تعليقا على الاعتقال الثالث للكاتب الاسلامى : رضا عبد الرحمن على
المؤمن مُصاب

آحمد صبحي منصور في الإثنين ٢١ - سبتمبر - ٢٠٢٠ ١٢:٠٠ صباحاً

المؤمن مُصاب

تعليقا على الاعتقال الثالث للكاتب الإسلامي رضا عبد الرحمن على

مقدمة

1 ـ جاءتنى هذه الرسالة الهامة من أحد القرآنيين المجهولين في مصر . أنشرها بعد حذف ما يشير الى صاحبها ، ثم أرد عليها.

2 ـ قال : ( دكتور أحمد . قبل ان اتعرف على موقع أهل القرآن كنت سلفى ومتعصّب ، وأفكر في السفر الى تركيا لأنضم الى قيادات الاخوان هناك ، ولكن الذى أنقذنى هو إمام المسجد في قريتنا ، وهو راجل محترم ومستقيم ، حذرنى ، قلت له ان الاخوان المسلمين يؤمنون بتطبيق الشريعة الإسلامية ، فقال لى ان الشريعة التي يقصدونها ليست الشريعة الإسلامية الحقيقية . قلت له ان شعارهم القرآن دستورنا والرسول زعيمنا ، قال إن هذا مجرد شعار وهم يريدون الوصول للحكم باستغلال اسم الإسلام . قلت له إن معهم السُّنة فقال لى معهم أحاديث ضعيفة وتخالف القرآن .استمر الجدال بيننا الى أن شككنى في كل شيء ،  قلت له انت ضيعتنى فما عاد هناك شيء اؤمن به  قال لى : ألا يكفيك القرآن وحده ؟ وأخذ يتلو آيات من القرآن ، واندهشت كأنى أعرفها لأول مرة مع انى مغرم بالاستماع الى المصحف المرتل . قلت له طالما هذا رأيك وتعتقد انه صحيح وانت خطيب الجمعة لماذا لا تقول هذا ؟ أول مرة في حياتى أشوف شيخ يبكى . بكى أمامى وقال أنا رجل كبير في السّن وضعيف وأخاف من البهدلة في نهاية العمر . سألته النصيحة فقال ابحث عن موقع القرآنيين . عملت بنصيحته وعثرت على موقع أهل القرآن ، وأول ما قرأت لكم القرآن وكفى والاسناد وعذاب القبر وحد الردة والتأويل ، وأصبحت من المتابعين لكل ما تكتب . ودخلت في جدال مع أسرتى وإحنا أسرة ميسورة وفيها ناس واصلين وموظفين كبار في الحكومة ، هددونى واعتبرونى خطر عليهم ، وكل ما أستشهد لهم بالقرآن يرفضون ، وذهبوا الى إمام المسجد واشتكونى له لانى من القريبين منه ، إمام المسجد تبرأ منى أمامهم وأمامى ، وأنا طبعا عذرته فهو موظف غريب عن البلد وما لوش عزوة . أرسلت لك يا دكتور أسألك عن الحل وحضرتك نصحتنى في ايميل خاص ذكرت حضرتك فيه ما حصل لأهلك في مصر وموت قريبك رمضان عبد الرحمن الكاتب في الموقع ، ونصحتنى ان ابعد عن الجدال في آيات الله لأن الجدال في آيات الله من صفات الكافرين ، وإن المفروض بعد ما اتعرف اللى أنا أؤمن به أن أقول للناس اعملوا على مكانتك إنا عاملون وانتظروا إنا منتظرون . وردك جعلنى ازداد اعجابا بحضرتك لأنك اهتميت برسالة واحد لا تعرفه وكتبت له في ايميل خاص ولم تنشر الموضوع في الفتاوى في الموقع . وفعلا بقيت في حالى ، واكتفيت بقراءة مقالاتك والصلاة والعبادة وحدى مع نفسى . وبعدين طلب منى أهلى الصلاة في الجامع ، وأهلى هم اللى بنوه ، أنا رفضت وهددتهم اسيب البلد كلها لو ما سابونى في حالى . خوفونى بالأمن وان الأمن اذا اعتقلنى فسيتبرؤن منى . قلت لهم حسبى الله ونعم الوكيل ، ولا أظن انهم يعتقلونى وأنا في حالى . واستمر الحال على ما هو عليه ، أنا في حالى واسرتى في حالهم . وبعدين عرفت اللى حصل لقريبك الأستاذ رضا وانهم اعتقلوه مع انه ترك الموقع من سنين وعاش في حاله جنب الحيط . أنا خايف يعتقلونى لأن الوضع الأيام دى مضطرب ، وبيعتقلوا أي واحد ، بأفكّر في الهجرة . عايز حضرتك تنصحنى ، أعمل ايه ، ولكم الشكر الجزيل . ) أنتهت الرسالة ، وأقول :

