مقارنه عقلانيه بين أهل القرآن و أهل السنه

ياسر الأباصيري في الخميس ٢٧ - ديسمبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

حديث عقلاني بين أهل القرآن و بين أهل السنه فهل من مجيب ؟

الإخوه و الأخوات جميعا
بادئ الأمـر أؤكد لكم بأنني أصلا لست أعرف من أين أبدأ هذا الحديث فإن ما برأسي متشعب جدا و لكنه تشعب بغير إختلاط أفكار

فأفكاري كلها مرتبه و لكنها مرتبطه ببعضها البعض حول المسأله مما يجعلني إن بدأت قد لا أستطيع الإغلاق

و لكني أشعر بأنه يجب على ألا أسكت عما أود إدارته من حوار هنا

و لكن ليس قبلما يعدني الجميع بأن يكون حوارنا هنا هادئ جدا
و ليعلم الجميع أن أهم مبادئ الحو&CcedCcedil;ر عموما هي الوصول للحقيقه
و بالطبع نحن كأناس عقلاء يهمنا الوصول للحقيقه و لكنا جميعا ليس بيننا من ينكر الحقيقه إن جاءت على لسان غيره

هكذا أظننا جميعاً متفقون على المبدأ

نحن نسعى للحقيقه
نحن لا نهتم بأي الألسنه نطقت أو أي العقول وصل لها أولا

ـــــــــــــ فاصــــله ـــــــــــ

اليوم نرى أن النظام و كذا حملة لواء علم الأزهر ينكرون إتجاه القرآنييون
مما حدا بالبعض للقول جهلا بأن القرآنيون كفار
و قال البعض الآخر بل هم مأجورون و لا ينتمون للإسلام
و قال آخرون بل مسلمون هم عصاه أو ضالوا السبيل و الله يهديهم

اللهم آآآآآآمين

فالهدايه أمر مطلوب للجميع بغض النظر عن صحة إيمانه فكلنا يحتاج أن ينعم عليه الله بمزيد من الهدايه حتى الممات

على الجانب الآخر

نرى أن القرآنيون ( بالطبع ليس جميعهم ) يرون أن أنصار السنه هم أتباع لمزاعم خرافيه موروثه عن غير أصلا صحيح

و هم على هذا الوضع على غير صواب

** ملحوظه **

أنا أتحفظ على ألفاظي عن الجانب الأول حتى لا أزيد من العداء الذي ربما يستغله البعض ضدنا

تمت الملحوظه

في العمـــــــــــــــق
الكل يعلم حقيقة منهج أهل الحديث أو أنصار السنه
و لكن الواقع أن الجميع لا يعلم حقيقة منهج أهل القرآن أو القرآنيون

ما لاحظته هنا من بعد إذنكم أخواني أن طريقة عرض المنهج طريقه لا تقطع الشك باليقين في أن القرآنيون لا ينكرون السنه
كما يزعم الزاعمون و كما أخذ ذلك عليهم النظــام

و لربما ندية حوارات الآخر معنا هي ما جعلت الحوار بيينا دائما يتخذ شكلا عدائيا

أرى أنه لو تم عرض المنهج بأريحيه فلسوف نخرج بنتيجه سويه تسمح بالتفكر السليم حول الحقيقه

(((( هذا فكــــري ))))
سأعقد مقارنه فيما بين سني و قرآني
و عند رؤيتنا للنتائج سيتضح لنا أننا جميعا قرآنيون و ليس بين المسلمين فُرقه بين سني و قرآني و غير ذلك

أوجه التشابه :-

1 - كلا الفريقين يؤمن قطعا بأن القرآن كتاب الله و هو كلام الله المنزل للعباد من العالمين و ليس فيه إختلاف أو تعارض بين نصوصه و هو بنصه نزل مفصلا لكل شئ خله الرحمن و هو كتاب أحكمت آياته و هو محفوظ من قبل الرحمن فلا تغير أو تبديل أو تحريف له منذ نزل و حتى تقوم الساعه
2 - كلا الفريقين يؤمن بالله و ملائكته و كتبه و رسله و لا يفرق بين أحداً من رسله
3 - كلا الفريقين يؤمن بالجنه و النار و البعث بعد الممات و بقيام الساعه و يوم الحساب و الثواب و العقاب
4 - كلا الفريقين ( و هذا هو بيت القصيد ) يؤمن بأن محمد بن عبد الله هو عبد الله و رسوله فليس معاذ الله مدعيا أو سارقا للرساله و ليس وهما و ليس إلا عبد الله و نبيه و رسوله

