نداء الى أصحاب المذهب السنى..لاتسألون عما أجرمنا

صلاح النجار في الثلاثاء ١٧ - يوليو - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

القرآن هو خزينة العلم الألهى القديم الذى لايأتيه الباطل من بين يديه ولامن خلفه وهو العمدة فى كل الحقائق الدين والمرجع الوحيد فى أمور الغيب والحساب ويوم القيامة والآخرة..أنزله الله الذى ليس كمثله شئ فكان على مثاله كتاب ليس كمثله كتاب..لايرتفع الى ذروته مصداقيه كتاب ولايبلغ حجته مقال فهو منفرد فى صدقه وأحاطته وعجزه.
أما السنة القولية التى جمعها الرواة الأحاديث جمعها بشر مثلنا غير معصومين تقولوها عن بشر آخرين غير معصومين فى سلسلة من العنعنات عبر عشرات السنين لم &Ecicirc;تدون الأحاديث الابعد زمن الخلفاء الراشدين على أيام سلاطين القصور.
والغريب والمدهش أن يعترف الشيخ عبد المهدى على الفضائية مدعيا أن السنة كتبت فى مجلس الرسول بأمر منه وكان يختم مايقولون بخاتمه ولاغريب فى ذلك فنحن تعودنا منهم المفاجئات.
كيف؟وقد اجمع رواة الأحاديث وجاء هذا فى اكثر حديث لأبا هريرة ولعبد الله بن عمر وزيد بن ثابت وأبى سعيد الخدرى وعبد الله بن مسعود..وفى كلمات للأبى هريرة..يقول فى قطعية لاتقبل اللبس..خرج علينا الرسول ونحن نكتب أحاديث فقال ماهذا الذى تكتبون..قلنا احاديث يارسول الله..قال أكتاب غير كتاب الله..فيقول أبو هريرة فجمعنا ماكتبناه واحرقناه بالنار.وابو هريرة صاحب الحديث المتفق على تواتره الذى يقول لاتكتبوا عنى غير القرآن ومن كتب عنى غير القرآن فليمحه..وفى رواية للأبى سعيد الخدرى قال أستأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن اكتب له حاديثه فأبى أن يأذن لى.
هكذا قال رسول الله وقد قال ذلك لأنه كان يخشى أن يحدث مثل ماحدث لأهل الكتاب من تألية الأنبياء وتقديس كلامهم فيتحول مع الوقت الى وحى له شأن الوحى الألهى وكهنوت كما حدث من الأديان الآخرى.
والعجيب أن البخارى راوى من رواة الأحاديث لم يدون من ستمائة الف حديث الا أربعة الف حديث فقط وهذا حدث أيضا مع ابوحنيفة صاحب المذهب السنى لم يدون الا سبعة عشر حديثا فقط من ومئات الألوف.وأن كان هذا يدل فأنما يدل على أنهم كانوا غير مقتنعين بهذه الأحاديث وأنهم راودهم الشك فى تلك الأحاديث.
فهل نحن اجرمنا عندما نشك فى أحاديث وضعها وجمعها بشر غير معصومين؟
غيرتنا على ديننا هى التى جعلتنا أن ننفى الأحاديث التى قولوا بها النبى والنبى لم يقل أى شئ.مستندين بذلك قول الله عز وجل عن قرآنه (فبأى حديث بعده يؤمنون)ويقول الله عز وجل أيضا(أتبعوا ماأنزل اليكم من ربكم ولاتتبعوا من دونه من أولياء قليلا ما تذكرون).
ولاشك ان الحجية العليا تكون دائما للقرآن خاصة فى الأمور الغيبية التى لايعلمها الا الله ولايرتفع الى مستوى هذه الحجية حديث فالغيب من شأن الله وحده.والله تعالى نفى عن رسوله معرفته بالغيب كما جاء فى الآيات التالية(الأعراف 188 ,الأنعام 50 ,الحقاف 9).فهل اجرمنا عندما ننفى عن الرسول الحاديث المدسوسة والتى تدعى أنه يعلم الغيب من أهوال يوم القيامة والشفاعة وعلامات الساعة وغيرها من الغيبيات التى نسبوها لرسول ظلما وعدوانا؟
