كتاب الوجيز في أصول الدين السنة الأولى ثانوي.

Brahim إبراهيم Daddi دادي في الجمعة ١٩ - يناير - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً

   تأليف الأستاذ أحمد بن عمر أوبكة. الطبعة الثانية 2014-2015.

 

عزمت بسم الله،

 

الصفحة 9/10 جاء فيها: ب. ما هو فرض كفائي: وهو الذي يسع المرء جهله، فإذا تعلمه البعض سقط وجوب تعلمه على الآخرين، مثل: سائر علوم الشريعة كالبيوع، والمواريث، والأحكام وما إلى ذلك...قال تعالى: (فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ).التوبة 122. وقد أمر الرسول صلى الله عليه وسلم ورغب في طلب العلم. أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا لما يطلب" رواه الربيع.

التعليق: إن الآية 122 من التوبة، لا تتحدث عن طلب العلم، إنما تتحدث عن تشجيع المجاهدين وتُعلمهم تكتيك الحرب بإرسال نفر من المجاهدين ليتحسسوا أمر العدو المهاجم، لينذروا أهلهم إذا رجعوا إليهم، ولا علاقة للآية في طلب ( علم الشريعة). وبداية الآية التي قال الله تعالى فيها هو: يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ*مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَلَا يَرْغَبُوا بِأَنفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ*وَلَا يُنفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً وَلَا يَقْطَعُونَ وَادِيًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمْ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ*وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ*يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنْ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ.119/123.التوبة.

قول الله تعالى: (وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ) . أي يَحذرُون من العدو وغاراته الليلية، ولا علاقة لعلم الشريعة والتفقه فيها في هذه الآية، لأن الرسول موجود بينهم، فكيف ينفر طائفة منهم ليتفقهوا في ( الدين)؟ ترى أين يتفقهوا في الدين ومِمِّنْ؟

والرواية المستدل بها هي كما يلي: 18 قال الربيع بن حبيب حدثني أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أطلبوا العلم ولو بالصين  19 ومن طريقه عن النبي عليه السلام قال إن الملائكة لتضع أجنحتها  لطالب العلم رضا لما يطلب قال الربيع الأجنحة بدل من الأيدي في باب الدعاء. مسند الربيع ج 1 ص 29. قرص 1300 كتاب.

الصفحة 11 جاء فيها: مصادر علوم الشريعة ثلاثة: الكتاب، السنة، الإجماع.

علوم الشريعة تتماشى وتتوافق مع العقل السليم، ولا يمكن للعقل السليم أن يرفضها بتاتا.

التليق: المصدر الوحيد في نظري لشرع الله تعالى هو كتاب ( القرءان العظيم) لا غير، لأن الله تعالى أحدٌ صمد، فلا يمكن أن يشركه مخلوق في تشريعه أبدا، إنما الحكيم العليم سبحانه، أنزل كتاب القرءان تكملة لما سبقه من الكتب المنزلة من قبل، فجعله الله تعالى مهيمنا على ما سبقه من الكتب. يقول الله تعالى لرسوله: وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنْ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ(48). المائدة. فهل يمكن للرسول أن يحكم بغير ما أنزل الله تعالى؟؟؟ لأن كتاب القرءان كتابا صالحا لكل زمان ومكان، وهو موجه للعالمين. قال رسول الله عن الروح عن ربه: تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا(1).الفرقان.

أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمْ اقْتَدِهِ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ(90).الأنعام.

وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ*قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ.107/108.الأنبياء.

أما مصادر ( السنة، والإجماع) ففيها اختلاف كثير، وصدق الله العظيم إذ قال: أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا(82). النساء.

ثم يأتي ما يسمى بالقياس وما إلى ذلك من المسميات، لتحويل شرع الله تعالى إلى فوضى الاختلاف، ونتيجة ذلك هو وضع المسلمين من بداية الفتن بين الأمويين والعباسيين إلى يوم الناس هذا، فقد شُوِّه الإسلام بما اقترفه ( المسلمون) من غزوات وحروب ابتغاء متاع الحياة الدنيا، فنهبوا وسلبوا وسبوا النساء والأولاد واستمتعوا بهم وباعوهم في الأسواق. 

 

بالنسبة للملاحظات التي قدمت فهي من وجهة نظري فقط، وأنتم أعلم مني ما ينفع وما يضر، فإن كان هناك اختلاف في المفاهيم، فهذا من سنة الله تعالى الذي جعل الناس مختلفين ولذلك خلقهم. وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ* إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ. هود 118م119.وهذا الاختلاف ليبلونا الله تعالى أينا أحسن عملا، وأرجو أن نكون جميعا ممن أحسنوا العمل وأخلصوا لله تعالى عملهم.الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ. الملك.2.

والسلام على من اتبع هدى الله تعالى فلا يضل ولا يشقى.

اجمالي القراءات 2828