قراءة في القرآن لامراض بني اسرائيل

محمد مهند مراد ايهم في الأحد ٠٥ - أغسطس - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

افتتح الله كتابه العزيز بسورة الفاتحة التي تعتبر التلخيص الكامل لكل ما ورد في هذا القرآن العظيم آيات مقتضبات تجمع كل مفاهيم الدين الحنيف ثم جاءت سورة البقرة وفي مقدمتها تعريف لهذا الكتاب وتفصيل لأصناف البشر التي قد يلتقيها المؤمن ثم تكلم عن بداية خلق الإنسان والغاية منها ثم جاءت قصة بني إسرائيل بعدها مباشرة قبل الحديث في أي من تفاصيل هذا الدين قصة بني إسرائيل تلك الأمة التي عاشت فترات تشبه إلى حد كبير ما عشناه ونعيشه إلى يومنا هذا تلك الأمة التي تعرضت إلى أنواع شتى من الأمراض التي دفعتها إلى التخلي عن كتابها الكريم واستبداله بأشياء أخرى ما أشبهها بما اتخذه المسلمون بديلا لكتاب الله حتى يومنا هذا
سبحانه عالم الغيب والشهادة يعلم ما سيحل بهذه الأمة فضرب لهم مثلا قصة بني إسرائيل لتكون لهم موعظة قصة بني إسرائيل تلك القصة التي أسهب القرآن الكريم في الحديث عنها تكاد تكون نسخة طبق الأصل لقصة بني المسلمين .
الم ينجنا الله عز وجل من فراعنة كثر ثم ما لبثنا أن اتخذنا آلهة أخرى ومناهج أخرى الم يقل الله عز وجل كنتم خير امة أخرجت للناس فاتخذناها ذريعة لنا لنقول أننا سندخل الجنة لأننا من امة محمد والرسول شفيعنا كما قال ذلك بنو إسرائيل الم نحرف الكتاب كما حرفه بنو إسرائيل ولكن بطريقة تختلف عن تحريف بني إسرائيل بعض الشيء فلأنا عجزنا عن تحريف لفظه كما فعل بنو إسرائيل حرفنا معناه ثم حرمنا على أي منا أن يفهم ما هو بين في كتاب الله إلا بعد الرجوع إلى العلماء الذين ضلوا وأضلوا الم نتخذ عجولا بدلا من عجل اتخذه بنو إسرائيل الم ننقض عهد الله مئات المرات الم نقل ما قاله بنو إسرائيل لن تمسنا النار إلا أياما معدودات الم نسال عن أشياء لم يبدها الله رحمة بنا حتى أصبحت ابسط أمور الدين اعقد من أي نظرية رياضية أو منطقية أو فلسفية الم نتخذ كثيرا من الآلهة نحج إليها ونطلب مغفرتها كما قال بنو إسرائيل اجعل لنا إلها كما لهم آلهة الم نقتل المؤمنين منا كما قتل بنو إسرائيل أنبياءهم وما ذكره الله سبحانه وتعالى من فسادهم وأمراضهم كثير فلنقرأ معا قصتهم لتكون لنا جميعا موعظة ولنتبع كتاب الله ليكون لنا مخرجا مما نحن فيه وحتى يكون لنا منهجا تسير حياتنا عليه لنصل إلى الطريق القويم.
لم اجد ابلغ من القرآن في طريقة سرده ومعالجته لتلكم الأمراض فليقرأ كل منا بهذا الكتاب ولينظر الى نفسه والى من حوله وليذكرنا بما امرنا الله به في هذا الكتاب .... كتاب الله ومن اصدق من الله حديثا
ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينت وأولئك لهم عظيم * يوم تبيض وجوه وتسود وجوه فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون * وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون *

اجمالي القراءات 21071