البلاغ
البلاغ

احمد شعبان في الإثنين ٢٧ - أغسطس - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

" إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنو صلوا عليه وسلموا تسليما "
عليه الصلاة والسلام

المقدمة
هذه المقالة تلبية لرغبة الأستاذ / احمد إبراهيم المحترم والذي ترك لي حرية اختيار طريقة العرض .
وإجابة لتساؤل وجدته غاية في الأهمية لإفتقارنا إليه وخاصة في هذا الموقع للأستاذ الفاضل / فوزي فراج ، لذا إقترحت أن يكون داخل تساؤلات أهل القرآن ، وقد آثرت قبلا أن أقدم بعض الإجابات عن تساؤلاته لكي أتعرف على إعتراضه المحوري كي أحدد على أساسه زاوية التناول .
وقد فهمت أن إعتراضه يتبلور حول سؤال مفاده " هل علمت أنت يا احمد شعبان - وأنت تقر بأنك غير مخيرعن أي ممن حولك - هل علمت ما لم يعلمه رسول الله ؟ وخطر ببالي وكأنه يستنكر من اكتشف بيضاوية الأرض لأن الرسول لم يقل بذلك وهو موجود بالقرآن ( دحاها ) !!!، ورغم أني أجبت سابقا بأن هذا الإعتراض خارج سياق ما نتحدث عنه " النور والليزر " ولم أتطرق لمن علم ومن لم يعلم " بحث مجرد من الشخصانية .
إلا أن هذا الإعتراض قد استفز فضولي . فكان من الواجب أن أجد لنفسي أولا إجابة بصرف النظر عن تقديمها للآخرين .
وأعتقد أن الأستاذين الكريمين وباقي الزملاء الأعزاء يتمنون إثبات صحة هذا الاكتشاف ، وما يقومون به هو حثهم إياي لملئ هذه الثغرة المعرفية .
وبالتالي عكفت على البحث عن إجابة ، وخاصة أن المعترض يعتبر هذا الإعتراض هو مربط الفرس .
وفي الحقيقة لم يكن قد تطرق إلى ذهني هذا الإعتراض من قبل ، لأني كنت أستشعر عظمة سيدنا رسول الله في قلبي ولم أشعر بأن لي حاجة في البحث عن مظاهر هذه العظمة وخصوصا العلمية لأنني على يقين بأنه صلى الله عليه وسلم كان مستوعبا لما لم يستوعبه أحد ، لذا فقد استرعى جل إهتمامي –-الرسالة – " القرآن الكريم " .
فمنذ أن أعلنت عن إكتشافي للعلاقة بين آية النور " 35 النور " وبين أجهزة الليزر ، ورغم دقة الوضوح لهذه العلاقة إلا أني ووجهت بنوعين من الإعتراضات .
النوع الأول علمي ولم يقوى على الصمود أمام وضوح الدراسة ، والذي جعل البعض من أكابر علماء الليزر في مصر يحاولون استخراج هذا النوع من أشعة الليزر ، ولكن لقلة الإمكانيات العلمية لم يستطيعوا استكمال الإختبارات ، رغم أن الإختبارات الأولية أثبتت أن هذه المادة واعدة ( فلورسن ) ، وهذا له حديث آخر .
والنوع الثاني ديني ، الجزء الأول منه سؤال فحواه " ( كيف يمكن لك أن تصنع نور الله ) ، " تعالى الله عما يصفون " ، مما دفعني للمجاهدة للبحث عن العلاقة بين لفظ الجلالة الله والأسماء الحسنى ، وهذا ما قدمته ولم يعترض عليه محاوري ، ثم كان الإعتراض الثاني وفحواه سؤال مفاده " هل الرسول كان يعلم حقيقة العلاقة بين النور وأشعة الليزر ؟ وإحتمالا قد يكون سأل عن فحوى الآية فبماذا أجاب ، هل أجاب بالليزر أم بشيء آخر ؟ أسئلة من هذا النوع .