فالغيب لايعلمه الاالله فكيف يجوز التراشق بالتهم فى غيب!!ولكن هواة الشجار مازالوا يشاجرون ويقذفون بالتهم بلا مناسبة فنحن خوارج ونحن منكرون لسنة ونحن مثيرون للفتنة..وأتهمنا المسرفون بالكفر ونحن ماكفرنا وما خطر لنا الكفر على بال بل كنا أهل شغف بالقرآن وأهل تعليق بآياته اكثر منهم..
وكيف يصبح البحث والتدبر فى آيات الله كفرا!!؟
ونحن ماأثرنا فتنة وما خرجنا عن الملة .وأنما كانت لنا وقفة أما اشكالية والاشكال حقيقة وليست مفتعلة وهى مثار خلاف من قديم ونفكر معا فى الموضوع ونتحاور معا فى هدوء وماأردنا من حطام الدنيا شئ سوى كلمة حق نريد أن تكون فى ميزان حسناتنا يوم القيامة.
فهل اجرمنا عندما نتدبر ونتأمل فى كتاب الله العزيز؟
هل اخطئنا أم عند اصحابنا الرافضين قرآن غير قرآن الذى بين أيدينا.افيدونا أفادكم الله.
وكيف الحال بأحاديث كتبت وجمعت بعد موت الرسول بمائتى عام فى عصر القصور والسلاطين حينما كان كل شئ لاأرضاء الحكام.
وأين حجية هذه الاحاديث فى حجية القرآن كتب فور نزوله باملاء من الوحى وبحفظ الله القدير.
والآن انى لاأتحسر وقد تراخى بنا الزمن وأصبحنا نقراء عن وعن وعن الى آخر العنعنات التى لايعلم بها الا الله..وأختلف أهل هذه العنعنات..والقرآن بين أيدينا لاأختلاف فيه وآياته المحكمة كالسيف تقطعنا عن أى شك.
وما احب الرسول ان يقول لربه يوم القيامة..يارب أن قومى أتخذوا هذا القرآن مهجورا..وما حب أن نهجر المشكاة ونبع القوة التى خرج منها اوائل هذه الامة فنقطع من انفسنا الالهام والمدد..والتاريخ يهتف بنا طول الوقت..أن عدتم عدنا.فهلا جمعنا العزم على أن نعود.وهلا جمعنا العزم على أن نرجع الى دستورنا وقرآننا ونتعاهد معا على أن نتمسك به الى آخر يوم فى حياتنا.
وأضعف الأيمان أن نتدبر آيات القرآن الكريم ولانغلق باب الاجتهاد فى فهمها ابدا فكل كتاب يؤخذ منه ويرد الا هذا الكتاب الحق.
وماأضر بالأسلام والمسلمين الا أغلاقهم لباب الاجتهاد وتحويلهم الى لمرويات السيرة الى مسلمات ومقدسات ومحظورات لاتناقش ولاتمس كأنها مومياوات محنطة.
القرآن هو الكتاب الوحيد الذى تولى الله حفظه يقول جل وعلا (أنا أنزلنا الذكر وأنا له لحافظون)ولم يقل لنا رب العزة أنه حفظ كتاب البخارى أو غيره من كتاب السيرة..وما يقوله البخارى مناقضا للقرآن ولايلزمنا فى شئ ..ويسأل عنه البخارى يوم الحساب ولانسأل نحن فيه.
هل اجرمنا فى احتكامنا للقرآن وتبرئة الرسول من الاحاديث المنسوبة اليه.
ولاكن لانبالى وسوف نعترض عن الجاهلين كما قال الله تعالى فى كتابه العزيز(واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما).
فنحن لسنا هواة جدل لأن الجدل سوف يسلمنا الى جهالات نحن فى غنا عنها.
ولهذا فنحن مكتفين بالقرآن مؤثيرين الأيمان على الجدل.
فنحن بشر أيضا ولاكننا نحتكم الى القرآن ونتدبر معانيه..فبحور العلم بلا شاطئ وأعماقها بلا أغوار والله هو الهادى ونسأله التوفيق.
صلاح النجار

اجمالي القراءات 15390