أولا :  عموما عن أهل القرآن :

1 ـ أهل القرآن تيار فكرى ينتشر باستمرار في القلوب والعقول ، وينتشر عبر الانترنت ، ويظهر عبر تشعبات في الآراء مختلفة ، ولكن تتفق في الاعتماد على القرآن وحده ، ثم تتشعب الخلافات . ونحن القادة ، وغيرنا تابع لنا ، ونحن الراسخون في التدبر في القرآن والمتخصصون معرفيا بالتراث .  يستحيل تحديد عدد اهل القرآن في مصر وغيرها ، خصوصا وهم تحت متابعة أمنية . وفى حوالى 2006 تقريبا نشرت صحيفة ( المصريون ) ذات التوجّه السلفى الاخوانى تهاجم وزارة الأوقاف بعنوان يقول ان أجهزة الأمن رصدت حوالى 20 ألف خطييب قرآنى في المساجد ، وكان هذا في بداية إطلاق موقع أهل القرآن ، ودخل بعدها كثيرون في دين القرآن أفواجا ، ولكن الأمن لا يعرف سوى أهلى ، لذا حدثت موجات إعتقالهم أعوام 2007 ، 2008 : 2009 ، 2015 ، ثم الآن 2020 .

2 ـ الأمن يعرف أن معظم أهلى ليسوا من أهل القرآن ، وبعد هجرتنا لأمريكا فالكاتبون في الموقع من أهلى هم إثنان فقط ، رضا عبد الرحمن واخوه الراحل رمضان عبد الرحمن . أهلى فقراء وهم في حالهم مهمومون بلقمة العيش ويريدون أن يعيشوا بعيدا عن المشاكل شأن كل المستضعفين في الأرض .

3 ـ هذا يذكرنى بموضوع الأستاذ رمضان عبد الرحمن يرحمه الله جل وعلا ، كان كاتبا نشطا في الموقع ، ووقع فريسة السرطان عدة سنوات الى أن مات . وكان متمسكا صلبا بعقيدتنا ، وأوصى عند موته أن يصلوا عليه في البيت وألا يذهبوا به الى المسجد الصوفى أو المسجد السنى . ولكن أهلى بسبب خوفهم لم ينفذوا وصيته وقاموا بالصلاة عليه في المسجد الصوفى الذى أعتبره رجسا من عمل الشيطان . وكتب لى أخوه رضا عبد الرحمن معتذرا بأنه لم يستطع الوقوف ضد رأى العائلة ، فكتبت له أنه : جرى خير ، وأنتم أدرى بظروفكم . ألان رضا عبد الرحمن في الاعتقال الثالث ، ودخل معه في الاعتقال ـ بضعة أيام ـ بعض أولئك الذين رفضوا تنفيذ وصية رمضان عبد الرحمن خوفا من أجهزة الأمن . أتذكر أننى قلت لك ما حدث وقتها في جنازة رمضان عبد الرحمن ، لأننى كنتُ وقتها أشعر بحزن شديد ليس فقط على الراحل رمضان عبد الرحمن ولكن حزنى أكثر على الأحياء من أقاربى الذين بلغ بهم الرُّعب الى هذه الدرجة . هذا الرعب يتعمد الأمن المصرى إشاعته في قلوب من يتبع التيار القرآن ، وهذا الأمن يتخذ من أهلى وسيلة لارهاب تيار لا يعرف مدى إنتشاره . وهذا يفسّر رُعب إمام الجامع لديكم ورُعب أسرتك مع ما لهم من مكانة .

ثانيا : عن الهجرة

1 ـ من الصعب ـ على أقل تقدير ـ أن تهاجر الى الخارج .

2 ـ لا أنصحك أن تهاجر الى بلد آخر في مصر لأنك ستفقد أهلك وستكون وحيدا وفريسة للأمن ، فطالما أعلنت رايك فقد أصبحت مرصودا من الأمن ، ولعل هذا سبب رُعب أهلك . إذا تركتهم وهاجرت الى أقصى بُقعة في مصر سيتشكك فيك الأمن وسيصل اليك ويفترسك . لذا أرجو أن تظل بين أهلك فهم نوع من الحماية لك ، خصوصا إذا إعتكفت في بيتك وابتعدت عن أي نشاط دينى .

3 ـ ومع هذا فليس هناك ضمان لك . لأنه على أقل تقدير سيستدعونك لارهابك ولاستجوابك ولإخافة الآخرين بك . هذا هو مدخل الموضوع الأساس ، وهو أن المؤمن مُصاب .

ثالثا : المؤمن مُصاب ، وغير المؤمن أيضا

1 ـ المصائب من خير أو شرّ هي من الحتميات الى لا مهرب منها ، مثل الموت والبعث ، قال جل وعلا ( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ) الأنبياء 35 ).