وقد أجبت سابقا بأن هذا الإعتراض خارج السياق الذي نتحدث عنه إعتمادا على قول الله سبحانه وتعالى :
" لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك من قبل أن نزل .... 134 طه "
" لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك ونكون من المؤمنين . 47 القصص "
" قل لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا أدراكم به ... 16 يونس "
" ولو ردوه إلى الرسول وإلى اولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم . 83 النساء "
" ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا . 52 الشورى "
" كما أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلوا عليكم آياتنا .... 151 البقرة "
" ربنا وأبعث فيهم رسولا منهم يتلوا عليهم آياتك . 129 البقرة "
" رسولا يتلوا عليكم آيات مبينات . 11 الطلاق "
" يأيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته . 67 المائدة "
أنظر إلى العلاقة الهدف من الرسول " تلاوة الآيات ، توصيل الرسالة " ،
وصلب الرسالة " البلاغ " ولم يأتي هنا سؤال الرسول ولا معونته في معرفة المعني واضح الدلالة للآيات ، ولم أجد في باقي آيات القرآن ما يخالف هذا المعنى ، رغما من أن بعض الآيات جاءت كإجابات في القرآن عن أسئلة ، وليست أسئلة حول معاني آيات ، ولأن الكفار والمنكرين كانوا يطلبون تدخله في القرآن بالإلغاء أو التبديل أو يقول معنى مغاير لآية فكان يأبى هذا التدخل في كلام الله ، ولأن هذه سمة البلاغ كانوا يؤذونه ويقولون هو أذن أي أنه مبلغ لما يسمع " ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو اذن قل اذن خير لكم يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين ورحمة للذين امنوا منكم والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب اليم . 61 التوبة " ، هذه الآية والتي أوردت فيها خلاصة ما أردت قوله فكانت إجابتك بأنك لم تعرف ما أقصده ، ... ، لا يا أخي إنني أنظر قدر إمكاني في القرآن ككل حين البحث في أي موضوع .
ولكي يقوم بالبلاغ لابد من المحافظة على ألا يختلط بما يبلغ " القرآن " شيء آخر ، وهذا ما جعله صلى الله عليه وسلم يقول لا تكتبوا عني غير القرآن ،وهذا حرصا منه على عدم خلط التفسير متعدد الجوانب والمستويات مع القرآن مثل الحرص على عدم اختلاط القرآن بالأحاديث " تلاوة القرآن وفقط من هذا الجانب " ومن هنا يتبين السبب بإعتقادي في عدم تفسير الرسول للقرآن وليكون كما أسلفت حجة علينا أمام اهمالنا وتخاذلنا عما يجب عمله ، وفي هذا الصدد راجع موضوع لي على الموقع بعنوان شهادة
ولكن صادفتني مشكلة مفادها سؤال يقول من أنا حتى أتعرف على المستوى العلمي لرسول الله وتقييمه ؟ ، ورغما عن ذلك حاولت أن أتعرف ولو بصورة متواضعة على معلومات الرسول الكريم حول هذه الآية موضوع الحوار ، وأقر منذ البداية أنها معارف بديهية واستنتاجات منطقية وليس علما يقينيا مثلما قلت سابقا لا أعرف على وجه اليقين ولم أقل لا أعرف فقط .
فمن هو سيدنا محمد رسول الله وخاتم النبيين ؟ ، حسب رؤيتي المتواضعة جدا جدا في إجابات تلغرافية وما يحتاج إلى شرح سيظهر من خلال الحوار .
يقول المولى عز وجل في وصف الرسول صلى الله عليه وسلم
" وإنك لعلى خلق عظيم 4 القلم "
الخلق تأتي من التخليق للكيان ( المبنى والمعنى ) ، فخلق الرسول الذي تخلق به ليكون منطلقا لنشاطه كان عظيما ، فماذا نظن عن مردود أو ثمرة هذا النشاط المنطلق من هذا الخلق العظيم .
أقام أمة ( آلاف ملايين الملايين ) من المسلمين ، ليس هذا فحسب بل وهب هؤلاء لهذه العقيدة أغلى ما يملكون " أموالهم وأنفسهم " وبعيدا عن القياس فأنا لم أستطع على مدى 28 عاما أن أكتسب فردا واحدا يؤازرني ، علما بأن الإيمان في ذات الوقت كان بالوعي والإدراك ( المنطق ) وليس بالوراثة كما هو الآن ، وتتنزل عليه آيات بينات ومبينات بلسانه تعبر عن منظومة الكون بتغيراته .
ماذا عن إنسان لديه الصفاء النفسي وحب الخير والنظام والاخلاص لدعوته ، فبقدر ما يتمثل الإنسان من قيم بقدر ما يجني من ثمارها ( محصلة ) .
