النقاب والطفلة.......... قصة واقعية..!!

رضا عبد الرحمن على في الثلاثاء ١١ - سبتمبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

النقاب والطفلة.......... قصة واقعية..!!


بداية أود أن أنوه إلى أمر هام بخصوص ما يسمى عند الكثير من المسلمين بالزى الإسلامي ، وهنا لابد من القول أنه ليس هناك ما يسمى بالزى الإسلامي ، وإلا لكان بمجرد أن يرتدي الإنسان هذا الزى يحسب على الإسلام والمسلمين ، ولكن الإسلام دين الله ـ عقيدة داخلية خاصة جدا بين كل مخلوق وخالقه ، لا يعلم سرها إلا المولى عز وجل ، وهذه العقيدة تتمثل في العبادات والطاعات وجميع أعمال وأفعال الإنسان وعلاقاته مع غيره من البشر ، والحساب على كل هذا متروك ، ومفوض لرب العالمين في يوم مخصص للحساب ، ليس للبشر أي بشر دخل فيه ، وليس من حق أي إنسان أن يحاسب غيره في الدنيا ، كما يحدث في كثير من الأمور ، وكذلك من غير المنطقي أن يرتدي أي شاب أو رجل زيا معينا ويقول أن هذا هو الزى الرسمي للإسلام ، وعلى نفس الخط ليس من اللائق أن ترتدي شابه أو سيدة زيا معينا ثم تدعي أن هذا هو الزى الرسمي للسيدات المسلمات ، ومن لم تلتزم به تعد كافرة وخارجة عن الدين ..


وهنا لابد أن نقول لهؤلاء من الجنسين البس ما شئت والبسي ما تشائين لكن لا تقول و لا تقولين أن هذا من الدين .. أطلق لحيتك البس جلبابك القصير ـ البسي نقابا أو حجابا ـ لكن لا تقولوا هذا من الدين .. الدين ليس لباسا أو شكلا خارجيا أو مظهرا يمكن أن يحكم عليه الناس بمجرد النظر ـ يقول المولى عز وجل في كتابه العزيز (هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى) النجم : 32 ، وعليه فليس من حق أي إنسان أن يزكي نفسه أو يزكي غيره في الأمور الدينية ، لأن هذا الأمر خاص بالخالق عز وجل لأنه غيب ولا يعلم الغيب إلا الله..

هيا معا نبدأ قصة النقاب والطفلة ....... و بعد هذه المقدمة :

كانت طفلة بريئة تعيش على الفطرة التي فطرنا الله عز وجل عليها ـ تربت في بيت ريفي عادي يشبه ملايين البيوت التي تربينا فيها جميعا ، ولكن قبل أن يطرق بابها أحد المبشرين بالفكر السلفي الوهابي المتشدد ، والمتعصب .. عاشت هذه الطفلة حياة ريفية عادية جدا بين الأهل والأقارب والجيران ورغم جمالها المعقول لم يفكر أحد في النظر إليها بعين قبيحة أو بنظرة دنيئة ، ولم تتعرض بعد ما كبرت وأصبحت في سن يسمح لها بالزواج لأي مضايقة من أحد سواء من الجيران أو من البلاد المجاورة ـ والسبب لأنها على خلق ومؤدبة ..


وفجأة وهي في سن الثامنة عشرة كانت إحدى صديقاتها من أصحاب الفكر المتشدد والمتعصب أقنعتها صديقتها أن تلبس الخمار أولا ـ فلبست ، وبعد فترة من الزمن ـ هذه الطفلة كبرت وأصبحت شابة في سن الزواج فتقدم لخطبتها شابا سنيا من أصحاب اللحى والجلباب القصير ـ تقدم لخطبتها وهي ترتدي الخمار فقط ، وبعد فترة من الزمن أخذت تقتنع وتتشرب تعاليم ودروس التعصب والتشدد الديني ، ويبدوا والله أعلم أن الزوج كان متفقا معها أن ترتدي النقاب بعد الزواج مباشرة ، وقد حدث ـ صارت البنت أو الزوجة منقبة فور زواجها من هذا الشاب ..


وهنا تدخل طفلة أخرى معنا في القصة لأن دورها هام جدا ـ هذه الطفلة الأخرى هي بنت أحد أصدقاء الزوجة المنقبة وهي في سن الخامسة ، وبالطبع قبل الزواج كانت هذه الطفلة تلعب مع البنت الشابة أقصد الزوجة المنقبة قبل أن تكون منقبة ، ولأنهم أصدقاء فكانتا تلعبان أجمل أنواع اللعب وكانت هناك علاقة مودة بريئة وحب عارم بين الطفلة والشابة الغير منقبة ، لأن كل منهن ترى الأخرى وتعرف ملامح وجهها وتفاصيل هذه الملامح الدقيقة أثناء اللعب والضحك أو حتى البكاء ..


وأثناء مرور الزوجة المنقبة مع زوجها في أحد شوارع القرية وجدت الزوجة المنقبة الطفلة الصغيرة تلعب مع أقرانها في الشارع ، ولأنها بعد الزواج لم تراها قط أو تلعب معها قط فقالت فرصة أن تسلم عليها وتقبلها كالعادة ، ولكن الغريب في هذا الموقف أن هذه القبلة مغلفة بلباس أسود لا يظهر شخص البنت الشابة أو الزوجة المنقبة ، وبالإضافة إلى هذا الغلاف الأسود الذي أخفى معالم وملامح الشابة الجميلة ، المحفور في ذاكرة الطفلة التي تلعب في الشارع ، نبه عليها الزوج بالطبع ألا تتحدث في الشارع ، لأن صوت المرأة عورة حسب معتقداته ، وهنا كانت الصدمة كبيرة جدا على الطفلة الصغيرة ذات الخمسة سنوات ـ فقد وجدت سيدة مجهولة تلبس أسود في أسود تقترب منها و تقبلها بدون كلام ، ثم تتركها وهي في حالة صدمة شديدة دون أن تعرف من هذه الشخصية التي هبطت عليها من السماء ولم تنطق بحرف واحد ، ثم وقفت الطفلة الصغيرة في ذهول لدقيقة أو أقل تعقبها نظرات متقطعة تتابع فيها بنظرات تملؤها الدهشة خطوات هذه السيدة وهي تمشي بعيدا عنها ، ثم ذهبت للعب مع أصحابها ، وهي في حيرة من أمرها ..




اجمالي القراءات 20684