الساعة قائمة إلى مرساها
الساعة أيان مرساها

Abo Al Adham في الجمعة ٠٧ - سبتمبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

 الفصل الثالث
الساعة أيان مرساها


مرساها وقوفها او محطتها التي ترسو عليها قال تعالى عن سفينة نوح ( وَقَالَ ارْكَبُواْ فِيهَا بِسْمِ اللّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ )( سورة هود الاية 41 ) وعن الارض قال اصدق القائلين ( وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ ) تكررت كثيرا في كتاب الله ، من خلال ذلك نعرف ان المرسى هو التوقف الكامل للشئ فمرسى الساعة هو توقفها حيث انها قائمة الان لا يعلمها الا الذي اقامها فهو وحده صاحب الامر ولا يمكن ان يطلع احدا من خلقه عن مثل هذه الامور ، ولو كانوا من المقربين ومرسى الساعة يكون يوم الطامة الكبرى والطامة الكبرى هي التي تاتي على الخلائق من الجن والانس فتقضي عليهم جميعا في النفخة الاولى ثم بعد النفخة الثانية يخرجون من الاجداث سراعا ينتظرون تماما مثل ما حدث على الامم التي سبقت اخر امة غير ان اخر امة يكون عددها كما تعلمون قد بلغ ذروته لان يومها تكون الارض قد اخذت زخرفها وازينت ( وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَآ أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَارًا )( سورة يونس الاية 24 )
وعن مرسى الساعة قال تعالى ( يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَاهَا إِلَى رَبِّكَ مُنتَهَاهَا إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخْشَاهَا كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا )( سورة النازعات من الاية 42 الى 46 ) وقال ايضا ( يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ) تأتي على الاحياء بدون مقدمات ( لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً ) الله تعالى يقول للناس الاحياء ان مرسى الساعة اي نهايتها لا تأتيكم الا بغتة إذاً هي تأتي على الاحياء بغتة ( يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ )( سورة الاعراف الاية 187 ) وقد عبر الله عن يوم نهاية الساعة بالطامة الكبرى فقال ( فَإِذَا جَاءتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ مَا سَعَى وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَن يَرَى فَأَمَّا مَن طَغَى وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى )( سورة النازعات من الاية 34 الى 41 ) واذا كان هناك طامة كبرى فلابد من طامة صغرى والطامة الصغرى يوم موت الامم في كل ساعة تأتي كل يوم بل كل ساعة على الاحياء أليس يوم الموت طامة على الميت وعلى اهله الذين يتركهم ويذهب الى ربه ويسكن الدار الاخرة وللساعة علم عند الرحمن ( إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ ) ولكن المجئ المستمر اثناء قيام الساعة قال الله عنه ( فَإِذَا جَاءتِ الصَّاخَّةُ ) إنها تأتي كل يوم بل كل ساعة
بمجيئها تفرق بين المرء واهله فيفر المرء من الدنيا ويترك ما عليها وماله وحسبه ويذهب الى ربه رضى ام لم يرض ( يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ )( سورة عبس من الاية 34 الى 36 ) يفر اي يفر من بينهم والفرار منهم يفيد وجوده بينهم فيوم هنا عائدة على الانسان الذي جاء اجله وجائته الصاخة اي الموت فجميع اهله مشغولين بحادثهم فأبواه وأخوه له شأن بموت أخيه سلبا أو ايجابا وصاحبته وبنوه ايضا لهم ما يشغلهم بمصيبتهم التي حلت بهم بفقد عزيزهم فهم مشغولون بما يجد بعد ذلك من خلافات وغيرها وهو مشغول بما لا يعلمه احد غيره ( لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ )( سورة عبس الاية 37 ) فلا يعقل ان يفر المرء يوم البعث كما يظن الناس في البعث المؤجل وإنما يفر من بينهم ويذهب الى ربه ( يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ )( سورة الانشقاق الاية 6 ) والفرار يحدث فقط في الدنيا