بيان ورد إشكالية معاصرة في مفهوم جيوب وخُمر المرأة

محمد هيثم اسلامبولي في الإثنين ٠٤ - فبراير - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

فهم بعض المعاصرين: آية (( وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ)) على أن الزينة تتألف من جيوب في جسد المرأة أي فجوات و فتحات و شقوق من عيون و فم و انف و فرج و ما بين الثديين و تحت الإبطين و غير ذلك.

هذا الفهم يعارض مفردات الآية و سياقها و مقاصدها ,لأن الآية تأمر بتغطية الجيوب أي حجبها عن النظر بشكل شامل و هم لا يقولون بذلك .

إذ يغطون بعض الجيوب ويظهرون أخرى كالوجه و الأطراف بلا دليل من القرآن الكريم بل تحكم عقلي بلا برهان بحسب منهجهم ولا مانع عندهم من خروج الe;مرأة حسب العرف السائد حتى لو كان ما تعارفوا عليه لباس البحر؛ وهذا الفهم أيضا يعارض ما جاء في الآية من صيغة الاستثناء للدلالة على ظهور بعض الزينة والبعض معلوم في الرياضيات نسبته اقل من نصف الشيء ؛ وكذلك افتتاحية الآية في الأمر بغض النظر و لا يكون ذلك إلا بوجود زينة ظاهرة, ولا يعقل غض البصر عما عفي عنه و نادر الوقوع ؛ أي ما يظهر من المرأة رغما عنها علما أن لفظ الضرب في صياغة الآية من باب الاحتياط في تحصين الزينة بالخمر (الأغطية) على الجيوب فلو كانت الجيوب هي الزينة لما جاء اللفظ بعدها مباشرة ((وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ)) فكان يكفي القول (لا يبدينها إلا لبعولتهن) فذكر الزينة بعدها يعني أنها غير الجيوب ولا ترادف بين لفظ الزينة والجيوب لا مبنى ولا معنى ، وخاصة ورود صيغة ضرب الخمر على الجيوب في موقع الوسط بين استثناءين ، الأول دل على جسد المرأة الزينة والثاني دل على زينة البعولة فالمقصود ستر مقدار مما ظهر من الجيوب بعد ضرب الخمر عليها ؛ ثم لو كان لفظ الجيوب زينة لما استعمل القرآن الكريم لفظ الزينة أصلا ولجاءت الآيات كالتالي( و لا يبدين جيوبهن إلا ما ظهر منها)( لا يبدين جيوبهن إلا لبعولتهن) و(ليعلم ما يخفين من جيوبهن ) و بذلك يصح قول القائلين بأن الجيوب زينة و هيهات 000

الثانية محورها لفظ خمرهن :

يرى بعض المعاصرين أن الآية(( وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ)) لها علاقة بالصحة و النظافة والمقصود وضع مادة مطهرة ومسهلة لمنع الاحتكاك داخل الجيوب من جسد المرأة و ذلك بعملية البخ أو الدهن لتطهيرها و تحصينها؛ و ذلك، اعتماد على أن معنى ضرب الخُمر على الجيوب هي تحصين هذه الجيوب بوضع المطهرات عليها فهي أشبه بحواجز كيميائية تمنع تشكل البكتريا؛ لأن الخمر يدل على المادة الموضوعة؛ و هكذا تم صرف جزء من الآية و إخراجها من سياق المعنى العام للآية , على مبدأ ويل للمصلين اجتزاء جزء من كل و خاصة أن الآية تشكل وحدة واحدة في موضوعها وهي آية الزينة ونظام الزينة محور الآية، و آية ضرب الخٌمر على الجيوب تقع وسط صياغتين من استثناءين الأول ((إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا))و الثاني ((إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ)) فالأول دل على تقسيم الزينة، إلى خفية وظاهرة، بصيغة نهي عن إبداء الزينة ابتداء ، ولفظ الاستثناء الدال على الظاهر منها خلقا للعيان من جسد المرأة وترك مقدار كشف الزينة وعلى من تظهر من أجانب أو محارم لتفاعل الإنسان مع المذكورين في الآية على مر العصور وهذا يتضمن أن المخاطب بحكم العاري و هذا بيت القصيد؛ أما الاستثناء الثاني فجاء فيه النهي عن إبداء الزينة إلا لبعولتهن ، ولفظ البعولة اصطلاح قرآني يدل على العلاقة البعلية المجردة من معاني الغريزة ، وهذا يقتضي التعامل مع الزينة الظاهرة وهي المقصودة في خطاب الآية ، فما يسمح للبعولة يشمل المعطوفين عليه أيضا، في نفس الحكم بالنسبة لزينة المرأة ؛ فالاستثناء الثاني أكد أن الزينة بعد ضرب الخمر هي المقصودة والتي خرجت من فتحات الثوب ولباس الخمر للرأس وللعنق و الصدر والأطراف فنصل إلى نتيجة أن ضرب الخمر على الجيوب هو ما يحجب به جسد المرأة و زينتها الخفية عن أعين الناظرين , فالبعولة علاقة خلاف العلاقة الزوجية و زينة البعولة يشترك فيها سائر الناس من أجانب ومحارم بحسب الواقع و الحال و درجة القرابة و هي الزينة الظاهرة التي برزت بعد ضرب الخمر على الجيوب , فالخمر هي كل ما يحجب و يحصن زينة المرأة الخفية من أغطية و أثواب تغيب ما تحتها وتستر ولا تُفصل أي صفة للناظرين .

اجمالي القراءات 21101