شيوعى إخوانجى إرهابى عميل أمريكانى

Inactive User في الإثنين ٠٢ - أكتوبر - ٢٠٠٦ ١٢:٠٠ صباحاً

شيوعى 00إخوانجى00إرهابى00عميل أمريكانى
من أعجب ما عاصرته فى حياتى هو ذلك التطور فى الإتهامات التى يوجهها الناس لبعضهم أو توجهها لهم السلطات فى العقود الخمسة الإخيرة فى المجتمع المصرى وكل تهمة منها كانت كفيلة بإدخال المتهم إلى غياهب السجون ليلتقى بفطاحل التعذيب حتى يعترف بكنههه ويوقع على ذلك مرغماًوإلا فسوف يشرف فى المعتقل إلى الأبد0
فى الخمسينات والستينات كانت هناك تهمتان بشعتان توجهان إلى اى إنسان يريدون التخلص منه لأى سبب من الأسباب وهما (( شيوعى)) و(( إخوانجى )) والأولى معناها الإنتماء للفكر اليسارى فى روسيا القديمة إقتصادياً والثانية معناها أنه يعتنق فكر الإخوان المسلمين وهما وقتها كانتا جريمتين تتسببان فى تدمير أصحابهما بل وأسرته وجيرانه تدميراً أبدياً لا رجعة فيه إذ كان هناك متخصصون وحاصلون على شهادات شيطانية فى تعذيب الإنسان حتى لو كانت الحكاية ملفقة له تماماً كما صورها فيلم إحنا بتوع الأوتوبيس حيث توقف الأوتوبيس بسبب مظاهرة فى الشارع ونزل الركاب للوقوف على حقيقة الأمر فتم القبض عليهم ضمن المتظاهرين وأخذوا إلى ناكر ونكير حيث أجريت لهم عمليات تعذيب يشعة تقام يومياً بصورة طبيعية ثم ينتهى الفيلم باعتذار سخيف للمعذبين0
ألعجيب أن العلاقات السياسية بين مصر وروسيا كانت على أعلى درجاتها فى ذلك الوقت فلماذا يتهم الناس بالإنتماء للفكر الشيوعى الروسى ؟؟ بل إن روسيا هىالتى خططت ونفذت مشروع السد العالى بكل حسناته وفائده العظيمة التى جناها ويجنيها المصريون من محافظة على مخزون هائل من مياه النيل إلى توليد للطاقة الكهربائية إلى ثروة سمكية هاثلة فى بحيرة ناصر 00إلخ00 ولقد ازدحمت المعتقلات والسجون المصرية فى تلك الحقبة الزمنية المنصرمة بهذين النوعين من المتهمين وكم ضاعت مستقبلات بشر وكم تشرد أبرياء وكم هرب مضطهدون إلى الخارج بأساليب خفية ومنهم من ظل بالخارج حتى الآن ومنهم من قتل تعذيباً فى المعتقل ومن لم يمت وخرج حياً خرج شبحاً يتخبط لا يدرى أين يذهب أو ماذا يفعل ؟
ألمذهل أكثر من هذا وذاك هو مشاركة الكثير من قطاعات الشعب للحكومة فى توجيه تلك التهم لأصحابها فتسمع الناس فى كل مكان يقولون عن فلان أنه شيوعى أو إخوانجى ويصبح ذلك عاراً فى جبينه وجبين اسرته ‘لى الأبد ولست أدرى لماذا تشترك بعض قطاعات شعبية فى ترديد نفس التهم الموجهة لبعض الناس ؟ هل هو الخوف من سلطة أصحاب السلطان فيفعلون ذلك إتقاءاً لشرهم وإخفاءً لما فى نفوسهم ؟ ولم أسمع مرة مواطناً يتجرأ ليقول وما هى المشكلة عندما يكون فلاناً شبوعياً أو إخوانجياً أليس من حق الإنسان ان يعتنق ما يشاء من فكر أو دين أو عقيدة ؟؟