2 ـ والمصائب من المحن قد تأتى مباشرة من رب العزة مثل المرض والعجز ، وقد تأتى من البشر الظالمين ، فالظالمون المجرمون إبتلاهم الله جل وعلا بنعمة النفوذ فاستعملوها في الظلم ، وإبتلى الله جل وعلا غيرهم بابتلاء الضعف ، وجعل هذا ( النفوذ ) وذاك ( الضعف ) فتنة للقوى والضعيف . وعلى المؤمن الضعيف الذى يقع عليه الظلم أن يصبر . قال جل وعلا : ( وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا )  ( 20 ) الفرقان ).

3 ـ وعليه تختلف ردود الأفعال من البشر في الابتلاء بالخير والشّر .

3 / 1 : المؤمن يتقبل المكتوب عليه الذى لا سبيل لتفاديه متوكلا على ربه جل وعلا قائلا : ( قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ) 51 ) التوبة )، وحتى في ابتلاء النعمة لا يغترّ بها بل يتخذ موقفا وسطا ، فهو قدر مكتوب قبل وجودنا في هذه الحياة ، قال جل وعلا : ( مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ) 22 ) ( لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ) 23 )( الحديد )

3 / 2 : غير المؤمن لا يكفر فقط بالله جل وعلا وإنّما أيضا يكفر بنعمة الله جل وعلا ، وهذا هو كفران النعمة الذى تمتلىء به حياة المحمديين ، نعمة الصحة والشباب والثروة والنفوذ تجعل صاحبها من أكابر المجرمين بدلا من أن يكون من الشاكرين . النعمة الكبرى هي القرآن الكريم والذى إستبدله المحمديون بأحاديث شيطانية . والمحمديون اليوم يعيشون في أغنى بقاع العالم ، ولكن أكابر المجرمين حولوها الى خراب وحدائق من القبور الجماعية وأنهار من الدماء . توعدهم الله جل وعلا بالخراب في الدنيا وبالجحيم في الآخرة ، فقال : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّواْ قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ ) 28 ) ( جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ ) 29 ) ( وَجَعَلُواْ لِلَّهِ أَندَادًا لِّيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعُواْ فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ ) 30  ) إبراهيم  )

3 / 3 : المؤمن المتقى يخرج من إبتلاء المحنة وقد إزداد إيمانا لأنه بالصلاة وبالصبر على المحنة يقترب من رحمة ربه جل وعلا  لأنه جل وعلا مع الصابرين ،

3 / 4 : الإيمان مدخل كبير للإختبار بالفتن والمحن ليتبين هل هو إيمان حقيقى أم زائف مصطنع ، عن الفريقين  قال جل وعلا :

3 / 4 / 1 : ( أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ ) (2 ) ( وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ) ( 3 )  (  العنكبوت ) ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ وَلَئِن جَاءَ نَصْرٌ مِّن رَّبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ ) (10 ) ( وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ ) 11 )  ) العنكبوت )

3 / 4 / 2 :  ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ) 11 ) الحج  ) .

4 ـ المؤمن المُتّقى هو إنسان عاقل:

4 / 1 : لا يسمح لأحد أن يخدعه بخرافات تقديس البشر والحجر ، وهو يرفض هذا ، ويعلن هذا .

4 / 2 : والمؤمن بعقله يعلم أن المحن وقتية ، ومها بلغ شدتها ستنتهى إمّا خلال حياته أو بموته . أما المجرم الظالم فهو بتصرفاته يعتقد أنه لن يموت وأنه مستمر فى سلطانه ، لا يعرف الحكمة القائلة ( لو دامت لغيرك ما وصلت اليك ) ولا يرى مصارع الظالمين أكابر المجرمين من حوله ، ولا يرى أن الله جل وعلا يوقع إنتقامه بهم فيالدنيا قبل الآخر . لقد قال جل وعلا :

4 / 3 / 1 : ( مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ  ) ( 123 ) النساء).

4 / 3 / 2 : هذا عدا الخلود في النار ، قال جل وعلا : ( وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ ) 20 ) (وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ) 21 ) ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ ) 22) السجدة ). 

5 ـ  فالمؤمن يعلم أنه جل وعلا يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء، قال جل وعلا عن ذاته :  ( أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ ) النمل 62 ).

أخيرا

1 ـ لا مفرّ من الابتلاء بالمحن في هذا الوقت الصعب الذى تعيشه مصر . إجعل المحنة التي ستتعرض لها فرصة لإثبات صبرك وتقوية إيمانك لتكون من الفائزين الناجين من الخلود في الجحيم ، وتدبر قوله جل وعلا : ( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنْ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ (185)  آل عمران ) .

2 ـ ودائما : صدق الله العظيم .

اجمالي القراءات 3694