ما هذا الهراء

شريف هادي في الأربعاء ١٤ - نوفمبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

الأخوات والإخوة الأفاضل / رواد موقعنا الأغر
تعلمون جميعا حجم الهراء الذي حدث ويحدث على موقعنا مما أصاب البعض منا بالاحباط الشديد حتى إنكم ترون أعضاء لجنة المتابعة ورئيسها بل وصاحب الموقع يترفعون عن الخوض في هذه المهاترات مكتفين بالتنبيه الدائم على الإخوة بالالتزام بشروط النشر ، ومن حين إلي حين يتدخلون بحذف بعض العبارات المخالفة لشروط النشر ، وقد إلتزمت شخصيا الصمت وعدم الدخول في هذه المهاترات مكتفيا في بعض الأحيان بكتابة تعليق هنا أو مقالة هناك مذكرا اdil;لجميع ونفسي بتقوى الله والتمسك بكتابة ومذكرا بشروط النشر وبالمبادئ التي يجب أن نلتزم بها جميعا.
ولكن كما يقال لقد بلغ السيل الذبى ، فالمقالات من حيث قوة موضوعاتها تنقسم إلي موضوعات قوية تعالج حالات منتشرة في المجتمع تحتاج إلي حل ، وموضوعات رغم كونها موضوعات شيقة إلا أنها تعالج حالات فردية وليس لها أي شيوع في المجتمعات العربية أو المسلمة ، ومن هذه الإخيرة موضوع (زواج المسلمة من كتابي) فرغم كون الموضوع شيق إلا انه حتى الآن على الأقل يعالج حالات جد فردية ، فلا توجد مشكلة عامة من ذلك ، ولكن العجيب أن الموضوع أخذ أكبر من حجمة بكثير ، فلو كانت فتوى الدكتور أحمد صحيحة نشكره ونحمد الله ولو كانت خاطئة ، فسبحانه وتعالى فقط الذي لا يخطئ ، وإذا كنت تشعر بقبولك للفتوى فالتزم بها وإذا رفضتها فأتركها ، ولكن أنقسم الإخوة فريقين كل فريق بما لديهم فرحون ، وضاع وقت الاخوة فيما لا طائل منه ، مع ان الموقع به مقالات أخرى وموضوعات أحق من هذا الموضوع بكل هذه المتابعة ، وعلى سبيل المثال موضوعات الرواق مثلا.
وقد انتهز بعض الاخوة والاخوات المذهبين الفرصة ليجعلوها دعاية مجانية عن مذهبهم سنة كانوا أو شيعة ، وقد فندت لنا الأخت (سهاد الشيعية) أكثر من مائة دليل لديها يجعلها واثقة من حب الأمام علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) ، والعجيب بل والمضحك المبكي أنها تظن أن أدلتها النقلية من القرآن تؤكد على أحقيته بالامامة بل والالوهية – تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا – ولكن شرحها المضحك والأحاديث (المسخرة) التي تنسبها لرسول الله ولغيره من الصحابة لتؤكد على أن كل كلمة في القرآن تعني (علي) هما العاملان المكونان لعقيدتها.
ومن الأدلة التي ساقتها قولها أن علي قال أنا النقطة التي تحت الباء في (البسملة) في سورة الفاتحة ، لماذا النقطة؟ ولماذا ليست الباء كلها؟ وبهذا المنطق العجيب مَن مِن البشر سيكون الباء نفسها؟ ومن سيكون باقي الأحرف؟ وهل سيحق لكل منا أن يختار لنفسه حرف؟ وأظن أن معاوية أصبح واو الجماعة وقد جمعها بسيفه ، ثم ألم تعلم الأخت العراقية أن الأحرف كانت تكتب بدون نقط وأن أبو الأسود الدوؤلي هو الذي وضع النقط على الحروف فكيف أصبح علي نقطة لم تكتب؟
بعدما قرأت هذه الأدلة العظيمة ظننت أن الملاحدة الذين قالوا أن الدين أفيون الشعوب سيجدون عند الله عذرا ، بأفعال المتدين من أمثال هذه الأخت الكريمة الذين يضرون دينهم أكثر من نصرتهم له ، وما جاء في مقالتها لا يمكن أن يؤمن به أحد فضلا عن كتابته والدعوة له اللهم إلا إذا كان تحت تأثير مخدر أو مسكر ، والحقيقة أننا لا يجب أن نفتح حوار مع من يؤمن بهذه الخزعبلات بل يجب أن نفتح له باب مستشفى الأمراض العقلية ، وندعوا له بالشفاء العاجل
ثم تسألنا الأخت في براءة شديدة أنتم تؤمنون بكلام من؟ (لی سوال لکم ممکن اعرف انتم تاخذون کلام من؟؟هل تؤمنون بالقرآن وبما انزل الله سبحان وتعالی او تؤمنون باحاديث سيد المرسلين خاتم الانبياء ام ماذا ؟؟؟ اذا تؤمنون بکلام الله لماذا تحذفون آيات الذی اضعها لکم ول الامام علی علية السلام ؟؟اذا لا تريدون آيات قرآنيه اضع لکم احاديث الرسول الذي معتبره عند السنه والشيعة)