أليس من المنطقي أن يكون مستوعبا لكل ما تنزل عليه – ليس شرطا بتفصيلاته إلا في حالة الإحتياج إلى ذلك ولكن في صورة كليات " قوانين " في الإطار العام للسياق الكوني .
لأن القرآن الذي تنزل عليه " تبيانا لكل شيء " ، لذا كان يوصف صلى الله عليه وسلم بأنه كان " قرآنا يمشي على الأرض " ، يكفي قول الله سبحانه وتعالى " إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنو صلوا عليه وسلموا تسليما 56 اأحزاب "فهو على صلة دائمة من الله وملائكته ، وقول الله تبارك وتعالى " والله يعصمك من الناس " أي يجعل محصلة الظروف المحيطة به لحمايته " يعيش في حماية الله " .
وفي إطار سياق حديثنا ذكر بأنه " سراجا منيرا " ، وهذا يعني أنه كان على مستوى المعرفة منتج للنور ، علاوة على أنه " رآى من آيات ربه الكبرى " ، " وأوحى إلى عبده ما أوحى " ، وقد نبأ عن غيب والذي لم يظهره جميعه ، وهذا ورد في قوله تعالى :
" فلما نبأت به وأظهره عليه عرف بعضه وأعرض عن بعض . 3 التحريم "
" قل لا تعتذروا لن نؤمن لكم قد نبأنا الله من أخباركم ... 94 التوبة "
" ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك ... 44 آل عمران
الموضوع
لقد أشرت سابقا إلى أن القرآن الكريم يقرأ " يفهم " بمستويات صحيحة متعددة ومتداخلة تبدأ من قراءة رجل الصحراء القاحلة متدرجا إلى أعلم العلماء ، وعلى مستوى الجن أيضا بل والملائكة الذين يتنزلون به ، والكون جميعه من جانب المحتوى .
والسؤال عن : هل سأل أحد الرسول عن فحوى هذه الآية ؟
الإجابة : لا أعتقد أن أحدا قد سأله عن معنى هذه الآية ، لسبب بسيط وهو : أنهم علموا المعنى الحقيقي بصورته المنطقية ، وحتى لو كان قد سأل فالسؤال تحصيل حاصل .
الآية تقول مشكاة وهى تجويف في الحائط ، فيها مصباح ، والناتج :
النور الساقط مباشرة من المصباح مضافا إليه النور المنعكس من حائط المشكاة ، ألا تكون النتيجة المنطقية البسيطة " نور على نور "
ثم نأتي إلى مسألة تحديد الخواص " يوقد من شجرة مباركة زيتونة لاشرقية ولاغربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار " ، أعتقد أنه يفهم من التدقيق في التحديد لخواص تلك المادة ( الوقود ) ، ودقة الحالة الموصوف بها التركيب يقود إلى معنى الناتج بأنه قمة النقاء ، والإنجازات المذهلة والتي لم تحدد لعدم سابق معرفة بها ، والتي قد يتعذر إيجادها ، فتوقفوا مبدئيا عند هذا المستوى من العلم ، وخاصة أن هذا مثل " نور منسوب إلى الله تبارك وتعالى " ، ولإنشغالهم بما يعيشون من حياة غاية في القسوة تهدد كيانهم في كل حين . ولا يملكون ترف التجريب
قد ندرك المعنى ( القيمة ) ، والتي لا يمكن تجسديدها بدقة أكثر إلا بالتراكم المعرفي ، والتراكم المعرفي كشجرة تبدأ بفرع واحد وتنتهي بشبكة من الأفرع ( العلاقات ) .
وفي مراحل لاحقة بعد عصر الرسول حاولوا تجسيد هذا المعنى فنقلوا المشكاة من الحائط ، وإوجدوها في كيان حر وبأشكال متنوعة ، وهو ما نعرفه من المشكاواة المعلقة في المساجد ، وخاصة مساجد آل البيت ، ثم توقف بنا الزمن ، معذرة بل توقفنا خارج الزمن ولم نقم بأدنى تطوير وسار غيرنا وانتقلوا إلى عصر الكهرباء ، وبدأت حالة الإضمحلال الحضاري للمسلمين منذ القرن الرابع عشر الميلادي ، فتوقف التراكم المعرفي لدينا بصفة عامة والذي انعكس على الفكر الديني ودخلت فيه كافة العادات سلبية وإيجابية إلى أن بدأت حركات التنوير ، ولأننا متخلفين حضاريا توقفنا إلى أن تم اكتشاف الليزر بعيدا عنا .