وتطور هذا الإتهام فى عقدى السبعينات والثمانينات إلى (( تكفير وهجرة )) خصوصاً بعد عمليات محاولة إغتيال السادات قى بداية السبعينات ثم إغتيال الشيخ الذهبى أصبح كل من يطلق لحيته أو يلبس جلباباً أبيض أو يستعمل مسواكاً او يصلى بانتظام وهى كلها حريات شخصية أصبح متهماً بأنه تكفير وهجرة وتعمقت التسمية أكثر بعد إغتيال السادات سنة1981 فأصبح كارت إرهاب لدى رجال الأمن بل وبعض الناس من عامة الشعب إذا كره شخصاً أطلق عليه لقب (( تكفير وهجرة )) تماماً مثل الماضى فكان يقال سيبك منه ده إخوانجى أو ده شيوعى وما العيب فى كونه شيوعياً أو إخوانجياً إن العيب من وجهة نظرى يكون فقط فى الإعتداء على الآخرين وسحق أمنهم وتدمير حياتهم ظلماً تحت أى مسمى وأى بند إفعل ما تشاء إعتقد ما تريد فكر تدبر إقرأ تلذذ بالحباة ولكن من أنت حتى تعتدى على غيرك أو تهاجمه أو تحقر من شأنه 00 لك حق النقد بلا تجريح أو إهانة أو تعرض للعرض والدين والكرامة لا تفرض نفسك لا تقحم أفكارك فى كل مكان ومحفل سوف تصبح مملاً ومرفوضاً كن سلعة غالية يبحث عنها الراغبون فيها فى كل الأعماق ولا تكن سلعة رخيصة تلقى بظلالها الثقيلة فى أى مكان وبلا حياء أو إستئذان0
ولقد بدأ العمل بقانون الطوارىء منذ عام 1981 حتى اليوم و كأن قانون الطوارىء لم يكن مطبقاً قبل ذلك وكأن الإعتقالات البشعة فى عهدى عبد الناصر والسادات والتعذيب لم يكن طوارىء وإنما كان فى ظل الحرية والعدالة والديموقراطية أليس ذلك مذهلاً . إن ما هو ابشع من قانون الطوارىء كان موجوداً وشبه قانونى فى المجتمع المصرى بدليل مرور 28 سنة فى حكم عبد الناصر والسادات دون أن ينبس واحد بحرف ودون تدخل من الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان لإنقاذ المعذبين فى المعتقلات الهمجية فى أماكن سرية ومخفية0
فى عقدى التسعينات وبداية الألفية الثالثة إختلفت التهم والمسميات وأصبحت كالتالى
1-الإنسان المسلم المتذمت لأفكاره يتهم من لا يوافقه عليها بالكفر والزندقة فهو يرى أن الفورمة الطبيعية لملابس المسلم وهيئته هى الجلباب واللحية والمسواك والنقاب للمرأة ومن لا يفعل ذلك بدقة فهو منحرف عن السنة فى رأيه بل وخارج على الجماعة وهذه هى التهمة الأولى (( كافر))
2- التهمة الثانية هى(( إرهابى )) وما أسهل ان تطلق فى أى مكان ويرمى بها الأبرياء للتخلص منهم ولقد ثبت حالياً عدم وجود اى علاقة تذكر بين اللحية والجلباب والنقاب وبين ما يحدث من عمليات تفجيرية فى كل أنحاء العالم والحقيقة الواجبة هو عدم الخلط بين الحريات الشخصية فى الملبس والمظهر وبين العمليات الإرهابية فالأولى تصرف شخصى وحرية شخصية لا يجب مقاومتها أما الإرهاب فهو عمليات بشعة مخططة بأساليب متطورة وليس أدل على ذلك مما حدث فى مركزى التجارة بنيويورك وقطار أسبانيا 0
