عمدة كفر الحضارة

Inactive User في الجمعة ٢٩ - سبتمبر - ٢٠٠٦ ١٢:٠٠ صباحاً


عمدة كفر الحضارة
السيد المحترم عمى فلان ( عمدة كفر الحضارة) رجل طيب وشهم ومؤدب وخفيف الظل وعادل وحقانى داخل صحن منزله فهو يحب ربة البيت ويحترمها ويقدرها ويساويها بنفسه ويحب أبناءه ويمنحهم الحرية على أوسع نطاقها ولكن ذلك أيضأ داخل منزله ولا يفرق فى المعاملة بين أبنائه لا فرق بين صغير وكبير أو سليم البدن أو معوق أو أسود أو أبيض أو بنت أو ولد كلهم سواسية لا فضل لأحدهم على الآخر إلا بما يقدمه من عمل صالح يرفع من شأن البيت والأسرة ولكن هذا العدل وتلك المساواة وهذا السلام أيضأ (( داخل منزله))
عمى فلان ( عمدة كفر الحضارة) خارج منزله شخص آخر تمامأ فهو يفرق بين الأبيض والأسود والطويل والقصير والغنى والفقير والمرأة والرجل والقوى والضعيف ويعتدى على حقوق الآخرين بالقوة وينهب خيراتهم لأنه قوى جدأ لا يوازيه أحد ولا يجاريه مخلوق فى جبروته فإذا ذهب إلى حقوله عمل جاهدأ على الجور والسرقة من أرض جيرانه حتى تكبر أرضه وتتسع رقعتها وإذا ذهب إلى المتعاملين معه فى التصدير والإستيراد دفع لهم الرشاوى وأخافهم بسلطانه فيفعلون ما يؤمرون , يبيع العالم من أجل مصالحه يضرب ويعتدى ويسرق وينهب ويفترى من أجل تحقيق أغراضه المادية الدنيئة وحتى تصبح أراضيه مضاعفة وثروته لا حدود لها يسعى خلف السيطرة على أفكار أهل بلده بل وأفكار البلاد المحيطة بهم والبلاد النائية أيضأ يفرض عليهم رأيه بالقوة ويقنعهم بعدله المزيف و سلامه المفضوح ورجولته الرعناء ويريد أن يظهر فى وسطهم كأنه نبي من السماء أرسلته العناية الإلهية لإصلاح الدنيا بما فيها ومن عليها ولكن أهل قريته مشمئزون منه ويعلمون مدى كذبه وإفترائه وتدليسه وإشاعاته التى لم يعودوا يصدقونها وكذلك أهل القرى المجاورة والقرى النائية كلهم يعرفونه على حقيقته ويعرفون خبثه ولؤمه ولكن أحدأ منهم لا يجرؤ أن يقول ذلك خوفأ من بطشه 0
عمومأ أهل القرية والقرى المجاورة والقرى النائية صابرون على مضض ولكنهم يهمسون بظلمه ويتكلمون عن طغيانه بقرف شديد خصوصأ انه يساعد عمد القرى الآخرى على طغيانهم ولا يهتم بالظلم الواقع على الناس فى تلك القرى لأنه لا يرجو غير مصالحه الخاصة وأمجاده اللامحدودة وأطماعه الممدودة فى الإنتشار والسيطرة والشهرة على قفا هؤلاء العمد السفهاء الذين يبالغون فى قهر وظلم أهالى بلادهم ولا يهمهم مثل عمى فلان سوى تحقيق مصالح ملعونة وأطماع بذيئة لن تزيدهم امام مالك الملك سبحانه وتعالى إلا خسارأ0
عمى فلان عندما يسمع عن عمدة طيب يريد ان يقيم العدل فى قريته يجن جنونه ويبدأ بمعاداته والكيد له فهو يكره الحرية الحقيقية ويحب الحرية المزيفة التى ينشرها بقوته وجبروته وسلطانه لدى أكابرالناس ورجال الحكومة ورجال الأمن , لا يريد أن يعلو صوت فى حضرته ولا أن يكون هناك شخص غيره يشار له بالبنان ولا يريد العلو والإرتفاع لإنسان آخر فهو من غروره وصلفه نسى نفسه وظن نفسه إلهأ يتحكم فى البلاد والعباد 0
ومن طبائعه المقيتة وصفاته الرذيلة أنه يساعد الطغاة من العمد فإذا قال واحد منهم له كلمة لا فإنه ينقلب عليه ويؤلب عليه كل الناس والقرى المجاورة والقرى النائية ويقول عنه ما فى الخمر حتى تسوء سمعته وتضيع هيبته بين أهل قريته والناس أجمعين ويبدأ فى شحن الجميع ضده حتى يسقطه من موقع العمودية ويجعله ذليلأ يطارده الناس فى كل مكان مطالبين بحقوقهم التى سلبها ودماءهم التى إستباحها
