تساؤلات من القرآن لأهل القرآن – 16

فوزى فراج في الجمعة ١٤ - ديسمبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

                         بسم الله الرحمن الرحيم

وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ ( الأنعام - 38) صدق الله العظيم

موضوع التساؤلات اليوم من سورة الأنعام آيه 38, والآية كما يتضح اعلاه تبدو فى منتهى الوضوح بحيث يعتقد الإنسان ان لن يكون هناك جدل حولها او ان يكون لها اكثر من تفسير واحد, غير ان ذلك الإنسان الذى يعتقد ذلك سوف يجد عند البحث انه كان مخطئا تماما او انه كان كما نقول فى مصر ( طيب وعلى نياته ), اذ ما ان تجرى بحثا فسوف تجد الكثير من التفسيرات المختلفه, ومن البديهى اننا نعلم ان لها تفسيرا واحدا وهو ما كان الله سبحانه وتعالى يقصده, ولكنى, لست بصدد ان ادخل فى موضوع اخر الآن عن اختلاف تفسير معانى الكلمات فقد قتل ذلك الموضع بحثا وكتابة حتى الآن ,لذلك فسوف اعود الى التساؤل الذى دعانى ان اضع تلك الآيه فى سلسلة التساؤلات.

ليس هناك اختلاف فى فهم او تفسير كلمتى دابة فى الأرض, أو طائر يطير بجناحيه, اقول ذلك لأن البعض على موقعنا المحترم قد كان لهم تفسيرا مختلفا تماما لأحد الطيور المذكوره فى القرآن بأنه ليس بطير ولكنه كان رجلا, كذلك هناك من أختلف فى تفسير كلمة (أمة) وهى المفرد من كلمة ( أمم ) التى وردت فى الآية, ونجد لها اكثر من موضع فى القرآن, ولكنى سوف استقر - بصفة مؤقتة الآن- على المعنى العام المعروف لنا جميعا, كقولنا أمة محمد , أو أمة الإسلام, او أمة العرب.......الخ وهذا ما سوف أفترضه واستقر عليه.

أما الكتاب, فى هذا الموضع من الآيه,(( وحتى الكتاب)), فقد اختلف فى تفسير المقصود به, فهناك من فهمه على انه القرآ ن, وهناك من فهمه انه غير ذلك او انه اللوح المحفوظ, وبصرف النظر عن ايهما هو المقصود, فالسؤال هو ان كانت الآية تقول بشكل واضح ان الدواب فى الأرض, على اختلاف انواعها والطيور التى تطير( بجناحين ), تلك الدواب والطيور هم ( امم ) من ( أمثالنا) ولست اعرف ان كان هناك اى فرق فى المعنى من الناحية اللغوية لو ان كانت الكلمة قد جاءت ( مثلكم ) بدلا من ( أمثالكم), وهذه الأمم سوف تحشر كما جاء فى الآيه او كما فهمت من سياق المعنى .

وبصرف النظر عن كيفية حشرهم , وأقصد هنا الدواب والطيور,فإننى اعرف اننا كبشر سوف نحاسب على اعمالنا فى يوم القيامه , فهل هناك ما يفيد ماذا سيحدث لتك الأمم الأخرى فى ذلك الحشر من دواب الأرض والطيور, هل سيحاسبون, وهل سوف ينتهى البعض الى الجنة والأخر الى النار, فإن كانت الإجابه بنعم, فعلى اى أساس, هل كان لديهم ايضا مثلنا رسالات من الله وتوجيهات وبناء على ذلك يتم حسابهم , ان كانت الإجابة بالنفى, فلماذا إذاٌ ولأى سبب سوف يتم إعادة خلقهم وبعثهم وحشرهم .

مع مراعاة ان نأخذ فى الإعتبار الأيات التالية والتى ذكرت فيها كلمة ( أمة) وهى فقط كمثال لما جاء فى القرآن عند ذكر تلك الكلمة:

فكيف اذا جئنا من كل امة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا – النساء 41
ولكل امة رسول فاذا جاء رسولهم قضي بينهم بالقسط وهم لا يظلمون يونس 47
ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة فسيروا في الارض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين النحل 36

تحياتى وتمنياتى الطيبة

اجمالي القراءات 18790