أوجه الإختلاف :-
1 - (أ) يقول أهل السنه أن القرآن هو المصدر الأول للتشريع و الشريعه و الدين الإسلامي و من ثم السنه و هذا يعني أنهم لن يلجأوا إلى أحاديث الرسول ( ص ) إلا إذا فقدوا جواب مسألتهم في القرآن فلسوف يرجون الحديث بحثاً عن إجابه لمسألتهم .... و سأقف و لن أكمل باقي المصادر لسبب سأبينه فيما يلي
(ب) يقول القرآنيون أن القرآن هو المصدر الوحيد للدين الإسلامي و الشريعه الإسلاميه و لا يليه مصادر ... و يرجعون ذلك لكون القرآن جا كاملا لا ينقصه شئ ففيه جواب كل المسائل الشرعيه و الحياتيه للبشر كافه منذ نزول القرآن و حتى قيام الساعه

******

بالطبع هنا يهمنا التعرض لهذا الخلاف بين الفريقين لنعلم أيهما صحيح


هنا أقول


نحن ككقرآنيون لا ننكر الأحاديث النبويه و لكنا ننكر كل ما تعارض أو إختلف في حكمه مع القرآن الكريم
و نقول أيضا أن الحديث النبوي إن إتفق في حكمه مع القرآن فإن القرآن أولى بالإتباع من الحديث فلماذا إذا نحتج بالحديث و لا نحتج بالقرآن ؟؟!!

إنطلاقا من هذا بدأنا لنقول بأن الأحاديث النبويه لا تصلح حجه في مسأله يحكمها القرآن

يظل النزاع قائم إذا ما عرضنا لمسأله لا توجد بالقرآن ... أليس كذلك ؟

فإذا كان ما تحدث به القرآنيوين من واقع نصوص القرآن الكريم نفسه من أن القرآن كامل جامع شامل لكل مسائل الدنيا و ليس فيه إختلاف فلو أن هذا صحيحا حسبما نعتقد و نحن منه متأكدون فلسوف لن يكون هناك نزاع

و إن كان غير ذلك معاذ الله فسيكون المرجع إلى الحديث الشريف

و لكن

نحن هنا نتسائل .. عن الحديث الشريف من هذه الأوجه ,,

أولا : كيف نتأكد من أن الذي بين أيدينا من كتب الحديث هي كتب صحيحه لا أغلاط فيها , و الذي فيها هو بالفعل أقوال الرسول الكريم أو وصف أفعاله الصحيحه , أو إقراره لأفعال حدثت

هنا نضع في الحسبان أن هناك ما عرف بالحديث الصحيح و الضعيف و الحسن و المتفق عليه
و يهمني أن أعرض عليكم أن من حكم بصحة الحديث أو ضعفه أو حسنه ليس هو الرسول نفسه ولا حتى أحدا من الصحابه على حد علمي و إنما هم مجموعه من المسلمون العاديون الذين إنشغلوا بجمع هذه الأحاديث من أفواه الناس العادييون
كما يهمني أن أعرض أيضا لقول أبرز علماء المسلمين من أن أصح صحيح الكتب هي ( البخاري و مسلم )
طيب : هنا هل يفترق عندكم تصديق ذلك إذا علمتم بأن البخاري ولد عام 156 هـ فهو بذلك لم يشاهد الرسول و لا حتى الصحابه رضوان الله عليهم جميعا

فهو على هذا أولا و من ناحيه لم يرى الرسول أو الصحابه
و ثانيا و من ناحيه أخرى جمع الحديث من أفواه المسلمين بطريق العنعنه ( تعني فلان عن فلان وصولا للرسول الكريم )

أتسائل هنا هل يمكن لأحد أن يتصور أن كل هذه العنعنات التي تعني عددا من الأشخاص جميعهم لم ينسوا من كلمات الرسول حرفا أو كلمه أو لم يتبدل اللفظ عندهم و ربما جمله كامله ؟

سيقول البعض أن الحديث لم يكتب إلا إن أخذ عن لسان أكثر من شخص
أقول هل إن أطلقت أنت أيها القارئ الآن إشاعه و إنتشرت هل يمكنك الجزم بأنه لن يأتي بعد عام واحد من يقسم بالله أن ما أطلقته ليس إشاعه و إنما كان حقيقه واقعه
أنا سأقسم أنه يمكن أن تجد من يقسم بأنه رأى بأُم عينه ما تحدثت أنت به
( بالطبع لا أقصد الصحابه رضوان الله عليهم فهم عدول بلا ريب ) و لا يفترض فيهم الكذب أو الإفتراء على الرسول أو الله كذبا
و لكني أقصد من أتوا بعدهم فهم بشـر يصيبون و يخطئون
و بالتالي

نحن كنتيجه حتميه عقلانيه نستنتج أن الحديث المروي اليوم عن الرسول بعد أكثر من عشرات العنعنات ليس صحيحا 100 % و لكنا لا نكذب الأحاديث فقد يصح شيئاً منها و لكن بالطبع ليس كلها
و هذا ما فعله فقهاء الحديث أنفسهم لا سيما الألباني
فلقد أصدر جامع الصحيح و الضعيف أيضا
و هذا ما نعرفه بأنه إعتراف منه بأن ليس كل المروي صحيحا و هو ما يشير لإفتراض خطأ الأحاديث بين يدينا

