حزب الله والإرهاب

آية محمد في الإثنين ٠٦ - أغسطس - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً


الفاضل الدكتور أحمد صبحي منصور،
أولا، أحب أن أشكرك على إتاحة الفرصة للجميع، ومن خلال هذا المنبر الحر، على التعبير عن رأيهم بحرية وبلا خوف، وأحترم فيك تقبلك للنقد البناء الخالي من التجريح.

لقد قرأت البيان الذي أصدرته بعد الجريمة التي قام بها الطالبانيون، ولي تحفظ على وصفك حزب الله بالإرهابيين. أنا لست مع أو ضد حزب الله. لا أؤيدهم، ولا أعارضهم، ولكني أحييهم على صمودهم أمام إسرائيل، وأعيب عليهم دخولهم في حرب هوجاء غير محسوبة وغير عادلة راح ضحيتها ألف روح لبنانية غالبيتها من الأطفال والنساء..

أعرف أن معايير تصنيف الإرهاب تختلف من بلد إلى آخر ومن شخص إلى آخر. فالإرهاب بالنسبة لجورج بوش مثلا هو كل من يقف أمام التوسعات الإقتصادية الأمريكية، والإرهاب بالنسبة للمسلم المؤمن هو كل من يبدأ بالإعتداء، والإرهاب بالنسبة للمواطن العادي هو كل ما يقف عائقا أمام ممارسته اليومية لحياته الطبيعية. أما فى وجهة نظري البسيطة، الإرهاب هو كل عدوان بلا وجه حق، وهو الحرب الغير مبررة أخلاقيا. فكل من إعتدى إرهابي، أما من رد وصد الإعتداء أو دافع عن نفسه فلا يجب وصفه بالإرهابي. وكل من سمح لنفسه أن يدخل تحت راية المعتدي فهو جزء من الإرهاب إلا إذا كان دخوله بالقوة والجبرية. إذا البادي أظلم ولن أصف المدافع بالإرهابي إلا إذا تحول دفاعه إلى إرهاب فى غير محله. وكل هذا لا ينطبق على حزب الله وإن كان ينطبق إلى حد ما على حماس بعد أن غيرت مسارها من قتال الأعداء إلى قتال الأشقاء بحجة العمالة والخسة.

حزب الله، بغض النظر عن إعجابي أو مقتي لرئيسهم حسن نصر الله، نالت إعجاب الجميع بصمودها أما إسرائيل من يوم إنشقاقها من حركة أمل. أنا لاأؤيد أي حزب يقوم على اساس ديني مثل الإخوان المسلميين وغيرهم ولكن الأمر يختلف مع حزب الله. فحزب الله لم يوجهوا أسلحتهم نحو إخوانهم اللبنانيين ولم يزرعوا القنابل لتفجير الأطفال والسياح، ولم نسمع إنهم إختطفوا المدنيين وقطعوا رقابهم، بل إنهم حربوا الجيش الإسرائيلي وأسروا أفراد من الجيش. الحركة نالت شهرتها وشعبيتها نتيجة مقاومتهم للمحتل الإسرائيلي، وكللوا مقاومتهم العسكرية اللاإرهابية بإنسحاب الجيش الإسرائيلي من الجنوب اللبناني. إذن فالحركة حركة عسكرية بإعتراف الكيان اللبناني، خاضت حربا من أجل تحرير أرضها، وحققت أهدافها. لم نسمع فى غضون حربهم الشريفة أن الحزب الله إختطف ألمانيا أو كوريا أو أسبانيا أو قاموا بجز رقاب أبرياء أمام شاشات التلفاز أو من خلال منبرهم الإعلامي المنار، فكيف نصفهم بالإرهابيين ولماذا؟ قد يكونوا خاضوا حربا حمقاء أما إسرائيل العام الماضي راح ضحيتها ألف روح لبنانية ولكن هذا الخطأ العسكري لا يوصف بالإرهابي. ويكفي أن الرجل حسن نصر الله قدم إبنه شهيدا ولم يقدمه بيزنس مان يتاجر فى أعراض الشعب الفقير مثلما يفعل البعض الآخر. فلا يجب أن نصفه بالإرهابي حتى ولو إختلفنا معه.

أعرف أن ولاء حزب الله لإيران، وأعرف أن الغالبية اللبنانية ترفض كيان الحزب فى الجنوب اللبناني، ولكن أيضا كل هذا لا يضع الحزب فى خانة الإرهاب. كيان الحزب شأن لبناني هم أولى به وبحله وهم أدرى بمصلحة بلدهم، ولكني لم أسمع لبنانيا يوما يقول أن حزب الله حركة إرهابية ومهما كانت درجة كراهيتهم للحزب ولحسن نصر الله وللشيعة فى الجنوب. لا أحب الإنسياق خلف الأراء الأمريكية أو محاولة إرضاءهم حيث أن أهدافهم تختلف عن أهدافنا وإن تقاربت فى البعض وإختلفت فى الكثير. أمريكا وإسرائيل يصفون حسن نصر الله بالإرهابي ويصفون حزبه بالإرهابي لأنهم أعداء لهم ولكنهم ليسوا أعداءنا حتى نصفهم بما لا يليق، بل يجب أن نعطي لكل ذي حق حقه  حتى وإن كنا نتعرض على سياسته "لا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا". أمريكا تصنف الإرهاب والإرهابيين من وجهة نظرها الخاصة ووجهة نظرها لا تتماشى مع وجهة نظرنا ومع أهدافنا، وإن كنت أتفق مع الجميع أن إبن لادن وأمثاله من الإرهابيين والمجرميين، وأختلف مع الدكتور صبحي بالنسبة لحماس وحزب الله حيث إنهم حركات سياسية ترتدي عباءة الإسلام ولكنهم بعيدون عن الإرهاب (مع التحفظ على حماس فى الوقت الحالي).

وأخيرا أقول أن الإعلام بيد الأقوى، وإن أرادت أمريكا أن تخلق طالبان إسلامية تقطف الرؤوس الإنسانية بإسم الإسلام فلن يوقفها أحد، وإن أرادت خلق بن لادن قاتل سفاح بإسم الإسلام فلن يوقفها أحد، وإن أرادت زرع الزرقاوي ثم قتله فلن يوقفها أحد، وإن أرادت تعيين صدام ثم إنتشاله من جحر مثل الجرذان ثم كسر عنقه على حبل المشنقه فلن يوقفها أحد. لن نستطيع أن نجاري الإعلام الكاذب الذي يضللنا لهدم الإسلام. والحمد لله كلنا نعلم حقيقة الإسلام السمحة ومن أراد أن يعلم أو يعرف فليقرأ بيان الفاتيكان الأخير وخوفهم من الزحف الإسلامي على أوروبا. والله متمم نوره ولو كره الكافرون.

أرجو تقبل الإعتذار عن أي أخطاء وذلك لضيق الوقت، حيث إنني على سفر.
وتحياتي للجميع...

اجمالي القراءات 17880