آما في الاخرة فلا فرار ( كَلَّا لَا وَزَرَ ) أي مهرب ( يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا )( سورة مريم الاية 85 و 86 ) فأين المهرب اذا كان المجرمين يساقون وجهنم قائمة وهي بترصد الطاغين ( إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا لِلْطَّاغِينَ مَآبًا لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا )( سورة النبأ من الاية 21 الى 23 ) فالمولى يقول انها كانت مرصادا ونحن نعرف ان كان فعل ماض وبما يختص بالرحمن فهي استمراريه فما قولنا في ( كَانَتْ مِرْصَادًا ) اذا كان هناك تصريح لنا بتغيير قواعد اللغة فلنأت به ليتفق مع هوى الشيطان ثم ما قولنا في ( لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا ) هذا دليل على انهم لبثوا احقابا قبل القرآن .. هل ذلك مجرد الفاظ ام واقع يعيشه المجرمون ، ولما آراد الشيطان ان يقنع اوليائه بعدم قيام الساعة اقترح عليهم عذاب القبر ، أي قبر هذا ؟ وهل تتغير سنن الله فنرى العظام البالية والجثث المنعضنه ونقول القبر روضة من الجنة او حفرة من العذاب ، اي جنة او اي عذاب هذا الذي تزعمونه ؟ الجنة ياقوم ( عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالْأَرْضِ ) وفي قول عظيم اخر ( عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ ) هل آن لنا أن نعرف ما هو عرض السموات والارض ؟؟ ان الجنة عالم اخر خلاف السموات والارض استغرق خلقها في يد الرحمن اربعة ايام سواءا للسائلين فارض الجنة التي كتب الله في الكتب السابقة ميراثها للصالحين استغرقت في انشائها يومين وفي تجهيزها يومين اخرين فكان عدد ايامها اربعة كاملة ولان حجمها كحجم السموات والارض ولكنها تزيد التجهيز الخاص بها دون السموات والارض فاكتفى الله سبحانه ليجعل للسموات السبع والارض يومين فقط قال تعالى ( قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاء لِّلسَّائِلِينَ ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ )( سورة فصلت الايات من 9 الى 12 ) والتجهيز الذي منحه الله للجنة هل يمكن ان يخطر على بال بشر فمثلا احد اصحاب الجنة يبحث عن قرينه الذي كان يسخر منه عندما يقول له ان الساعة قائمة و ان الذين ماتوا قبلنا هم الان مدينون كل في مصيره حسب ما قدم او اخر فيبحث عنه هذا المؤمن في كل ارجاء جهنم فيجده في وسطها أين هذا الجهاز الذي يمكن به الان ان تبحث عن صاحب في السموات السبع وانت في عالم خلاف السموات السبع في جنة حجمها كحجم السموات السبع والاراضي السبع وما بينهما من شمس وقمر لكل واحده قال تعالى مخبرا عن اهل الجنة ( فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ يَقُولُ أَئِنَّكَ لَمِنْ الْمُصَدِّقِينَ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَدِينُونَ قَالَ هَلْ أَنتُم مُّطَّلِعُونَ فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاء الْجَحِيمِ قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدتَّ لَتُرْدِينِ وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ )( سورة الصافات من الاية 50 الى 57 ) فأين القبر الدنيوي من هذا الملك الواسع الذي لا يحيط به الا الرحمن علما ، والشيطان ينصب الفخ والانسان كالطائر الاحمق يأكل الطعم ويقع في المصيدة ، فهلا عودة الى كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يدية ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ولكن ..
( إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاء إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ وَمَا أَنتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَن ضَلَالَتِهِمْ إِن تُسْمِعُ إِلَّا مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُم مُّسْلِمُونَ )( سورة النمل الاية 80 و 81 )
يتبع
الفصل الرابع
يوم القيامة بين التكذيب و الإيمان

اجمالي القراءات 23164