حتى الآن لم يتم وضع تعريف حقيقى لكلمة إرهابى وهؤلاء الذين لصقوا الإرهاب بدين الله الحنيف ألإسلام قد ارتكبوا ا جريمة شنيعة لا تقل جرماً عن جرائم الإرهابيين لأنها فى حد ذاتها إرهاباً إذ كيف نتهم ديناً عظيماً من عند الله تعالى فيه من المبادىء والقيم والمثل العليا ما يرتفع بقيمة الإنسان لدرجة الملائكية وهذا ما يحب أن يكون فى كل مسلم , لا يجب أن تحسب التصرفات الغبية والعمليات الإرهابية على الإسلام وإنما تحسب على مرتكبيها ا لأنهم مجرمون خالفوا ا دين الله بل وكل الشرائع السماوية والدساتير الإنسانية0
3- ألتهمة الثالثة العجيبة هى تهمة (( العمالة الأمريكية)) بالرغم من قوة العلاقات السياسية بين مصر وأمريكا والعلاقات الإقتصادية إلا أن هذه التهمة موجودة وهى العمالة لأمريكا فكل من ساقر إلى أمريكا للإقامة أو العمل أو العلم وتطورت أفكاره بسبب ما يعاصره من حضارة هناك تلحقه لعنة العمالة الأمريكية ومبلغ علمى هو قوة العلاقات بيننا وبين أمريكا وهو أمر نحرص عليه وعلى بقائه ونحرص على ألا تقل المعونة الأمريكية لنا عن مستواها المعتاد أو تزيد فلماذا إذاً يتهم من يحب أمريكا بالعمالة ؟؟ هل الصح أن نأخذ منها المعونة والحضارة والسلاح والتكنولوجيا ثم نكرهها ونلعنها ؟؟ أهذه هى أخلاقنا ؟؟
ولماذا يتهمون د/ سعد الدين إبراهيم بالعمالة ومبلغ علمى أنه مفكر وعالم فى الإجتماع لماذا تلصق به كل هذه الإتهامات لأنه حصل على أعلى الشهادات من أمريكا وأنشأ مركزاً فى مصر للدفاع عن حقوق الإنسان فى المعتقدات والأفكار والإتجاهات دون قهر أو إرغام من أحد ولقد برأت ساحته المحكمة الدستورية العليا بعد سجنه ثلاث سنوات واعادت إليه كرامته المسلوبة
وهذا د/ أيمن نور 000 رغم أننى لا اعرفه عن قرب إلا إننى أعرف أنه مصرى تربى على ترابها وشرب من نيلها وتعلم فى مدارسها وجامعاتها فلماذا يحرم من المشاركة السياسية ومن ذا الذى يحرمه وبأى حق يجب ان تتاح له الفرصة ليشرح برنامجه الإنتخابى هو وغيره ممن يريدون التقدم لإنتخابات الرئاسة ويجب أن تفتح لهم أبواب القنوات التلفزيزنية للتعبير عن أنفسهم وإلا فما قيمة تعديل المادة 76 فى قانون إنتخاب الرئيس إذا حرم باقى المرشحون من شرح برامجهم لقد أصبح أيمن نور عميلاً امريكياً لأن بعض المدافعين عن حقوق الإنسان هناك طالبوا بخروجه من السجن ليمارس حياته الديموقراطية بدون قهر أو إذلال ومنذ تلك اللحظة صار عميلاً أمريكياً وطبعاً لن ينجح فى أى طريق يمشيه حتى لو رأى قفاه بعينيه بدون إستعمال مرآة فلقد سبقته تهمة العمالة الأمريكية فى أى مكان يحاول فيه شرح برنامجه الإنتخابى 0
والسؤال المهم ياترى ما هى الإتهامات التى سيرمى بها الناس خصوصاً المفكرين والمجتهدين منهم فى العقود القادمة ؟؟ 

Hassan Omar 
اجمالي القراءات 17476