وتوقفت المحاولات عند هذا الحد لظروف يعلمها الجميع من تخلف المجتمعات الإسلامية ، إلى أن ظهر بيننا عن طريق أي منا " لا فرق " ، وما زلنا نجادل فترة جيل كامل ، ألم يكن هذا أيضا شاهدا على تخلفنا الفكري والذي ما زلنا متمسكين به .
وهذه الآية يمكن إعتبارها مقياس لمستوانا المتدهور ، نحن توقفنا عند تعليقها في المساجد وهم استخدموها لاستخراج الليزر ، ومن نافلة القول أن كلمة ليزر لم تكن موجودة في ذلك الزمن والتي تم نحتها مؤخرا ، وبإعتراف علماء الليزر أنفسهم بأنه تعبير غير دقيق ولا يعبر عن خواص هذه الأشعة والتي عرفها القرآن الكريم بـ " نور على نور " ،
ولننظر الآن إلى معوقات التنفيذ
1. عدم وجود خبرات علمية لدى مجتمعهم هذا ، أو أدوات وتجهيزات ، أو إختراعات أولية مثل الكهرباء ( الطور الحضاري المعاش ) طور ما قبل الآلات المركبة أو حتى البسيطة ( طور بدائي ) .
2. بعد مكان المادة الفعالة وصعوبة أو استحالة الوصول إليها في ذات الظروف المعاشة ، وقد يكون عدم وجودها لأنني حين زرت هذه المنطقة للحصول على الزيت سنة 1980 م / 1400 هـ لم أجد أي أشجار سوى ما بداخل مزرعة دير سانت كاترين وهى زراعات حديثة نسبيا .
3. الإنشغال بما هو أهم من تحقيق المثال في الوقت الآني بالنسبة لهم ، وهو تسيير أحوال المسلمين
وإذا كان هذا هو فهم الرسول الكريم ، هل كان سيسعى لتحقيق تلك الظروف جمة الصعوبة بحيث يتعذر تحقيقها ، أكان عليه أن يترك مهامه " المقاومة " ويسعى لتطبيق كل ما جاء في القرآن من تشعبات مثل استخلاص قوانين الكهرباء من السياق الكوني المعرفي لديه ، أم كان يجب عليه التركيز على الأولويات ، واكتساب خطوة تلو أخرى لتثبيت أركان دعوته .
والسؤال : لما لم يقل صلى الله عليه وسلم بذلك ؟ .
في ظل عدم القدرة أو الحاجة لتطبيق هذا المثال في عصره ، هل كان يمكن أن يقول للكافرين والمنكرين سيخرج شعاع يقطع الفولاذ ويصهره وليس لديه الإمكانيات لفعل ذلك ، ألن يكون الإتهام جاهزا بأن هذه تهويمات وخيالات غير منطقية بالإضافة إلى الإتهامات الأخرى ، وهل كان من الممكن أن يصف لهم شيئا لم يروا له مثيلا إلا بعد إيجاده ، وهل كان من الواجب السعي لإيجاده ، ومادته الأساسية في أرض بعيدة ( سيناء ) ، والتي لم يتم الوصول إليها إلا في عهد الخليفة الثاني عمر ابن الخطاب .
وماذا سيترك لنا على مدى التاريخ أن نفعله من مجاهدة في آيات الله والذي تكرر الأمر بالأخذ بآلياته " التدبر ، التأمل ، التفكر ، التذكر ، التفقه " من خلال ما أوجده فينا سبحانه من سمع وأبصار وأفئدة في ظل التراكم المعرفي الذي نعيشه ، وبجانب هذا فالأمر يتطلب إيجاد الفواصل العلمية والتي تجعل الموضوع متكاملا ، وهذا لا يتحقق إلا بالتجربة ، فهل كان هناك إمكانية لعمل تجارب حول أي شيء ، ويتركوا ما هم فيه من حياة مهددة .
ومن المفيد القول بأن للحضارات أوجه أو أشكال متعددة ، فمثلا الأركان التي قامت عليها حضارة سيدنا سليمان مختلفة عن أركان حضارتنا وبالتالي مظاهرها ، وعلى المستوى المعاش نرى آثار الحضارة المصرية القديمة ( الفرعونية ) لها مظاهر مختلفة أيضا وتم عن طريقها إنجازات لم نستطع الوصول إليها حتى الآن " بناء الهرم ومقاييسه والتحنيط والألوان الزاهية حتى الآن وكثير كثير .