وهنا أقول لها أي آيات تقولين انك وضعتها لنا لقد جعلتي كل آية في القرآن تشير إلي علي (رضي الله عنه) ، فكل يا أيها الذين آمنوا تعني (علي) وشيعته ، وكل الكافرون أو الظالمون أو الفاسقون تعني من خالف (علي) ، وهنا أقول لكِ إن قوله تعالى (ان الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون) الأنعام 159 ، المقصود بها الشيعة ومن تبعهم فأنا لو أردت تطبيق هذه الآية الكريمة عليكِ و على أمثالك فإن الاستدلال بها يكون أقرب للمنطق والواقع من الاستدلالات التي سقتها في مداخلتك ، ومن أطرف ما قالت الأخت الكريمة أن (علي) هو العروة الوثقى ، ربنا يهدي
أما الأخ عبد الحسن الموسوي فقد كان رد فعله فظيعا في الاتجاه المعاكس ، ورد فعله يصحح نظرية (أن لكل فعل رد فعل مساوي له في المقدار ومضاد له في الاتجاه) فكما كان الغلو من الشيعة في تقديس آل البيت لاسيما (علي) و (ولديه) فنرى الأخ (عبد الحسن) قد تطرف في نقدهم بل وهجائهم متسترا حينا ومعلنا أحيانا ، وما زلت أقول له سوء فهم الجهال لعقيدة لا يبرر إنكارها ، وسوء اعتقاد الجهال في شخص لا يبرر هجائه ، وأنت تهجو الإمام علي فقط لسوء اعتقاد الشيعة فيه ، كما أقول ان سيرة الإمام علي كما وصلتنا تؤكد أنه صحابي جليل رضي الله عنه ، ومازلت أقول أن أفضل ما يمكن قوله في الفتنة الكبرى وخوض بعض الصحابة فيها ، هو قول رب العالمين سبحانه وتعالى " تلك امة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسالون عما كانوا يعملون" البقرة 134
ومن الهراء أن قام أحدهم على موقع (عرب تايمز) بالرد علي في مقالة فقال بالحرف الواحد (إسمع يا برغماتي: حديث قدسي عن رب العزة سبحانه: "أنا الله لا إله إلا أنا مالك المُـلك ومـَـلك الملوك قلوب الملوك في يدي وان العباد إذا أطاعوني حولت قلوب ملوكهم عليهم بالرأفة والرحمة وأن العباد إذا عصوني حولت قلوبهم عليهم بالسخط والنقمة فساموهم سوء العذاب فلا تشغلوا أنفسكم بالدعاء على الملوك ولكن اشغلوا أنفسكم بالذكر والتقرب أكفكم ملوككم" رواه الطبراني في الأوسط أبي الدرداء)
وأرجع فأقول إن الشيوعيين الذين يقولون أن الدين أفيون الشعوب ، سيجدون العذر عند الله من أفعال أصحاب الأديان الأرضية وأقوالهم التي ينسبونها لرب العزة إرضاء للملوك والأمراء ، وحتى يجعلوا الرعية ترضخ لظلم الحكام ولا يكون لهم حتى الدعاء عليهم ، ولكن يتمسكون بالدين المظهري وبالحركات دون الجوهر ، ويتركون الحكام يفعلون ما يحلوا لهم ، بل ان الحكام أحرار في ظلمهم في الدنيا وعندما يردون لرب العزة يكفيهم أن يقولوا له كنا عذابك على من ظلم فيغفر لهم ويدخلهم الجنة.
ما هذا الكذب على الله ، أقسم برب العزة أن هذا الكلام ، كلام البشر وليس كلام رب العزة سبحانه وتعالى عما يصفون ، فالله سبحانه وتعالى يقول ( وما ربك بظلام للعبيد )فصلت 46 ، وأنتم جعلتم قولا ونسبتموه له يحمل كل معاني الظلم ، ومطلوب من المظلوم حتى عدم الدعاء على من ظلمه.
وأخيرا سيكون لي مقالة عن موضوع (القرآن حمال أوجه) الذي أثاره أخي عمرو إسماعيل ، فالموضوع خطير ويحتاج لأكثر من بحث من الإخوة الكرام حتى يتبين الجميع وجه الحق ، أن القرآن ليس له إلا وجه واحد وفهم واحد ، ولكنه يستوعب ثقافات الناس في كل الأزمنة والأمكنة ، ولكن تبقى الكلمة ذات مدلول واحد ومعنى واحد فقط ، واختلاف فهم الناس يرجع لثقافاتهم وخلفيتهم المعرفية ولا يرجع لكتاب الله ، والموضوع يحتاج لشرح ي مقالة مستقلة إن شاء الله
الإخوة الكرام أرجوا من كل منكم التفكير العميق في صراحتي وعدم حمل أي من كلماتي بمحمل الاستهزاء أو السب ولكن الموضوع جد خطير ويحتاج إلي تكاتف الجهود حتى يستمر الموقع في أداء رسالته التنويرية
ربنا اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم / شريف هادي

اجمالي القراءات 19431