إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة

دعاء أكرم في السبت ٢٢ - سبتمبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

في كتابه العظيم، يخبرنا الله عز وجل عن إلحاح بني إسرائيل وشدة مجادلتهم لنبي الله موسى عليه السلام، في طلبهم لتفاصيل التفاصيل.

وفي الحديث عن ذبح البقرة، نجد أن الأمر الذي بدأ بطلب (ذبح بقرة) قد انتهى إلى تحديد مواصفات البقرة المدللة بدقة بالغة الأمر الذي جعل إيجادها صعبا.

ونحن المسلمون، أصبحنا بنو إسرائيل الجدد!!

نطلب تفاصيل تفاصيل التفاصيل، قبل أن نقدم على أمر بديهي اختصره الله في بضع كلمات، مثل أمر الوضوء. بلغ بنا التعقيد إلى درجة الاختلاف في مسح أو غسل الرجلين، والرأس إلى أين أمسحه، والمرفق والكعب إلى أين أغسله.

أما في الصلاة التي هي عبادة فيها خشوع وتفان لله عز وجل وصلة العبد بخالقه، تجدوننا اخترعنا واختلفنا كيف يجب أن يكون رفع اليدين في تكبيرة الإحرام، وما يجب أن نقول ونختلف فيه، وكيف نجلس في التشهد، وأصبح الكثيرون يجهدون أنفسهم في "التورك" الموصوفة في كتب الصحاح، وكيف تسجد وفي أية هيئة، وهل أصابح الأقدام مثنية أو قائمة، وأصابع اليدين مفرودة أو مضمومة باتجاه القبلة، والسلام وكيف نؤديه هل هي بإيماءة أم بالالتفات فحسب.

وتجد السادة المصلين تركوا صميم الصلاة وهو الخشوع ومناجاة الله وتوحيده ، قد ضيعوا تركيزهم في هذه المسائل والخلاف عليها!

أما عن الحجاب فحدث ولا حرج، فهناك الإخوان المسلمون الذين استثمروا في مصانع لتصميم وبيع الجلباب الشرعي الذي ينتهي قبل الأرض بقليل وغطاء الرأس الشرعي الذي لا يظهر شكل الكتفين ، وهناك الأخوات المتصوفات اللواتي يرتدين جلابيب تنتهي عند منتصف القدم، ومناديل رأس معقودة تحت الذقن، بحيث لا تستر شكل الكتفين.

وهناك من تنتقد لبس الملابس الملونة وإن كانت فضفاضة ، وتحصر الملابس في ألوان كئيبة لا ترتديها إلا الجدات قبل عشرات السنين!

أما عن قراءة القرآن فهناك الطرق المختلفة من شاطبية وغيرها، وأنت إن قرأت ولم ترتل حسب مفهومهم فأنت لم تقرأ كما كان يقرأ رسول الله!!!! أكان هناك مسجلة سجلت كيف كان نبينا الكريم يتلو القرآن؟؟

أما حف الشارب واللحية، وقصة الشعر الشرعية، وطول الأظافر، وغيرها، فهي تخضع لمقاييس شديدة معجِزة!!

ولا زلنا نجد الكثير من التفاصيل وتفاصيل التفاصيل، التي يطلع علينا بها السادة الشيوخ قراء السنة في الصحاح.

ولكن الأصل: اذبحوا بقرة!!!

 

اجمالي القراءات 3913