكام والكبار وأصحاب السلطة فى كل عهد وفى كل حين ؟؟

القرآن يعلو ولا يعلى عليه ويحكم به ولا يحكم عليه ( بضم الياء فى المرتين ) ويستدل به ولايستدل عليه وتوزن به الأمور والقضايا ولا يوزن هو بميزان الناس , لقد أنزله الله تعالى بالحق وأنزل فيه الميزان حتى نزن على ميزانه الحساس كل أمور حياتنا فنعرف الغث من السمين والحق من الباطل ونفرق بهذا الميزان الربانى الأبدى بين النور والظلام وبين الهدى والضلال .

أدعو كل أحباب القرآن العظيم وأحباب رسول الإنسانية ( ص) أن يدلوا بدلوهم فى تلك المسائل على شكل مقالات حتى ولو كانت قصيرة لأن نصرة القرآن والتأكيد على أهمية حفظه وأهمية كونه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه – يعتبر من أعظم درجات الجهاد فى هذا الزمان السريع زمن التكنولوجيا والفضائيات والإنترنت .

اجمالي القراءات 19740