تأملات
الشفاعة افتراء على الله وعلى رسوله

عبد الحسن الموسوي في الجمعة ٢٩ - فبراير - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

الشفاعه
بسم الله الرحمن الرحيم
لايخلو اي دين سابق للاسلام من مسالة الشفاعه التي افكت واسس لها بفعل شياطين الانس والجن الذين يوحي بعضهم الى بعض زخرف القول غرورا
بينما حقيقة كل دين اوحاه الله هو النفي القاطع لاي شفيع يشفع عند الله
فعند النصارى( الزائغون منهم وليس الصالحون منهم) مثلا ان المسيح هو المخلص وهو ابن الله ومن يكن نصرانيا سوف يكون له المسيح ولا بد مخلصا
وهنا صنع اهل السنه التفافه رائعه بان ادعوا ان محمدا شفيع وان من يشهد (او بالاحرى ينطق )الشها&Iumدتين لابد وان يشفع له النبي( البرئ من ذلك) ويخرجه من النار ان هو دخلها بسبب معاصيه،مخالفين بذلك وضاربين الحقائق والايات صفحا وتلبيسا وتحريفا لدين الله
اما عند الشيعه فان الشفعاء زادوا عن ذلك -اضافه الى النبي- وهم الائمه الاثنا عشر وان من يؤمن بهم ويتبعهم ويحبهم سيكونون له شفعاء
وكذلك السنه اضافوا الى النبي كشفيع وعن طريق الحديث الزور كل من الشهداء والابناء الصالحين وغيرهم مخالفين بيان الله مخالفه صريحه
هذا التزوير يخرج الدين عما جاء به من ابطال الشفعاء وانكار ان يكون هنالك شفعاء، بل هو الركوس الى الشرك الاول الذي ابطله الاسلام
وكان الله قد ذكر ان للمشركين شفعاء وان شركهم عباره عن ان هؤلاء شفعاؤهم -وبغير سلطان- وانهم يفترون على الله الكذب وليس لهم علم الا اتباع الظن
يقول الله:
وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ
لذلك فان الذي صنعه اهل السنه هو تغيير شفعاء بدل شفعاء وليس نفي الشفعاء كليه
يقول الله: البقره 48
وَاتَّقُواْ يَوْمًا لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئًا وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ

ويقول سبحانه: البقره128
وَاتَّقُواْ يَوْمًا لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئًا وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ
ويقول سبحانه مخاطبا المؤمنين دون غيرهم بان ليس هنلك شفاعه ذلك اليوم الاخر العظيم : البقره 254
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ
51 ويقول سبحانه في سورة الانعام
وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُواْ إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ
والايات في هذا الموضوع جدا كثيره والذي فعله اهل السنه هو ابدال شفعاء لا حقين بدل شفعاء سابقين وبهذا كان تبديل دين الله
ويحتجون لهذا الموضوع بالاستثناء الوارد في بعض الايات ويفسرونه تفسيرا فاسدا ولا يعيرون الايات المخالفه في الموضوع اهميه ولا حسبان
وافتروا لذلك احاديث تعضد مذهبهم في الشفاعه والله ورسوله بريئان من هذا الزيف والتحريف
يقول الله:
اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ
والاولى في مثل هذه الايات هو ردها الى المحكم من الايات في انه لا شفيع- يا ايها الذين امنوا- وليس ان يؤخذالتشابه ويساء تفسيره لاضلال الناس بغير علم
وليس العكس اي يرد المحكم الى المتشابه وافساد دلالة الايات.
يقول الله في سورة ال عمران ايه 7

هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ
وليس لنا خيار الا ان نتبين ايات الله ونتبعها وندحض الزيف الذي لحقها ليستقيم دين الله عن طريق نفي ما يخالف ايات الله البينات
يقول الله في سورةالاحزاب 36 ايه

وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُّبِينًا
ان مسالة الشفاعه مساله جد خطيره ولا ينبغي التهاون والاعراض عن مناقشتها وتبيان الحقيقه تنفيذا لامر الله في سورة ال عمران 187 ايه
وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاء ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ
ولنعد الى اية الكرسي والى قوله سبحانه:--
(مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ)
فعند رد هذه الايه المتشابهه الى المحكمات الاخريات الكثيررات ونفي ان يكون لاحد شفاعه لاحد(اي لا احد يشفع ولا احد ينال شفاعه) يكون تفسير الايه هو انه لا ياذن الله لاحد ان يشفع وهو تفنيد لما ادعاه غير الله بان الله ياذن لاناس بالشفاعه
فيكون تاويل هذه الايه هو( من هوهذا الذي سيشفع مع ان الله لم ياذن بذلك) وليس العكس
وهو نفس معنى الايه في سورةيونس ايه 3
إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الأَمْرَ مَا مِن شَفِيعٍ إِلاَّ مِن بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ
وادعاء الشفاعه هو شرك بيّن كما بينه سبحانه في الايه 18 يونس
وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ
واي معترض عليه ان يبين بالادله فساد ما ذهبت اليه انا، واذا كان ذلك حقا فساقوم بالاعلان صراحه اني اخطأت وباني كنت في ضلال مبين او ان يقبل ذلك صراحه ويسلم ببيان الله
كما اناشد كل مؤمن بالله ورسوله ان يجادل بالتي هي احسن ولا تاخذه العزة بالاثم ولا ان يصّر على ما يفعل وهو يعلم وان يقول الحق ولا تاخذه في الله لومة لائم
اقول قولي هذا واستغفر الله لذنبي وللمؤمنين
وعلى رسولنا الامين محمد ازكى التحيات والرحمات والتبريكات والسلام من الله

اجمالي القراءات 10871