بالطبع هنا نحن أهل القرآن نقول أننا ما كان ينبغي لنا بداية أن نركن للحديث النبوي طالما بقي القرآن لدينا
و لكنا نرجع إليه فقط في حالة واحده و هي عدم وجود جواب لمسألتنا بالقرآن فنبحث بالحديث

هنا أحيل إلى كل فقهاء الحديث و أرباب السنه و أتوجه لهم بسؤال أتحداهم أن يجيبوه جميعا

هل وجدتم طال عمركم .. أي مسأله لا حكم لها بالقرآن ؟؟

فإن وجدتم هذه المسأله فأطلعونا عليها لربما يكون الأمر فقط هو كونكم إنشغلتم بالحديث عن القرآن فلم تجدوا الحل بينما يجده من يجتهد بالبحث في القرآن

******

ربما يقول قائل منهم

بحثنا عن أركان الصلاه و كيفيتها و عدد ركعاتها بالقرآن فلم نجدها
و يقولون أيضا
مناسك الحج و العمره
أو خلاف ذلك

إسمحوا لي بأن أقول في هذا أمرا

أولا : بالأمس قرأت لأخ لنا و هو المهندس على عبد الجواد مقالا يتسائل فيه عن عدد ركعات الصلاه الواحده من السنه و الحديث حيث أجرى بحثا مكثفا و لم يجد
و فعلت مثله اليوم و لم أجد

و مع ذلك فإنا نصلي كما أمرنا الله

الصبح ركعتان و الظهر أربعه و العصر أربعه و المغرب ثلاث و العشاء أربعه

هل تريدون الدليل على ذلك من القرآن

إنظروا إلى ختام (ثانيا) التاليه
ثانيا : نحن كمسلمون مستمسكون بكتاب الله العزيز الحكيم نؤمن بكل حرف فيه و نسمع و نعي و نطيع الله فيما أمر و رسوله
و قد أمرنا الله بأن نأخذ بالعرف
وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لاَ يَسْمَعُواْ وَتَرَاهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ{198} خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ{199} الأعراف


** العرف : هو ما إعتاد عليه الناس و تعارفوا عليه مرارا و تكرارا

و الصلاة و المناسك في الحج هي من قبيل الأفعال فهي إيمانيا لا تؤدى إلا بعمل و العمل لا يسمع فقط بل يرى أيضا
فقد يختلط الأمر عليك إن سمعت قولا فتسمعه خطأ
و قد ينقل الناس أمرا سمعوه بشكل خطأ
و لكن من المستحيل عملا أن يعتاد الناس على عمل يومي و هم يؤدونه بشكل خطأ
و الصلاة كانت تؤدى في عهد الرسول (ص) يوميا و كان يأمر الناس بها كما أمره الله تعالى
إذا فالمتصور عقلا و منطقا أن الناس لم تكن لتعاد أمرا في حياة الرسول دام أكثر من عشرين عاما بينهم بشكل خاطئ خاصة و هذا الأمـر يؤدى يوميا و متكرر

و إن كان هناك إختلاف في الصلاة فأنا أتصورها إختلاف بزياده تعبديه لا بالنقص و الله تعالى أعلى و أعلم

و علمي يقول أن المرء إن لم يثاب على الزياده فهو غير معاقب عليها طالما لم تخل بأصل من الأصول ( القرآنيه )
أما النقص فهو معاقب عليه لأنه يعد من قبيل التفريط و الإخلال و الله تعالى أعلى و أعلم

و ختاما أقول
أنه من واقع نصوص القرآن أننا نأخذ بالعرف و لا نتصور خلافا على ذلك
فالصلاة و الحج يؤديان كما هما الآن بعدد الركعات و الصلوات لليوم الواحد و هكذا
و عن صلوات السنه فأقول
أنه طالما علم فيها إختلافا بين أرباب السنه أنفسهم فهي غير ملزمه لجموع المسلمين بحال من الأحوال مما يستتبع عدم التقيد بها فمن شاء أداها و من شاء تركها

و لكن حسبي فقط أن من يؤدي صلاته فليصلها فقط لأنها الصله بينه و بين خالقه إمتثالا لأمره سبحانه و ليس لأمراأخر أيا كان

و عن تفصيلات الصلاة الثانويه و الخاصه بما يتلى أولا و آخيرا و عن كيفية وضع اليدين فالأصل أن ما أختلف فيه و ليس فيه نص من القرآن غير ملزم فلا يجب الإلتفات إليه فيترك للمصلحه
فخيرا للمرء أن يصلي فرضه بخشوع و لو كان واضعا يسراه على يمناه من أن يصلي فاقدا للخشوع و هو واضع يمناه على يسراه و الله تعالى أعلى و أعلم

و أظن أن لي بقية هنا فقط المعذره لضيق الوقت الآن
فإلى الملتقى غداً بأمر
الله

خالص التحيه

ياسر الأباصيري

اجمالي القراءات 30889