إن التردي الذي تعيشه أمتنا الآن من استعباد وإبادة الآخر لنا هو عدل محض وقد وصفت هذا قبلا بعنوان ماذا يراد بنا في معادلة تقول : " يراد بنا الاستغلال وفرض الوصاية وإبادة الضار منا بالآخر بصفتنا أمة ضعيفة ومتخلفة وضارة بنا وبالآخر بسبب فرقتنا وتشتتنا الناشيء عن تديننا " .
ماذا ننتظر من إنسان أعطاه الله مالا وولدا فأما المال فقد استخدمه في عمل كل الموبقات ( لهو الدنيا ) واتخذ من نفسه قدوة سيئة أقتيد بها وولده ففعل صنيعه ويصران على المضي فيما هم فيه .
هذا التردي الذي تعيشه الأمة والتي أنا منها قد خنقني والكثيرين من أمثالي " بسطاء الناس " .
التخلف الحقيقي هو عدم القدرة على معرفة ما هو صالح مما هو طالح بالنسبة لما في أيدينا ونملكه وبالتالي عدم القدرة على توظيفه فيما هو مفيد .


الخاتمة
أما عهدك لي فذكرني بقوم سيدنا موسى عليه السلام حين قالوا له " اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون ، ينتظرون الفتح دون جهد ، مع فارق هو وعدك أنك ستأتي إلى مصر ، وأتساءل لما مجيئك هل لتبارك لي وما جدوى هذه المباركة ، حيث أني لا أعتقد أنك تتندر علي ، وبمناسبة كلمة مباركة هل تعرف معناها وقيمتها ، أعتقد أن الإجابة بالنفي ، وقريبا إنشاء الله سأقوم بكتابة مقالة عن هذه الكلمة ، وأعتقد أنها ستكون مقالة ممتعة .
وأتساءل هل يوجد في مصر بحث علمي ؟ ، وحسب علمي فالبحوث العلمية اليوم تقوم على فرق عمل ( مجموعات بحثية ، كل فرد منهم له دور محدد
وللعلم توجد شبهة سرقة ، وهذا مذكور بكتاب ( شمس مصر تشرق من جديد ) لخميس البكري ( نائب رئيس تحرير جريدة الأهرام القاهرية ، وقد أرسلت فكرة الإكتشاف إلى الدكتور / فاروق الباز وأفاد بأنها وصلته
ولي سؤال : يقول المولى عز وجل
" .. ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى بل لله الأمر جميعا "
ألم تكن هذه الآية فرضية ، هل عملنا على تحقيقها ... فرضية بها أعلى ما نملك من علم ، كيف استقبلناها ، هل يجب أن نسأل أعلمها الرسول أم لم يعلمها وعليه أيضا لا يجب أن لا نعلمها ، وبالتالي لما وجدت أصلا في القرآن الكريم ، قس على ذلك الكثير من تخاذلنا .
أود أن ألفت النظر بوجود نوعين من الناس الأول العالم يقبلهم لأنهم منه يعيشون حياته بتكرارها والثاني يرفضهم العالم وهم المجددون ، لأن الناس أعداء لما جهلوا .
والاكتشافات عموما لا تطبق على أرض الواقع إلا بالقبول الاجتماعي ، والذي يأتي غالبا بتجسيد الاكتشاف ، وفي العموم لا يلتفت إلا لـ 10% من الاكتشافات حتى في الدول المتقدمة .
وقد يظهر الاكتشاف الواحد أكثر من مرة ويطمس بموت صاحبه ويظهر في أزمان أخرى حتى يلتفت إليه ويحوز القبول الاجتماعي ويتم تهيئة المناخ لتنفيذه .
ومن الممكن أن يكون هذا الاكتشاف الذي نحن بصدده قد ظهر أكثر من مرة ولا يجد المناخ المهيأ لقبوله ، فهل من يعيشون عصر الثورات العلمية مهيؤون لتقبله ، أرجو ذلك .
وفي النهاية أرجوا أن تقبل والأخوة الزملاء الأعزاء مني كل تحية وإجلال والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

اجمالي القراءات 13120