الحقيقة المؤلمة ..أننا نظلم الله ورسله معنا

عمرو اسماعيل في الخميس ١٦ - أغسطس - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

ماحدث في العراق من تفجيرات إرهابية أودت بحياة ما يقرب من 500 أيزيدي من الغلابة الذين ليس لهم أي ذنب وما يحدث هناك يوميا من قتل وتفجيرات إجرامية تنال الأبرياء لابد أن يجعلنا نواجه أنفسنا بصراحة ..نواجه الحقيقة المؤسفة والمؤلمة أن هناك صراع مذهبي دموي في العراق ..بين السنة والشيعة ..صراع كان دائما تحت السطح و حكم صدام الديكتاتوري الوحشي كان يغذيه وفي نفس الوقت يبقيه مثل الرماد تحت السطح حتي أتي الغزو الأمريكي الغبي لإسقاط صدام دون أن يكون له خطة لما بعد صدام أو كانت معه خطة لنشر الفوضي في مواجهة إيران .. لجعل العراق Buffer Zone ..العراق هو ساحة المعركة الحقيقية بين أمريكا وإيران .. وكلاهما يستخدمان متطرفي السنة والشيعة في هذه الحرب .. تماما مثلما حدث في أفغانستان من قبل بين أمريكا والاتحاد السوفيتي ..وكان الضحية ومازال هو الشعب الأفغاني ..
والضحية الآن هو الشعب العراقي الذي عاني الأمرين تحت حكم صدام ويعاني الأمرين تحت الاحتلال الأمريكي والتدخل الإيراني ..
الحل هو أن يتمرد الشعب العراقي علي الجميع ..علي أمريكا وإيران و فلول القاعدة الذين كانوا دائما يعملون لمصلحة اسرائيل حتي لو كانوا لا يعلمون ..
مصلحة العراق هو أن يكون ولاء العراقي لوطنه العراق وليس لمذهبه أو قبيلته أو عرقه ..
الطائفية والديمقراطية لا يجتمعان ...لا في العراق ولا لبنان ولا مصر ولاأي بلد في العالم ...
بدون أن تفهم شعوب الشرق الأوسط العبثي أن الدين لله والوطن للجميع ...فسنظل ندور في هذه الحلقة المفرغة من العنف الطائفي في العراق ولبنان والفتنة الطائفية في مصر وغيرها ..
ماذا يضر أي منا إن كان شريكه في الوطن شيعي أو سني أو مسيحي أو أيزيدي أو من أي ملة كانت ..المهم أن نحترم جميعا القانون الذي يسنه مجلس تشريعي منتخب علي أساس وطني وليس طائفي .. وأن يكون لأي منا الحق في أن يعبد الله بالطريقة التي يؤمن بها .. في مكان العبادة الذي يرتاح له قلبه ..
طالما توجد خانة الديانة في الأوراق الرسمية لشعوبنا .. وطالما هناك تمييز بين المواطنين علي أساس ديني .. فسنظل ندور في هذه الحلقة العبثية من التقاتل الطائفي و الفتنة الطائفية .. والتي يستغلها كل حاكم ديكتاتور ليبقي في الحكم ويستغلها كل محتل ليبقي علي احتلاله ....
الدولة الديمقراطية الحقيقية لا يوجد بها أغلبية أو أقلية علي أساس ديني ..بل يوجد بها مواطنين لهم نفس الحقوق والواجبات .. الأغلبية والأقلية مجرد تعبير سياسي عن الكتل البرلمانية السياسية علي أساس التوجه السياسي والاقتصادي .. حزب له توجهات سياسية يسارية ححصل علي الأغلبية يحكم وحزب له توجه سياسي يميني مثلا حصل علي الأقلية يكون في المعارضة انتظارا للإنتخابات القادمة ..
أما أن يقتل السني الشيعي أو الشيعي السني لمجرد الاختلاف المذهبي فهو قمة العبثية والإجرام ..وأن يحدث احتقان طائفي في مصر بين المسلمين والمسحيين فهو قمة العبثية والاستهتار بالوطن .. ..
لنعبد الله في المساجد والحسينيات والكنائس .. ثم نخرج منها وقلوبنا مليئة بأهم مايريده الله لنا كبشر .. الأخلاق والرحمة والتسامح ..
هل يرضي الله عن هذا القتل الأهوج المجنون الذي نمارسه باسمه ..تعالي الله عن ذلك علوا كبيرا ..
وهلس سيزيد قدرالاسلام أو المسيحية إن تقاتل أتباعهما وتنابذوا بسبب شخص أو ألاف من الأشخاص يغيرون ديانتهم في الأوراق الرسمية .. من يريد أن يبدل دينه ..هو حر تماما .. ولكن دون أن يجعل من الأمر قضية .. فالعلاقه هي بينه وبين الله وليس بينه وبين باقي البشر وإخوته في الوطن ..
هل يسعد ما يحدث من تقاتل طائفي أو مذهبي محمدا أو عيسي عليهما السلام ..
هل يسعد التقاتل بين السنة والشيعة عليا أو باقي الصحابة رضوان الله عليهم ..
إن الله والرسل والصحابة وأولياء الله الصالحين أبرياء مما نقترفه باسمهم أو بحجه واهية هي الدفاع عنهم ..
لنا الله
..
عمرو اسماعيل

اجمالي القراءات 8853