اعذروا صراحتي

محمد مهند مراد ايهم في الأربعاء ٢٥ - يوليو - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

اعذروا صراحتي
الأساتذة الكرام القائمين على موقع أهل القرآن السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد .
بداية أعجبت بشكل كبير بهذا الموقع الذي يتيح للمرء أن يعبر عن فكره ورأيه بشكل حر وصريح بعيدا عن رقابة الكهنوت , ولإيماني الكامل وقناعتي الكاملة بتفرد القرآن الكريم كمصدر لهذا الدين الحنيف وأعلمكم أن هذه القناعة نشأت لدي منذ ثمانية عشرة عاما رغم ما كان يشوبها من خلل مما ورثته عن البيئة التي نشأت فيها إلا أنني كنت دوما انصاع لأمر الله حين اقرأ آية من كتاب الله فأفهم منها ما ينسف تلك القناعة السابقة , آمنت بان هذا القرآن محكم لا يلغي بعضه بعضا كما أنه لا يلغيه شيء , آمنت بأنه لا اله إلا الله بكل ما تعنيه هذه الكلمة إلا أني لم انس يوما بان هذا القرآن كان مصدرا وحيدا لتربية النفس البشرية وأن له سحرا على النفس يدفعها إلى الانصياع الكامل لأوامر الله والانتهاء عما نهى تعلمت منه الحوار مع الآخر تعلمت منه أخلاقه وفضائله, تحملت ظلم الناس وظلم ذوي القربى واستهزاءهم بي ,كنت أقول لنفسي دوما كل ذلك يهون في سبيل مرضاة الله , كنت ابحث عمن يوافقني على هذا ويأخذ بيدي وآخذ بيده لنصل جميعا إلى ما يرضى الله عز وجل وحين تعرفت على موقعكم توسمت خيرا وخاصة أني كنت قد قرأت عدة مقالات وكتب كتبها الأستاذ احمد صبحي منصور قبل أن يقوم بتأسيس هذا الموقع , أعجبني أسلوبه أفرحني انه يتكلم بما أنا مؤمن به ولكن بأسلوب أكثر وضوحا وأكثر علمية .
ثم بعد أن علمت بموقعكم هذا أعجبني ما كنت أقرأه من كتاب الموقع الشباب منهم والكهول أعجبتني تلك المقالات التي من خلالها لا يسع صاحب عقل إلا أن يقول آمنت بالله وحده آمنت بكتابه مصدرا وحيدا لهذا الدين آمنت بنبيه رسولا مبلغا لهذا الكتاب غير أني كنت انتظر منهم شيئا آخر شيئا لا يقل أهمية عما نتكلم به من أساليب الجدال مع الغير .
كنت انتظر منهم ما يدفع المرء إلى التمسك بفكره قولا وفعلا كنت انتظر منهم بداية منهج تربوي ينطلق من خلال القرآن يضع لبنة تؤسس في النفس البشرية ما يرفعها لتكون قدوة للناس فكرا وخلقا.
قرأت في قصة إبراهيم مع قومه أمران الأمر الأول هو ذلك الأسلوب العلمي العقلي الرائع الذي كان إبراهيم يحاور به قومه (فلما جن عليه رأى كوكبا قال هذا ربي فلما أفل قال لا أحب الآفلين ) كنت أرى فيكم ما كان أسوة بأسلوب إبراهيم في الحوار ولكن ما قرأته في إبراهيم من خلال القرآن ولم أجده حتى الآن وهو ما كان يقوله إبراهيم وما تربى عليه هو ذلك الانصياع الرائع وتلك الأخلاق الرفيعة التي كان يتحلى بها إبراهيم وسائر النبيين
اقترح عليكم أن تخصصوا شيئا من مقالاتكم وكتاباتكم ما يفيد في تربية النفس البشرية التي كثيرا ما تعرض لها الذكر الحكيم وما أحوجنا إليها وما يدعوا إلى التفكر في آلاء الله وما يذكرنا بالآخرة وبحساب الله وبعقابه وثوابه وتذكروا قوله تعالى (أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين ) انتظر منكم هذا فانا احوج الناس الى ذلك والله ولي المؤمنين

اجمالي القراءات 12402