أما لو صار هذا العمدة العبيط تحت إبطه وسمع كلامه فلن يمسه مخلوق وسيتركه يعيث فسادا فى الأرض كما يشاء وسيرسل له بعضأ من أصدقائه لحمايته طالما كان وديعأ يسمع الكلام وينفذ التعليمات بدقة متناهية لأن عمى فلان (عمدة كفر الحضارة) لا يكره سوى من يقول له لا ويحب من يقول له نعم حتى لوطلب منه لبن العصفور0
وفى مساء كل يوم يعود عمى فلان إلى بيته فيبتسم فى وجه أهل بيته و يربت على أكتاف أبنائه ويعانقهم بحب وينشر جو المحبة والعدالة والمساواة والكرامة فى بيته فإذا سأله أهل بيته عن التناقض الرهيب فى أفعاله وتصرفاته داخل بيته وخارجه أجابهم بأن الناس فى خارج بيته لم يئن لهم الأوان ليذوقوا طعم العدالة والسلام الكامل الشامل والكرامة الحقيقية والمساواة لأنهم يلزمهم زمن طويل من الثقافة والعلم والحضارة حتى يفهموا تلك المعانى ويطبقوها فى حياتهم0
بعض الناس المقربين من عمدة كفر الحضارة همسوا له بأن الناس ضجرون من أفعله فغضب وتعجب واقسم لهم أنه أعظم رجل ديمقراطى شاهدته الكرة الأرضية فتعجب الحاضرون من ذوات العشم لدى العمدة وقالوا له انك تعديت الحدود المألوفة فى عدة قرى نائية وفعلت هناك الأفاعيل علمأ بأن مشاكلهم كان ممكن حلها بشكل أسهل وابسط من الوسائل التى استخمدتها هناك ولكنه رفض كلامهم وأصر ان رأيه هو الأصح والأصوب والأكمل كالعادة وأنه لما أرسل بعض خفرائه لتلك القرى لحفظ نظامها وتأديب المتمردين كان أحسن حل رغم كم الخسائر الهائلةالتى تكبدها حضرة العمدة من رجال وفلوس ونبابيت وسكاكين ووعد بحلول جذرية سريعة لبعض القرى المناكفة الأخرى التى قرفته فى عيشته ولكنهم قالوا له ياعمدة ( مش كل مرة تسلم الجرة)
ثم همس أحد الجالسين بخوف للعمدة عن سكوته وتواطئه مع عدة عمد آخرين رغم طغيانهم على الناس فى قراهم وظلمهم الشديد المفضوح علنأ فتمتم قائلأ أن لهم يومأ قريبأ سيقتص منهم بطريقته وأنه صابر عليهم للوصول إلى بعض الأغراض التى يضمرها فى نفسه فقالوا له وكيف ترضى بالظلم والجرائم التى يسومونها للغلابة من الناس من غير ذوى الأظهر وأنت تعلمها عن طريق خفرائك الخصوصيين وهل هذه هى العدالة التى تدعو لها وتتشدق بها فهم بضرب المتكلم على وجهه ولكنه لم يفعل حتى لا تسوء سمعته أكثر
بعض المقربين قال للعمدة أن الآخرين يتهمونه بأنه ينهب الثروات فقط ولا يهمه نشر العدالة فى الأرض كما يزعم ولديهم آلاف البراهين على ذلك فكيف ترد عليهم فقال ببساطة أنهم 000 حاقدون
والسؤال الآن :---
هل عمى فلان عمدة كفر الحضارة إنسان متحضر؟ وهل يصلح لتعليم الناس معنى الحضارة والتقدم والرقى وهو يتمتع بالصفات السالفة الذكر ؟؟
يا حضرة عمدة كفر الحضارة
ألحضارة والتقدم والعدل والديمقراطية الواعية يتم نشرها بالقلم والورقة والكتاب والمقال ووسائل الإعلام والإنترنت وليس بالعصا والنبوت والخنجر والتهديد والرعب والتخويف لأن هذه الوسائل الأخيرة تصنع أجيالأ ضعيفة ومريضة وتافهة ولا تحترم سوى الجريمة والظلم والطغيان اما الكتاب والقلم والورقة والمقال والخطاب الهادىء الواعى المثقف المؤدب فهى وسائل صناعة الإنسان الحر الذى يؤمن بالحرية والعدالة والمساواة بين البشر و يؤمن بالكرامة الإنسانية وحقوق الإنسان
عمومأ لقد كره الجميع عمى فلان (عمدة كفر الحضارة) والأدهى من ذلك أن أهل بيته أنفسهم كرهوه لأنه تسبب فى كراهية الناس لهم بظلمه وضلاله وجرائمه فبدأوا يكرهوه وينتظروا يوم رحيله للخلاص منه فقد يعوضهم الله تعالى برب أسرة يعرف بصدق معنى العدالة والحرية الحقيقية والكرامة الإنسانية0
اجمالي القراءات 12252