فاحشة الزنا عبر صحف ابراهيم وموسى وعيسى والقرآن

يحي فوزي نشاشبي في الأربعاء ٣١ - أكتوبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

فاحشة الزنا
عبر صحف ابراهيم وموسى وعيسى والقرآن

(( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون))
(( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون ))
(( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ))

من المشاع لدى المفسرين أن هذه الآيات نزلت في شأن أهل الكتاب وأنهم هم المقصودون بها لا المسلمين الذين كلفوا بتبليغ القرآن المنزل على محمد الرسول عليه الصلاة، وأن هذه الآيات نزلت بسبب أن بعض اليهود أرادوا تحكيم رسول الله محمد أ&aelأو أرادوا اختباره في واقعة زنا ، وأنهم أخفوا عنه بطريقة أو بأخرى نص عقوبتها المقررة في التوراة - وهي الرجم حتى الموت - فنزلت الآيات القرآنية الفاضحة وهي تعني وتقصد أهل الكتاب وحدهم لأنهم امتنعوا عن تطبيق ما جاء في التوراة والإنجيل ، ولا تقصد المسلمين الذين بلغهم الوحي المنزل على الرسول محمد عليه الصلاة .
وإن هذا المعنى جاء ذكره في كتاب – جوهر الإسلام – لمؤلفه المستشار محمد سعيد العشماوي – الطبعة الثالثة – 1993- الناشر : سينا للنشر – صفحة 154-

فالســــــــؤال

01) ماذا ألجأ أولئك اليهود إلى تحكيم محمد رسول الله في ذلك الموضوع بالذات وهو الزنا ما دام المفروض أن حكمه وارد وواضح لديهم في التوراة ؟ ومنذ القديم ؟ هل لأنهم رأوا أن الرجم حتى الموت هو حكم قاس ؟ هل كانوا ملتزمين بتنفيذه من قبل ، وقبل أن يبعث الله محمدا الرسول عليه الصلاة .؟

02) وإذا فرض بأن هؤلاء اليهود افتضح أمرهم وأن الرسول محمدا عليه الصلاة اطلع بفضل الله على ما كانوا يحاولون إخفاءه ؟ هل أمر الرسول بتنفيذ ذلك الحكم وهو الرجم حتى الموت وهو مطلع حقا عليه في التوراة ؟ هل نفذ فعلا ذلك الحكم المؤدي حتما إلى الموت .

03) وإذا فرض كذلك أن ذلك حدث فعلا وأن محمدا رسول الله حينها قد تلقى من قبل سورة النور ؟ تلك السورة التي أنزلها الله وفرضها وأنزل فيها آيات بينات ؟.
هل يفهم منه أن الرسول محمدا صلى الله عليه والملائكة ، أمر أولئك اليهود بالإلتزام بما لديهم في التوراة وبما أمروا به وهو الرجم حتى الموت ؟ وبأنه أي الرسول أغفل سورة النور التي أنزلها الله وفرضها وأنزل فيها آيات بينات ؟ وهذا في حالة ما إذا كانت السورة قد نزلت عليه فعلا من قبل ؟

وأما إذا لم تكن سورة النور قد نزلت بعد ، فماذا هو الحكم الذي كان يعتمده الرسول محمد إزاء مقترف هذه الفاحشة من بين المؤمنين بما كان الله ينزل من الوحي ؟ وهل كان الرسول محمد يرجع بلا حرج ولا تردد في كل مرة إلى الحكم الوارد في التوراة أو في الإنجيل بالنسبة لهذه المخالفة ولغيرها من المخالفات التي لم يكن الوحي قد غطاها ؟
04) وفي حالة ما إذا فرض جدلا أن سورة النور تلك التي تتميز أو تمتاز بكونها أنزلها الله وفرضها وأنزل فيها آيات بينات ، إذا فرض أنها نزلت على متلقي الوحي في ما بعد أي بعد تلك الحادثة التي تقول الرواية إن جماعة اليهود حكموا الرسول محمدا في عقوبة الزنا ؟
ألا يدل هذا أن الله سبحانه وتعالى عندما أنزل سورة النور التي لمح أو صرح فيها بأنها ليست كالسور الأخرى وأن فيها آيات بينات لأولي الألباب ؟
ألا يفهم من هذا أنه تلميح قريب جدا من التصريح بأن الله عندما أنزل سورة النور بعد حادثة تلك الجماعة اليهودية مع سيدنا محمد الرسول عليه الصلاة ، ألا يجوز أن يفهم من كل ذلك أن الله يريد أن يصحح المفاهيم وأن يشطب على الإفتراءات وأن يبعد الشكوك والتحريفات مقررا ومؤكدا أن الحكم المناسب إلى فاحشة الزنا هو حكم ما ورد في سورة النور ليس إلا ؟ وأنه لم يكن أبدا غير ذلك لا في التوراة ولا في الإنجيل ؟

05) وإذا أصر كل من متلقي التوراة والإنجيل والقرآن أن عقوبة الزنا كانت فعلا وحقيقة رجما حتى الموت في التوراة والإنجيل ، ما عدا في القرآن فلا ، ألا يدل هذا على أن التوراتيين كانوا حقا مستثقلين تنفيذ تلك العقوبة الغليظة القاسية القاتلة ، وأنهم كانوا طامعين التخفيف لما التمسوا ذلك عند محمد الرسول ؟

ألا يدل على أن الله سبحانه وتعالى استجاب لرغبة بني إسرائيل الذين حظوا فعلا باستجابات أولئك الذين ذكرهم الله في القرآن بشكل ووتيرة ملحوظة ، وأن استجابته تحملها سورة النور ؟

06) وما دام الله العلي القدير لا يسأل عما يفعل ، هل يجوز أن يفهم أن حكمته اقتضت تخصيص صفات وأحكام غير موحدة وغير متطابقة عبر العصور والرسالات ومنها التوراة والإنجيل ثم أخيرا القرآن بالنسبة للصلاة مثلا والزكاة والصيام وأحكامه مقابل فاحشة الزنا والربا ؟ وأن كل ذلك وارد في إطار الآية رقم 48 المائدة وهي: لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا. وأن لكل من أهل التوراة والإنجيل والقرآن الحق في اتباع ما لديه في كل زمان ومكان بدون الالتفات أو اعتبار ما عند الآخر وبدون تزكية النفس معتقدا أن أي حكم لا يلغي الحكم الآخر ؟

07) ألا يجوز للمؤمن الذي يتبع الذكر ويخشى الرحمان بالغيب أن يستنتج أن الحكم الوارد أصلا في التوراة والإنجيل بالنسبة لفاحشة الزنا لم يكن أبدا رجما بالغيب ولا رجما بالحجارة حتى الموت ؟ إنما هو حكم مطابق تماما لما أنزله وفرضه الرحمن الودود في القرآن ؟ وان كل ما يمكن أن يكون مغايرا وشائعا عبر التوراة والإنجيل أو صحف موسى أو الصحف الأولى يندرج في نتاج نشاط شياطين الجن والجنس والإنس ؟

اجمالي القراءات 32129